القميص المدرسي يتحوَّل صرخة فنّية في بريستول

معرض يُجسِّد آلام الشباب ضحايا جرائم السكاكين

«قمصان فارغة... طفولة ضائعة» (جامعة بريستول)
«قمصان فارغة... طفولة ضائعة» (جامعة بريستول)
TT

القميص المدرسي يتحوَّل صرخة فنّية في بريستول

«قمصان فارغة... طفولة ضائعة» (جامعة بريستول)
«قمصان فارغة... طفولة ضائعة» (جامعة بريستول)

يُقام معرض فنّي يضم قمصاناً مدرسية تحمل رسائل مناهضة لجرائم السكاكين، وذلك ضمن فعاليات أسبوع التوعية بجرائم السكاكين.

المعرض من تصميم شباب في بريستول، وتستضيفه كنيسة «اللورد مايور» في كوليدج غرين، بريستول، منذ يوم 19 مايو (أيار).

في مشروع «قمصان فارغة... طفولة ضائعة»، دُعي مشاركون أعمارهم بين 13 و25 عاماً لتزيين قمصان مدرسية بيضاء عادية بالشِّعر، والشعارات، والأعمال الفنّية التي تعكس مشاعرهم وتجاربهم مع جرائم السكاكين.

ونقلت «بي بي سي» عن الدكتورة جايد ليفل من جامعة بريستول، التي قادت المشروع، قولها إنَّ المعرض «يُضيء على الشباب».

إنّ أسبوع التوعية بجرائم السكاكين، الممتدّ من 19 إلى 25 مايو، هو حملة سنوية هدفها زيادة الوعي بالآثار المدمِّرة لجرائم السكاكين وتعزيز الحلول الوقائية.

وتابعت ليفل: «الكتابة على القمصان المدرسية طَقْس من الطقوس الانتقالية بالنسبة إلى عدد من الشباب عند تخرّجهم من التعليم الرسمي». وأضافت: «غالباً ما يغيب الأطفال المتورّطون في عنف الشباب عن هذا الحدث، بسبب استبعادهم من المدرسة، أو لكونهم ضحايا للعنف، أو جناة رهن الاحتجاز».

يمثّل هذا المعرض تتويجاً لمشروع إبداعي فريد من نوعه، قادته جامعة بريستول بالتعاون مع المدارس المحلّية والمنظّمات الشبابية. ويأمل المنظّمون أن يثير هذا المشروع نقاشات، ويحوّل المفاهيم بعيداً عن الإجرام ونحو التفهُّم والدعم.

ويدعو المشروع أيضاً أفراد المجتمع المحلّي إلى الاستجابة من خلال الإسهام في «بيان مجتمعي» سيُشارَك مع مجلس مدينة بريستول وشركاء آخرين لإثراء استراتيجيات منع عنف الشباب في المستقبل.

من جهته، قال المدير المُساعد في إحدى المنظّمات المُشاركة، دنكان ستانواي: «من المهم أن نستمع إلى ما يقوله الشباب المتأثّرون بالعنف عن حياتهم».

وأضاف: «نرى كثيراً من الشباب الذين يتعرّضون لأضرار جسيمة من خلال الاستغلال والعنف».

هذه المبادرة جزءٌ من جهد أوسع على مستوى المدينة، بقيادة مكتب مدينة بريستول، لمعالجة العنف الخطير بين الشباب من خلال التعاون بين المجموعات المجتمعية، والأكاديميين، والشرطة، وهيئات الصحة العامة.

وإذ أشادت مفوّضة الشرطة والجريمة في أفون وسومرست، كلير مودي، بالمبادرة؛ قالت: «تُجسّد بقوة أصوات الشباب المتضرّرين من العنف وتجاربهم».


مقالات ذات صلة

حسين فهمي لـ«الشرق الأوسط»: السينما تأثرت كثيراً بالفن التشكيلي

يوميات الشرق الفنان حسين فهمي ووزير الثقافة المصري خلال جلسة حوارية (وزارة الثقافة المصرية)

حسين فهمي لـ«الشرق الأوسط»: السينما تأثرت كثيراً بالفن التشكيلي

 أكد الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، على إقامة معرض يجمع بين الفن التشكيلي والسينما سيكون أحد الملامح المهمة للدورة 46 لمهرجان القاهرة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من الأعمال المعروضة في بهو قصر الفنون (الشرق الأوسط)

مصر: «المعرض العام» يتحرر من الكلاسيكية

تتقاطع الفنون التشكيلية بمختلف مفاهيمها وخاماتها وأساليبها الفنية هذه الأيام في «قصر الفنون» بمصر.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق الكاميرا لا تلتقط... إنها تشهد (الجهة المنظّمة)

معرض «ما بين السماء والبحر»... الوجع الفلسطيني إلى أميركا

بين الجمال والخوف، يُصوّر المعرض كيف يمكن أن يمنح البحر والسماء لحظة هدوء، حتى حين يكونان شاهدَين صامتَين على المأساة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
سيدة تنظر للوحة «العشيقة والخادمة» في مدينة نيويورك (أ.ف.ب)

«رسائل حب» من فيرمير محور معرض يقتصر على 3 لوحات

يتحدى متحف «مجموعة فريك» في نيويورك التقليد المتعارف عليه عبر تقديم معرض يقتصر على ثلاث لوحات تحمل توقيع يوهانس فيرمير تتمحور حول رسائل حب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق بورتريهات لأشخاص وأماكن من الحضارة المصرية (هيئة قصور الثقافة)

معرض فنّي يستلهم الحضارة المصرية القديمة في مراسم بني حسن

المعرض الذي ضمَّ أكثر من 40 عملاً أُقيم بعد معايشة الفنانين للمكان لأيام تعرَّفوا خلالها على طبيعة الموقع وآثاره المتنوّعة.

محمد الكفراوي (القاهرة )

«أروهيد»... النمرة التي هزمت التماسيح ودَّعت العالم ضعيفةً

مكسورة الجسد... نبيلة الروح (حديقة رانثامبور الوطنية)
مكسورة الجسد... نبيلة الروح (حديقة رانثامبور الوطنية)
TT

«أروهيد»... النمرة التي هزمت التماسيح ودَّعت العالم ضعيفةً

مكسورة الجسد... نبيلة الروح (حديقة رانثامبور الوطنية)
مكسورة الجسد... نبيلة الروح (حديقة رانثامبور الوطنية)

لا يزال مصوّر الحياة البرّية، الهندي ساشين راي، يتذكّر النمرة «أروهيد» وهي تنقضُّ على تمساح وتمزّق جلده بأسنانها.

كان راي يُصوّر النمرة الشهيرة في حديقة رانثامبور الوطنية بولاية راجاستان الغربية منذ أن كانت شبلاً.

والأسبوع الماضي، نفقت «أروهيد»، المعروفة أيضاً باسم T-84، عن 11 عاماً، بالقرب من مجموعة من البحيرات في المتنزه الخلّاب، وهو الإقليم عينه الذي كانت تحكمه بفخر في أوج شبابها، وفق «بي بي سي».

وقد حزن على نفوقها -الناجم عن مرض أصابها- مئات من عشّاق الحياة البرّية والمصوّرين والمرشدين السياحيين الذين توافدوا إلى المتنزه لرؤيتها.

تأتي المكانة الأسطورية لـ«أروهيد» جزئياً من نسبها؛ فهي ابنة «كريشنا» وحفيدة «ماشلي»؛ النمرَيْن المهيبَيْن، وقد كانا يسيطران في يوم من الأيام على مناطق واسعة في رانثامبور بضراوة.

كانتا أيضاً ماهرتين في قتل التماسيح، ومعروفتين بقدرتهما على شلّ حركة هذه المخلوقات الضخمة عن طريق سحق جماجمها بفكّيهما القويّين.

يقول راي إنّ «أروهيد رأس السهم» -التي أطلق عليها مصوّر حيوانات برّية آخر هذا الاسم بسبب الخطوط المميّزة على شكل سهم على خدّها- بدأت في قتل التماسيح بعد أن بدأت صحّتها تتدهور.

ويضيف: «لكن، رغم ضعفها وهشاشتها، لم تكن التماسيح ندّاً لها أبداً».

ويستطرد أن قتلاها أكسبتها لقب «صائدة التماسيح» من معجبيها، وفي الواقع، قتلت تمساحاً قبل وفاتها بأيام.

يتابع راي أنّ «أروهيد»، رغم رشاقتها وشراستها، عاشت حياة صعبة. فقد طردتها ابنتها «ريدهي» من أراضيها، واضطرّت إلى التزاوج مرات من أجل العثور على مكان يمكن أن تعدّه وطناً لها، إذ إنّ النمر الذكر يتشارك أراضيه مع رفيقته ويوفّر لها مساحة لتربية صغارهما.

أنجبت «أروهيد» 4 مواليد خلال حياتها، لكن لم ينجُ جميع أطفالها. أصبحت ضعيفة بعد إصابتها بورم، وكان على مسؤولي الحديقة إحضار الطعام لها عندما لم تستطع الصيد لأيام.

يقول راي، الذي كان حاضراً عندما كانت تقترب من نهايتها، إنّه كان من المحزن رؤية مخلوق قويّ ومهيب يصبح ضعيفاً وعاجزاً: «رأيتها تكافح من أجل المشي. بدت كلّ خطوة كأنها جهد كبير، وكانت تسقط باستمرار».

ومن المثير للاهتمام أن «أروهيد» غامرت بالدخول إلى منطقة ابنتها «ريدهي» التي كانت ذات يوم منطقتها في أيامها الأخيرة.

يختم راي وهو يذرف الدموع: «لم تقاوم (ريدهي). لقد أعطت والدتها مساحة لتستلقي وتستريح».