سيف نبيل يُطلق «المجموعة» من بيروت: ولادة جديدة واستماع غير مسبوق

الفنان العراقي لـ«الشرق الأوسط»: أصعب المعارك أخوضها مع نفسي

سيف نبيل يُطلّ من بيروت بـ«المجموعة»... ولادة فنّية جديدة (تشانل إم إي)
سيف نبيل يُطلّ من بيروت بـ«المجموعة»... ولادة فنّية جديدة (تشانل إم إي)
TT

سيف نبيل يُطلق «المجموعة» من بيروت: ولادة جديدة واستماع غير مسبوق

سيف نبيل يُطلّ من بيروت بـ«المجموعة»... ولادة فنّية جديدة (تشانل إم إي)
سيف نبيل يُطلّ من بيروت بـ«المجموعة»... ولادة فنّية جديدة (تشانل إم إي)

كان هواء الخريف قد بدأ يهبُّ خفيفاً على ليل الشاطئ اللبناني، يحمل معه شيئاً من الهدوء الذي يسبق المفاجآت. في منطقة زوق مكايل، اجتمع الفنّ بالعاطفة في أمسية أرادها الفنان العراقي سيف نبيل مختلفة، فوجد نفسه مُحاطاً بوجوه مُحبّة، من فنانين وإعلاميين وأصدقاء يشاركونه حفل إطلاق ألبومه الجديد «ذا كولكشن». تحوّل المكان المُضاء بالشموع والمُزيَّن بالورود البيضاء إلى بيت يفتح أبوابه على موسيقى جديدة تُخاطب الحاضر وتؤسِّس لمرحلة أخرى من مسيرة فنان يواصل البحث عن نفسه.

الأمسية تحوَّلت إلى بيت مفتوح للجميع (تشانل إم إي)

خصوصية الأمسية في تفاصيلها الجمالية، وفي الفكرة غير المألوفة التي اعتمدتها: جلسة استماع مباشرة للأغنيات، تُقام بهذا الشكل للمرة الأولى في الشرق الأوسط. عَرَض سيف نبيل جميع أغنيات الألبوم أمام الحضور قبل أن تُطرَح رسمياً، كأنه أراد أن يُشاركهم لحظة الولادة ويضعهم في موقع الشهود والمشاركين في آن. كان المشهد أشبه بمسرح للتفاعل الفنّي. تعلو الآراء والانطباعات على وَقْع الموسيقى، فيشعر الفنان أنّ صوته يعود إليه مُضاعَفاً بما يحمله الآخرون من تفاعل.

راح الشريكان موريس متّى وإيلي الحلو يتنقّلان بين الضيوف بحرص واهتمام، يُراقبان التفاصيل الصغيرة التي تجعل الأمسية مُتماسكة، فشركة «تشانل إم إي» التي أسَّساها، وضعت لنفسها معياراً خاصاً في التنظيم، وبدت في تلك الأمسية كأنها تمتحن قدرتها على الجَمْع بين التميُّز والمهنية. حين تولّى إيلي الحلو إدارة الحوار مع سيف نبيل، بدا واضحاً أنّ الهدف إتاحة فرصة لأسئلة حقيقية تمنع ضوضاء العبارات الفارغة وتُفسح مجالاً لنقاش يُظهر عمق التجربة. كان التنظيم «صارماً» من دون أن يفقد لمسته الإنسانية، والحوار سلساً من دون أن يتخلّى عن الجدّية، فخرجت الأمسية مثل لوحة تجمع الودّ بالرصانة.

في تلك اللحظة التي فاجأته تفاصيل لم يكُن على عِلْم بها، قال سيف نبيل بعفوية: «قلبي كِبِر كتير كتير كتير». كلمات بسيطة مُحمّلة بحقيقة الشعور، تعكس حجم الامتنان والبهجة. ظهر بوضوح أنه كان فرداً من عائلة كبيرة التفَّت حوله لتُشاركه انطلاقة يراها منعطفاً في مساره. العروض الحصرية لمقاطع الألبوم، والإطلاق الرسمي لفيديو كليب «أخذ الروح» الذي حصد إعجاب الحاضرين، منحت الأمسية معنى أعمق في نظره. استُقبلت الأغنية مثل إضافة بصرية وفكرية تفتح نافذة جديدة في مسيرة فنان يتوق دائماً إلى التجريب.

لكنّ قيمة «المجموعة» تُقاس أيضاً بما حمله من روح متجدِّدة. 10 أغنيات مختلفة يجمعها خيط بحث عن التنوّع. تراءى سيف نبيل في وضعية إعادة تعريف نفسه عبر كلّ أغنية؛ يُجرّب صورة جديدة ويكتشف نغمة أخرى، من دون أن يتخلَّى عن جذوره. يُقدّم عملاً متعدّد الطبقات، يتنقّل فيه بين اللهجات العربية، لكنه يظلّ محتفظاً بالروح العراقية التي يعرفها جمهوره ويُقدّرها.

في حواره مع «الشرق الأوسط»، يتحدَّث عن هذا التحدّي: كيف يُحافظ الفنان على هويته الأصلية وهو يُجرّب ألواناً جديدة؟ يقول: «أنا ابن العراق أولاً وأخيراً، هويتي حاضرة في كلّ كلمة وكلّ لحن. لكنَّ الفنّ لغة إنسانية عالمية لا تعرف الحدود. اللهجات العربية ثراء وليست تفرقة، وقد استطعتُ أن أوحِّد هذا التنوّع لأني غنّيتُ بصدق وحافظتُ على الروح العراقية التي يُحبّها الناس، فيما أضافت اللهجات الأخرى ألواناً جديدة إلى الصورة نفسها».

أغنيات متجدّدة تُعيد رسم صورة سيف نبيل خارج القوالب (تشانل إم إي)

نسأله عن منعطف التغيير، فيُجيب من موقع التجربة: «يصل كلّ فنان إلى مرحلة يشعر فيها أنّ صوته والجمهور يحتاجان إلى ولادة جديدة. لم يكن الهدف أن أُبدّل هويتي، وإنما أن أضيف نَفَساً جديداً. اللحظة جاءت حين أدركتُ أنّ الجمهور يتوقَّع مني شيئاً أبعد ممّا اعتاد عليه، وهناك قرّرتُ أن أُقدّم سيف نبيل المختلف». في كلماته ما يُشبه الاعتراف بأنّ التكرار فخّ يُهدّد الفنان إن لم يُجدّد ذاته، والمغامرة في الفنّ مطلوبة.

لم يُخفِ أنّ العراق هو الجذر الذي يمنحه هويته، لكنه يرى في الانتشار العربي جناحاً يُتيح له التحليق أبعد. يردُّ على إشكالية التوازن بين الانتماء والانتشار: «لا أراهما في صراع، فهما متكاملان. الانتماء يمنحني الصدق، والانتشار يمنحني المساحة لأطير بجناحي». في تلك العبارة خلاصة تجربته؛ فيكون حاضراً بجذوره، ومنفتحاً في الوقت نفسه على فضاء أوسع يضمّ الجميع.

يتحدَّث عن النقلة النوعية، ويربطها بمعركة داخلية لا يفلت منها أي فنان: «أصعب معركة يخوضها الفنان هي مع نفسه، كيف يُطوّرها ويُقدّم ما يرضيها قبل إرضاء الآخرين. لكنها أيضاً رسالة للساحة الفنّية بأنّ ثمة دائماً مساحة للتجديد والخروج من القوالب».

وفي لحظة تأمُّل، نسأل سيف نبيل عمّا لو عاد إلى نفسه الأولى؛ تلك التي بدأت المشوار قبل سنوات، فماذا كان ليقول لها؟ يجيب وصورٌ من الماضي تعبُر أمامه: «كنتُ سأقول: ابقَ كما أنتَ. آمن بحلمك وامشِ بخطوات ثابتة. لكلّ نجاح وقته، ولكلّ أغنية عمرها. اجعل قلبكَ دليلك، ولا تخف من التحدّيات. فكلّ تجربة ستمنحك قوة وخبرة».


مقالات ذات صلة

إسرائيل ستشارك في «يوروفيجن 2026»

ثقافة وفنون المغنية الإسرائيلية إيدن جولان الممثلة لبلدها على خشبة المسرح خلال التدريبات قبل الجولة النهائية لمسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) لعام 2024 في مالمو بالسويد يوم 10 مايو 2024 (رويترز) play-circle

إسرائيل ستشارك في «يوروفيجن 2026»

قال مصدران في دولتين من أعضاء اتحاد البث الأوروبي، لوكالة «رويترز»، إن إسرائيل ستتمكن من المشاركة في مسابقة «يوروفيجن» 2026.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق أيقونة الهيب هوب كوين لطيفة ترتدي البشت السعودي (تصوير: إيمان الخطاف)

كوين لطيفة ترتدي البشت السعودي وتستعيد رحلتها الفنّية في «البحر الأحمر»

منذ اللحظة الأولى، تعاملت كوين لطيفة مع المسرح والجمهور بحميمية أثارت إعجاب الحاضرين...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق شعار مسابقة الأغنية الأوروبية 2025 يظهر على لافتة (د.ب.أ)

مع التصويت على مشاركة إسرائيل... مسابقة «يوروفيجن» تواجه اختباراً كبيراً

تواجه مسابقة الأغنية الأوروبية «لحظة فاصلة» يوم الخميس عندما يصوت أعضاء الهيئة المنظمة للمسابقة على ما إذا كان بإمكان إسرائيل المنافسة في نسخة العام المقبل.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (جنيف)
«ذا فويس 6» والمدرّبون ناصيف زيتون وأحمد سعد ورحمة رياض (إنستغرام)

مدرّبو «ذا فويس»: الموسم السادس يحمل مواهب استثنائية

كانت لـ«الشرق الأوسط» لقاءات مع المدرّبين الثلاثة خلال تسجيل إحدى حلقات الموسم السادس، فأبدوا رأيهم في التجربة التي يخوضونها...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق تامر حسني أكد أن حالته الصحية في تحسن (إنستغرام)

تامر حسني يحظى بتعاطف واسع في أزمته الصحية

حالة واسعة من التعاطف والدعم للفنان المصري تامر حسني، شهدتها منصات التواصل الاجتماعي، عقب كشفه تفاصيل وضعه الصحي، ونفيه تعرضه لأي خطأ طبي.

محمود إبراهيم (القاهرة )

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.