افتتح في الدوحة، أمس، «لوح وقلم: متحف مقبول فدا حسين»، وهو معلم ثقافي فريد يُخلّد الإرث الإبداعي لأحد أبرز أعمدة الفن الحديث في العالم، مقبول فدا حسين.

وافتتح المتحف خلال حفل مهيب، استضاف نخبة من جامعي الأعمال الفنية وخبراء الفن من مختلف أنحاء العالم.
واصطحبت فقرات الحفل الحضور في جولة استعرضت أبرز محطات حياة الفنان ومسيرته الإبداعية، بدءاً من الرموز التي تميزت بها أعماله إلى اللحظات التاريخية التي رسمت ملامح رؤيته الفنية.
ويضم المتحف ما يزيد على 150 قطعة من أعمال حسين الفنية، وممتلكاته الشخصية، وأقيم حفل إطلاقه يوم 27 نوفمبر (تشرين الثاني) قبل يوم واحد من افتتاحه لعامة الجمهور، متوجاً بلحظة استثنائية كُشف خلالها النقاب عن الرسم الأولي الذي وضعه حسين بنفسه للمتحف، والذي حولته مؤسسة قطر إلى واقع ملموس، وأنجزه المهندس المعماري مارتاند خوسلا، ليحمل المتحف اسم الفنان، وتصدح أروقته بصدى قصته.

وأنشئ المتحف ليوفر مساحة للتعلّم والاكتشاف، ويفتح نافذة على عالم حسين تلهم الإبداع، وتعزز الحوار بين الثقافات.
كما يدعو المتحف زواره لتتبُّع خطوات الفنان والتعرف على المحطات التي شكلت رؤيته الفذة التي صيغت في صورة لوحات، وأفلام، وأعمال منسوجة، وصور فوتوغرافية، بينها مجموعة حصرية لم تُعرض من قبل، إضافة إلى مقتنيات شخصية من حياته، ومقابلات واقتباسات تكشف عن الفكر اللامع وراء هذا الصرح الفني.
وتسلط المقاربة التنظيمية للمتحف كذلك الضوء على الجذور الثقافية والسرديات التاريخية الخاصة بالعالم العربي وشبه الجزيرة الهندية التي شكّلت اللغة البصرية للفنان.

ويعرض المتحف من بين الأعمال التي تحتضنها أروقته عدداً من اللوحات التي رسمها الفنان مستلهماً الحضارة العربية، وقد أتم 35 منها قبل وفاته عام 2011، منها تحفته الأبرز «سيروا في الأرض»، والتي تحتفي بتقدم البشرية عبر العصور في عام 2019، وأصبحت الآن جزءاً من المتحف.
ويُجسد العديد من الأعمال المعروضة تفاعل مقبول مع التاريخ الإسلامي ورموزه، وشغفه بالتقاليد الفنية المحليّة التي كان لها أثر جليّ في صياغة مسيرته الإبداعية.







