ريتا حايك: «خطفوا فينوس مني»... وجاك مارون يواصل العرض

الممثلة تُقارن فقدانها للدور بانتزاع طفلها... والمخرج يتمسّك بحقّ الاستمرار

امرأة تُسقط الأقنعة لتكشف عن حقيقة الإنسان (فينوس)
امرأة تُسقط الأقنعة لتكشف عن حقيقة الإنسان (فينوس)
TT

ريتا حايك: «خطفوا فينوس مني»... وجاك مارون يواصل العرض

امرأة تُسقط الأقنعة لتكشف عن حقيقة الإنسان (فينوس)
امرأة تُسقط الأقنعة لتكشف عن حقيقة الإنسان (فينوس)

اختارت الممثلة اللبنانية ريتا حايك كلمة واحدة لتكثيف كلّ ما اجتاحها: «صدمة». بالكاد صدَّق الجمهور ما رآه، وكذلك هي. بدأ الترويج لمسرحية «فينوس»، لكن من دونها. ثمّة ممثلة أخرى تحلّ محلّها، تُحرّك الجسد ذاته، تتلفَّظ بالكلمات ذاتها، لكنها لا تحمل النَفَس ذاته، ولا الوجع الذي كبُر مع الشخصية، وتحوَّل إلى روح ثانية تسكنها منذ 10 أعوام.

منذ عُرضت المسرحية للمرة الأولى، كانت ريتا حايك أشبه بمَن سكنتها «فينوس» والتهمتها حدّ التماهي. جسدياً ونفسياً، ذهبت فيها وعَبْرها، وها هي اليوم تجد نفسها خارج المشهد كما تُقصَى أمٌّ عن طفلها. قالت لـ«الشرق الأوسط»: «ليست مسألة انسحاب أو بديل. هذه أبعد من مسرحية، المسألة أشبه بمَن يُسلَب طفله من بين يديه». كانت تعيش «فينوس» كما تعيش الأمومة: بنبض حيّ، بانتظار، وبحُلم دائم في عينيها. هي أمٌّ لطفل في السادسة، لكنّها أيضاً أمٌّ لدورٍ وُلد قبل 10 سنوات، ونما معها حتى أوصله نضجها إلى ذروته.

ريتا، التي طرحت إمكان أداء الدور بُعيد مُشاهدتها فيلم «فينوس ذات الفراء» لرومان بولانسكي، بادرت إلى تبنّي الشخصية، وسعت بكلّ حواسها إلى تجسيدها على الخشبة. يومها، اجتمع الثلاثي بدعوة منها: ريتا، والمخرج جاك مارون، والممثل بديع أبو شقرا، في مشروع مسرحيّ مُشترك، بُني على الثقة والصداقة والولع بالفنّ. شعرت حايك كأنها تضع طفلاً لطالما راودها، لا دوراً يُؤدَّى ثم يُنسى. ولمّا عادت إلى الدور بعد 10 سنوات، كان ذلك بمذاق مختلف. عودةٌ هي إعادة ولادة وليست مجرّد استذكار. «كيف تتنازل أمٌّ عن حلم جسَّدته، عن أثر رافقها، عن ولادة ثانية كانت أكثر عمقاً ونضجاً؟»، تسأل.

وهي لم تؤدِّ شخصية «فاندا» على المسرح فحسب، وإنما نزعت عنها أقنعتها واحداً تلو الآخر، كأنها تُنقّب عن امرأة دفينة تُقيم داخلها. في مسرحية «فينوس»، عَبَرت برحلة نحو الذات؛ حيث طبقات النفس المُستترة. لم تكتفِ بتجسيد الأنثى المتمرّدة أو الذكية أو الغامضة، وإنما جعلت منها مرآة لتكثيف التناقض الإنساني بين السلطة والخضوع، بين الرغبة والتحرّر، بين الأدوار التي نلعبها، والتي تهزمنا في النهاية.

استبدال وصفته ريتا حايك بالصادم (صفحة جاك مارون)

بحضورها، تحوَّل المسرح حقلاً من الرموز والطبقات؛ حيث تتشابك الوجوه وتتقاطع الأدوار، ويغدو الجسد أداة تفكيك وإعادة تشكيل. لم تكن غوايتها استعراضاً؛ كانت وعياً مُتقناً بالقوة الكامنة في الأنوثة حين تُستعاد على شكل صوت يصل. ومن خلال أدائها، وُلدت «فينوس» مجدّداً، بكونها صرخة تُعرّي الإنسان من زيفه، وتدفعه إلى مواجهة نفسه في لحظة مسرحية نادرة تتخطَّى النصّ إلى الحضور الحيّ.

لكنّ الأمور لم تسِر كما تمنَّت. تعترف بأنها دخلت المشروع من دون اتفاق خطّي، بدافع الصداقة، لكنها ما لبثت أن شعرت بـ«خلل في الشفافية».

تروي أنّ الاتفاق كان على تقاسُم الأرباح بينها وبين مارون وأبو شقرا، بالتساوي، لكنها اكتشفت، وفق قولها، تلاعُباً بالأرقام، وإقصاءً غير مباشر عن حقوقها الفنّية والمادية، لتُدرك متأخرة أنها كانت تتعرَّض للاستغلال، كما تقول.

كانت هي مَن بادرت إلى اقتراح إعادة عرض المسرحية. خاطبت بديع أولاً، ثم عاد جاك من فرنسا لتبدأ البروفات والعروض، ولم تفكّر، كما تقول، بالمال، لأنَّ الشغف غلب كلّ حساب. لكنّ «اتّساع الشكّ والخذلان» قادها إلى اكتشاف اتفاق بين مارون والمنتج طارق سيكياس لجولة خارجية، قبل توقيعها على ما يضمن حقوقها. شعرت كأنَّ اسمها يُستخدم بلا إذنها، والمسرحية تُسحب من تحت قدميها. حُدِّدت الجولة في سبتمبر (أيلول) المقبل، والقطيعة بينهما حلَّت قبل حسم مشاركتها: «يُروَّج أنني انسحبتُ من الجولة، لكنّ توقيعه عليها حصل قبل اتفاقنا معاً. ولمّا خرج الإعلان الترويجي، بدا أنَّ كلّ شيء كان مُحضَّراً كما لو أنني أُستَبعَد عن قصد. خطفوا (فينوس) مني، ويريدون الإيحاء بأنني مَن تخلَّى عنها».

ومنذ مايو (أيار) الماضي، تراكم الخلاف في صمت. لم تشأ أن تفضحه، لكنها حين رأت إعلاناً جديداً للمسرحية تظهر فيه ممثلة أخرى، هي رلى بقسماتي، لم تتمالك نفسها. أطلَّت في فيديو قالت فيه إنّ «النسخة اللبنانية الأصلية من فينوس انتهت معها»، مشيرة إلى استخدام اسمها لترويج التذاكر، ومعلنة نيتها اللجوء إلى القضاء. تُنهي: «فينوس لم تكن دوراً. أنْ تفقدها، معناه أن يُنتزَع شيء من روحك».

جاك مارون: المسرح لا ينتظر أحداً

من جهته، يقول المخرج جاك مارون لـ«الشرق الأوسط»، إنه يكنُّ التقدير لريتا حايك، ولجميع مَن عمل معه. لكنه يردّ: «ريتا قرَّرت الانسحاب قبل موعد الجولة. المسرح التزام مقدّس، وعلينا الاستمرار حتى إن لم نُوقّع عقوداً مكتوبة».

ويضيف: «الكلمة كانت تكفي دائماً. لقد رفعت ريتا حايك سقف توقّعاتها فجأة. لا أنكر فضلها، لكنَّ المسرح جهد جماعي».

وعن اتهامها بسلبه حقوقها، يوضح: «لم أسرق مالاً. أما الحقوق الفنّية، فأنا المخرج والمنتج، وصاحب المشروع الذي يحقّ له الاستمرار فيه. كنت أتمنّى أن نتحاور كأننا عائلة، لكنها أغلقت الباب تماماً».

يُقارن مارون الأمر بما جرى بين أعضاء فريق «البيتلز»: «الخلافات تحصل، لكنّ الغناء يستمرّ. هذه طبيعة الفنّ». ويقول إنه لم يُجبر أحداً على مشاركته في الجولة المُقرَّرة بين دبي وكندا، وإنما رافقه مَن اختار الاستمرار.

ورغم إقراره بموهبة ريتا حايك، يُذكّر بأنه هو أيضاً «أنجب» المسرحية، ليس بإنتاجها فحسب، وإنما باحتضانها منذ لحظتها الأولى.


مقالات ذات صلة

صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

يوميات الشرق احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)

صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

المسرح القومي يحتفي بذكرى صلاح جاهين بعرض حكي وغناء يعيد تقديم أعماله الفنية والغنائية الشهيرة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق «أنا وغيفارا» تراهن على إكمال مسار المسرح الغنائي في لبنان (الشرق الأوسط)

عودة «أنا وغيفارا»... الثورة والإنسانية على خشبة «جورج الخامس»

نجح «الأخوان صبّاغ» في مقاربة سيرتَي رجلَي الثورة؛ كاسترو وغيفارا، بعيداً عن أي انحياز سياسي، وقدّماهما في إطار إنساني عزّز قيم السماحة والغفران.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق العرض سلَّط الضوء على مسيرة باكثير الإبداعية (الشركة المنتجة)

«متحف باكثير»... يستعيد روائع الأديب اليمني الكبير برؤية معاصرة

يجمع العرض المسرحي «متحف باكثير» أعمال علي أحمد باكثير في تجربة مسرحية معاصرة، مع إطلاق جائزة سنوية لدعم الإبداع العربي وتكريم الفنانين المرتبطين بإرثه.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق في هذا المشهد لا خلاص واضحاً... فقط هدنة قصيرة مع الواقع (الشرق الأوسط)

«حبّ في شبه مدينة»... مسرحية عن الإنسان العالق في المكان المُنهَك

الحوار مُحمَّل بالدلالة ومبنيّ على شذرات اعتراف تتقاطع فيها السخرية السوداء مع الإحباط العميق...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق المجتمع الذكوري والتحدّيات بين المرأة والرجل (الشرق الأوسط)

«شي تيك توك شي تيعا»... طارق سويد يُحرز المختلف

اختار طارق سويد أبطال المسرحية من بين طلابه الموهوبين في أكاديمية «بيت الفنّ» التي تديرها زميلته الممثلة فيفيان أنطونيوس...

فيفيان حداد (بيروت)

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)

أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام عن حظر استضافة العرافين والمنجمين على شاشات القنوات التابعة لها، أو عبر أثير إذاعاتها المختلفة، أو بوابتها الإلكترونية، أو عبر مجلة الإذاعة والتلفزيون التابعة لها.

وأكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، على استمرار سياسة الهيئة بشأن حظر استضافة العرافين والمنجمين في جميع إذاعات وقنوات الهيئة، وكذلك موقع الهيئة ومجلة الإذاعة والتلفزيون.

ودعا المسلماني إلى استطلاع مستقبل المنطقة والعالم عبر التفكير العلمي وقواعد المنطق، ومعطيات علم السياسة والعلوم الأخرى، والاستعانة في هذا الصدد بالعلماء والأكاديميين والمثقفين، وفق بيان للهيئة، الخميس.

ودعا رئيس «الهيئة الوطنية للإعلام» للابتعاد عن الترويج لخرافات المنجمين والمشعوذين، وعدّ أنهم «يستهدفون إهانة العقل، وتسفيه المعرفة، وتأسيس شهرة كاذبة على توقعات عشوائية لا سند لها».

وخلال موسم رأس السنة ومع قرب بداية كل عام يتم الترويج عبر فضائيات متنوعة لتوقعات المنجمين والعرافين الذين نالوا شهرة كبيرة خلال الأعوام الماضية. وقال الناقد الفني والإعلامي، أحمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه البرامج تجد شهرة واسعة وكبيرة في الفضائيات الأخرى، بل إن فضائيات تعتمد على فقرات ثابتة مع بدايات العام، بحيث يعتمد عليها في الريتش والترند، بحجة إعطاء الأمل أو حتى الأخبار المشوقة».

وترى الدكتورة سارة فوزي، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، أن «نشر التنجيم والدجل والتنبؤات أمر مرفوض؛ لأنه يؤثر على الرأي العام بشكل كبير»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «قرار ماسبيرو بمنع المنجمين والعرافين سليم تماماً، لحماية الوعي وحماية التفكير سواء النقدي أو العلمي»، وأشارت إلى الجانب الديني أيضاً، وأن «ممارسات العرافين والمنجمين محرّمة في الديانات السماوية».

وأكدت دار الإفتاء المصرية على تحريم التنجيم والعرافة، وذكرت في فتوى على موقعها الإلكتروني أن «المنجِّم يدعي علم الغيب، وليس له التحقُّق من ذلك، وإن وقع ما تَنَبَّأ به، فهو كاذب في ادِّعاء علمه، والتنجيمُ أمر مُحَرّم شرعاً، فهو نوع من الكهانة، ويؤول إلى ادِّعاء عِلم الغيبِ الذي استَأثَر الله به».

أما عن حظر التلفزيون المصري لظهور العرافين والمنجمين، فهذا ما يراه سعد الدين «حفاظاً على الذوق العام، والعادات والتقاليد، ومحددات المجتمع»، ومن ثم يرى أن «منع ظهور العرافين قرار صائب تماماً ، يحافظ على تقاليد ماسبيرو التي تربت عليها الأجيال».

فيما تؤكد الدكتورة سارة فوزي أستاذة الإعلام أن «حظر ظهور العرافين والمنجمين يحمي المجتمع من مخاطرهم ومن الانسياق وراء الدجل والخرافات، خصوصاً مع وجود نسبة أمية كبيرة، ومن ثم هناك شرائح يمكن أن تنساق وراء هذه الأمور».


«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
TT

«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)

تصدر خبر طلاق الإعلامي عمرو أديب والإعلامية لميس الحديدي «التريند» في مصر بعد وقت قصير من إعلان الخبر، وتأكيده عبر وسائل إعلام محلية عقب أسابيع من الشائعات.

جاء الطلاق الرسمي، بعد زواج استمر أكثر من 25 عاماً في هدوء وبناءً على طلب الإعلامية لميس الحديدي، وفق مصادر مقرَّبة لها تحدثت لـ«الشرق الوسط». فيما لم يسجل الثنائي أي تعليقات بحساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي رغم انخراطهما في النقاشات العامة بشكل مستمر.

ويطل الثنائي على الشاشة من خلال برنامجي «توك شو»؛ إذ تظهر لميس الحديدي عبر قناة «النهار» من خلال برنامج «الصورة»، فيما يطل عمرو أديب من خلال برنامج «الحكاية» عبر قناة «إم بي سي مصر»، ويوجد البرنامجان ضمن قوائم الأعلى مشاهدة عادةً بين برامج «التوك شو» وفق استطلاعات الرأي.

وتصدر اسم عمرو أديب ولميس الحديدي بشكل منفصل منصة «إكس» في مصر فور إعلان الخبر مع تدوينات عدة مرتبطة بالطلاق جرى إعادة نشرها.

جاء إعلان الانفصال لوسائل الإعلام بعد أسابيع من الشائعات التي لاحقت علاقة الثنائي، وتردد أنها شهدت توترات وشائعات انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وتجاهلها الثنائي بشكل كامل ولم يتم التعليق عليها.

نشأت قصة الحب بين الثنائي الإعلامي عمرو أديب ولميس الحديدي خلال عملهما في الصحافة في تسعينات القرن الماضي معاً، بعد انفصال عمرو أديب عن زوجته الأولى، وفق أحاديث أدلى بها الثنائي في لقاءات سابقة، فيما كانت نقطة الخلاف الوحيدة المعلنة بينهما مرتبطة بالتشجيع الكروي، حيث يُعرف عمرو أديب بتشجيع نادي الزمالك بينما تشجع لميس الحديدي النادي الأهلي.

وتحدثت لميس الحديدي عن رغبة عمرو أديب في الارتباط به عدة مرات قبل إعلان الزواج وقيامه بإبعاد كل من يحاول الارتباط بها قبل زواجهما رسمياً.

وعَدّ الخبير في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا» معتز نادي، التزام الثنائي الصمت عبر مواقع التواصل لأسباب عدة «من بينها شهرتهما على نطاق واسع ليس في مصر فقط بل في العالم العربي، بالإضافة إلى سابقة تناول الثنائي العديد من الأخبار المماثلة عن الانفصال في برامجهما».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «أخبار زيجات وانفصال المشاهير عادةً ما تكتسب زخماً (سوشيالياً) وتلقى رواجاً وتفاعلاً فور الإعلان عنها لكن استمرار الأمر يختلف من شخص لآخر»، لافتاً إلى أن أولى حلقات الثنائي الإعلامي في برنامجيهما ستكون محل متابعة مكثفة أيضاً وسيكون لها بروز على مواقع التواصل سواء تم التطرق إلى الأمر أم لا منهما.

كان آخر ظهور للثنائي عمرو أديب ولميس الحديدي في خطوبة نجلهما الوحيد عمر التي أُقيمت الشهر الماضي في أجواء عائلية واقتصر الحضور بها على والدَي العروسين.


صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
TT

صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)
احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)

يواصل الفنان والشاعر صلاح جاهين مهمته في رسم «ضحكة مصر» رغم مرور نحو 40 عاماً على رحيله، حيث استضاف المسرح القومي (وسط القاهرة) عرض حكي وغناء، الأربعاء، متضمناً فقرات عدة تستعيد أغنيات وأفلام وأعمال الفنان الراحل.

الاحتفالية، التي نظمها «المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية» بمناسبة ذكرى ميلاد جاهين، اعتمدت على أسلوب الحكي المسرحي، متضمنة فقرات غنائية على خلفية أعماله، من بينها أوبريت «الليلة الكبيرة»، وأفلام «شفيقة ومتولي»، و«صغيرة على الحب»، و«خلي بالك من زوزو»، إلى جانب الرباعيات الشهيرة.

ويعدّ صلاح جاهين (1930 - 1986) أحد أبرز الشعراء ورسامي الكاريكاتير في مصر، وتغنى بأشعاره الكثير من الفنانين مثل عبد الحليم حافظ وسعاد حسني وسيد مكاوي وعلي الحجار، كما اشتهر برسم الكاريكاتير الساخر في مجلة «صباح الخير»، وفي صحيفة «الأهرام»، ومن أشهر أعماله أوبريت «الليلة الكبيرة» الذي كتبه جاهين ولحنه سيد مكاوي وأخرجه صلاح السقا.

ووفق بيان لوزارة الثقافة المصرية، جاءت الاحتفالية في إطار حرص الوزارة على تكريم رموز الإبداع المصري، احتفاءً بذكرى ميلاد الشاعر والفنان الكبير الراحل صلاح جاهين.

وقال المخرج عادل حسان إن «العرض يأتي ضمن جهود المركز لإحياء ذكرى أعلام الفن المصري وتسليط الضوء على إسهاماتهم الخالدة»، مشيراً في بيان الخميس إلى أن «صلاح جاهين يمثل نموذجاً للمبدع الشامل الذي ترك بصمة لا تُمحى في الوجدان الثقافي المصري، وأن الإقبال الجماهيري الذي شهده العمل يعكس استمرار تأثيره وقدرته على مخاطبة مختلف الأجيال».

الاحتفالية تضمنت أغنيات كتبها صلاح جاهين (وزارة الثقافة)

وإلى جانب شهرته شاعراً وفناناً كاريكاتيراً قدم صلاح جاهين أدواراً صغيرةً في السينما، من بينها مشاركته في أفلام «شهيدة الحب الإلهي» و«لا وقت للحب» و«المماليك»، و«اللص والكلاب»، كما كتب المسلسل التلفزيوني «هو وهي» من بطولة سعاد حسني وأحمد زكي وإخراج يحيى العلمي.

ووصف الناقد الفني المصري، أحمد السماحي، الفنان الراحل صلاح جاهين، بأنه «أسطورة مصرية خالدة بأعماله، ويستحق عن جدارة كل تكريم واحتفاء، واستعادة ذكراه هي لمسة وفاء من المؤسسات المصرية لما قدمه جيل العظماء الذي ينتمي إليه للفن المصري»، وقال السماحي لـ«الشرق الأوسط»: «صلاح جاهين كان رائداً في مجال الأغنية الساخرة خفيفة الظل وفي الكاريكاتير وفي السيناريو وكتابة الأوبريت ومسرحية الطفل، وفي مجالات كثيرة، فهو موهبة استثنائية في الحياة الفنية من الصعب تكرارها».

وشهد العرض الذي قدمه مجموعة من الفنانين على المسرح القومي حضوراً جماهيرياً حاشداً وتفاعلاً كبيراً مع الأعمال التي قدمت، وهو من تأليف محمد مخيمر وأخرجه الفنان محمد مرسي، وشارك في الأداء والحكي الفنانون: هبة سامي، وخالد محروس، ومحمود الزيات، ومصطفى عبد الفتاح، حيث قدموا قراءة فنية وإنسانية لتجربة جاهين الإبداعية، جمعت بين الشعر والغناء والحكي المسرحي، واستعرضت محطات بارزة من مسيرته، في مزيج من البهجة والتأمل.

وتضمن العرض مجموعة من الأغنيات الشهيرة التي كتبها صلاح جاهين، وقام بالغناء كل من أحمد محسن، وهند عمر، وأنغام مصطفى، بمصاحبة الفرقة الموسيقية للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إشراف الدكتورة رانيا عمر، وقيادة المايسترو الدكتور أحمد ماهر.

ومن أشهر الأغنيات التي كتبها صلاح جاهين أغاني أفلام «أميرة حبي أنا»، و«خلي بالك من زوزو»، و«شفيقة ومتولي»، كما غنى له عبد الحليم حافظ «بستان الاشتراكية» و«صورة»، وغنت له صباح «أنا هنا يا ابن الحلال»، وغنى له سيد مكاوي وعلي الحجار «الرباعيات».