«ڤينيسيا» يعرض جديداً لشهد أمين وكوثر بن هنية

المهرجان ينطلق غداً بأفلامه ونجومه

«صوت هند رجب»... (مهرجان ڤينيسيا)
«صوت هند رجب»... (مهرجان ڤينيسيا)
TT

«ڤينيسيا» يعرض جديداً لشهد أمين وكوثر بن هنية

«صوت هند رجب»... (مهرجان ڤينيسيا)
«صوت هند رجب»... (مهرجان ڤينيسيا)

‬ إذ ينطلق «مهرجان ڤينيسيا» في الـ27 من الشهر الحالي في دورته الـ82، تتقدّم الأفلام المشتركة في جميع برامجه لتسجِّل حضورها وتعرض ما ترغب في تقديمه من موضوعات وآراء وأساليب عمل.

لا شيء غريباً أو غير معتاد في هذا الشأن. تتشابه السنين والدورات في كل المهرجانات من حيث حشدها ما تستطيع حشده من أفلام جديدة لملء برامجها وأقسامها. لكن دورة العام الحالي من المهرجان الإيطالي العريق تتبدّى منذ الإعلان عن أفلامها قبل 3 أسابيع أو أكثر قليلاً كما لو أنها الأكثر سخونة بين دورات الأعوام الأخيرة، وبالتأكيد أشد من العام الماضي.

الواقع أن هناك 4 أسباب وراء توقّع أن تكون الدورة الحالية من أبرز الدورات في الأعوام القليلة الماضية، وتلك لم تكن دورات ضعيفة أو خفيفة الشأن على الإطلاق. في الحقيقة، «مهرجان ڤينيسيا»، لمن لا يعلم، يقف على سدّةٍ واحدة مع «مهرجان كان»، إنما بملامحه وشروطه الخاصّة، وهذا واحد من الأسباب اللافتة للاهتمام والتقدير.

1- المنافسة

لا يخفى مطلقاً أن المهرجانين الرائدين عالمياً، «كان» و«ڤينيسيا»، يتنافسان على المركز الأول بين كل المهرجانات الكبرى الأخرى. السبب هو أن كلاً منهما يتمتّع بما هو مطلوب للوقوف ندّاً للآخر وعلى سدّة نجاح واحدة. إنهما مثل فرسي سباق وصلا إلى خط النهاية معاً.

الاختلاف أن المهرجان الفرنسي ضخم بذاته، أقرب إلى وحش أسطوري بخمسة رؤوس وعشرات الأطراف، تجد فيه كل ما ترغب من أفلام وإعلاميين وسينمائيين وجماهير. المدينة نفسها تبدو كما لو كانت تأسّست لتكون موقع هذا المهرجان. وهذه كلها خصال متقنة تؤدي أغراضها بدقة تشبه إتقان الساعة السويسرية.

«ڤينيسيا» يوفّر كل ذلك لكن من دون عنصر الضخامة الذي يلعب الدور الأكبر في «كان». يعوّض ذلك بالتركيز على الأفلام المختارة في صالات يسهل الوصول إليها، وبالتعامل مع ضيوفه بوصفه ليس المهرجان الذي يسعى لاقتناص منافسيه إعلامياً، بل سينمائياً. لقد وضع نفسه في مركز المهرجان الأول على صعيد اختيار ما هو فني وأسلوبي وجاد.

2- الحضور العربي

القول إن الحضور العربي في مهرجانات السينما المهمّة (من «تورنتو» إلى «لوكارنو»، ومن «ڤينيسيا» إلى «برلين» و«كان») لم يعد جديداً. هذا واقع تفرضه معادلات ووقائع بعضها إنتاجي (اعتماد السينمائيين العرب على التمويل الأجنبي، واعتماد ذلك على أعمال المخرجين والمخرجات العرب)، وبعضها سياسي (الحرب الدائرة في فلسطين التي يتابعها العالم مع تنامي التعاطف مع سكّان غزة).

لا يعني ذلك أن الأفلام العربية يجب أن تتحدث عن فلسطين لتصل إلى شاشات المهرجانات الكبرى، بل يكفي -وللمرة الأولى في التاريخ- أن تطرح هموماً وأشكالاً فنية ترتبط بواقع مجتمعي أو سياسي، قريباً كان أو بعيداً عن الأحداث الراهنة.

الأفلام العربية المشاركة في دورة العام الحالي من «ڤينيسيا» تبدأ بفيلم «هجرة» للمخرجة السعودية شهد أمين، والذي يدور حول أم تبحث عن حفيدتها. ويشارك أيضاً «صوت هند رجب» (في المسابقة الرسمية) للتونسية كوثر بن هنية، وهو فيلم عن قضية فلسطينية تدور حول اغتيال الفتاة ذات الاثني عشر عاماً و5 من أفراد عائلتها في سيارة الإسعاف التي كانت تقلّهم.

فيلم ثالث هو المغربي «شارع مالقا» لمريم التوزاني، ويحكي بدوره عن امرأة عجوز مهدّدة بفقدان المنزل الذي تعيش فيه. أما «والدي والقذافي» لليبية جيهان ك. (كما يرد اسمها) فيتناول الحقبة القذافية من خلال دور والدها الذي كان وزيراً للخارجية ثَمَّ اختفى بعد إعلان معارضته للقذافي.

إلى ذلك، تقدّم «مؤسسة الدوحة للأفلام» عدداً من الأعمال في برامج مختلفة (خارج المسابقة)، بينها 4 أفلام لمخرجات جديدات هي: «مشروع بلا عنوان» لمريح الذبحاني، و«طرفاية» لصوفيا علوي، و«المحطة» لسارة إسحاق، و«صوت الصمت» لجويس نشواتي.

«فيلة أشباح»... (مهرجان ڤينيسيا)

3- الحضور السياسي

هذا ما يقود إلى البعد السياسي الذي لم يعد هناك مفرّ منه. إلى جانب ما سبق ذكره عن «صوت هند رجب» و«والدي والقذافي»، هناك أفلام أجنبية تتناول السياسة بشكل أو بآخر، من بينها مثلاً «ساحر الكرملين» للفرنسي أوليڤييه أساياس. ورغم أن الفيلم يبتعد عن الحرب الأوكرانية، فإنه يتناول فترة صعود الرئيس ڤلاديمير بوتين سياسياً حتى منصبه الحالي. ويلعب الممثل البريطاني جود لو دور الرئيس الروسي.

كذلك يُشاع أن الممثلة الإسرائيلية غال غادوت قد تعتذر عن الحضور لانشغالها في تصوير فيلم جديد. لكن ذلك لم يمنع ممثلين آخرين من تلبية الدعوة في سنوات سابقة رغم انشغالهم. ما يُتداول أن الممثلة تخشى مواجهة التيار المناهض لإسرائيل، كما حدث مؤخراً في لندن عندما تظاهر مؤيدون لفلسطين أمام صالة كانت تعرض أحد أفلامها الأخيرة«The Runner». أما فيلمها الجديد فهو «Hand of Dante» بمشاركة آل باتشينو وجيرار بتلر.

4- الأفلام التسجيلية والوثائقية

عاماً بعد عام يزداد اهتمام «مهرجان ڤينيسيا» بالسينما غير الروائية، وكلما ارتفع هذا الاهتمام ازداد عدد الأفلام المعروضة في شتّى أقسامه.

الملاحظ هذا العام أن بعض المخرجين المعروفين اتجهوا أيضاً إلى هذا النمط. إلى جانب كوثر بن هنية بفيلمها «صوت هند رجب»، سنشاهد فيلماً للألماني ڤرنر هرتزوغ بعنوان «Ghost Elephants» صوّره في الكونغو. كما تعود الأميركية لورا بويتراس -التي اشتهرت بفيلمها التسجيلي «Citizenfour» عام 2014 عن إدوارد سنودن- بفيلم جديد بعنوان «Cover-Up».

بدورها تعرض صوفيا كوبولا فيلماً جديداً بعنوان «Marc by Sofia». وعلى ذكر كوبولا، سيحضر والدها فرنسيس فورد كوبولا، المهرجان بمناسبة الاحتفاء بالمخرج ڤرنر هرتزوغ وتاريخه الطويل في السينما التسجيلية والروائية معاً.

كل ذلك وسواه يتوزّع على نحو 10 برامج أهمها: المسابقة الرسمية (21 فيلماً)، وخارج المسابقة (28 فيلماً)، وقسم «آفاق» (22 فيلماً)، وقسم «فيلم وموسيقى» (4 أفلام)، و«سبوتلايت» (9 أفلام)، و«أسبوع النقاد» (10 أفلام)، وقسم «صحيفة المؤلف» (12 فيلماً).



«الشرق» تحتفي بـ5 سنوات من النمو والريادة

من احتفاء مقر شبكة «الشرق» في الرياض بمرور 5 سنوات على انطلاقتها
من احتفاء مقر شبكة «الشرق» في الرياض بمرور 5 سنوات على انطلاقتها
TT

«الشرق» تحتفي بـ5 سنوات من النمو والريادة

من احتفاء مقر شبكة «الشرق» في الرياض بمرور 5 سنوات على انطلاقتها
من احتفاء مقر شبكة «الشرق» في الرياض بمرور 5 سنوات على انطلاقتها

تحتفي شبكة «الشرق»، التابعة لـ«المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)»، بخمس سنوات على انطلاقتها، في محطة فارقة من مسيرتها أعادت خلالها رسم ملامح الإعلام العربي ورسّخت معايير جديدة للثقة والابتكار والسرد الخبري في المنطقة.

ومنذ انطلاق بثّها الأول في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، تطوّرت «الشرق» من قناة مخصصة للأخبار الاقتصادية إلى شبكة الأخبار متعددة المنصات الرائدة في العالم العربي، وأصبحت اليوم خدمة الأخبار الاقتصادية الأكثر متابعة على وسائل التواصل الاجتماعي في المنطقة، وحصدت أكثر من 260 جائزة دولية تقديراً لتميزها التحريري وإبداعها وجودة إنتاجها.

وأُطلقت «اقتصاد الشرق مع بلومبرغ» في ذروة جائحة كورونا، حاملة رسالة واضحة: تقديم المعلومة الدقيقة رغم الارتباك العالمي السائد. ومن خلال شراكتها مع «بلومبرغ»، أرست معياراً جديداً للصحافة الاقتصادية العربية؛ إذ جمعت بين عمق الخبرة العالمية والبصمة الإقليمية لتزويد صانعي القرار والمستثمرين بالمعلومة الدقيقة في وقت كانت الحاجة فيها إلى الموثوقية أكثر من أي وقت مضى.

من جانبها، قالت جمانا الراشد، الرئيس التنفيذي للمجموعة: «بدأت (الشرق) برؤية طموحة لبناء العلامة الإخبارية العربية الأكثر موثوقية»، مضيفة: «واليوم أصبحت نموذجاً يُحتذى للإعلام والصحافة العربية القادرة على المنافسة عالمياً – مستنداً إلى البيانات، رقمية في جوهرها، وقريبة من جمهورها».

وأكدت الراشد أن «(الشرق) تمثل أحد أبرز إنجازات تحول المجموعة، وتجسّد إيماننا بأن مستقبل الإعلام ينتمي لأولئك الذين يبتكرون ويقصّون القصص التي تُلهم».

بدوره، قال مايكل بلومبرغ، مؤسس «بلومبرغ إل بي» و«بلومبرغ للأعمال الخيرية»: «لقد رسّخت (اقتصاد الشرق مع بلومبرغ) مكانتها كمنصة رائدة في تقديم أخبار الأعمال الموثوقة والمعتمدة على البيانات في الشرق الأوسط، ومن خلال شراكتنا بات بإمكان ملايين الأشخاص الوصول إلى أخبار أساسية ومهمة باللغة العربية».

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، تطوّرت هذه المهمة لتصبح منظومة متكاملة من المعلومات والرؤى والابتكار، مما رسّخ مكانة «الشرق» كقناة الأعمال الأولى متعددة المنصات في المنطقة.

فمن «الشرق للأعمال» و«الشرق للأخبار» إلى «الشرق الوثائقية» و«الشرق ديسكفري» و«راديو الشرق مع بلومبرغ» ومنصّة المشاهدة عند الطلب «الشرق NOW»، لتصبح «الشرق» حاضرة على كل شاشة ومنصة، تعكس كيف يعيش الجمهور المعاصر تجربته الإخبارية اليوم.

ولا تقتصر إنجازات «الشرق» على الانتشار فحسب؛ ففي السعودية تتصدر الشبكة المركز الأول في «متوسط الوقت اليومي للمشاهدة» بين جميع قنوات الأخبار، كما حصدت الشبكة تقديراً واسعاً من منصّات دولية مرموقة، من بينها «جوائز نيويورك للتلفزيون والسينما» و«منتدى الإعلام العربي». وتم منحها لقب «شركة تيلي للعام» للسنة الثانية على التوالي، في تأكيد واضح على ريادتها الإبداعية في مجال السرد التلفزيوني والرقمي.

من ناحيته، قال الدكتور نبيل الخطيب، مدير عام الشبكة: «حين أطلقنا (الشرق) وسط أزمة عالمية، قطعنا وعداً لجمهورنا بأن تكون رسالتنا الوضوح في زمن الضبابية»، مضيفاً: «وبعد خمس سنوات، لا يزال هذا الوعد هو جوهر عملنا اليومي. تعمل قاعة التحرير في جغرافيات متعددة – من الرياض ودبي إلى القاهرة وواشنطن وسنغافورة – بنبض تحريري واحد يضع الدقة والسياق والمصداقية في مقدمة أولوياته».

ويرى الخطيب أن «السنوات الخمس المقبلة هي مرحلة ترسيخ أوسع للعلاقة مع الجمهور، وبناء أدوات أكثر ذكاءً ومحتوى أكثر تأثيراً، ونظام إعلامي أكثر ديناميكية يتماشى مع وتيرة التغيير في العالم من حولنا».

ومن تغطية محطات مفصلية مثل طرح «أرامكو» وإصلاحات «رؤية السعودية 2030»، إلى الأحداث العالمية الكبرى كقمم العشرين و«كوب» والانتخابات الأميركية، واصلت «الشرق» تقديم تغطية متوازنة تربط التطورات الدولية بالسياق الإقليمي.

وخلال اللحظات الإخبارية الكبرى، ارتفعت نسب المشاهدة بأكثر من 60 في المائة، فيما يقضي الجمهور اليوم أكثر من ساعتين يومياً في التفاعل مع محتوى «الشرق».

وتواصل «الشرق للأعمال مع بلومبرغ» احتفاظها بأكثر من 50 في المائة من الحصة الإقليمية على المنصّات الرقمية والاجتماعية في مجال الأخبار الاقتصادية باللغة العربية، مما يعزّز مكانتها كمنصّة رائدة في السوق.

وبينما تحتفي الشبكة بمرور خمس سنوات على انطلاقتها، تؤكد «الشرق» مجدداً رسالتها: أن تُقدِّم الخبر بدقة، وتمكّن الجمهور من الفهم العميق.


مصر لتوثيق التراث الثقافي غير المادي بسيناء

دير سانت كاترين بجنوب سيناء (الهيئة العامة للاستعلامات المصرية)
دير سانت كاترين بجنوب سيناء (الهيئة العامة للاستعلامات المصرية)
TT

مصر لتوثيق التراث الثقافي غير المادي بسيناء

دير سانت كاترين بجنوب سيناء (الهيئة العامة للاستعلامات المصرية)
دير سانت كاترين بجنوب سيناء (الهيئة العامة للاستعلامات المصرية)

ضمن خطة أطلس المأثورات الشعبية، بالهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية لتوثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي، أوفدت الهيئة بعثة ميدانية إلى محافظة شمال سيناء، لتوثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي بالمحافظة.

البعثة التي ترأستها الدكتورة الشيماء الصعيدي، مديرة إدارة أطلس للمأثورات الشعبية، يشارك بها نخبة من الباحثين المتخصصين، وتشمل جولات بمدينتي العريش وبئر العبد لرصد وتوثيق عناصر التراث المحلي، والتعرف على أشهر العادات والتقاليد والحرف والفنون الشعبية التي تعكس الذاكرة الثقافية الأصيلة لأهالي سيناء.

وتستمر أعمال البعثة حتى 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، في إطار خطة هيئة قصور الثقافة لحصر عناصر التراث الشعبي وإدراجها ضمن قاعدة بيانات لتصبح «جزءاً من الهوية الثقافية وامتداداً لذاكرة المجتمع المحلي»، وفق بيان للهيئة، الثلاثاء.

بعثة أطلس المأثورات الشعبية في شمال سيناء (وزارة الثقافة المصرية)

وكانت هيئة قصور الثقافة قد أوفدت بعثتين ميدانيتين سابقتين خلال الفترة الماضية؛ الأولى في سبتمبر (أيلول) الماضي إلى محافظة جنوب سيناء، شملت جولات داخل قرية الجبيل، ووادي فيران، وعيون موسى، وحمام موسى، وجبل سانت كاترين، لتسجيل عناصر التراث غير المادي في تلك المناطق، وكذلك المعتقدات المرتبطة بالأولياء والقديسين في جنوب سيناء.

بينما كانت البعثة الثانية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بمحافظة مطروح، تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي، وشملت توثيق مظاهر الموروث الثقافي بمحافظة مطروح، ومنها مهنة الرعي، والشعر النبطي، والتاريخ الشفاهي للبادية، والأداء الجماعي للأغاني الشعبية المتوارثة.

ويقول الباحث في التراث الشعبي، شهاب عماشة، عضو البعثة بشمال سيناء، إن «الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية معنية بجمع وتوثيق التراث غير المادي، والجولة التي قمنا بها في شمال سيناء، ومن قبلها بعثة بمنطقة الطور في جنوب سيناء قائمة على توثيق العادات والتقاليد السيناوية، بالإضافة إلى الأدب البدوي بكل أنواعه، منها الشعر النبطي، والحكاية الشعبية البدوية، ثم الأزياء السيناوية والرعي»، ويضيف عماشة لـ«الشرق الأوسط»: «كما نرصد العديد من الأمور المتعلقة بالموروث السيناوي وما يطرح منه في الحياة اليومية، وهل ما زالت العناصر أو التيمات التراثية قائمة حتى اليوم في الشارع السيناوي أم لا؟».

بعثة أطلس المأثورات الشعبية في شمال سيناء (وزارة الثقافة المصرية)

ولفت إلى أن البعثات التي تقوم بجمع وتوثيق التراث الشعبي اللامادي تضم أعضاء متخصصين في هذا المجال، وتابع: «مهمتهم الرصد أولاً من خلال اللقاءات الميدانية مع الإخباريين أو المصادر من أبناء الشمال أو الجنوب»، وأكد أن البعثة الأولى التي كانت في جنوب سيناء «كانت ثرية للغاية وجمعت نحو 25 غيغا بايتس من المواد المرتبطة بالعادات والتقاليد»، وفق قوله.

أما البعثة الأخرى التي تستمر 11 يوماً فتجولت بين العريش وبئر العبد والشيخ زويد وقاطية، لتجمع المادة التي تصب جميعها في الأرشيف الأطلسي، ويوضح البحث في التراث الشعبي أن «الهدف الأساسي منها هو الحصر والتوثيق قبل مرحلة النشر»، لافتاً إلى أن إدارة أطلس المأثورات الشعبية سبق أن نشرت عدة إصدارات من بينها «أطلس الخبر» و«أطلس الموسيقى الشعبية»، وأخيراً «أطلس الفخار»، وتستعد لنشر «أطلس الحرف»، وأكد أن «أكثر المواد التراثية التي تم جمعها من شمال سيناء كانت عن الحرف التراثية، وعلى رأسها ما يتعلق بالزي السيناوي والرعي».


«آيكوم دبي 2025» ينطلق غداً بمشاركة دولية واسعة

شعار المؤتمر العام السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم» في دبي (الشرق الأوسط)
شعار المؤتمر العام السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم» في دبي (الشرق الأوسط)
TT

«آيكوم دبي 2025» ينطلق غداً بمشاركة دولية واسعة

شعار المؤتمر العام السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم» في دبي (الشرق الأوسط)
شعار المؤتمر العام السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم» في دبي (الشرق الأوسط)

تنطلق غداً الأربعاء في مدينة دبي الإماراتية أعمال المؤتمر العام السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم»، الذي يبحث «مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيير»، مع التركيز على سياسات القطاع وقدرته على مواكبة التحولات الديمغرافية والتكنولوجية والبيئية.

ويجمع المؤتمر، الذي تستضيفه الإمارة الخليجية للمرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، أكثر من 4500 خبير ومختص من أنحاء العالم، وتتوزع أعماله على محاور فرعية تشمل «قوة الشباب»، و«التراث غير المادي»، و«التقنيات الحديثة»، عبر مزيج من كلمات رئيسية وجلسات حوارية وورش عمل.

وقالت هالة بدري، مدير عام هيئة الثقافة والفنون في دبي ورئيسة اللجنة التنظيمية لـ«آيكوم دبي 2025» خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم إن استضافة الحدث «اعتراف بمكانة المنطقة ودورها المتنامي في تعزيز الحوار الثقافي العالمي»، مؤكدة أن المؤتمر «يشكل منصة دولية ملهمة لإعادة تعريف دور المتاحف بوصفها مساحات حيّة ومراكز تعليمية ومجتمعية».

فيما وصف ناصر الدرمكي، رئيس «آيكوم الإمارات»، المؤتمر بأنه «منصة عالمية رائدة لتبادل الخبرات واستشراف مستقبل العمل المتحفي».

وتتضمن الأجندة أكثر من 10 كلمات رئيسية، وما يزيد على 400 متحدث، وأكثر من 100 جلسة نقاشية وتدريبية متقدمة. ومن أبرز الجلسات «الذكاء الاصطناعي والمتاحف: من الرؤية إلى حوار العمل العالمي»، بمشاركة شخصيات من «اليونيسكو» و«آيكوم»، و«تحدي المألوف: تطوير المتاحف من جديد» بإدارة مدير «متحف زايد الوطني» وبمشاركة خبراء إقليميين ودوليين. كما يستضيف الحدث منتدى «الطبيعة كشريك: قوة الاستعادة» لمناقشة دمج الاستدامة في الممارسات المتحفية.

ويواكب المؤتمر «معرض المتاحف» بمشاركة أكثر من 100 جناح يستعرض أحدث الابتكارات والحلول وفرص التعاون، إلى جانب جلسات مخصصة لمراجعة «ميثاق أخلاقيات آيكوم» وجهود حماية التراث ومكافحة الاتجار غير المشروع، وحفل «جائزة آيكوم للاستدامة» للاحتفاء بالمبادرات النموذجية.

جانب من المؤتمر الصحافي الذي سبق أعمال المؤتمر العام السابع والعشرين للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم» (الشرق الأوسط)

وسيعلن خلال الفعاليات الرئيس الجديد للمجلس الدولي للمتاحف وأعضاء مجلسه التنفيذي، والمدينة المستضيفة لنسخة عام 2028، مع تسليم الراية في حفل الختام.

من جانبها، قالت الدكتورة إيما ناردي، رئيسة المجلس الدولي للمتاحف «آيكوم»: «يُعد المؤتمر العام لـ(آيكوم) الحدث الأبرز في جدول أعمالنا الثلاثي، حيث يعقد هذا العام ولأول مرة في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، ويجمع المتخصصين وخبراء المتاحف من مختلف أنحاء العالم لتبادل الأفكار واستشراف مسارات جديدة للمستقبل»، وأعربت عن تقديرها لـ«آيكوم الإمارات» واللجنة التنظيمية لمؤتمر «آيكوم دبي 2025» على مساهماتهما القيمة ودعمهما للحدث.

وقالت ميديا إس إكنر، المدير العام للمجلس الدولي للمتاحف: «يعقد المؤتمر العام الـ27 للمجلس الدولي للمتاحف (آيكوم) في مرحلة يشهد فيها قطاع المتاحف تحولاً لافتاً، ما يعكس قدرته على التكيف مع التغيير بوصفه إحدى الركائز الأساسية للمجتمع. وسيشكل (آيكوم دبي 2025) منصة لتبادل المعرفة، وتعزيز التعاون، واستكشاف سُبل تمكين المتاحف من قيادة التغيير عبر الابتكار والمشاركة المجتمعية، بما يسهم في تشكيل مشهد متحفي أكثر ترابطاً واستعداداً للمستقبل».

وستُعرض مخرجات اجتماع الجمعية العامة الأربعين، وتقام ورش تفاعلية لصياغة استراتيجيات قابلة للتنفيذ تعزز جاهزية المتاحف للتحول الرقمي وتوسّع أثرها المجتمعي. بهذه الاستضافة، ترسّخ دبي موقعها بوصفها حاضنةً للتنوع الثقافي وشريكاً فاعلاً في رسم مستقبل المتاحف عالمياً.