رسالة للأديبة جين أوستن إلى شقيقتها كاسندرا تُعرض في مزاد

نسخة من رواية «إيما» لجين أوستن... أُرسلت للكاتبة ماريا إيدجوورث في المزاد (سوذبيز)
نسخة من رواية «إيما» لجين أوستن... أُرسلت للكاتبة ماريا إيدجوورث في المزاد (سوذبيز)
TT

رسالة للأديبة جين أوستن إلى شقيقتها كاسندرا تُعرض في مزاد

نسخة من رواية «إيما» لجين أوستن... أُرسلت للكاتبة ماريا إيدجوورث في المزاد (سوذبيز)
نسخة من رواية «إيما» لجين أوستن... أُرسلت للكاتبة ماريا إيدجوورث في المزاد (سوذبيز)

بينما اشتهرت الكاتبة البريطانية جين أوستن بالسخرية اللاذعة من تقلبات الحب الرومانسي في رواياتها الخالدة، هناك نوع آخر من العلاقات، لا يقل تعقيداً وأهمية، يتخلل نسيج أعمالها، وهو علاقة الأخوة، حسب (سي إن إن) الأميركية.

فالشقيقات، على وجه الخصوص، يلعبن دوراً بارزاً في تشكيل أفكار وتصرفات العديد من بطلات أوستن، حيث يُنظر إليهن كصديقات حميمات أو حتى خصوم في الوقت نفسه. وعلى سبيل المثال، تمثل «إلينور داشوود» العقل في مقابل عاطفة أختها «ماريان»، و«إليزابيث بينيت» تحيط بها أربع شقيقات في رواية «كبرياء وتحامل»، لكل منهن تجربة فريدة مع الحب والزواج. وفي رواية «الإقناع»، كانت لدى «آن إيليوت» أختان: «إليزابيث» المتغطرسة، و«ماري» شديدة التوتر.

وقد كانت علاقة الأخوة ذات أهمية كبيرة في حياة أوستن نفسها، كما يتضح من رسالة طويلة وثرثارة كتبتها إلى شقيقتها الكبرى كاسندرا، التي يُتوقع أن تُباع مقابل ما يصل إلى 400 ألف دولار في مزاد «سوذبيز» في نيويورك خلال أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

الفارق العمري بين الأختين لم يتجاوز ثلاث سنوات، لكن قربهما كان استثنائياً إلى درجة أن والدتهما قالت ذات مرة: «لو كان رأس كاسندرا سيُقطع، لعرضت جين رأسها لتُقطع أيضاً».

وكما تشير كاليكا ساندرز، رئيسة قسم الكتب والمخطوطات في «سوذبيز» بنيويورك، فقد جمع بين الأختين «ارتباط وجداني عميق للغاية بشكل لا يُصدق» إلى جانب «رابط فكري قوي جداً».

ويظهر هذا الترابط الواضح في مراسلاتهما، حيث تحكي أوستن في هذه الرسالة تفاصيل أيامها في مدينة باث البريطانية، وتتناول شؤون الجيران والأقارب، وتشارك أخبار المعارف، وتمزح مع كاسندرا حول وعكتها الصحية، معربة في الوقت ذاته عن أسفها لتراجع المكانة الاجتماعية لعائلتها.


مقالات ذات صلة

الكشف عن سعر قلعة بريطانية عمرها 700 عام

يوميات الشرق قلعة «ريبلي» القريبة من مدينة هاروغيت البريطانية (شاترستوك)

الكشف عن سعر قلعة بريطانية عمرها 700 عام

إذا كان «منزل كل إنجليزي هو قلعته»، وفق المثل الشهير، فإن الفرصة سانحة لتحقيق هذا الحلم مع قلعة «ريبلي» القريبة من مدينة هاروغيت البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق كان الشاي منتجاً باهظ الثمن ومقتصراً على الأغنياء (رويترز)

62 ألف فنجان شاي يحتسيها البريطاني خلال حياته

كشف بحث حديث أن الشاي يُشكّل جزءاً لا يتجزأ من الروتين اليومي للبريطانيين من الصباح وحتى المساء إلى حدّ يصل فيه عدد الأكواب التي يحتسونها طوال حياتهم إلى 62,046

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أوليفر آرتشر (أرشيفية)

لقاء بالصدفة في متجر يجمع بريطانياً بوالده التركي بعد 20 عاماً

بينما كان أوليفر آرتشر يُرسِل طردين في متجرٍ صغير غرب لندن دخل زبونٌ آخر، وفي غضون دقائق، اكتشف أن هذا الرجل هو والده البيولوجي الذي لم يقابله قط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يمكن أن تفقد الوظيفة التي أحببتها في وقت ما جاذبيتها (رويترز)

وداعاً لنصيحة «اعمل ما تحب»... الجانب المُظلم لـ«التعلّق الوظيفي»

أصبح منتشراً على نطاق واسع أن القيام بالعمل الذي نحبه ليس أمراً جيداً فحسب، بل هو الصواب أيضاً. لكن، الأبحاث أوضحت أن المجتمع قد انحرف بمفهوم المُتعة في العمل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق استعادة سريعة لعمل بانكسي الأشهر (رويترز)

سرقة عمل لبانكسي لتسديد ديون قديمة

قضت محكمة بريطانية بسجن رجل لمدّة 13 شهراً بعد إدانته بسرقة مطبوعة فنّية نادرة للفنان الشهير بانكسي من إحدى صالات العرض في لندن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

جعفر جاكسون يعيد عمّه مايكل إلى الحياة في فيلم مثير للجدل

جعفر جاكسون بدور عمّه في فيلم «مايكل» الذي يُعرض في أبريل المقبل (الشركة المنتجة Lionsgate)
جعفر جاكسون بدور عمّه في فيلم «مايكل» الذي يُعرض في أبريل المقبل (الشركة المنتجة Lionsgate)
TT

جعفر جاكسون يعيد عمّه مايكل إلى الحياة في فيلم مثير للجدل

جعفر جاكسون بدور عمّه في فيلم «مايكل» الذي يُعرض في أبريل المقبل (الشركة المنتجة Lionsgate)
جعفر جاكسون بدور عمّه في فيلم «مايكل» الذي يُعرض في أبريل المقبل (الشركة المنتجة Lionsgate)

رغم انقضاء 16 عاماً على رحيله وإنجاز عشرات الأفلام عن مسيرته وحياته، ما زال مايكل جاكسون يثير الفضول والتساؤلات. ولمَن لم يعرفوه جيداً أو ما زالوا يرغبون بمعرفة المزيد عنه، فالموعد يتجدّد على الشاشة الكبيرة مطلع العام المقبل مع الفيلم الدرامي الموسيقي «مايكل»، والذي يروي سيرة الفنان الأميركي أو يحاول فعل ذلك.

فالاستعدادات لإطلاق الفيلم في أبريل (نيسان) 2026 في صالات السينما حول العالم، ليست خالية من انتقاداتٍ لعملٍ متهمٍ بأنه يغفل الكثير من التفاصيل الحساسة، وذلك بهدف تلميع صورة المغنّي العالمي المتورط في قضايا تحرّش جنسي كان ضحاياها أطفال وقاصرون. وأولى المنتقدات للفيلم الذي انتهى تصويره قبل أشهر في كاليفورنيا هي ابنة جاكسون، باريس (27 سنة)، التي قالت إنه «مغلّف بالسكّر» بمعنى أنه جرى تقديم صورة مجمّلة وغير دقيقة عن والدها من أجل إرضاء جمهوره وعائلته.

الفنان الراحل مايكل جاكسون وابنته باريس (فيسبوك)

لعائلة جاكسون اليد الطولى في الفيلم، بما أن القيّمين على إرثه قد أشرفوا شخصياً على النص وعملية الإنتاج. ووفق النقّاد فإنّ ذلك لا يصبّ في مصلحة الدقّة والصدق والموضوعيّة. يتجلّى انخراط العائلة العميق في الفيلم كذلك من خلال دور البطولة الذي يؤدّيه جعفر جاكسون، وهو ابن شقيق مايكل. ويخوض جاكسون تجربته التمثيلية الأولى، مع العلم بأنه يحترف الغناء والرقص منذ كان في الـ12 من عمره.

دقيقة ترويجيّة واحدة للفيلم كانت كفيلة بجمع أكثر من 116 مليون مشاهدة في أقل من 24 ساعة، وهو رقم قياسيّ. يكفي الاطّلاع على هذا الفيديو الترويجي السريع، للاستنتاج أن الجمهور على موعد مع صورة جذّابة وإنتاجٍ ضخم تقدّر تكلفته بـ155 مليون دولار.

يأتي هذا الإعلان عن الموعد الرسمي لإطلاق الفيلم بعد مسارٍ إنتاجيّ معقّد، تخلله توقّف متكرر للتصوير. أما أولى مسببات تلك العثرات فكان اعتراض جوردان تشاندلر، وهو أحد ضحايا جاكسون، على ورود اسمه وأجزاء من قصته ضمن الفيلم.

عام 1993، اتهم تشاندلر جاكسون باستغلاله جنسياً يوم كان في الـ13 من عمره. وقد أقفلت القضية التي أثارت الرأي العام العالمي حينذاك، على تسوية حصل تشاندلر بموجبها على 25 مليون دولار، وعلى ضمانة بألّا يأتي أي فيلم يروي سيرة جاكسون على ذكره أو أي فرد من عائلته. غير أن فريق عمل «مايكل» غفل عن الأمر، ثم اضطر إلى إعادة الكتابة بعد اعتراض تشاندلر.

ملصق فيلم «مايكل» الذي يروي سيرة ملك البوب (الشركة المنتجة)

عام 2019، عادت قضايا جاكسون الجنسية إلى الضوء من خلال وثائقي «Leaving Neverland» الذي عُرض على منصة «نتفليكس». تعليقاً على الفيلم المقبل وبعد اطّلاعه على نصّه، يقول دان ريد وهو مخرج «الوثائقي»، إن العمل هو «تبييض لصفحة» جاكسون. وفي حوار مع صحيفة «ذا تايمز أوف لندن» البريطانية، يضيف ريد أن الفيلم يحتوي على كثير من الكذب، وهو محاولة جادة لإعادة كتابة الادّعاءات التي طاولت جاكسون ثم دحضِها على الفور. وفق كلام ريد: «لا نراه بمفرده مع أي ولد، مع العلم بأنه أمضى سنوات وهو يتشارك سريره والأطفال».

في المقابل، أوضح مخرج الفيلم أنطوان فوكوا أن هدفه كان «سرد الأحداث كما نعرفها عن الفنان والرجل والإنسان». أما المنتج غراهام كينغ فعلّق قائلاً إن «حياة مايكل كانت معقّدة. وبصفتي صانع أفلام، أسعى إلى إضفاء طابع إنساني لا إلى التلميع، وتقديم قصة مقنعة وموضوعية ثم أترك ​​للجمهور حرية التعبير عن رأيه بعد المشاهدة».

الفيلم متهم بتبييض صفحة جاكسون من قضايا التحرش بقاصرين (الشركة المنتجة)

في كل مرةٍ تنخرط عائلة فنانٍ راحل في عملٍ يسرد سيرته، تكون النتيجة انتقاداتٍ تطاول العمل حول موضوعيته في معالجة القصة وعرض الحقائق كما هي. إذ غالباً ما يفرض أفراد العائلة شروطاً على المنتجين والكتّاب والمخرجين، كي يُظهروا البطل في أفضل حلّة ممكنة. وهذا تحديداً ما أثار حفيظة النقّاد حيال «مايكل»، الذي تجاهل وفق آرائهم ملفّات التحرش الجنسي التي جرى توقيفه ومحاكمته بموجبها عام 2003.

في المقابل، يركّز الفيلم على الزاوية الفنية من حياة جاكسون؛ منذ ظهوره الأول في سن الخامسة إلى جانب أشقائه ضمن فريق «جاكسون 5»، مروراً بجميع المراحل التي جعلت منه «ملك البوب» وإحدى أساطير الموسيقى المعاصرة. ولا يغفل الفيلم عن التراجيديا الشخصية التي شكّلت المقلب الآخر لذلك المجد.

يمر الفيلم على كل مراحل مسيرة جاكسون من الطفولة حتى الوفاة (الشركة المنتجة)

يعيد «مايكل» ابتكار أكثر من 30 من أغاني الفنان وأبرز لحظاته التاريخية على المسارح. وقد نال أداء جعفر جاكسون ثناء المشرفين عليه.

الشاب البالغ 29 عاماً كان في الـ13 يوم توفي عمّه، لكنه استلهمَ الكثير منه. في الفيلم، يؤدّي جزءاً من الأغاني بصوته، ويبرع في «رقصة المون ووك» التي اشتهر بها ملك البوب. وقد لفت المخرج فوكوا في حديث لمجلة «إنترتاينمنت ويكلي» إلى أن الشبه كبير بينهما؛ «يغنّي ويتكلّم ويرقص مثله. الأمر خارق فعلاً. عندما قدّمه المنتج غراهام كينغ لي، أصبت بالدهشة».

يعوّل فريق عمل الفيلم على الشبَه الخارق بين جعفر جاكسون وعمّه (الشركة المنتجة)

إلى جانب جعفر جاكسون بشخصية مايكل، يشارك عدد كبير من الممثلين في الفيلم، على رأسهم كولمان دومينغو بدور جو جاكسون، والد مايكل وهو الآخر شخصية مثيرة للجدل نظراً للدور السلبيّ الذي لعبه في حياة ابنه. من بين الممثلين أيضاً، مايلز تيلر الذي يقوم بدور جون برانكا، مدير أعمال جاكسون ومحاميه. أما والدة الفنان، كاثرين، فتجسّدها الممثلة نيا لونغ.

يبقى التحدّي الأكبر بالنسبة للجمهور، التمكّن من متابعة الفيلم حتى النهاية بما أنه يمتدّ لـ3 ساعات ونصف الساعة. وكان قد جرى تداول احتمال تقسيمه إلى جزأين، غير أنه بقي على ساعاته الطويلة.


«الحواس الخمس»... تجربة فريدة في الحرمين الشريفين

مجسم يوضح الكعبة المشرفة من الداخل (الشرق الأوسط)
مجسم يوضح الكعبة المشرفة من الداخل (الشرق الأوسط)
TT

«الحواس الخمس»... تجربة فريدة في الحرمين الشريفين

مجسم يوضح الكعبة المشرفة من الداخل (الشرق الأوسط)
مجسم يوضح الكعبة المشرفة من الداخل (الشرق الأوسط)

اللحظة التي يدخل فيها قاصدو الحرمين الشريفين رحابهما للمرة الأولى؛ تغمرهم بإحساس لا يُنسى عبر بوابة الحواس قبل العقل.

نادراً ما يتوقف أحد ليسأل: كيف تصل هذه التجربة بهذا الكمال؟ حتى كشفت «الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي» السر في جناحها الحائز جائزة أفضل الأجنحة المشاركة في مؤتمر ومعرض الحج والعمرة بنسخته الخامسة.

من حاسة السمع تبدأ الرحلة؛ إذ يعتمد الحرَمان على 3 أنظمة صوتية متكاملة تعمل بتناغم لضمان وصول صوت الأئمة والمؤذنين بصفاء تام.

في حاسة اللمس، يرى الزائر مجموعة من القطع الأصلية المرتبطة بصناعة كسوة الكعبة المشرفة وخيوط الحرير الخام قبل صباغتها.

في محطة البصر، ينتقل الزائر عبر نظارات «VR» إلى مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة بتقنية 360 درجة.

تأخذ الرحلة منحى مختلفاً عند حاسة الشم؛ فالطيب المستخدم عبارة عن خلطة من ماء زمزم ودهن الورد ودهن العود.

وتُختتم الجولة بحاسة التذوق، عبر التعريف بخدمتين ارتبطتا بضيافة الحرمين الشريفين: ماء زمزم في مكة، وتمر العجوة في المسجد النبوي.


إدراج المتحف المصري ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي بـ«اليونيسكو»

المبنى التاريخي للمتحف المصري بميدان التحرير (المتحف المصري)
المبنى التاريخي للمتحف المصري بميدان التحرير (المتحف المصري)
TT

إدراج المتحف المصري ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي بـ«اليونيسكو»

المبنى التاريخي للمتحف المصري بميدان التحرير (المتحف المصري)
المبنى التاريخي للمتحف المصري بميدان التحرير (المتحف المصري)

بالتزامن مع احتفال المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة) بمرور 123 عاماً على افتتاحه في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1902، أدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو (UNESCO) المتحف المصري على القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي، بعد رفع ملفه التمهيدي من قِبل وزارة السياحة والآثار في فبراير (شباط) 2021.

جاء إدراج المتحف ضمن القائمة التمهيدية استناداً إلى معيارين لتسجيل مواقع التراث العالمي، هما الرابع والسادس.

ووفق بيان نشره المتحف، الأحد، «يؤكد المعيار الرابع القيمة المعمارية للمتحف، حيث يمثل تصميمه المبتكر للمهندس الفرنسي مارسيل دورنون، الذي فاز بمسابقة عام 1895، نموذجاً أصيلاً ومَرجِعياً لتصميم المتاحف على مستوى العالم، أما المعيار السادس فيبرز أهميته كونه أول صرح متحفي يُشيَّد لغرض العرض المتحفي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومَهد علم المصريات؛ نظراً لاتساع وأهمية مجموعاته الأثرية».

و«باعتباره رمزاً عالمياً لتطور علم المتاحف المصرية في القرن العشرين، لا يزال المتحف المصري مصدر إلهام للمجموعات الكبرى الأخرى في مدن مثل تورين وباريس وبرلين»، وفق البيان.

وترى الدكتورة دينا سليمان، المتخصصة في آثار مصر والشرق الأدنى القديم بكلية الآثار والإرشاد السياحي في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، أن «إدراج المتحف المصري بالتحرير على القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي خطوة استراتيجية تعكس تنامي الوعي الدولي بقيمة هذا الصرح الذي شكّل منذ تأسيسه عام 1902 أحد أهم مراكز حفظ الذاكرة الإنساني»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «اعتماد لجنة التراث العالمي التابعة لـ(اليونيسكو) للمتحف استناداً إلى المعيارين الرابع والسادس يضيف بعداً حضارياً جديداً لدوره، إذ يؤكد مكانته بصفته مؤسسة ثقافية شاهدة على تطور الفكر الإنساني وعلى عمق التراث المصري الممتد لآلاف السنين».

صورة توثق إنشاء المتحف المصري نهايات القرن التاسع عشر (المتحف المصري)

ويُصنف المتحف المصري باعتباره واحداً من أكبر المتاحف في العالم، وهو أول متحف قومي في الشرق الأوسط، وقد بدأت فكرة إنشائه بجهود عالم المصريات الفرنسي أوجست مارييت عام 1858، وأقر الخديو إسماعيل مشروع الإنشاء عام 1863، ويقع المبنى الحالي للمتحف في الشمال الشرقي من ميدان التحرير بقلب القاهرة، وافتتحه الخديو عباس حلمي الثاني رسمياً في 15 نوفمبر 1902، وقد تم تكليف عالم الآثار جاستون ماسبيرو بالإشراف العلمي ونقل وعرض القطع الأثرية، كما قام النحات فرديناند فيفر بصنع التمثالين الكبيرين اللذين يحيطان بالباب الرئيسي، ويمثلان رمزياً مصر العليا ومصر السفلى، وفق إفادة نشرها المتحف.

ووفق المتخصصة في آثار مصر والشرق الأدنى القديم: «لا تقتصر خطوة إدراج المتحف بالقائمة التمهيدية للتراث العالمي على كونه اعترافاً دولياً بقيمة المتحف، بل يعد أيضاً دعوة مفتوحة إلى تعزيز الجهود الوطنية في صون مجموعاته الأثرية الفريدة، وإحياء دوره البحثي والعلمي، ودمجه بفاعلية أكبر في استراتيجية مصر للتراث والسياحة الثقافية».

وأشارت إلى أن هذا التطور يمهد لمسار طويل من العمل الفني والعلمي، قد يكلل مستقبلاً بانتقال المتحف من القائمة التمهيدية إلى القائمة الأساسية لمواقع التراث العالمي، «مما يعد خطوة ستعزز مكانة القاهرة الثقافية على الخريطة الدولية وترسخ دور مصر بصفتها حارساً لإحدى أهم الحضارات الإنسانية»، على حد تعبيرها.

وبدأت وزارة السياحة والآثار خطة متكاملة لتطوير المتحف منذ عام 2019 لدعم التغييرات المصاحبة لنقل بعض القطع إلى المتاحف الجديدة، حيث تهدف هذه الاستراتيجية إلى التنمية المستدامة، وتطوير العرض المتحفي، والأرشفة، والتواصل المجتمعي، بالإضافة إلى الخدمات الرقمية والبحث العلمي.