أعلن المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه، عن تنظيم حفلة استثنائية تفتح أبوابها لجميع السعوديين المولودين في غرة شهر رجب، وهو التاريخ الذي يوافق ميلاد عدد كبير من المواطنين السعوديين ممن لم يُضبط لديهم التاريخ الدقيق ليوم وشهر ولادتهم، واعتمد تاريخ الأول من رجب تاريخاً ميلادياً رسمياً لهم.
وقال رئيس هيئة الترفيه في السعودية، عبر حسابه على منصة «إكس»، إن يوم الأول من شهر رجب سيشهد تنظيم حفل مجاني مخصص لجميع السعوديين المولودين في هذا التاريخ. مؤكّداً أن الحفلة، المُعلن عن تنظيمها في غرة شهر رجب المقبل، في 21 ديسمبر (كانون الأول)، وذلك ضمن فعاليات «موسم الرياض الترفيهي» في نسخة العام الحالي، سيتم الدخول إليها بالتنسيق مع منصة «أبشر»، وذلك للتحقق من المستفيدين، مشيراً إلى أن ما يقارب 30 في المائة من الشعب السعودي سيشملهم هذا الإعلان بشكل مباشر.
وأثار الإعلان عن الحفلة تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي منصة «إكس»، وأشاد عدد من المتفاعلين ممن ينتمون إلى هذا الجيل بالخطوة، مستعيدين شريط الذكريات الذي وسم تلك المرحلة.
في موسم الرياض هذي السنة سنقيم حفلة بتاريخ ١ / ٧ / ١٤٤٧ هجري مجانية لكل مواليد هذا اليوم... يعني تقريباً ٣٠٪ من الشعب السعودي دخول هذي الحفلة بننسقه مع ابشر ❤️
— TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) September 3, 2025
قصة (مواليد 1/ 7)
تعود قصة اعتماد غرة شهر رجب بوصفه تاريخاً رسمياً لميلاد عدد كبير من السعوديين، لا سيما لمن يزيد عمرهم على الخمسين عاماً اليوم، إلى ضعف الاهتمام سابقاً بتوثيق يوم وشهر الميلاد. ومع صدور أمر بتوحيد تواريخ الميلاد، أصبحت غرة شهر رجب منتصف العام الهجري مع اختلاف العام بين مواطن وآخر.
وتحدث منصور العساف، الباحث في التاريخ الاجتماعي، عن تفاصيل القصة وملامح التغير الاجتماعي الذي شهدته السعودية في عمليات توثيق المواليد وتثبيتها، ومراحل قبول الأمهات للولادة في المستشفيات، وحرص بعض الآباء آنذاك على تسجيل مواليدهم بعد أن كانوا يعتمدون على السنوات والأحداث الكبيرة لتحديد تاريخ الميلاد.
وقال العساف إن أواخر عقد الخمسينات شهد ظهور المستشفيات وأقسام الولادة المتخصصة، وطرأ على أثرها تغيير اجتماعي تدريجي تمثل في تقبل فكرة الولادة في المستشفيات بدل البيوت، حيث اعتادت العائلات منذ الأربعينات الميلادية وما قبلها على الولادة في المنزل.
ومع الوقت، تطور الإقبال على المستشفيات، وبحلول عقد الستينات وأوائل السبعينات، سُجلت زيادة في نسب مواليد المستشفيات، لكنها لا تزال قليلة نسبياً مقارنة بعدد السكان، مع ملاحظة ارتفاع الاهتمام بتسجيل تواريخ الولادة حتى لمن وُلد في البيوت.
وأشار الباحث العساف إلى أن النقلة الكبرى جاءت في نهاية السبعينات ومطلع الثمانينات، وهو تغير مجتمعي تزامن مع انتشار ثقافة الولادة في المستشفيات، لا سيما بين الأمهات حديثات العهد بالأمومة، كما تزامن مع مرحلة الطفرة التي نقلت المجتمع إلى تغيرات واسعة، فضلاً عن الانتشار الواسع للمستشفيات الأهلية والعيادات الخاصة.
وتابع: «لم تخلُ العقود المنصرمة من بعض الآباء الذين حرصوا على تدوين تاريخ ميلاد أبنائهم، وعلى الرغم من أنهم ولدوا في منازلهم، فقد حفظوا تاريخ اليوم والشهر والسنة، بل إن بعضهم وثّقها بالساعة. ومع ذلك ظل هؤلاء الآباء قلة مقارنة بمن لم يحفظوا تاريخ اليوم والشهر لميلاد أبنائهم، فسُجلوا بتاريخ (1 / 7)».
وأضاف: «لا شك أن إحصاءات عدد المواليد زادت بشكل ملحوظ إبان مرحلة الطفرة، وما إن صدر الأمر بوجوب تحديد تاريخ الولادة باليوم والشهر، حتى تم تحديد تاريخ منتصف العام الهجري لأولئك الذين لم تُسجل تواريخ ميلادهم بدقة، ومعظمهم لم يولد في المستشفيات أو لم يحفظوا تاريخ ولادتهم».
وبالإعلان عن إقامة حفلة خاصة لكل السعوديين الذين توافقت تواريخ ميلادهم في الأول من رجب، يضيف الموسم الترفيهي الأضخم في المنطقة طابعاً فريداً على هذه المصادفة، ويتيح لهم استعادة لحظة ثمينة من الذكريات المشتركة.


