كشفت جمعية القلب الأميركية عن مجموعة من الإرشادات الجديدة التي تساعد مرضى ارتفاع ضغط الدم على حماية قلوبهم وأدمغتهم من المضاعفات الخطيرة مثل السكتة الدماغية والنوبات القلبية.
وأوضحت الجمعية أن ضغط الدم المرتفع يُعد من أكثر عوامل الخطر شيوعاً حول العالم؛ إذ يسبب أضراراً مباشرة على الشرايين، ويزيد من احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة تؤثر في جودة الحياة، ونُشرت الإرشادات، الجمعة، في دورية «Hypertension».
وضغط الدم المرتفع هو حالة شائعة تحدث عندما يزداد ضغط تدفق الدم داخل الشرايين بشكل مستمر؛ ما يُجهد القلب والأوعية الدموية بمرور الوقت. وتُعد أنماط الحياة غير الصحية مثل الإفراط في تناول الملح، وقلة النشاط البدني، والسمنة، التدخين والتوتر من أبرز العوامل التي تزيد خطر الإصابة به. ويعاني نحو نصف البالغين في الولايات المتحدة من ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل الخطر الأول القابل للوقاية من أمراض القلب، والسكتة الدماغية، والفشل الكلوي.
وأصدرت جمعية القلب الأميركية والكلية الأميركية لأمراض القلب بالتعاون مع 11 منظمة صحية رائدة، دليلاً إرشادياً جديداً للوقاية والكشف والعلاج من ارتفاع ضغط الدم لدى البالغين، يركز على الوقاية، والتدخل المبكر، وضبط ضغط الدم بدقة أكبر بهدف تقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية، والفشل الكلوي، والتدهور المعرفي والخرف.
وركزت الإرشادات الجديدة على 5 طرق فعّالة للوقاية والسيطرة على ضغط الدم المرتفع:
أولاً: تعديل نمط الحياة، وذلك من خلال اتباع غذاء صحي يقوم على تقليل الصوديوم (1500 – 2300 ملغ يومياً) وزيادة تناول الخضار والفواكه والحبوب الكاملة، مع خفض الوزن بنسبة لا تقل عن 5 في المائة لدى من يعانون من السمنة أو زيادة الوزن. كما يُنصح بممارسة النشاط البدني المنتظم، وتجنّب الكحوليات، إضافة إلى السيطرة على التوتر عبر الرياضة أو التأمل وتمارين التنفس.
ثانياً: المراقبة المنزلية لضغط الدم؛ إذ تساعد على تأكيد التشخيص ومتابعة الاستجابة للعلاج بشكل مستمر.
ثالثاً: البدء المبكر بالعلاج الدوائي عند الحاجة، بهدف الوصول إلى مستوى أقل من 130/80 ملم زئبق. وتوصي الإرشادات باستخدام أدوية الخط الأول مثل: مثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين (ACE inhibitors)، أو «مضادات مستقبلات الأنجيوتنسين» (ARBs). وفي حال تجاوز الضغط 140/90، يُوصى غالباً باستخدام مزيج دوائي، مع إمكانية إضافة أدوية حديثة مثل «GLP-1» لبعض المرضى المصابين بالسمنة أو السكري.
رابعاً: الفحوصات المخبرية الإضافية، وأبرزها قياس نسبة الألبومين إلى الكرياتينين في البول لتقييم صحة الكليتين.
خامساً: إدارة ضغط الدم في أثناء الحمل، حيث يُوصى باستخدام الأسبيرين منخفض الجرعة (81 ملغ) لتقليل خطر تسمم الحمل، مع بدء العلاج الدوائي عند وصول الضغط إلى 140/90 أو أكثر. كما تشدد التوصيات على المتابعة الدقيقة بعد الولادة، وإجراء فحص ضغط الدم سنوياً للنساء اللواتي أصبن بارتفاع الضغط في أثناء الحمل.







