إذا حاول صديق أو شخص قريب منك الانتحار، فقد يكون التحدث معه عن الانتحار أمراً صعباً للغاية، لكن دعمك له قد يُحدث فرقاً كبيراً. ميلينا هاينش، أستاذة ورئيسة قسم العمل الاجتماعي في جامعة تسمانيا بأستراليا، وكامبل تيكنر، المتخصص أيضاً في العمل الاجتماعي وزميلها بالجامعة، قدما معاً في مقالهما المنشور، الجمعة، على موقع «ذا كونفيرزيشين»، 6 من الإرشادات والنصائح حول ما يمكنك قوله له من أجل دعمه بعد محاولة انتحار.
1- لا بأس لو كنت لا تملك جميع الإجابات
غالباً ما تكون الأيام والأسابيع التي تلي محاولة الانتحار مليئة بالمشاعر الجياشة للشخص الذي حاول الانتحار ولمن يهتمون لأمره. قد يشعر صديقك بالذنب أو الخجل أو الغضب أو الارتباك أو حتى بالراحة. وقد يكون أيضاً متعباً جسدياً ونفسياً. في هذه الأثناء، قد تشعر بالقلق أو الصدمة أو العجز أو عدم اليقين بشأن ما يجب قوله.
2 - قدِّم له الدعم العاطفي
لا بأس في الاعتراف بمحاولة الانتحار، فتجنب الإشارة إليها قد يزيد من الشعور بالوصمة أو العزلة. لكن لا داعي لمعرفة التفاصيل، ولا بأس أيضاً بوضع حدود لطيفة. فقط كن موجوداً. أخبر صديقك أنك موجود للاستماع، دون ضغط أو إصدار أحكام. ولا تتعجل في الحديث. إذا لم يكن مستعداً للتحدث، فلا بأس. دعه يُحدد وتيرة الحديث.
تجنب الشعور بالذنب أو اللوم. قل عبارات مثل «كيف فعلتَ هذا بنا؟»، قد يُشعر الشخص بالسوء. بدلاً من ذلك، قل شيئاً مثل: «أنا سعيد جداً لأنك ما زلت هنا. نحن نهتم لأمرك». أخبره أنه ليس وحيداً.
3 – قدِّم له الدعم العملي
قدّم المساعدة في المهام اليومية، مثل إعداد الوجبات، أو ترتيب المنزل.
شجّعه ولكن دون أن تجبره على القيام بالأنشطة التي يستمتع بها، ربما نزهة، أو مشاهدة فيلم، أو حتى مجرد قضاء الوقت بهدوء.
4 - لستَ مُضطراً للقيام بذلك بمفردك
قد يكون دعم شخص ما بعد محاولة انتحار مُرهقاً جسدياً ونفسياً. قد تجد نفسك مُتيقظاً باستمرار، مُراقباً علامات مُعاناته مُجدداً. هذا «الحذر المُفرط» أمر طبيعي، لكن تذكّر، لستَ مُضطراً للقيام بذلك بمفردك.
شخص واحد لا يُشكّل شبكة دعم. مع أن رعايتك ودعمك يُحدثان فرقاً حقيقياً، فإن المساعدة المهنية ضرورية أيضاً، سواءً من طبيب نفسي أو طبيب أو مستشار.
كما يُمكن أن يُساعدك إشراك أشخاص آخرين موثوق بهم، مثل الأشقاء أو الوالدين أو الأصدقاء أو المعلمين. اسأل صديقك عمن يُريد إشراكه، وكيف.
5 - لا تنسَ: سلامتك مهمة أيضاً
قد يؤثر هذا الوضع سلباً على سلامتك النفسية والجسدية. قد تشعر بالقلق، أو التعب، أو الحزن، أو حتى بالذنب، وتواجه صعوبة في النوم أو الشهية. خصص وقتاً للاعتناء بنفسك أنت أيضاً، تناول طعاماً صحياً، واسترح، وحرّك جسمك، وتحدث إلى أشخاص تثق بهم. لست مضطراً لمشاركة تفاصيل شخصية عن صديقك للحصول على الدعم الذي تحتاجه.
6 - يختلف التعافي من شخص لآخر
لا يتبع التعافي بعد محاولة انتحار مساراً محدداً، بل يختلف من شخص لآخر. قد يشمل دعماً متخصصاً، أو أدوية، أو تغييرات في الروتين، أو إجازة من العمل أو المدرسة. تستغرق إعادة البناء وقتاً، وغالباً ما تأتي بتقلبات. فالصبر والتعاطف، تجاه صديقك وتجاه نفسك، يُحدثان فرقاً كبيراً. وتذكر دائماً أنك لست وحدك، وهناك دائماً سبل متاحة للمساعدة.





