أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية إطلاق 7 مشروعات لتطوير وإعادة تأهيل مناطق بالقاهرة التاريخية، وذلك خلال ملتقى «القاهرة التاريخية... رؤية متكاملة لمستقبل مستدام»، بالتعاون مع منظمة «اليونيسكو».
وتستهدف المشروعات السبعة، وفق وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، تطوير القاهرة التاريخية، وإعادة تأهيلها، وتحديد الأدوار الفاعلة التي يمكن أن تضطلع بها الوزارة والجهات المعنية، إلى جانب استعراض الإمكانات المتاحة لتنفيذ هذه المشروعات، وتحويلها إلى واقع ملموس.
وأشار فتحي، في بيان من الوزارة، إلى أهمية فتح باب النقاش، وتبادل الرؤى والمقترحات؛ لتحقيق نقلة نوعية تتناسب والقيمة التاريخية والعمرانية الفريدة للقاهرة التاريخية، كما شدد على أهمية دعم الصناعات والحرف التقليدية والتراثية في مصر، مشيراً إلى خطة الوزارة لتخصيص أماكن داخل القاهرة التاريخية لتمكين أصحاب الحرف التراثية المَهَرة من عرض وبيع منتجاتهم دون تحمل أي أعباء مالية؛ دعماً لهم، وتشجيعاً لاستمرار واستدامة هذه الحرف الفنية الأصيلة.
ومن بين المشروعات التي طُرحت لتطوير القاهرة التاريخية ضمن «منتدى الجامعات التراثي»، في يونيو (حزيران) الماضي، واستعرضها الملتقى، مشروع «منطقة آثار القلعة... كفاءة استخدام الطاقة في المناطق العمرانية»، والذي يقدم رؤى مختصة لتقليل استهلاك الطاقة، ودمج مصادر الطاقة المتجددة بالمباني الموجودة بالقلعة، مع تعزيز الوعي التاريخي عبر تقنيات الواقع المعزز، والواقع الافتراضي.

وكذلك من ضمنها مشروع «منطقة آثار الفسطاط» الذي يهدف إلى إشراك المجتمع المحلي ليصبح جزءاً حيوياً من الحياة اليومية للسكان، مع تعزيز الحفاظ على التراث الثقافي، ودعم الاستدامة البيئية والمجتمعية والاقتصادية.
ومشروع «منطقة آثار الجمالية... الصناعات الإبداعية واقتصاد التراث الثقافي غير المادي» الذي يهدف إلى دمج الصناعات الإبداعية مع التراث الثقافي غير المادي ضمن إطار التخطيط الحضري، وتطوير القاهرة التاريخية. كما يهدف إلى إعادة تصور التجربة السياحية لزائري المنطقة لتقديم نموذج متكامل لموقع تراثي ثقافي.
وأشار الوزير إلى أهمية هذا المشروع، ووجه بضرورة إعداد خريطة شاملة توضح المواقع الأثرية بمنطقة الجمالية، بما يسهم في تعزيز الحركة السياحية وتنظيمها. كما أكد على أهمية تخصيص معرض دائم للحرف التراثية القائمة بالمنطقة لربطها بالسوق السياحية مباشرة، مع ضرورة دمج منظومة البيع الإلكتروني لتوسيع فرص التسويق والترويج لتلك المنتجات.
وقالت مديرة المكتب الإقليمي لمنظمة «اليونيسكو» في القاهرة، نوريا سانز، إن خطة الحفاظ على القاهرة التاريخية وإعادة تأهيلها تضاف إلى سجل إنجازات التعاون بين «اليونيسكو» ووزارة السياحة والآثار، بما يضمن تنفيذ المشروعات بالشكل الأمثل، لافتة إلى أن هذه المشروعات هي نتاج عامين من العمل الجاد للانتهاء من خطة الحفاظ على القاهرة التاريخية بما يتناسب وأهمية المنطقة التاريخية والأثرية.
وأكدت استعداد المنظمة الدولية لتقديم الدعم اللازم والمساهمة الفعالة في تنفيذ تلك المشروعات.
ومن بين المشروعات مشروع «منطقة آثار الدرب الأحمر»، ويهدف إلى استثمار القيمة التاريخية والمعمارية للمباني التراثية بالمنطقة، من خلال تطوير مراكز ثقافية واقتصادية واجتماعية متعددة الوظائف.

بينما يُركز مشروع «منطقة آثار شرق القاهرة» على وضع خطة شاملة لإعداد مسار للزيارة السياحية، يبدأ من «مجموعة الأمير بن برقوق»، مروراً بمقابر شهداء القوات المسلحة، وعدد من المباني غير المُسجلة آثاراً لكنها تحمل دلالات تاريخية مهمة، من بينها مدفن الأميرة شويكار... ويعود المسار مجدداً لينتهي عند «مجموعة بن برقوق»، مما يُبرز تنوع النسيج التاريخي والمعماري للمنطقة.
بالإضافة إلى مشروع «منطقة آثار الإمام الشافعي»، ويشمل زيادة رقعة المساحة الخضراء بالموقع؛ لمواجهة تغير المناخ، فضلاً عن مشكلة المياه الجوفية التي تعاني منها المنطقة، ومن ثم استغلالها في الزراعة، وتوفير غطاء زراعي حول المحاور المرورية بالمنطقة؛ بما يساعد في التخفيف من تلوث المناطق العمرانية والأثرية المحيطة، مع إمكانية إقامة حديقة مجتمعية تكون مدخلاً لمناطق الإمام الشافعي والليثي والجبّانة الجنوبية.
في حين يهدف مشروع «منطقة آثار الأزهر والغوري... التراث الحي» إلى إعادة فتح المباني الأثرية والتراثية وتوظيفها لتصبح مركز إشعاع ثقافي لأهالي المنطقة، واستخدامها بشكل متكيف للتدريب المهني للحرفيين والفنانين، وللأنشطة الثقافية الموجهة إلى المجتمع المحلي.








