لغز طبي... رجل لم ينم منذ عامين

أوليفر جرب علاجات وأعشاباً من دول عدة حول العالم لم تُجْدِ نفعاً

 أوليفر ألفيس على اليمين خلال علمه سائقاً للقطار قبل عامين وعلى اليسار خلال تجربته إحدى تجارب العلاج (ديلي ميل)
أوليفر ألفيس على اليمين خلال علمه سائقاً للقطار قبل عامين وعلى اليسار خلال تجربته إحدى تجارب العلاج (ديلي ميل)
TT

لغز طبي... رجل لم ينم منذ عامين

 أوليفر ألفيس على اليمين خلال علمه سائقاً للقطار قبل عامين وعلى اليسار خلال تجربته إحدى تجارب العلاج (ديلي ميل)
أوليفر ألفيس على اليمين خلال علمه سائقاً للقطار قبل عامين وعلى اليسار خلال تجربته إحدى تجارب العلاج (ديلي ميل)

قبل عامين، كان أوليفر ألفيس شاباً مجتهداً، يعيش حياة نظيفة، ويتحلى بالمسؤولية، حيث عمل ساعات طويلة سائق قطار، وسدد قرض منزله المكون من 4 غرف نوم.

حصل أيضاً على رخصة طيار خاص في وقت فراغه، واشترى طائرته الخفيفة. كل هذا، ولم يكن قد بلغ الثلاثين بعد.

لكنه اليوم فقد كل شيء: صحته، منزله، وظيفته - ومستقبله المشرق بالأمل والوعود التي كانت تلوح في الأفق. والسبب هو يقظة مستمرة مُرهقة للأعصاب حرمته من نوم هنيء لما يقرب من عامين.

عالق بين النوم والاستيقاظ

ويقول أوليفر: «ليس الأمر مجرد قلة نوم، بل هو اختفاء تام للنوم. لا أشعر بالنعاس. لا أغفو. أنا عالق في حالة يقظة دائمة». ويتابع: «أيام لا تنتهي تتحول إلى ليالٍ لا تنتهي - وهذا عذاب. الحرمان من النوم ليس مجرد إرهاق، بل يُفكك روحك».

ويردف: «لقد فقدت كل شيء تقريباً. الشخص الذي كنت عليه يوماً ما اختفى. كيف يُمكن لشيء طبيعي وأساسي كالنوم أن يُسلب تماماً؟. كنت أتساءل: ما الألم الذي قد يدفع شخصاً ما إلى تمني الموت؟ الآن أفهم. لا أريد الموت، لكن لا يُمكنني النجاة من هذا العذاب فترة أطول. سأبذل كل ما بوسعي لأُنهي حياتي، فقط لأتمكن من إغلاق عينيَّ والنوم».

لا إجابات

وأصعب ما يواجهه أوليفر هو غياب الإجابات. قال طبيبه العام إنه لا يستطيع فعل المزيد. لم يعد لدى طبيبه النفسي أي خيارات.

يقول أوليفر، البالغ من العمر 32 عاماً: «لا أحد يعرف حقاً كيفية التعامل مع هذا الأمر، مع أن النوم أساس الحياة نفسها».

جسد مقاوم للتخدير

يبدو جسد أوليفر مقاوماً حتى للتخدير القوي. حُقن بالدواء المُستخدم لتخدير المرضى قبل الجراحة، ومع ذلك لم يُفقِده وعيه. وآثار هذا القلق المُستمر مُرهقة: «لقد أمضيت 21 شهراً الماضية في كابوسٍ مُرعب، أُكافح للبقاء على قيد الحياة في جسدٍ أشعر بأنه مُشتعل، يحترق من الداخل».

ويتابع: «رأسي يُسيطر عليه ضغطٌ مُعذبٌ للغاية. مفاصلي وعظامي وعضلاتي تصرخ من الألم. أشعر كأنني أرتدي بذلة حديدية. عيناي تذوبان من جمجمتي. لا أستطيع المشي في خط مستقيم. بصري مُعقّد. لا أستطيع هضم الطعام جيداً».

ويردف أوليفر: «لم أعد أستطيع التواصل مع أي شخص. لا شيء يُسعدني أو يُمتعني؛ لا مشاهدة فيلم، لا تناول الطعام، لا قراءة كتاب. وطوال النهار والليل، أظل مستيقظاً، لا أشعر حتى بالنعاس - عالقاً في عقلٍ لا يرتاح، لا يتعافى، لا يُعيد ضبط نفسه.، ويتابع: «أشعر بالوحدة الشديدة لأنني أشعر بأنني الشخص الوحيد في العالم الذي يعاني بهذه الطريقة».

إلى متى يمكن للعقل والجسم البشريين تحمّل الأرق؟

وفي هذا الصدد، يقول البروفيسور جاي ليشزينر، استشاري طب الأعصاب ومؤلف كتاب «الدماغ الليلي» والمتخصص في اضطرابات النوم: «يُعد الأرق التام حالةً قاتلة».

ويضيف: «في حين أننا لا نملك بياناتٍ واضحةً من البشر لأسبابٍ أخلاقية، فإن الكلاب التي تُترك مستيقظةً تموت حتماً في غضون 17 يوماً، والفئران أيضاً تموت في غضون 32 يوماً».

ومع ذلك، يدّعي أوليفر أنه يعيش دون نومٍ مُنعشٍ لما يقرب من عامين؛ ما حيّر الأطباء الذين استشارهم في المملكة المتحدة، وفقاً لوثائق اطلعت عليها صحيفة «ديلي ميل». ويتابع: «توسلتُ إلى الأطباء، وأرسلتُ رسائل بريدٍ إلكترونيٍّ إلى خبراء النوم والعلماء حول العالم، متوسلاً إليهم لمراقبتي لعدة أسابيع. عرضتُ الدفع، لكن توسلي لم يُستجب».

ويمول أوليفر الآن علاجه الخاص من عائدات بيع منزله، ويجوب العالم بحثاً عن تشخيص وعلاج فعال، ويخضع لعشرات العلاجات، لكن لم يُجدِ أي منها نفعاً حتى الآن.

طرق علاج هندية؟

وأوليفر حالياً في الهند، ويقول: «أجرب جميع أنواع الأدوية والعلاجات والطرق العلاجية البديلة، فقط لأرى إن كانت ستُساعدني على النوم». ويردف: «لكن لا شيء يُجدي نفعاً. أحياناً أنام ساعةً واحدةً كل ليلة، لكنني ما زلت أشعر بالنشاط. لستُ متعباً على الإطلاق».

ويقول أوليفر: «أمشي في الشوارع ليلاً، أحسد المشردين الذين ينامون على أبواب المتاجر. كنتُ أتبادل الأماكن معهم فقط من أجل نسيان النوم - أتخلى عن كل قرش أملكه لأنام كأي شخص عادي»، ويتابع: «(يعتقد الناس أنني واهم). لكن لماذا أختلق هذا؟ لا فائدة تُرجى من التظاهر بعدم القدرة على النوم. يصعب تصديق ذلك، أعلم. قبل عامين، لم أكن لأصدق أن هذا سيحدث لي».

وقبل أن يبدأ كابوسه، كان أوليفر يملأ كل دقيقة من حياته بالعمل والنشاط.

من الشباب إلى الإرهاق الدائم

وأورد تقرير الصحيفة البريطانية، أن أوليفر لا يملك الطاقة ولا القدرة على الكلام في بعض الأيام. من اللافت للنظر قدرته على تنظيم أفكاره بشكل مترابط. ولكن عندما يستجمع قوته للحديث، يكون مهذباً، ومع أنه يتوقف كثيراً ليستجمع خيوط الفكرة.

وخلال سنوات ما قبل الأرق تلك، كان مركّزاً، نشيطاً، وعازماً. حافظ على لياقته البدنية العالية، ويقول: «عشتُ حياةً نظيفة - لم أتناول الكحوليات أو السجائر أو المخدرات قط. كنتُ أتدرب في صالة الألعاب الرياضية يومياً، وأقضي أكبر وقت ممكن في الهواء الطلق». ويستطرد: «كانت لديّ رؤية لحياتي».

ولم يفارق أوليفر النوم أبداً في تلك السنوات الحافلة بالإنجازات. ويقول: «كنت أنام ست، ثماني، عشر ساعات في الليلة، دون أي عناء. ثم، دون سابق إنذار، انقلبت حياته رأساً على عقب. كان الأمر لا يُصدق، لا يُصدق، ما زلتُ أعاني من أجل فهمه».

ويروي الشاب البريطاني قصة كيف بدأ كل شيء في نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2023: «عدتُ إلى المنزل من العمل في وقت متأخر من إحدى الليالي ولم أستطع النوم. لم أُفكر في الأمر. لكن في الليلة التالية، لم أعد أنام. مرت الأيام - وما زلتُ بلا نوم».

ويقول: «الأمر الأغرب هو أنني لم أشعر حتى بالنعاس. لم أغفُ ولو ثانية واحدة. شعرتُ كأن عقلي عالق في وضع طوارئ لن يتوقف أبداً. منذ تلك اللحظة، بالكاد نمتُ على الإطلاق، أولاً، جرب علاجات تُصرف دون وصفة طبية، ثم ذهب إلى طبيبه العام الذي وصف له حبوباً منومة؛ لكن لم يُجدِ أيٌّ منهما نفعاً. في 5 يناير (كانون الثاني) 2024، قاد قطاراً للمرة الأخيرة، مُدركاً أنه لم يعد آمناً له القيام بذلك».

أطباء لا يعرفون الحل

استمر أوليفر في زيارة عيادة أطبائه بانتظام في بحثه غير المثمر عن إجابات - فقد زار جميع الأطباء العامين في عيادة تشيبينهام المزدحمة، حيث كان مسجلاً.

وتابع: «قال لي أحدهم: (عد إلى المنزل، وأشعل شمعة واسترخِ). وقال آخر إنني أعاني من الوهم. ثم قيل لي: (لقد سئمت منك الآن. لم يعد بإمكاننا مساعدتك). لقد تعرضت للطرد والسخرية والإذلال. سألت طبيبي: (ماذا يفعل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نوم خطيرة؟)، قال: «يتوقفون عن الاتصال بنا».

بعد شهر تقريباً، أُحيل أوليفر إلى طبيب نفسي في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، والذي كان هو الآخر في حيرة من أمره: «اعترف بأنه ببساطة لا يعرف الحل».

بحث عن علاج حول العالم

باع أوليفر منزله، وعاد للعيش مع والدته، جيل، البالغة من العمر 57 عاماً، في أوائل عام 2024. لا تزال في حالة ذهول: «كان العالم بين يديه»، أخبرتني. «لا أفهم كيف حدث هذا. عندما عاد للعيش معي لأول مرة، كنت أحاول السهر معه طوال الليل والتحدث إليه، لكنني لم أستطع فعل ذلك طويلاً».

وتابعت: «ازداد يأساً ووحدة. كان يخبرني بأنه تناول ما يكفي من أقراص النوم الموصوفة له لقتل وحيد القرن - لكنه ظل مستيقظاً تماماً».

يؤكد أوليفر هذا: «لقد سافرت حول العالم أجرب أقراصاً منومة مختلفة ومنومات قوية بجرعات عالية جداً، لكن لا شيء يُنومني. من المفترض أن شركة أدوية تريد إجراء تجارب عليّ»، أقوى أدوية النوم بالنسبة لي أشبه بتناول حبة سكر.

يقول إنه استشار أكثر من 50 طبيباً عاماً، وطبيب أعصاب، وطبيباً نفسياً، واختصاصياً نفسياً، وعيادة نوم. أُحيل إلى فرق الصحة النفسية، ونُقل إلى مستشفيات، بما في ذلك وحدات الطب النفسي (هناك صلة قوية بين قلة النوم لفترات طويلة ومشكلات الصحة النفسية) في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

وشخّصه الأطباء باضطراب ما بعد الصدمة، ومتلازمة التعب المزمن، والألم العضلي الليفي، وهو مرض يُسبب ضبابية في الدماغ، وأرقاً، وإرهاقاً. ولكن عندما أُحيل إلى مستشفى رويال يونايتد في باث لمزيد من الفحوص، طُلب منه فقط «الحفاظ على وتيرة منتظمة والراحة بين الأنشطة».

في يونيو (حزيران)، سافر أوليفر إلى كولومبيا، أميركا الجنوبية، وتركيا، لتناول علاجات لكنها لم تُجْدِ نفعاً.

ويقول أوليفر: «كل يوم أُجرّ إلى نوع من العذاب يفوق طاقة أي إنسان. إنه موت بطيء، بلا راحة، بلا راحة، مجرد ألم وعدم تصديق أن شيئاً كهذا يمكن أن يحدث. كل ما أتوق إليه هو الراحة، لأتمكن من العيش، لا مجرد الوجود».


مقالات ذات صلة

هونغ كونغ تشكّل «لجنة مستقلة» للتحقيق في حريق المجمع السكني

آسيا حريق المجمع السكني في هونغ كونغ (أ.ب)

هونغ كونغ تشكّل «لجنة مستقلة» للتحقيق في حريق المجمع السكني

أعلن الرئيس التنفيذي لهونغ كونغ الثلاثاء إنشاء «لجنة مستقلة» برئاسة قاضٍ للتحقيق بالحريق المدمر الذي اندلع في مجمع سكني وأودى بحياة 151 شخصاً الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
آسيا إن هاك جا زعيمة كنيسة التوحيد تصل إلى المحكمة لحضور جلسة استماع لمراجعة مذكرة التوقيف الصادرة بحقها بناء على طلب المدعين الخاصين في سيول (أرشيفية - رويترز)

كوريا الجنوبية تبدأ محاكمة زعيمة دينية بتهم فساد

بدأت اليوم (الاثنين) محاكمة زعيمة «كنيسة التوحيد» في كوريا الجنوبية بتهمة تقديم رشى للسيدة الأولى السابقة بينها حقيبة يد فاخرة وقلادة ماسية.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الولايات المتحدة​ عناصر من الشرطة يعملون بموقع الحادث بعد إطلاق النار على أشخاص عدة خلال تجمع عائلي في ستوكتون بكاليفورنيا (رويترز)

مقتل 4 وإصابة 10 في إطلاق نار خلال حفل عيد ميلاد بكاليفورنيا

قالت الشرطة إن 4 أشخاص لقوا حتفهم بعد إطلاق النار على 14 شخصاً خلال تجمُّع عائلي في مدينة ستوكتون بشمال كاليفورنيا، مساء أمس (السبت).

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
أوروبا أشخاص يتجولون في محطة كولونيا المركزية للقطارات بألمانيا (د.ب.أ)

إصابة رجلين بجروح خطيرة في حادث إطلاق نار بألمانيا

أصيب رجلان بجروح خطيرة في حادث إطلاق نار بمدينة كولونيا الألمانية، حسبما أعلنت الشرطة والادعاء العام في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (برلين)
شمال افريقيا أحد حوادث الطرق السريعة في مصر (أ.ف.ب)

حادث سير ينهي حياة أسرة كاملة في مصر

لقي 5 أشخاص من أسرة واحدة حتفهم إثر وقوع حادث انقلاب سيارة ملاكي بالطريق الدولي الساحلي بنطاق مركز كفر الدوار بمحافظة البحيرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

مدينة أميركية تتجمّد... وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!

المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
TT

مدينة أميركية تتجمّد... وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!

المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)

شهدت مدينة منيابوليس، كبرى مدن ولاية مينيسوتا الأميركية، انخفاضاً لافتاً في درجات الحرارة الشهر الماضي، حتى باتت، لبرهة، أبرد من كوكب المريخ نفسه.

وأوضح خبير الأرصاد الجوية في «أكيو ويذر»، برايان لادا، أن موجة صقيع ضربت المدينة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، دفعت درجات الحرارة للانخفاض بمقدار 10 درجات تحت المعدل التاريخي. وسجَّلت المدينة درجات حرارة عظمى تراوحت بين 20 و30 درجة فهرنهايت، في أبرد فترة تمرُّ بها منذ فبراير (شباط) الماضي، لسكانها البالغ عددهم نحو 430 ألف نسمة.

وفي المقابل، وعلى بُعد نحو 225 مليون ميل، رصدت مركبة «كيوريوسيتي» التابعة لـ«ناسا» درجات حرارة نهارية بلغت نحو 30 درجة فهرنهايت على سطح الكوكب الأحمر، وفق «الإندبندنت». وفي حين هبطت درجات الحرارة ليلاً في منيابوليس إلى ما بين العشرينات والمراهقات (فهرنهايت)، فإنها سجَّلت على المريخ درجات حرارة قاربت 100 درجة تحت الصفر. وقال لادا إنّ ذلك «تذكير بأنه رغم تقارب درجات الحرارة النهارية أحياناً، فإنّ الكوكب الأحمر يظلّ عالماً مختلفاً تماماً».

ولكن، لماذا يكون المريخ بارداً إلى هذا الحد؟ الإجابة البديهية هي أنه في الفضاء، وهو كذلك أبعد عن الشمس من الأرض، فضلاً عن أنّ غلافه الجوّي الرقيق لا يحتفظ بالحرارة بكفاءة، وفق «ناسا».

فالأرض تدور على بُعد 93 مليون ميل من الشمس، في حين يقع المريخ على بُعد نحو 142 مليون ميل. كما أنّ غلافه الجوّي لا يُشكّل سوى نحو 1 في المائة من كثافة الغلاف الجوّي للأرض عند السطح، وفق «مرصد الأرض» التابع للوكالة. وهذا يعني أنّ درجة الحرارة على المريخ يمكن أن تنخفض إلى 225 درجة فهرنهايت تحت الصفر، وهي درجة قاتلة. فالبشر قد يتجمّدون حتى في درجات حرارة أعلى من 32 فهرنهايت، وهي درجة تجمُّد الماء. وأشار لادا إلى أنّ غياب بخار الماء في الغلاف الجوّي للمريخ يُسرّع فقدان الحرارة فور غروب الشمس.

لكن ذلك لا يعني غياب الطقس على الكوكب الأحمر. ففي بعض الجوانب، يتشابه طقس المريخ مع طقس الأرض، إذ يشهد كلاهما فصولاً ورياحاً قوية وسحباً وعواصف كهربائية. وتتكوَّن سحب المريخ على الأرجح من بلورات جليد الماء، لكنها لا تدرّ مطراً بسبب البرودة القاسية. وقال علماء «ناسا»: «إنّ الهطول على الأرجح يتّخذ شكل الصقيع. فسطح المريخ يكون عادة أبرد من الهواء، خصوصاً في الليالي الباردة الصافية، مما يجعل الهواء الملامس للسطح يبرد وتتجمَّد الرطوبة عليه». وقد رصدت مركبة «فايكينغ 2» هذا الصقيع على السطح في بعض الصباحات خلال سبعينات القرن الماضي.

وتُواصل مركبة «كيوريوسيتي» تتبُّع الطقس المريخي منذ وصولها إلى فوهة غيل عام 2012، وهي تقع في نصف الكرة الجنوبي قرب خطّ الاستواء. وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، سجَّلت المركبة درجة حرارة عظمى بلغت 25 درجة فهرنهايت، بينما هبطت الصغرى إلى 96 درجة تحت الصفر.


أصغر تمثال في التاريخ... فنان بريطاني يصنع عملاً بحجم خلية دم

الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)
الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)
TT

أصغر تمثال في التاريخ... فنان بريطاني يصنع عملاً بحجم خلية دم

الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)
الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)

قال فنان متخصّص في الأعمال الميكروسكوبية إنه حطَّم رقمه القياسي العالمي السابق بعد ابتكار أصغر تمثال مصنوع يدوياً في التاريخ.

ووفق «بي سي سي»، أوضح ديفيد أ. ليندون، من مدينة بورنموث في مقاطعة دورست البريطانية، أنّ عمله الأخير الذي أطلق عليه «الوجه الأصفر المبتسم» هو «غير مرئي للعين البشرية»، إذ لا تتجاوز أبعاده 11.037 ميكرون طولاً و12.330 ميكرون عرضاً.

وأشار ليندون إلى أنّ عمله الفنّي «يعيش» فوق طابع بريد من الدرجة الأولى، على نقطة دقيقة جداً موضوعة فوق صورة عين الملكة الراحلة.

ونجح العمل في تحطيم الرقم القياسي السابق للفنان نفسه لأصغر تمثال مصنوع يدوياً، وهو «قطعة الليغو».

ويُعرَف ليندون، الحاصل على 12 رقماً في «موسوعة غينيس»، بأعماله الفنّية شديدة الصغر، من بينها 3 نسخ ميكروسكوبية من لوحات فان غوخ الشهيرة، نفَّذها داخل آلية ساعة، وبيعت مقابل 90 ألف جنيه إسترليني. أما «قطعة الليغو الحمراء» فبلغت أبعادها 0.02517 ملم طولاً و0.02184 ملم عرضاً.

في مساحة بحجم ذرّة يصنع الفنان عالماً كاملاً (ديفيد أ. ليندون)

وقال الفنان: «قطعة الوجه الأصفر المبتسم تُعادل نصف حجم (قطعة الليغو الحمراء)، التي كانت بدورها أصغر بـ4 مرات من الرقم القياسي السابق». وأوضح أنّ حجم العمل الجديد يُعادل حجم خلية دم بشرية، أو جراثيم العفن، أو البكتيريا، أو بودرة التلك، أو قطرة ضباب.

ومن أعماله الأخرى مجسَّمات مجهرية لحيوانات دقيقة يصنعها داخل ثقب الإبرة، بدءاً من الحوت الأزرق وصولاً إلى فراشة الطاووس الرقيقة. وأضاف مازحاً: «ربما أكون قد فقدتُ عقلي تماماً».

ويجري تثبيت الطابع الذي يحمل «الوجه الأصفر المبتسم» على برج زجاجي داخل صندوق زجاجي مُحكَم الإغلاق. وأعرب ليندون عن امتنانه للدكتورة سارة إليوت وجاك روز من جامعة بورنموث على قياس العمل الجديد، واعتماده على هيئة رقم قياسي عالمي.


ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».