«ميس رايتشل» تتضامن مع أطفال غزة... واتهامات معاداة السامية تلاحقها

قالت إن «الصمت لم يكن خياراً بالنسبة لي» تجاه ما يحدث في القطاع

اليوتيوبر الأميركية رايتشل أكورسو المعروفة بـ«ميس رايتشل» وسط عرائس عالم سمسم في نيويورك (أ.ف.ب)
اليوتيوبر الأميركية رايتشل أكورسو المعروفة بـ«ميس رايتشل» وسط عرائس عالم سمسم في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

«ميس رايتشل» تتضامن مع أطفال غزة... واتهامات معاداة السامية تلاحقها

اليوتيوبر الأميركية رايتشل أكورسو المعروفة بـ«ميس رايتشل» وسط عرائس عالم سمسم في نيويورك (أ.ف.ب)
اليوتيوبر الأميركية رايتشل أكورسو المعروفة بـ«ميس رايتشل» وسط عرائس عالم سمسم في نيويورك (أ.ف.ب)

عُرفت «ميس رايتشل» لفترة طويلة بوصفها «شخصية مؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي» تقدّم بوجهها الطفولي الباسم أشرطة مصوّرة لتعليم الأطفال وتقديم النصائح لذويهم، إلى أن بدأت برفع الصوت دفاعاً عن الأطفال في قطاع غزة، ما أثار انقساماً بين ملايين المتابعين، وانتقادات بلغت حد المطالبة بفتح تحقيق بحقها في الولايات المتحدة.

منذ العام الماضي، بدأت الأميركية رايتشل أكورسو المعروفة بـ«ميس رايتشل» تتحدث عن المآسي التي يواجهها الأطفال في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية، في تغيير جذري عن الصورة التي صنعت شهرتها، وهي التحدث بأسلوب طفولي محبب وهي ترتدي زيّاً من الجينز وتلف رأسها بربطة زهرية اللون.

وقالت المرأة البالغة 42 عاماً، وهي أم لولدين: «أعتقد أن عدم قول أي شيء هو ما يجب أن يثير الجدل»، وذلك في مقابلة أجرتها أخيراً مع الإعلامي الأميركي البريطاني مهدي حسن، وعلّقت خلالها على الانتقادات المتزايدة التي تتعرض لها على خلفية حملات جمع التبرعات والمناصرة التي تقوم بها لمساندة الأطفال في القطاع الفلسطيني.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by Zeteo (@zeteonews)

وأضافت: «من المحزن أن يحاول الناس إثارة الجدل ضد من يرفع الصوت دفاعاً عن أطفال يتعرضون لمعاناة لا تقاس. الصمت لم يكن خياراً بالنسبة لي»، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وسلّط هذا الاندفاع الضوء على الشخصية المحبوبة التي دخلت بابتسامتها العريضة ووجها البشوش قلوب ومنازل ملايين من العائلات في الولايات المتحدة، وأصبحت من أبرز الوجوه على منصات التواصل الاجتماعي التي تقدم النصائح لمرحلة الطفولة المبكرة. ويناهز عدد متابعي «ميس رايتشل» على منصة «يوتيوب» 15 مليون شخص.

ويأتي الجدل حولها في وقت تزداد حدة الأزمة الإنسانية في غزة، مع منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس (آذار) إلى القطاع المحاصر، ما أثار انتقادات دولية لاذعة لإسرائيل التي قالت إنها ستعاود السماح بدخول «كمية أساسية» من المعونات.

لكن الانتقادات المثارة حول فيديوهات «ميس رايتشل» التي تتطرق إلى معاناة الأطفال في غزة، والموجهة إلى البالغين من متابعيها وبقيت منفصلة عن أشرطتها التعليمية للصغار، تعكس الجدل في الولايات المتحدة بشأن الحرب المستمرة في غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأثارت هذه الحرب في الولايات المتحدة، الحليفة التاريخية لتل أبيب، انقسامات عميقة على مستويات مختلفة، من الجامعات إلى المؤسسات الخاصة والمجتمع بشكل عام.

 

«كل الأطفال في أي بلد»

 

في مايو (أيار) 2024، أطلقت «ميس رايتشل» حملة جمعت خلالها 50 ألف دولار لصالح منظمة «سايف ذا تشيلدرن». وتحدثت بتأثر بالغ عن تعليقات قاسية و«تنمّر» تعرضت له عبر منصات التواصل الاجتماعي، واتهام منتقديها لها باتخاذ موقف منحاز مناهض لإسرائيل.

وكتبت أكورسو رداً على ذلك أن «الأطفال الفلسطينيين، والأطفال الإسرائيليين، والأطفال في الولايات المتحدة، والأطفال المسلمين، واليهود، والمسيحيين. كل الأطفال، في أي بلد كانوا». وأضافت: «لا أحد مستثنى».

ومنذ بدء الحرب بلغ عدد القتلى في غزة 53486، وفقاً لأحدث حصيلة أوردتها وزارة الصحة في غزة، من بينهم ما يزيد على عشرة آلاف طفل. وأسفر هجوم «حماس» عن مقتل 1218 شخصاً، وفقاً لتعداد أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية» بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

ومذ بدأت ترفع الصوت دفاعاً عن هؤلاء، تواجه «ميس رايتشل» اتهامات متزايدة بمعاداة السامية أو مناهضة إسرائيل.

وطلبت مجموعة ضغط مؤيدة لإسرائيل الشهر الماضي من وزيرة العدل الأميركية بام بوندي، فتح تحقيق بشأن ما إذا كانت أكورسو «تتلقى تمويلاً من طرف خارجي للترويج لدعاية مناهضة لإسرائيل لتضليل الرأي العام».

كما اتهمتها منظمة StopAntisemitism، المناهضة لمعاداة السامية، بأنها تعمل على ترويج «دعاية (حماس)»، وإن أقرّت بأن أكورسو نشرت فيديوهات داعمة لأطفال إسرائيليين منهم أرييل وكفير بيباس، أصغر الرهائن سناً حيث لقيا حتفهما خلال الأسر في قطاع غزة.

وقالت «ميس رايتشل» لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن اتهامها بالترويج لدعاية «حماس» هو «عبثي» و«كذب صريح». ونقلت عنها الصحيفة قولها: «الحقيقة المؤلمة... هي أن آلاف الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة قتلوا وما زالوا يقتلون، ويتعرّضون للتشويه والتضور جوعاً. من الخطأ الاعتقاد بأن الاهتمام بمجموعة من الأطفال يحول دون اهتمامنا بمجموعة أخرى من الأطفال».

 

«عار»

 

وألغت «ميس رايتشل» إمكانية التعليق على بعض منشوراتها الداعمة لأطفال غزة، لكن مستخدمين لجأوا إلى منشوراتها الأخرى لتوجيه انتقاداتهم.

ويعكس التفاوت في التعليقات الانقسام حولها، إذ كتب أحد المستخدمين: «أحب برنامجك وليس سياستك»، بينما اعتبر آخر أن «ميس رايتشل كنز وطني».

ودافعت بعض الشخصيات عن «ميس رايتشل»، مثل تومي فيتور الذي كان ضمن فريق الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ويعمل حالياً مقدم بودكاست. وكتب فيتور إن «معاداة السامية مشكلة حقيقية، والإدلاء بهذه التعليقات (بحق ميس رايتشل) بشكل خبيث... لغايات سياسية، يجعل الأمور أسوأ».

وتمسكت أكورسو بمواقفها على رغم الانتقادات. ونشرت حديثاً صورة برفقة الطفلة رهف البالغة ثلاثة أعوام التي فقدت ساقيها في الحرب. وأرفقت الصورة بتعليق جاء فيه: «نعلم أن معاملة الأطفال كما يحصل في غزة ليست أمراً صائباً أخلاقياً. نعلم ذلك في قلوبنا وأرواحنا»، متوجهة بالقول إلى «القادة الملتزمين الصمت ولا يساعدون هؤلاء الأطفال، يجب أن تشعروا بالعار. صمتكم سيبقى في الذاكرة».

 

 

 


مقالات ذات صلة

مقتل 21 شخصاً بنيران إسرائيلية قرب مركز مساعدات وسط غزة

المشرق العربي جانب من الدمار جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)

مقتل 21 شخصاً بنيران إسرائيلية قرب مركز مساعدات وسط غزة

أعلن الدفاع المدني في غزة أن 21 شخصا قتلوا، فجر اليوم الثلاثاء، بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركز لتوزيع المساعدات قرب جسر وادي غزة في وسط القطاع الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (غزة)
تحليل إخباري رد فعل فلسطيني على مقتل أفراد من عائلته في غارات إسرائيلية على جباليا شمال غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري «هدنة غزة»: تعويل نتنياهو على نتائج حرب إيران قد يعرقل مساعي الوسطاء

ربط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين نتائج حرب إيران وإطلاق سراح الرهائن بقطاع غزة في خطوة يتراجع فيها عن تعهدات سابقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا متظاهرون يصطدمون بالشرطة في ميدان ترافلغار بلندن عقب إعلان حظر مجموعة «بالستاين أكشن» (أ.ف.ب)

بريطانيا تحظر مجموعة «بالستاين أكشن» بموجب قانون مكافحة الإرهاب

أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر أنها ستحظر مجموعة «بالستاين أكشن» (العمل من أجل فلسطين) بعدما اقتحم عدد من ناشطيها أكبر قاعدة جوية بريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية واجهة سجن «مجدو» الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)

إصابة أسرى فلسطينيين في سجن «مجدو» بشظايا صواريخ

أعلن المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى، الاثنين، إصابة عدد من أسرى غزة في سجن «مجدو»، جراء تطاير شظايا صواريخ في المواجهة الإسرائيلية - الإيرانية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون جثمان رجل قُتل اليوم في انتظار المساعدات الإنسانية في مدينة غزة (أ.ف.ب)

مقتل 29 بنيران إسرائيلية في غزة... بينهم 13 من منتظري المساعدات

أفادت وسائل إعلام فلسطينية بمقتل 29 بنيران القوات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ فجر اليوم، بينهم 13 من منتظري المساعدات.

«الشرق الأوسط» (غزة)

خلافات حسام حسن وزوجته تصل إلى «الأعلى لتنظيم الإعلام»

شكوى حسام حسن تصل إلى الأعلى لتنظيم الإعلام (فيسبوك)
شكوى حسام حسن تصل إلى الأعلى لتنظيم الإعلام (فيسبوك)
TT

خلافات حسام حسن وزوجته تصل إلى «الأعلى لتنظيم الإعلام»

شكوى حسام حسن تصل إلى الأعلى لتنظيم الإعلام (فيسبوك)
شكوى حسام حسن تصل إلى الأعلى لتنظيم الإعلام (فيسبوك)

وصلت خلافات الكابتن حسام حسن، مدرب منتخب مصر، وزوجته السيدة دانا، إلى «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام»، بمصر، على خلفية ظهورها، أخيراً، في بث مباشر، لعدد من المواقع الإخبارية المحلية، للحديث عن بعض الأمور المشتركة بينهما، وفق بيان أصدره محامي حسام حسن.

وأكدت دانا، في حديثها لأحد المواقع، أنه لا توجد قضايا بينها وبين زوجها، كما أن الأمور الحياتية تسير على ما يرام، بينما كان آخر تواصل معه منذ أيام، بجانب تطرقها لبعض التفاصيل التي تتعلق بأحد العقارات الخاصة.

من جانبه رد أشرف عبد العزيز، محامي حسام حسن، على ما أثير حول هذه التصريحات، في بيان إعلامي نشره عبر حسابه بـ«فيسبوك»، حيث أكد تقديمه شكوى للمجلس الأعلى للإعلام، ضد عدد من المواقع الإخبارية بمصر، وأعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز، عن تلقي شكوى محامي حسام حسن، الاثنين.

الكابتن حسام حسن وزوجته دانا (حسابها على فيسبوك)

وطلب المحامي المصري اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد القائمين على إدارة هذه المواقع، والوسائل الإعلامية، وفقاً للوائح والقوانين المنظمة، بما يضمن حماية حقوق الأفراد وكرامتهم، والحفاظ على حرمة الحياة الخاصة، وعدم المساس بها وإصدار قرار بوقف هذه الإساءات، التي وصفها بـ«المتعمدة».

وأوضح البيان، على لسان محامي حسام حسن، أن «هذه المواقع قامت بالتشهير بموكلي، على مدى 3 أيام متواصلة دون تدخل منهم، وفتحت هذه المواقع البث المباشر لزوجة موكله للحديث عن خلافات لا مجال لها في المواقع، ولا منصات التواصل».

وأكد المحامي، في بيانه، أن موكله تضرر من قيام بعض الوسائل الإعلامية، والمواقع الإخبارية، والصفحات والقنوات التابعة لها بـ«السوشيال ميديا»، بنشر أخبار تنتهك حرمة الحياة الخاصة، لافتاً إلى أن «بعض هذه الوسائل دأبت على النشر اليومي لهذا المحتوى، مع تغيير طرق العرض، مما يعكس النية للإساءة والتشهير»، وفق ما ورد بالبيان.

وعدّت العميد الأسبق لكلية الإعلام، جامعة القاهرة، الدكتورة هويدا مصطفى، «البث المباشر جاذباً للجمهور، كما أن له خصوصية ووضعية مهمة تتماشى مع المسؤولية الكبيرة التي تنتج عنه».

وكيل حسام حسن يتقدم بشكوى للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام (حسابها على فيسبوك)

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «من يتصدى له لا بد أن يكون لديه دراية بالقواعد والأعراف المهنية والأخلاقية؛ لأن الكلمة التي تبث مباشرة لها مردود سريع وخطورة، إذا خرجت عن القواعد والأكواد الإعلامية، خصوصاً إذا كانت من مشاهير لديهم قدر من المتابعة والتأثير».

وأكدت على «ضرورة مراعاة هذا الأمر»، لكنها أشارت إلى «وجود مواقع تنتهك القواعد أملاً في جذب متابعين لتحقيق أرباح، دون الاهتمام بالمضمون وبالقواعد والأعراف، وذلك عبر حوارات مع مشاهير تنتهك الأعراض والخصوصية، وتنشر ادعاءات وشائعات لتحقيق ما يطلق عليه (التريند)، وهو ما يضر بالجماهير والعمل الإعلامي»، وفق قولها.

ولفتت إلى أن المجلس الأعلى للإعلام يسعى من خلال لجنة تلقي الشكاوى لتفعيل العقوبات التي تتراوح ما بين الغرامة والإيقاف، وهذا الأمر يتطلب من الجمهور نفسه الإيجابية في رصد هذه الانتهاكات، وتقديم شكوى لإلقاء الضوء عليها، لاتخاذ موقف حيالها، على حد تعبيرها.

وقبل واقعة حسام حسن وزوجته، أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، خلال الأيام الماضية، عن استدعاء الممثلين القانونيين لعدد من القنوات الفضائية بسبب شكاوى حول مخالفة الضوابط والمعايير، بجانب التحقيق في شكوى الإعلامية مها الصغير، ضد بعض المواقع الإلكترونية، والوسائل الإعلامية بسبب انتهاكها حرمة الحياة الخاصة.

وفي وقت سابق أحال المجلس شكوى نوارة نجم، ابنة الشاعر أحمد فؤاد نجم، والفنانة ياسمين رئيس، ضد بعض القنوات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية، إلى لجنة الشكاوى، حيث شكت الأولى من معاودة التطاول على والدها الشاعر الراحل، وعلى محاميها، بينما تضررت الثانية، من بث أخبار وتصريحات تسيء إليها، وتجاهل حقها في الرد.