متحف إيطالي يناشد الزوار احترام الفن

بعد أن التقطت كاميرات مشاهد لزوجين وهما يكسران «كرسي فان غوخ»

رجل وامرأة يلتقطان صوراً في متحف بينمات يحاول الرجل الجلوس على «كرسي فان غوخ» ما ادى إلى تحطمه (مقطع من فيديو)
رجل وامرأة يلتقطان صوراً في متحف بينمات يحاول الرجل الجلوس على «كرسي فان غوخ» ما ادى إلى تحطمه (مقطع من فيديو)
TT

متحف إيطالي يناشد الزوار احترام الفن

رجل وامرأة يلتقطان صوراً في متحف بينمات يحاول الرجل الجلوس على «كرسي فان غوخ» ما ادى إلى تحطمه (مقطع من فيديو)
رجل وامرأة يلتقطان صوراً في متحف بينمات يحاول الرجل الجلوس على «كرسي فان غوخ» ما ادى إلى تحطمه (مقطع من فيديو)

ناشد متحف إيطالي الزوار احترام الفن، بعد أن التقطت كاميرات المراقبة مشاهد لزوجين وهما يكسران كرسياً مُغطى بمئات البلورات المتلألئة، وفقاً لـ«بي بي سي» البريطانية.

وتُظهر مقاطع الفيديو، التي نشرها متحف «بالاتزو مافيي» في مدينة فيرونا، رجلاً وامرأة يلتقطان صوراً لبعضهما وهما يتظاهران بالجلوس على ما يُعرف بـ«كرسي فان غوخ»، ثم يبدو أن الرجل انزلق وسقط على الكرسي، مما أدى إلى تحطيمه تحته.

وأفاد مسؤولو المتحف بأن الزوجين فرا من المكان قبل أن يلاحظ الموظفون ما حدث، وقد تم إبلاغ الشرطة بالحادث، لكن هوية الشخصين لم تُكشف بعد.

وقالت مديرة المتحف، فانيسا كارلون: «أحياناً نفقد عقولنا من أجل التقاط صورة، ولا نفكر في العواقب»، وأضافت: «بالطبع كان ذلك حادثاً، لكن هذين الشخصين غادرا دون التحدث إلينا، وهذا ليس حادثاً، بل كابوس لأي متحف».

وكان من الواضح من تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن الحادث وقع في أبريل (نيسان) الماضي، بينما نُشرت لقطات الفيديو في 12 يونيو (حزيران) الجاري.

الكرسي من تصميم الفنان الإيطالي نيكولا بولا، وهو مرصّع ببلورات «سواروفسكي» المصنوعة من الزجاج المصقول والمقطوع آلياً، وقد سُمي الكرسي تكريماً للفنان الهولندي فينسنت فان غوخ، ولوحته الشهيرة التي تُظهر كرسياً بسيطاً. ووُصف العمل الفني بأنه «لا يُقدّر بثمن»، حيث رفض المتحف تقديم تقدير لقيمته عند سؤال «BBC».

وعلّقت المؤرخة الفنية كارلوتا مينيغاتزو، العاملة في متحف «بالاتزو مافيي» بقولها: «رغم أن الكرسي يبدو صلباً من الخارج، فإن هيكله في الواقع مجوف إلى حد كبير، ومثبت باستخدام ورق القصدير». وأضافت: «كانت هناك لافتة واضحة تحذر الزوار من لمسه، وهو موضوع على قاعدة عرض؛ لذا كان من الواضح تماماً أنه ليس كرسياً للاستخدام الفعلي».


مقالات ذات صلة

مصر: حريق بحلوان يعيد «ركن فاروق» للواجهة

يوميات الشرق استراحة الملك فاروق التي تحوَّلت إلى متحف "ركن فاروق» (وزارة السياحة والآثار)

مصر: حريق بحلوان يعيد «ركن فاروق» للواجهة

أعاد حريق اندلع بالقرب من متحف «ركن فاروق» بمنطقة حلوان (جنوب القاهرة) المتحفَ الذي كان استراحةً تعود إلى الملك فاروق، ملك مصر السابق، إلى الواجهة.

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة خلال المؤتمر الصحافي

عودة «ليلة المتاحف» بعد توقف قسري إلى لبنان

أعلن وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة، خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر المكتبة الوطنية، بحضور مديري المتاحف، عن عودة فعالية «ليلة المتاحف» في 29 من الشهر الحالي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الطوابع القديمة أصبحت نماذج فنّية (المتحف القومي للحضارة المصرية)

«أثر × طابع»... أرشيف بصري لإبراز ملامح الهوية المصرية

نظَّم المتحف القومي للحضارة المصرية فعالية ثقافية فنّية تضمَّنت طوابع تُحاكي آثاراً تاريخية أو شخصيات بارزة، تحت عنوان «أثر × طابع».

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق بعض محتويات قصر الأمير وحيد سليم (وزارة الثقافة)

مصر لاستغلال متحف الأمير وحيد سليم ثقافياً وفنياً

تستعد مصر لإطلاق مشروع شامل لتطوير متحف الأمير وحيد سليم بمنطقة المطرية (شمال القاهرة)، عبر تزويده بأحدث سبل العرض التكنولوجية.

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق معرض «كالشمسِ تظهرُ للعينينِ من بُعد» بكندا يحض على التأمل (الشرق الأوسط)

«كالشمسِ تظهرُ للعينينِ من بُعد»... رحلة تأملية بين كنوز الفن الإسلامي بكندا

بعد إقامته في متحف لوفر أبوظبي ديسمبر من العام الماضي؛ وصل المعرض إلى أميركا الشمالية للمرة الأولى.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)

«مشقلب»... أربع حكايات لبنانية في مرآة الكوميديا السوداء

لوسيان بو رجيلي مخرج فيلم «المجموعة» (لوسيان بو رجيلي)
لوسيان بو رجيلي مخرج فيلم «المجموعة» (لوسيان بو رجيلي)
TT

«مشقلب»... أربع حكايات لبنانية في مرآة الكوميديا السوداء

لوسيان بو رجيلي مخرج فيلم «المجموعة» (لوسيان بو رجيلي)
لوسيان بو رجيلي مخرج فيلم «المجموعة» (لوسيان بو رجيلي)

في عرض سينمائي خاص لفيلم «مشقلب»، لبّى أهل الصحافة والإعلام الدعوة لحضوره في صالة «سينما سيتي» في أسواق بيروت. الفيلم كناية عن 4 أفلام قصيرة ذات موضوعات منفصلة تؤلّف محتواه. يشارك في كتابتها وإخراجها لوسيان بو رجيلي عن فيلم «المجموعة»، و«في ضواحي بيروت» لمؤلفته ومخرجته بان فقيه، و«لا داعي للهلع» لوسام شرف، و«قطعة سما» لأريج محمود الذي شاركها كتابته شاكر بو عبد الله. بدأ عرضه في صالات السينما منذ 10 يوليو (تموز) الحالي.

«مشقلب» فيلم يتضمن 4 أفلام قصيرة (لوسيان بو رجيلي)

استند صُنّاع الأفلام الأربعة إلى تاريخ لبنان الحديث خلفية لأعمالهم، حيث تناولت كل منها الأحداث والاضطرابات التي شهدتها البلاد في عامي 2019 و2020، مروراً بانتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول)، وصولاً إلى انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) 2020. تدور هذه الأفلام في إطار من الكوميديا السوداء، وتطرح سؤالاً جوهرياً في جدوى البقاء في وطن انهارت فيه مقوّمات الحياة الكريمة. فهي تُعيدنا إلى نقطة البداية، إلى أجيال نشأت على فقدان الأمل، حتى أصبح جزءاً من يومياتهم، التي يهدرون خلالها شبابهم في انتظار مصير مجهول.

تعرض «مشقلب» إلى مقص الرقابة، فحُذفت نحو 20 ثانية من فيلم «المجموعة» للوسيان بو رجيلي.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، أوضح بو رجيلي أن الجزء المحذوف يتضمن مقطع فيديو يُظهر شباناً متظاهرين يواجهون قمعاً عنيفاً من قوى الأمن. وقال: «كان أمامنا خياران، إما القبول بهذا الحذف أو التخلِّي عن عرض الفيلم بالكامل. ورغم أن هذه الثواني المحذوفة تُشكّل نقطة الانطلاق لبقية أحداث الفيلم، فضّلنا المُضي في عرضه حتى لا نخسر فرصة إيصاله للجمهور».

مشهد من فيلم «المجموعة» (لوسيان بو رجيلي)

وحين سُئل عمّا إذا كانت هذه الإجراءات الرقابية تُؤلمه، باعتباره من أبرز صنّاع السينما والمسرح في لبنان، أجاب: «في الواقع، هذا الحذف أضر بالفيلم ككل، وخصوصاً بـ(مشقلب)؛ لأنه انتقص من جزء جوهري في الأحداث. ربما الهدف من ذلك هو محاولة من الجهات الرقابية لطمس تلك اللحظات من الذاكرة الجماعية، حتى تُنسى مع مرور الوقت. فهؤلاء المتظاهرون كانوا عُزّلاً، لا يحملون سلاحاً ولا أي شيء مشابه، وكانوا يلاحقون أحلامهم بطريقتهم الخاصة. الدولة سلبت منهم كل شيء، وكانوا يأملون، من خلال مشاركتهم في الانتفاضة أن يرفعوا صوتهم للمطالبة بأبسط حقوقهم الإنسانية. لكن ما تلقّوه في المقابل كان الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع والمعاملة الوحشية».

تترك الأفلام القصيرة الأربعة في «مشقلب» أثراً فنياً مميزاً في نفوس مُشاهديها، إذ تبتعد عن الأسلوب الكلاسيكي في تناول الموضوعات، وتقدمها ضمن قالب بصري وحواري جذّاب. وقد ساهم أداء الممثلين، الذين شكّلوا العمود الفقري لكل فيلم، في جذب انتباه الجمهور بفضل حضورهم العفوي وتمثيلهم الطبيعي، ما أضفى صدقاً على نقل واقع مرير يعيشه اللبنانيون بلا حلول تلوح في الأفق.

في فيلم «المجموعة»، يشارك عدد من الممثلين الشباب وهم: فرح شاعر، وجوزيف عقيقي، وترايسي يونس، وماريا عون، ورضا حرب. في حين تُطلّ في «في ضواحي بيروت» يارا أبو حيدر، ومنال عيسى، وبترا سرحال، والقديرة حنان الحاج علي.

وفي فيلم «لا داعي للهلع»، من كتابة وإخراج وسام شرف، تتألّف بطولته من الثنائي رودريغ سليمان وسعيد سرحان. ويحتلّ الكوميدي شاكر بو عبد الله المساحة التمثيلية الأكبر من فيلم «قطعة سما» لأريج محمود، ويُشاركه كل من ساندي شمعون، ورولان فارس، وعصام سعيد، وكريم شبلي.

شاكر بو عبد الله بطل فيلم «قطعة سما» (لوسيان بو رجيلي)

وتتّسم الأفلام الأربعة بنكهة كوميدية عفوية، تفاعل معها الحضور بشكل تلقائي في أكثر من مشهد.

وعما إذا كان فيلم «المجموعة» بمثابة نقد ذاتي يجريه بو رجيلي انطلاقاً من نفسه وصولاً إلى الشباب المتظاهر، يردّ: «ليس هو نقداً ذاتياً بقدر ما يمثّل مرآة تعكس واقعاً نعايشه. وإذا ما تناولت اختلاف وجهات النظر بين هؤلاء المتظاهرين، وكذلك حالات سوء التفاهم التي تسود مواقفهم وحواراتهم، فمن أجل إبراز ما يناقض الأفكار التي راجت في تلك الحقبة عنهم. فكانوا يُعيّرون بأنهم مأجورون ويتبعون سفارات أجنبية. ولكن في الفيلم يظهر العكس، حتى إن هناك عبارة (بالكاد نملك مصروف البنزين لنصل ساحة التظاهر) تؤكد بأنهم غير متورطين بمال يدعم تحرّكهم».

ويرى بو رجيلي أن شباب لبنان يعاني من قتل آماله وأحلامه على مدى أجيال متتالية. «هذا الأمر لا يرتبط بالفترة الأخيرة فقط، بل يعود إلى ستينات القرن الماضي. فسياسة (فرّق تسد) التي مارسها حكّام لبنان كانت ولا تزال سائدة حتى اليوم، ليحافظوا على مصالحهم ومواقعهم السياسية».

وبالنسبة للوسيان بو رجيلي، فإن الفن هو مرآة المجتمع. «ننظر إلى المرآة، لنرى من خلالها وضعنا وواقعنا. هذه هي رسالة الفن».

في فيلم «المجموعة»، يبرز بو رجيلي حالة إحباط تتملك الشباب المتظاهر فيقرر الهجرة. «تستفزني هذه الفكرة، لا سيما أن السياسيين يتباهون في تصديرهم إلى الخارج أدمغة وطاقات شبابية. فكأنهم يدفعون بهؤلاء الشباب إلى مغادرة البلاد عمداً، فلا يحاولون إجراء أي إصلاحات أو تغييرات، بل يسّهلون لهم طريق الهجرة».