صندوق بسكويت قديم في البرلمان النيوزيلندي يقرر أوراق القوانين التي ستناقَش

علبة البسكويت القديمة المزخرفة التي تم شراؤها من متجر في أوائل التسعينات لسحب مشروعات القوانين من المُشرِّعين ولا تزال قيد الاستخدام في البرلمان في ويلينغتون بنيوزيلندا... 22 مايو 2025 (أ.ب)
علبة البسكويت القديمة المزخرفة التي تم شراؤها من متجر في أوائل التسعينات لسحب مشروعات القوانين من المُشرِّعين ولا تزال قيد الاستخدام في البرلمان في ويلينغتون بنيوزيلندا... 22 مايو 2025 (أ.ب)
TT

صندوق بسكويت قديم في البرلمان النيوزيلندي يقرر أوراق القوانين التي ستناقَش

علبة البسكويت القديمة المزخرفة التي تم شراؤها من متجر في أوائل التسعينات لسحب مشروعات القوانين من المُشرِّعين ولا تزال قيد الاستخدام في البرلمان في ويلينغتون بنيوزيلندا... 22 مايو 2025 (أ.ب)
علبة البسكويت القديمة المزخرفة التي تم شراؤها من متجر في أوائل التسعينات لسحب مشروعات القوانين من المُشرِّعين ولا تزال قيد الاستخدام في البرلمان في ويلينغتون بنيوزيلندا... 22 مايو 2025 (أ.ب)

في طقس برلماني فريد يجمع بين الجديّة والطرافة، يُستدعى صندوق بسكويت معدني قديم من داخل قفص زجاجي في مكتبة البرلمان، وحالما يفتح مسؤول مرتدٍ رداءً أسود الصندوقَ ويهزه مثل عجلة «البينغو»، تتحدد أسماء مشروعات القوانين التي ستُدرَج على جدول النقاش. وفي كل مرة تتحرَّر فيها 3 خانات شاغرة على جدول المجلس، يخرج هذا الصندوق المهترئ من مخبئه ليُقدّم خدمة ديمقراطية أساسية: إتاحة الفرصة لكل نائب، مهما كان حجم كتلته، لطرح مشروع قانون، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

يعود أصل التسمية المحلية «صندوق البسكويت» إلى أوائل التسعينات، حين اشترى أحد موظفي البرلمان الحاوية المزخرفة من أحد متاجر ويلينغتون. وعلى الرغم من طرافتها الظاهرية، فإن البرلمان قد استخدمها منذ ذلك الحين؛ لضمان توزيع الفرص بصورة عادلة في المجلس، عوضاً عن الممارسات السابقة التي كانت تتطلب اجتهاد النواب في إيصال مشروعاتهم فور فتح جدول الأعمال، مما أدى إلى طوابير امتدت في الممرات أحياناً.

يوضِّح ديفيد ويلسون، كاتب مجلس النواب، أن العملية أصبحت جزءاً أيقونياً من الديمقراطية النيوزيلندية: «أكلنا أولاً البسكويت، ثم وضعنا أرقام البينغو من 1 إلى 90 داخل الصندوق، وما زلنا نستخدم هذه الأرقام لاختيار مشروعات القوانين عشوائياً». ويُشرف على السحب شخص لا ينتمي لأي حزب، وقد يكون من طلاب المدارس أو زوار البرلمان المحتفلين بأعياد ميلادهم، في طقس يضفي شفافية إضافية على العملية.

الجوارب والأكواب المطبوع عليها على نمط علبة البسكويت والملصقات للبيع في متجر هدايا البرلمان النيوزيلندي في ويلينغتون بنيوزيلندا... 22 مايو 2025 (أ.ب)

قوانين «تخرج من الصندوق»

في العادة، لا تحتاج القوانين الحكومية إلى دخول الصندوق، إذ تُدرَج بصفتها جزءاً من برنامج الحكومة، وتصوِّت عليها الأغلبية الحاكمة. أما يوم المناقشة الخاص بمشروعات الأعضاء، فيُعقد مرة كل أسبوعين، ويُتاح لكل نائب لم يُسبق له أن كان وزيراً تقديم مشروع قانون واحد يدخل السحب.

من بين أبرز القوانين التي خرجت من الصندوق أخيراً، مشروع يطلب مزيداً من الشفافية بشأن رسوم التحويلات المالية الدولية، قدَّمته النائبة أرينا ويليامز، الذي يُتوقع أن يعود بالنفع على العمال الذين يرسلون الأموال لأسرهم في الخارج. كما احتفل النائب تيم فان دي مولن بفوزه الأول بعد 7.5 سنة، بمشروع يحظر سوء استعمال أو رمي شارات التكريم العسكرية.

أثمرت هذه القرعة غير التقليدية عن قوانين مثل السماح بالقتل الرحيم الطوعي، بعد حملات دعم مكثفة بين الأعضاء. ويعتقد ويلسون أن «الطقس ساعد على إنهاء سباق النواب إلى باب الكاتب كلما فُتح جدول جديد، وأدخل روحاً... مميزة في نظامنا».


مقالات ذات صلة

محادثات سعودية - إيطالية - أوروبية تناقش مستجدات المنطقة

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

محادثات سعودية - إيطالية - أوروبية تناقش مستجدات المنطقة

تلقى الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي اتصالين هاتفيين، الاثنين، من نظيره الإيطالي والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أوروبا صورة غير مؤرخة أصدرتها وزارة الخارجية البريطانية تظهر الرئيسة الجديدة لجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني «إم آي 6» بلايز مترويلي (أ.ب)

بلايز مترويلي... أول امرأة تتولى رئاسة الاستخبارات الخارجية البريطانية

ستصبح بلايز مترويلي الرئيسة الثامنة عشرة لجهاز الاستخبارات الخارجية «إم آي 6»، بوصفها أول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع والحيوي.

شادي عبد الساتر (بيروت)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيرته الكندية مستجدات المنطقة

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيرته الكندية أنيتا أناند، الأحد، المستجدات في المنطقة وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم رئيس الوزراء الكندي مارك كارني يتحدث خلال فعالية في أوتاوا 6 يونيو 2025 (أ.ب)

كندا تتعهد بزيادة الإنفاق الدفاعي والوصول المبكر لهدف حلف الناتو

قال رئيس الوزراء الكندي إن الحكومة ستضخ مزيداً من المليارات لدعم القوات المسلحة وستصل إلى مستهدف الإنفاق العسكري لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

«الشرق الأوسط» (تورونتو)
أوروبا صورة ملتقَطة اليوم في إدنبره ببريطانيا تُظهر (الثاني من اليسار إلى اليمين) نائب زعيمة حزب العمال الأسكوتلندي جاكي بيلي وزعيم الحزب أنس ساروار والفائز بانتخابات البرلمان ديفي راسل خلال تجمع جماهيري في شارع كاسل بهاميلتون بعد إعلان راسل الفائز بالانتخابات الفرعية (د.ب.أ)

حزب العمال البريطاني يحقق فوزاً مفاجئاً في الانتخابات التكميلية ببرلمان أسكوتلندا

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن الشعب في أسكوتلندا «صوّت من أجل التغيير»، عقب فوز حزب العمال الذي يرأسه في الانتخابات التكميلية للبرلمان الأسكوتلندي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: افتتاح استوديو نجيب محفوظ في «ماسبيرو»

ابنة نجيب محفوظ خلال مشاركتها في الحدث (الهيئة الوطنية للإعلام)
ابنة نجيب محفوظ خلال مشاركتها في الحدث (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

مصر: افتتاح استوديو نجيب محفوظ في «ماسبيرو»

ابنة نجيب محفوظ خلال مشاركتها في الحدث (الهيئة الوطنية للإعلام)
ابنة نجيب محفوظ خلال مشاركتها في الحدث (الهيئة الوطنية للإعلام)

افتتحت الهيئة الوطنية للإعلام في مصر استوديو «نجيب محفوظ» داخل مبنى التلفزيون المصري (ماسبيرو) المطل على كورنيش النيل وسط القاهرة، وهو الاستوديو الذي كان يُعرف سابقاً باسم استوديو «27»؛ نسبة إلى رقم الطابق الذي يقع فيه.

شهد حفل افتتاحه حضور هدى، ابنة الأديب المصري الحاصل على «جائزة نوبل في الأدب» عام 1988، برفقة عدد من المسؤولين، من بينهم وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو، ورئيس المجلس الأعلى للإعلام خالد عبد العزيز، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني.

وقد استخدم الاستوديو في فترات سابقة لتسجيل العديد من اللقاءات المهمة مع شخصيات ومسؤولين بارزين لصالح التلفزيون المصري، من بينها حلقة مع الدكتور أحمد زويل، العالم المصري الحائز على «جائزة نوبل في الكيمياء»، الذي وُضعت صورته بجانب صورة نجيب محفوظ في أروقة الاستوديو.

وأوضحت الهيئة في بيانها أن الاستوديو سيُعدّ بمثابة «مزار لكبار الشخصيات»، حيث يضم موقع استقبال وقاعة ندوات تحمل اسم نجيب محفوظ.

وأشار أحمد المسلماني إلى أن الاستوديو طُوِّر وجُهِّز بأحدث التقنيات لضمان جودة عرض عالية تتماشى مع معايير الإعلام الحديث. وأضاف في تصريحات صحافية خلال الافتتاح، أن الاستوديو سيُخصص لتقديم برامج تلفزيونية صباحية ومسائية تركز على المحتوى الاجتماعي والثقافي، وتستهدف مختلف فئات الجمهور المصري والعربي.

صورة تذكارية بعد افتتاح الاستوديو (الهيئة الوطنية للإعلام)

ورأى المسلماني أن الاستوديو سيكون نافذة حضارية جديدة للإعلام المصري، ومنبراً لتقديم محتوى متميز يعكس عمق الثقافة المصرية، مُعلناً العثور على تسجيل نادر للأديب نجيب محفوظ يسرد فيه مذكراته الشخصية، وهو ما يُعد وثيقة فريدة ستُعرض ضمن باقة البرامج الجديدة التي ستُبث من الاستوديو، في إطار توثيق سيرته ومسيرته الأدبية والإنسانية.

بدوره، أكد وزير الثقافة أن الاستوديو يشرف بأن يحمل اسم أديب مصر العالمي نجيب محفوظ، أيقونة الأدب العربي وصاحب الأثر الخالد في وجدان الإنسانية، مشيراً إلى أن «هذا الفضاء الإعلامي الجديد سيكون إضافة نوعية لمنظومة الإعلام الثقافي في مصر، ومنصة لإطلاق برامج تعنى بالثقافة والفنون والتراث، وتُعزز الوعي بالهوية المصرية، خصوصاً مع إطلالته المتميزة على أبرز رموز حضارة مصر القديمة والحديثة»، حسب بيان الوزارة.

ورغم الإعلان عن افتتاح الاستوديو يوم الاثنين، فإن التجهيزات التقنية، وعزل الصوت، لم يكتملا بعد كما هو الحال في بقية استوديوهات التلفزيون المصري.

ومن نافذة الاستوديو يمتد منظر واضح لنهر النيل، وفي الخلفية تلوح أهرامات الجيزة الثلاثة، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً عن المبنى.

ويتَّسم موقع الاستوديو بالتميز داخل مبنى التلفزيون، وفقاً لما قاله الناقد الفني أحمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن إطلاق اسم نجيب محفوظ عليه يعكس تقدير المسؤولين لقيمة الأديب العالمي وبصمته التي تركها في السينما المصرية. وأضاف أن «التجهيزات المُعلن عنها تؤهله لأن يكون من أحدث الاستوديوهات في مصر».

ووصف هذه الخطوة بأنها تعكس بوضوح رغبة المسؤولين وصُنّاع القرار في إعادة الاهتمام بالتلفزيون المصري، معرباً عن أمله في أن يشكل تجهيز الاستوديو ومن ثم تشغيله قريباً فرصة لإعادة تنشيط استوديوهات مماثلة في مبنى التلفزيون، التي لا تُستغل بالشكل الأمثل حالياً، وتحتاج إلى رؤية تطويرية من المسؤولين لإعادتها إلى العمل مجدداً، وفق قوله.