«لافوفو» ابنُ عمّ «لابوبو» ملاحقٌ أمنياً بجُرم التزوير

دمية «لافوفو» المزيّفة تسرق الوهج من «لابوبو» وتنافسها سعراً ومبيعاً (موقع مجلس مدينة هال البريطانية - رويترز)
دمية «لافوفو» المزيّفة تسرق الوهج من «لابوبو» وتنافسها سعراً ومبيعاً (موقع مجلس مدينة هال البريطانية - رويترز)
TT

«لافوفو» ابنُ عمّ «لابوبو» ملاحقٌ أمنياً بجُرم التزوير

دمية «لافوفو» المزيّفة تسرق الوهج من «لابوبو» وتنافسها سعراً ومبيعاً (موقع مجلس مدينة هال البريطانية - رويترز)
دمية «لافوفو» المزيّفة تسرق الوهج من «لابوبو» وتنافسها سعراً ومبيعاً (موقع مجلس مدينة هال البريطانية - رويترز)

لم يخفت وهج «لابوبو» حتى الساعة. في عيدها الـ67 انضمّت مادونا إلى ركب الفنانين العالميين الذين تبنّوا الدمية الصينية، فأطلقت على قالب الحلوى الذي قطعته اسم «مادودو» وهو نسخة عن الدمية باللون الزهري. وفي محال المجوهرات، باتت دمية «لابوبو» متوفرة بالذهب الخالص من عيار 24 قيراطاً. أمّا في السهرات الراقصة، فيمكن مشاهدة أشخاصٍ يتمايلون على الحلبة وهم يضعون قناع «لابوبو» على وجوههم.

هذه الموجة التي تضرب الذوق الشعبي حول العالم منذ أشهر، أسفرت عن أرباحٍ غير مسبوقة لشركة «بوب مارت» المصنّعة. فقد أعلن رئيسها التنفيذي قبل أسبوعين، أنه وبفضل مبيعات «الدمية القبيحة اللطيفة»، حققت الشركة الصينية أرباحاً بقيمة نحو 3 مليارات دولار من المتوقع أن تفوق الـ4 مليارات مع نهاية السنة.

ما زالت دمية «لابوبو» تتربّع على عرش السلع الأكثر مبيعاً حول العالم (أ.ف.ب.)

مَن هو «لافوفو»؟

على ضفاف نهر «لابوبو» المتدفّق، نبتت نسخة أقلّ كلفةً وأوسع انتشاراً وأكثر قبحاً ولطفاً، وفق مَن يتهافتون على شرائها. هؤلاء، وهم كثُر، يغضّون الطرف عن عيوب التصنيع، بل يجدون في «لافوفو» عنصراً جذّاباً ومثيراً للضحك والتسلية.

أمّا اسمُ «لافوفو» فليس شرعياً كما النسخة الأصليّة، إنما هو تعريفٌ تجاريٌّ رائج وحرف الفاء فيه منسوبٌ إلى كلمة fake أي مزيّف باللغة الإنجليزية.

«لافوفو» النسخة المزوّرة من دمية «لابوبو» أو «ابن عمّه التقليد». بدأ تصنيع كميات هائلة منه في الصين، ما إن انتشرت ظاهرة «لابوبو» عالمياً. ركب المزوّرون الموجة على طريقتهم، مستبِقين حاجة السوق إلى تلك الدمية التي يتهافت الملايين حول الكوكب على اقتنائها.

تتوفر دمى «لافوفو» المقلّدة في الأسواق الشعبية وفي متاجر الألعاب (رويترز)

بماذا يختلف «لافوفو» عن «لابوبو»؟

تتعدّد النُّسَخ المقلّدة، فبعض دمى «لافوفو» هي أكثر جودة من غيرها، وهذه تحديداً يصعب تمييزها عن تلك الأصلية. لكن بين المزوّر والأصلي، يمكن تعداد مجموعة من الفوارق التي تسهل معاينتها بالعين المجرّدة. وكلما كانت النسخة أقل جودةً أصبح الأمر أوضح.

أول ما يلفت النظر في «لافوفو» الرأس الكبير غير المتناسق مع حجم الجسم الصغير، إضافةً إلى الجبهة العريضة بشكلٍ مبالغٍ فيه، ليبدو وكأنه خسر قسماً من شعره الأمامي. أمّا فروة الرأس فغالباً ما تُلصق بطريقة عشوائية، مع العلم بأن الفروة بحدّ ذاتها ليست بالنعومة نفسها التي تميّز «لابوبو» الأصلي.

غالباً ما تكون جبهة «لافوفو» عريضة وحجم الرأس غير متناسق مع الجسم (إنستغرام)

أمّا أكثر العلامات الفارقة للتمييز بين «لابوبو» الأصلي و«لافوفو» المقلّد فهو عدد الأسنان، إذ إنّ من المعروف أنّ لدى «لابوبو» 9 أسنان بارزة، فيما غالباً ما يقتصر عدد أسنان «لافوفو» على 8 أو يرتفع إلى 10.

يفتقد «لافوفو» الرشاقة والنضارة اللتين يتمتّع بهما «لابوبو». طلاء وجهه ليس بالنظافة ذاتها، وغالباً ما تَبهُت ألوانه بسرعة. إلى جانب ذلك فإنّ أطرافه غير متحرّكة، فيما يدا «لابوبو» ورجلاه قابلتان للالتفاف 360 درجة.

من علامات دمية «لافوفو» الفارقة أسنانها الـ8 أو الـ10 بينما لدى «لابوبو» 9 أسنان (إنستغرام)

السرّ في العلبة

الطريقة الأضمن للحصول على لابوبو أصليّ، هو شراؤه مباشرةً من متاجر «بوب مارت» أو لدى الباعة المعتمدين. أما للتأكّد أكثر من أنّ ما وقع بين يدَيك ليس النسخة المقلّدة، فيجب النظر بإمعان إلى العلبة وهنا يكمن السرّ.

على علبة «لابوبو» الأصليّ الواردة من مصانع «بوب مارت»، ملصقٌ واضح المعالم طُبع عليه رمز QR. بمجرّد مسح الرمز بواسط الهاتف، ينتقل المستخدم إلى الموقع الرسمي للشركة حيث يجري التأكّد من أن السلعة أصلية. أما علب «لافوفو»، وإن أظهرت الملصق ورمز الـQR، فهي ليست مربوطة بالموقع الرسمي للشركة. يكفي إذاً مسح الرمز للتأكّد من أن اللعبة أصلية.

دمية «لابوبو» الأصلية في علبتها (موقع شركة بوب مارت المصنّعة)

الناس تتبنّى «لافوفو»... على عيوبه

سببان أساسيان دفعا الناس بدايةً إلى استبدال «لابوبو» بـ«لافوفو»، أوّلهما أن الأخير أقلّ كلفةً من الأصلي، وثانيهما أنه متوفّرٌ بكثرة وفي كل مكان. فقد بدأت أسهم «لافوفو» بالصعود قبل أشهر، وذلك بالتزامن مع فقدان «لابوبو» من الأسواق. وكانت الشركة الصينية المصنّعة آنذاك تتعمّد تشويق المستهلك، عبر إطلاق نسَخٍ محدودة من اللعبة من دون إغراق السوق بها، ما يؤدّي إلى فترات طويلة من الانقطاع.

وفي وقتٍ لا يباع «لابوبو» سوى عبر «بوب مارت» أو وكلائها الحصريين، فإنّ «لافوفو» متوفر في الأسواق الشعبية، ومعظم محال الألعاب العادية، إضافةً إلى المتاجر الإلكترونية المعروفة مثل «شي إن» و«علي بابا» و«علي إكسبرس».

تباع دمية «لابوبو» حصراً في متاجر «بوب مارت» أو وكلائها الحصريين (رويترز)

أما الأسعار فتتراوح بين 5 و10 دولارات، فيما يبدأ بيع «لابوبو» الأصلي مقابل 20 دولاراً ليبلغ أرقاماً خيالية أحياناً. ففي يونيو (حزيران) الماضي، بيعت النسخة الأغلى من «لابوبو» في مزادٍ علني في بكين، مقابل 170 ألف دولار.

أسعار «لافوفو» التنافسيّة ووفرته في الأسواق جعلتا منه بديلاً منطقياً لـ«لابوبو»، ورمزاً للعدالة الاجتماعية. وكأنه أتى ليقول إنه يحقّ للجميع أن يقتنوا «لابوبو» ويركبوا موجته، حتى وإن لم تكن ميزانيّتهم تسمح بذلك.

مُصادرة نسخ مزوّرة من «لابوبو» في بريطانيا (موقع مجلس مدينة موراي)

«لافوفو» يكشّر عن أنيابه والشرطة بالمرصاد

إلا أن تلك الإيجابيات لا تُخفي سلبياتٍ كثيرة تشوب النسخة المقلّدة من «لابوبو». أول ما يحذّر منه الخبراء هي أطرافها القابلة للتفكّك بسهولة، ما يهدّد بخطر ابتلاعها والاختناق بها من قبل الأطفال. هذا إضافةً إلى احتمال احتواء «لافوفو» على موادّ سامّة مثل الأصبغة المضرّة والرصاص ومليّنات بلاستيكية محظورة عالمياً.

انطلاقاً من محاربتها سوق التزوير واستدراكاً لتلك المخاطر، تسارع السلطات الرسمية في الصين وحول العالم لمكافحة تفشّي «لافوفو».

فالبلد المعروف بكَونه المركز العالمي لتصنيع السلع والعلامات التجارية المقلّدة، حريصٌ جداً على «لابوبو»، فخر صناعته المحلّيّة. السلطات الأمنية الصينية في سباقٍ مع دمى «لافوفو» وقد صادرت الآلاف منها حتى اليوم. وكذلك الأمر في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، حيث تُقاضى بعض المتاجر لبيعها نُسَخاً مقلّدة من اللعبة.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق المخرج داود عبد السيد (فيسبوك)

البحث عن الحقيقة المتوارية في أفلام داود عبد السيد

عجز المخرج داود عبد السيد منذ 2022 عن تمويل فيلم جديد، وكان «قدرات غير عادية» (2015) آخر أفلامه قبل اعتزاله.

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))
يوميات الشرق الطفلة لارا بوسي ترابوكو هي أول مولودة في باغليارا دي مارسي منذ 30 عاماً (بيكسباي)

قرية إيطالية تحتفل بأول مولود منذ 30 عاماً

احتفلت قرية باغليارا دي مارسي وهي قرية ريفية عريقة تقع على سفوح جبل غيريفالكو في منطقة أبروتسو الإيطالية بولادة أول طفلة منذ 3 عقود

«الشرق الأوسط» (روما)
يوميات الشرق يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)

شارع فيكتوري تحت بريستول… أسرار التاريخ تحت أقدامنا

اكتشف المؤرخ ديفيد ستيفنسون شارعاً فيكتورياً مدفوناً تحت مدينة بريستول البريطانية يحوي محالاً وأنفاقاً تاريخية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق محمد بكري تلقى سابقاً جائزة في «مهرجان دبي السينمائي» 2017 (أ.ف.ب)

رحيل مؤسف لصوت فلسطين السينمائي محمد بكري

محمد بكري، ممثلاً ومخرجاً، أكد قضيته الفلسطينية في أفلام مثل «حيفا» و«جنين... جنين».

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا))

مصر: هروب جماعي لمدمنين يثير تساؤلات بشأن طبيعة عمل المصحّات

جانب من عمليات التفتيش على منشآت علاج الإدمان (الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان)
جانب من عمليات التفتيش على منشآت علاج الإدمان (الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان)
TT

مصر: هروب جماعي لمدمنين يثير تساؤلات بشأن طبيعة عمل المصحّات

جانب من عمليات التفتيش على منشآت علاج الإدمان (الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان)
جانب من عمليات التفتيش على منشآت علاج الإدمان (الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان)

أثارت واقعة هروب جماعي لعدد من مرضى الإدمان في مصر من داخل إحدى المصحات الخاصة في محافظة الجيزة تساؤلات بشأن بروتوكول العلاج بالمصحات ومدى الالتزام بتطبيق الإجراءات العلمية المتبعة للعلاج داخلها.

وانتشر، الأحد، عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لهروب جماعي لعدد من المرضى في منطقة المريوطية بالجيزة، مع أحاديث انتشرت عبر هذه المواقع بشأن «سوء معاملة» داخلها، في حين أكدت وزارة «الصحة» المصرية أن المنشأة «غير مرخصة من الأساس، وتمارس نشاطاً غير قانوني عبر انتحال صفة (منشأة طبية)، مع التحرك الفوري لمحاسبة المسؤولين القائمين عليها وإحالة الواقعة للنيابة العامة من أجل غلقها نهائياً».

منشآت غير مرخصة

وأكدت الوزارة تشكيل لجان لتنفيذ حملات تفتيش موسعة على المنشآت الطبية غير المرخصة على مستوى الجمهورية، وبمشاركة المجلس القومي للصحة النفسية والأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، إلى جانب وزارة الداخلية، حيث أسفرت هذه الحملات خلال عام 2025 عن إغلاق مئات المنشآت المخالفة، منها 112 منشأة في 5 محافظات فقط خلال النصف الأول من العام.

وهذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مشكلات داخل مراكز غير مرخصة، مع تكرار وقائع هروب المقيمين في المراكز غير المرخصة أو الحاصلة على تراخيص قانونية، التي كان منها وفاة شقيق المطرب رامي صبري بعد هروبه من مركز مماثل في المنطقة نفسها في يوليو (تموز) 2021.

توقيع مذكرة تفاهم مع «فياترس» لتطوير مجالات الرعاية الصحية بملف الصحة النفسية (الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان)

وقالت عضو لجنة الصحة في مجلس النواب، إيرين سعيد، لـ«الشرق الأوسط»، إن الواقعة تفتح الباب أمام تساؤلات عدّة حول غياب الرقابة والتفتيش المستمر على مراكز علاج الإدمان، على الرغم من تعدد الجهات التي يفترض أن تقوم بهذا الدور وفقاً للقانون، مشيرة إلى أن «الحصول على تراخيص لإقامة منشأة طبية أمر يمر عبر جهات عدّة ويستلزم استيفاء شروط وتراخيص قبل البدء في ممارسة عملها».

وأضافت أن «المراكز غير المرخصة والمنتشرة في مواقع كثيرة تفتقد للعديد من الأساسيات الواجب توافرها، ليس بالعلاج فقط، ولكن في توفير الظروف التي يمكن أن تساعد المدمن على التعافي»، مؤكدة أن «هذا الأمر يتطلب تحركاً واضحاً للعمل على إغلاقها وتوفير البدائل، خصوصاً لما يشكله هذا الأمر من خطورة داهمة».

فجوة كبيرة

المدير السابق ومؤسس وحدة الإدمان في مستشفى «العباسية للصحة النفسية»، عبد الرحمن حماد، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك فجوة عالمية بعدد الأسِرّة المتوفرة من أجل معالجة المدمنين على مستوى العالم، وليس في مصر فقط»، مشيراً إلى أن «تجهيز منشأة للعلاج النفسي يتطلب تراخيص من نقابة (الأطباء) و(المجلس القومي للصحة النفسية)، بالإضافة إلى إدارة (العلاج الحر) في وزارة الصحة، وهو أمر لا تلتزم به غالبية المصحات التي تتلقى مبالغ متواضعة مقابل علاج المرضى».

وأضاف أن «هناك مصحات كثيرة لا توفر بيئة علاجية مرتبطة بمكان جيد وطعام مناسب وإشراف طبي ونفسي واجتماعي ورياضي للمريض في رحلته للتعافي»، موضحاً أن «جزءاً من الأزمة يكون مرتبطاً برغبة الأهالي في إدخال مرضاهم لمصحة من أجل تلقي العلاج، وربما صعوبة العثور على مكان في مستشفى حكومي مع وجود حالات انتظار كثيرة يتسبب في إيداعهم بمصحات غير مرخصة».

وتابع أن «علاج الإدمان يتطلَّب معايير متعددة لا تتوافر في المصحات غير المرخصة بشكل كبير»، موضحاً أن «الحملات الرقابية التي ساهمت في إغلاق كثير منها يتم التحايل عليها بإعادة فتحها في مبانٍ جديدة مع سهولة التجهيزات التي تتطلبها من وجهة نظر القائمين عليها، والمرتبطة بتركيب أبواب حديدية وشبابيك مماثلة لمنع المرضى من الهرب».

دار غير مرخصة لعلاج الإدمان بالإسكندرية (الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان)

وهنا يشير أستاذ الطب النفسي جمال فرويز لـ«الشرق الأوسط» إلى المبالغ المالية الكبيرة التي يتطلبها إنشاء مصحة مرخصة وتجعل الشريحة الكبرى من المواطنين غير قادرة على التعامل معها من الناحية المالية، مؤكداً أن «متوسط يوم العلاج في المستشفى وفق المعايير الطبية المطلوبة لا يجب أن يقل عن 8 آلاف جنيه (الدولار يعادل 47.5 جنيه في البنوك) وهو أمر لا يناسب الشريحة الكبرى من المرضى».

طريقة قاسية

وأضاف أن «أسراً كثيرة تلجأ إلى المصحات غير المرخصة التي تتقاضى في المتوسط من الأسرة ما بين 10 إلى 15 ألف جنيه شهرياً، في مقابل احتجازه للعلاج، مؤكداً أن طرق العلاج المتبعة في داخلها تكون قاسية في كثير من الأحيان، وترتكز على منع المدمن من التعاطي، لكن من دون أي اعتبارات أخرى، وهو أمر قد تكون له تداعيات سلبية بشكل كبير على حياته بعد الخروج منها».

ووفق بيانات «صندوق مكافحة الإدمان»، فإن عددَ من تقدموا للعلاج في 2025 بلغ نحو 150 ألفاً، في حين خضع أكثر من ربع مليون فرد للكشف الإداري لبيان مدى تعاطيهم المواد المخدرة من عدمه، فيما يتبنى الصندوق التابع لوزارة «التضامن الاجتماعي» خطة وطنية لمكافحة المخدرات والحدّ من مخاطر التعاطي والإدمان، بدأ تنفيذها في 2024 وتستمر لمدة 4 سنوات.


أغنية «فصلة» تعيد التراث الموسيقي البحريني للواجهة عالمياً

الرابر البحريني حسام عاصم الشهير بـ«فليبراتشي» (إنستغرام)
الرابر البحريني حسام عاصم الشهير بـ«فليبراتشي» (إنستغرام)
TT

أغنية «فصلة» تعيد التراث الموسيقي البحريني للواجهة عالمياً

الرابر البحريني حسام عاصم الشهير بـ«فليبراتشي» (إنستغرام)
الرابر البحريني حسام عاصم الشهير بـ«فليبراتشي» (إنستغرام)

أعاد الرابر البحريني حسام عاصم الشهير بـ«فليبراتشي» التراث الموسيقي البحريني إلى الواجهة العالمية بعد النجاح اللافت الذي حققته أغنيته الشهيرة «فصلة»؛ إذ تصدرت الأغنية قوائم أكثر الأغاني نجاحاً ورواجاً في المنطقة العربية خلال الشهر الحالي عبر منصات «بيلبورد» العربية، في قوائم أفضل 100 فنان، وأفضل 100 أغنية، وأفضل 50 «هيب هوب» عربياً، كما حظيت بانتشار واسع على أبرز المنصات الموسيقية الدولية، من بينها «سبوتيفاي» في الهند التي احتلت قمتها.

صدرت أغنية «فصلة» منتصف عام 2024، من خلال تعاون «فليبراتشي» مع «الدي جي أوتلو»، بهدف مزج التراث الموسيقي البحريني القديم مع الآلات الموسيقية الحية مثل الطبول، إضافة إلى إدخال الآلات الموسيقية الهندية التقليدية، أبرزها آلة الشيناي، ليولد هذا المزج تجربة موسيقية فريدة.

ورغم جودة العمل، فإن الأغنية لم تحقق النجاح إلا في عدة دول خليجية، من بينها الكويت والإمارات والبحرين، إلى أن قرر المخرج الهندي أديتيا دهار استخدامها ضمن فيلمه الجديد «Dhurandhar» أو «البطل»، الذي عُرض في دور السينما الهندية بداية ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

الأغنية حققت نجاحاً لافتاً (إنستغرام)

ويعد فيلم «Dhurandhar» الذي صدر في 5 ديسمبر 2025 أحد أبرز الأعمال السينمائية الهندية في موسم الاحتفالات، وحقق منذ إطلاقه اهتماماً جماهيرياً واسعاً على مستوى الإنتاجات السينمائية لهذا العام. الفيلم من كتابة وإخراج أديتيا دهار، الذي شارك أيضاً في الإنتاج إلى جانب لوكيش دار وجيوتي ديشباندي تحت راية استوديوهات «Jio Studios» و«B62 Studios»، ويعد من الأعمال التي تمزج بين الحركة والتجسس والإثارة، ويضم مجموعة من أبرز نجوم بوليوود، من بينهم رانفير سينغ في الدور القيادي، إلى جانب أكشاي خانا، وسانجاي دوت، وأرجون رامبال.

بوستر الفيلم الهندي (إنستغرام)

وقد أدت هذه الخطوة إلى انفجار شعبي للأغنية على منصات التواصل، ولا سيما «تيك توك»، بعد أن قام عدد من أبرز نجوم السينما الهندية بالغناء والرقص عليها، من بينهم رانفير سينغ، وأكشاي خانا، وسانجاي دوت، وأرجون رامبال، ما ساهم في إعادة تعريف الأغنية لمستمعين عالميين. ولم تُستخدم أغنية «فصلة» في الفيلم لغرض الترويج فقط، بل دخلت في مشهد عفوي ضمن أحداث العمل؛ إذ رقص البطل أكشاي خانا على أنغام الأغنية دون أي تدريب مسبق، مما ساعد في انتشار الأغنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

تصدرت الأغنية منصة «سبوتيفاي» في الهند (إنستغرام)

وعبّر «فليبراتشي» عن سعادته بتصدر موسيقاه لأربع قوائم على «بيلبورد» العربية، واصفاً الإنجاز بأنه «أكثر من مجرد فوز، بل تذكير لبداياتنا في عالم الموسيقى». وقال عبر حسابه الرسمي على «إنستغرام»: «النجاح جاء بعد سنوات من الإيمان والتضحيات والسهر. شكراً لجمهوري، وخصوصاً في الهند، على دعمكم وحبكم الذي جعل الموسيقى تتخطى الحدود واللغات والثقافات»، مضيفاً: «ممتنون، وما زلنا متعطشين، وهذه مجرد البداية. شكراً لأنكم صنعتم التاريخ معنا».

«فليبراتشي» (إنستغرام)

من جانبه، يرى الناقد والمؤرخ الموسيقي فوزي إبراهيم أن «السر الرئيسي وراء نجاح أغنية (فصلة) يكمن في قدرة (فليبراتشي) على مزج أهم الآلات الموسيقية الهندية مع تراث البحرين واليمن الغني بالألحان والمقطوعات الموسيقية».

وقال إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «التراث اليمني والبحريني غني بالعديد من الأغاني والمقطوعات الرائعة، وأغنية (فصلة) أعادت إلى الأذهان أغنية (صبوحة خطبها نصيب) التي ذاع صيتها خليجياً منتصف خمسينات القرن الماضي، وكانت جزءاً رئيسياً في الأعراس العربية آنذاك». وأضاف: «المزيج الموسيقي الذي قدمه (فليبراتشي) بالتعاون مع (أوتلو) يجعل المستمع يرقص حتى لو لم يفهم كلمات الأغنية، فالموسيقى لغة عالمية تتجاوز الحواجز. كما ساهم استخدام كلمات محببة للجمهور الخليجي مثل (كرك)، و(زين)، و(يا للحبيب)... في تعزيز تفاعل المستمعين مع الأغنية».


«أمازون» تتراجع عن خطط توصيل الطلبات بطائرات مسيّرة في إيطاليا

قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)
قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)
TT

«أمازون» تتراجع عن خطط توصيل الطلبات بطائرات مسيّرة في إيطاليا

قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)
قالت شركة «أمازون» إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا (د.ب.أ)

قالت شركة «أمازون»، الأحد، إنها قررت ​التراجع عن خطط توصيل البضائع عبر طائرات مسيّرة في إيطاليا، رغم إحرازها تقدماً جيداً مع الجهات التنظيمية في مجال الطيران، لكن القضايا التنظيمية التجارية ‌الأوسع نطاقاً ‌حالت دون إتمام ‌المشروع.

ووفقاً لـ«رويترز»، وصفت ⁠هيئة ​الطيران ‌المدني الإيطالية القرار بأنه غير متوقع، وقالت في بيان أمس السبت إن الخطوة مدفوعة بسياسة الشركة، المرتبطة «بالأحداث المالية في الآونة الأخيرة ⁠التي شملت المجموعة».

وأعلنت «أمازون» في ديسمبر ‌(كانون الأول) 2024 عن إتمام الاختبارات الأولية بنجاح لطائرات التوصيل المسيّرة في بلدة سان سالفو الواقعة في منطقة أبروتسو الوسطى.

وقالت «أمازون» في بيان لـ«رويترز»، ​الأحد: «بعد مراجعة استراتيجية، قررنا التراجع عن خططنا ⁠التجارية لتوصيل الطرود عبر الطائرات المسيّرة في إيطاليا».

وأضافت «أمازون»: «رغم المشاركة الإيجابية والتقدم المحرز مع الجهات التنظيمية الإيطالية في مجال الطيران، فإن الإطار التنظيمي الأوسع للأعمال في البلاد لا يدعم، في الوقت الراهن، أهدافنا طويلة المدى ‌لهذا البرنامج».