مصر لتوظيف الذكاء الاصطناعي في ترميم المومياوات الأثرية

المتحف المصري بالتحرير (وزارة السياحة والآثار)
المتحف المصري بالتحرير (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر لتوظيف الذكاء الاصطناعي في ترميم المومياوات الأثرية

المتحف المصري بالتحرير (وزارة السياحة والآثار)
المتحف المصري بالتحرير (وزارة السياحة والآثار)

تسعى مصر لتعزيز الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم جهود الترميم، والحفاظ على المومياوات، والمقتنيات الأثرية، ضمن فعالية علمية استضافها المتحف المصري بالتحرير (وسط القاهرة)، تحت عنوان: «تطوير الذكاء الاصطناعي في الصيانة والترميم بالمتاحف: تركيزاً على صيانة المومياوات»، مع عرض أحدث التقنيات البحثية، والأساليب التطبيقية في هذا المجال، وتأتي الفعالية للتأكيد على الدورين العلمي والبحثي للمتحف في صون التراث الثقافي المصري.

الفعالية التي نظمتها وزارة السياحة والآثار المصرية، بالتعاون مع المركز الأثري الإيطالي، وإدارة ترميم المومياوات والبقايا البشرية بقطاع المشروعات، وهيئة الطاقة الذرية المصرية، شارك فيها نخبة من الخبراء والباحثين من مصر، وإيطاليا.

وأكدت على أهمية تطوير أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة قطاع الترميم، خاصة في ما يتعلق بصيانة المومياوات والبقايا الآدمية، وفق تصريحات صحافية للدكتور علي عبد الحليم علي، مدير المتحف، في بيان نشرته وزارة السياحة والآثار، الاثنين.

جانب من معروضات المتحف المصري بالتحرير (وزارة السياحة والآثار)

ويضم المتحف المصري في التحرير، الذي تم افتتاحه عام 1902، آثاراً مصرية تعود إلى فترة ما قبل الأسرات، وحتى العصرين اليوناني، والروماني، ومن بين معروضاته لوحة الملك «نعرمر» موحد مصر العليا والسفلى، ومجموعة من التماثيل والقطع الأثرية لملوك عصر بناة الأهرامات، فضلاً عن مجموعة كبيرة من مومياوات الحيوانات، وورق البردي، والتوابيت، والحلي من مختلف العصور المصرية.

وتضمنت الفعالية سلسلة محاضرات علمية، من بينها مشاركة الدكتور جوزيبي شيشيرى، المنسق العام لمركز الآثار بالمعهد الثقافي الإيطالي، بتقديم رؤية حول دور المركز في دعم مشاريع الترميم والحفظ المشترك، ومداخلة مسجلة للدكتور جويرينو بوفالينو، المستشار العلمي بوزارة الثقافة الإيطالية لشؤون الذكاء الاصطناعي والتراث، تحدث فيها عن الاتجاهات العالمية في توظيف الذكاء الاصطناعي لحماية التراث الثقافي.

فيما قدمت مديرة إدارة ترميم المومياوات في وزارة السياحة والآثار، الدكتورة رانيا أحمد علي، عرضاً تفصيلياً حول التقنيات المتقدمة المعتمدة في صيانة المومياوات. كما قدّم الدكتور حسن إبراهيم صالح، رئيس المركز القومي لبحوث الإشعاع بهيئة الطاقة الذرية، مداخلة علمية حول إمكانات الذكاء الاصطناعي في توثيق وتحليل المومياوات، مؤكداً أهمية تكامل التخصصات المختلفة لتحقيق نتائج فعّالة، ودقيقة.

وحول استخدام العلوم الرقمية الإنسانية في دراسة وتوثيق التماثيل المصرية ذات الطابع الإمبراطوري الروماني، شارك الباحثان الإيطاليان الدكتور دانييلي بورشيا والدكتورة جورجيا كافيتشي، اللذان قدّما رؤى متقدمة في هذا الصدد.

المتحف المصري في التحرير يقيم فعاليات حول صيانة وترميم الآثار وصناعة الألوان (وزارة السياحة والآثار)

واستعرضت شيماء رشدي، مديرة مكتبة المتحف المصري، مقتنيات نادرة من محفوظات المكتبة، أبرزها التوثيق العلمي المبكر للمومياوات الملكية.

ونظمت مصر في أبريل (نيسان) 2021 موكباً أسطورياً، بحسب وصف وزارة السياحة والآثار، لنقل 22 مومياء ملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، وعدّته التحرك الأخير لأعظم ملوك العالم القديم.

وتضمنت الفعالية، التي أقيمت ضمن الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، معرضاً أرشيفياً بعنوان: «السجلات العلمية الأولى للمومياوات الملكية» احتوى تقارير أنثروبولوجية مبكرة أعدها قسم الأنثروبولوجيا بمتحف التاريخ الطبيعي بإشراف فريق بحثي فرنسي، تمثل إحدى المحاولات المنهجية الأولى لتوثيق وتحليل المومياوات الملكية باستخدام تقنيات الأنثروبولوجيا الفيزيائية.

وتحت عنوان: «من العلامات الكتابية للنقوش الخطية... الكاتب والخط عبر العصور» نظّمت إدارة المعارض المؤقتة في المتحف المصري معرضاً أثرياً أُقيمت على هامشه ورشة عمل علمية حول تكنولوجيا تصنيع الألوان عند المصري القديم، قدمها الدكتور خالد سعد، المدير العام لآثار ما قبل التاريخ في وزارة السياحة والآثار.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق الاكتشاف الأثري تضمن وجوهاً من المقابر القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مقابر منحوتة بجبال أسوان

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن اكتشاف مجموعة من المقابر المنحوتة في الصخر بأسوان (جنوب مصر).

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق سبائك منسيّة تخرج من الأعماق (غيتي)

سبائك الغرقى تجرُّ كاتبة ثمانينية إلى محاكمة في فرنسا

تُواجه روائية أميركية تبلغ 80 عاماً، وزوجها، من بين أشخاص آخرين، مُحاكمة مُحتملة في فرنسا بتهمة البيع غير القانوني لسبائك ذهبية نُهبت من حطام سفينة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأرض تحفظ آثارهم (مؤسّسة فيندولاندا)

«أحذية عمالقة» عمرها 2000 عام تُحيّر العلماء في بريطانيا

أصيب علماء الآثار بالحيرة بعد اكتشاف أحذية رومانية «كبيرة بشكل غير عادي» عمرها 2000 عام في نورثمبرلاند.

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة معبد الغويطة من أبرز المعالم الأثرية في "الخارجة" (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

«الخارجة»... كنوز أثرية تحكي فصول التاريخ

في قلب الصحراء الغربية الشاسعة بمصر، في أقصى جنوب غرب البلاد، وعلى بعد نحو 600 كيلومتر القاهرة، تتربع مدينة «الخارجة»

محمد عجم (القاهرة)

البحر الأبيض المتوسط يسجّل موجات حر «قياسية» الشهر الفائت

سياح وسكان محليون يمارسون رياضة التجذيف عند شروق الشمس على البحر الأبيض المتوسط ​​في برشلونة بإسبانيا (رويترز)
سياح وسكان محليون يمارسون رياضة التجذيف عند شروق الشمس على البحر الأبيض المتوسط ​​في برشلونة بإسبانيا (رويترز)
TT

البحر الأبيض المتوسط يسجّل موجات حر «قياسية» الشهر الفائت

سياح وسكان محليون يمارسون رياضة التجذيف عند شروق الشمس على البحر الأبيض المتوسط ​​في برشلونة بإسبانيا (رويترز)
سياح وسكان محليون يمارسون رياضة التجذيف عند شروق الشمس على البحر الأبيض المتوسط ​​في برشلونة بإسبانيا (رويترز)

أعلنت منظمة «ميركاتور أوشن إنترناشونال»، الثلاثاء، أنّ البحر الأبيض المتوسط سجّل موجات حرّ هي الأعلى على الإطلاق خلال شهر يونيو (حزيران)؛ حيث أثرت موجات الحر البحرية، التي بلغت «شّدة قياسية» على 62 في المائة من مساحة سطح البحر.

ووصل متوسط درجة حرارة سطح هذا البحر شبه المغلق الذي ترتفع حرارته بشكل أسرع من بقية المحيطات، إلى 23.86 درجة مئوية في يونيو، متجاوزاً رقمه القياسي السابق في يونيو 2022 والذي بلغ 23.72 درجة مئوية، وفقاً لمنظمة «ميركاتور أوشن إنترناشونال» المشغّلة لخدمة كوبرنيكوس البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي.

وشهد حوض البحر الأبيض المتوسط بأكمله تقريباً (88 في المائة) درجات حرارة أعلى من المتوسط في يونيو، خصوصاً في النصف الغربي منه الذي شهد موجات حر بحرية «قياسية في شدّتها ومدّتها ونطاقها»، وفقاً لبيان صادر عن المنظمة.

وضمن هذه المسافة، تأثّر 62 في المائة من سطح البحر الأبيض المتوسط بموجات حر بحرية في يونيو 2025، فيما يشكّل «أكبر نطاق يتم تسجيله على الإطلاق»، وفق ميركاتور.

وقال عالم المحيطات سيمون فان جينيب، في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت، إنّ «شهر يونيو تميّز بوجود قبة حرارية فوق أوروبا، كان لها تأثير كبير على البحر الأبيض المتوسط مع غياب السحب والرياح وزيادة الإشعاع الشمسي».

ويمكن لموجات الحر البحرية أن تؤدي إلى تأجيج الأعاصير والزوابع، وتدهور النظم البيئية والتسبّب في وفيات جماعية للأنواع البحرية.

وكان النصف الأول من عام 2025 هو الأكثر حرارة على الإطلاق في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وتوقعت «ميركاتور» انخفاضاً كبيراً في موجات الحرارة البحرية في هذه المنطقة بحلول 12 يوليو (تموز)، وذلك بفضل الرياح التي من شأنها أن تساعد في تحسّن توزيع الحرارة وصولاً إلى الطبقات العميقة.

أما بالنسبة إلى المحيطات على المستوى العالمي، فقد شهدت هذه السنة ثالث شهر يونيو الأكثر حرارة، بعد شهري يونيو من عامَي 2023 و2024، وفقاً للمنظمة التي أشارت إلى أنّ متوسط حرارة السطح بلغ 20.75 درجة مئوية.

وتأثر خُمس مساحة محيطات العالم بموجات حر بحرية بلغت شدّة عالية في نهاية يونيو.

وتلعب المحيطات دوراً منظّماً للمناخ عبر امتصاص 90 في المائة من الحرارة الزائدة الناجمة عن الأنشطة البشرية.