آثاريون مصريون يتهمون منظمي حفلات بتشويه الأهرامات

تداول واسع لمقاطع فيديو ترصد مخلفات بالمنطقة السياحية

مطالب بإلغاء الحفلات الخاصة بمنطقة الأهرامات (الشرق الأوسط)
مطالب بإلغاء الحفلات الخاصة بمنطقة الأهرامات (الشرق الأوسط)
TT

آثاريون مصريون يتهمون منظمي حفلات بتشويه الأهرامات

مطالب بإلغاء الحفلات الخاصة بمنطقة الأهرامات (الشرق الأوسط)
مطالب بإلغاء الحفلات الخاصة بمنطقة الأهرامات (الشرق الأوسط)

تصاعدت حدة الانتقادات الموجهة إلى منظمي الحفلات في منطقة الأهرامات بمصر، إذ اتهم مرشدون سياحيون وآثاريون منظمي هذه الحفلات بـ«تشويه الأهرامات» عبر ترك المخلفات بالقرب من الأهرامات ما يترك شعوراً سلبياً لدى زوار الأثر التاريخي النادر.

وانتشرت خلال اليومين الماضيين مقاطع «فيديو» وصور فوتوغرافية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر «مخلفات» قال ناشروها إنها لإحدى الحفلات التي أقيمت بمنطقة الأهرامات الأثرية، وهو ما عدوه «تشويهاً».

وأكد وكيل نقابة المرشدين السياحيين بمصر حسام نجم وجود حالة غضب بين المرشدين السياحيين بسبب هذه المشاهد، وأضاف في تصريحات تلفزيونية، مساء الثلاثاء، أن «المرشد السياحي هو أول من يرصد رد فعل السائح فور دخوله أي منطقة أثرية، لذلك لدينا حالة غضب حرصاً على مكانة منطقة الأهرامات»، وحسب نجم، فإن «المخلفات الموجودة بالصور ومقاطع الفيديو تعود إلى حفلات أقيمت بالمنطقة خلال الأيام الماضية، ونحن نفاجأ عندما ندخل المنطقة صباحاً بصحبة السائحين بهذه المشاهد التي تعطي صورة سلبية».

جانب من مخلفات الحفلات (حساب المرشدة السياحية هدى راضي على فيسبوك)

وطالب نجم بضرورة «تدخل الدولة لحل هذه المشكلة، لا سيما وأن وتيرة إقامة الحفلات بمنطقة الأهرامات زادت في الفترة الأخيرة، ونحن لسنا ضد إقامة هذه الحفلات باعتبارها مصدراً للموارد المالية، لكن يجب التصدي لأي ممارسات سلبية».

وبدأت مصر منتصف الشهر الماضي التشغيل التجريبي لمشروع تطوير منطقة الخدمات بالأهرامات، الذي تنفذه إحدى الشركات الخاصة، ويهدف إلى تحويلها إلى منطقة صديقة للبيئة، بتوفير حافلات كهربائية لنقل السائحين من البوابة الجديدة على طريق الفيوم إلى محطات الزيارة المختلفة بالمجان.

وأثارت مقاطع «الفيديو» والصور المتداولة لمخلفات الحفلات بمنطقة الأهرامات انتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ودعوات بإلغائها.

وفي رأي الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد عبد المقصود، فإنه «يجب مراجعة التعاقد المبرم بين وزارة السياحة والشركة المطورة للمنطقة التي تتولى إقامة هذه الحفلات للتأكد من التزام الأخيرة بالعقد».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «توجد بالفعل تجاوزات خلال تنظيم هذه الحفلات، منها تراكم المخلفات حتى الصباح التالي، وكابلات الكهرباء وأجهزة الإضاءة وغيرها من الأدوات المستخدمة في الحفل، فيأتي السائح صباحاً ليجد هذه المشاهد»، واقترح عبد المقصود أن «يتم تحديد حرم للمنطقة الأثرية بالأهرامات، وإقامة الحفلات خارج هذا الحرم، مع الالتزام بعدم حدوث تجاوزات أو ترك المخلفات».

ويواجه السماح بإقامة الحفلات ومراسم الزواج في المناطق الأثرية والمتاحف في مصر انتقادات متتالية على الرغم من التأكيدات الرسمية أن الأمر يتم وفق ضوابط، وفي مايو (أيار) 2016، حدد المجلس الأعلى للآثار عدداً من الضوابط لإقامة الاحتفالات والأنشطة بالمتاحف والمواقع الأثرية، منها: «ألا يترتب على هذه الأنشطة أي تعديلات أو إضافات على المبنى الأثري، وألا تكون التجهيزات الخاصة بالنشاط مشوِّهة للمبنى الأثري وعناصره الفنية، ولا يترتب على إدخالها أي أخطار محتملة، وأخذ جميع التعهدات اللازمة من مقيمي الأنشطة والفعاليات للحفاظ على المبنى أو الموقع الأثري».

أهرامات الجيزة (الصفحة الرسمية لوزارة السياحة والآثار المصرية على فيسبوك)

وشهد قصر البارون التاريخي بحي مصر الجديدة (شرق القاهرة)، نهاية الشهر الماضي، سقوط حامل إضاءة على جمهور أمسية فنية، وأسفرت الحادثة عن إصابة 10 أشخاص، مما دعا الجهة المنظمة للحفل إلى إلغائه.

ويرى الخبير السياحي أحمد عبد العزيز أنه «يجب إعادة النظر في آليات التعامل مع الآثار الاستراتيجية التي تحمل قيمة تراثية وحضارية لا تعوض مثل الأهرامات»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «السماح بإقامة الحفلات يجب أن يقتصر على بعض المناطق الأثرية وليس كلها»، داعياً إلى «إلغاء الحفلات الاعتيادية التي تقام بمنطقة الأهرامات، والسماح فقط بالحفلات الرسمية التي تقيمها الدولة للدعاية السياحية، ويمكن إقامة بعض الأنشطة والحفلات الترويجية مثل عروض الأزياء التي يقيمها دور أزياء عالمية، حيث يشكل هذا ترويجاً للسياحة المصرية».


مقالات ذات صلة

تهريب وزير إسرائيلي من أذربيجان في عملية سرِّية ومعقدة

شؤون إقليمية وزير الهجرة الإسرائيلي أوفير سوفر (صفحته على فيسبوك)

تهريب وزير إسرائيلي من أذربيجان في عملية سرِّية ومعقدة

عملية سرِّية معقدة نفَّذتها إسرائيل لإعادة وزير الهجرة من أذربيجان؛ حيث كان يحضر ندوة شبابية يوم الجمعة الماضي، لدى اندلاع شرارة الحرب مع إيران.

نظير مجلي (تل أبيب)
الاقتصاد لافتة على طريق «مطار بيروت الدولي» تروج للسياحة في لبنان (أ.ب)

الحرب الإيرانية - الإسرائيلية تعرقل الموسم السياحي في لبنان

أطاحت الحربُ الإيرانية - الإسرائيلية كلَّ الجهود التي تُبذل منذ أسابيع لضمان موسم سياحي غير مسبوق منذ سنوات في لبنان.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق يتزاحم السياح في ساحة سان ماركو بالبندقية الإيطالية (غيتي)

قرية إيطالية تُعين «مرشدين شوارع» لمواجهة السياحة المفرطة

في عصر السياحة المفرطة، وصلت كل وجهة سياحية شهيرة إلى نقطة الانهيار. وبالنسبة لـ«سيرميوني» تلك البقعة الضيقة من الأرض التي تُلامسها مياه بحيرة غاردا الزرقاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تأجيل الافتتاح الرسمي للمتحف الكبير بسبب التصعيد العسكري بالمنطقة (إدارة المتحف)

هل تتأثر «الانتعاشة السياحية» المصرية بالتصعيد الإسرائيلي - الإيراني؟

في أولى تداعيات التصعيد الإسرائيلي - الإيراني أعلنت الحكومة المصرية تأجيل افتتاح «المتحف المصري الكبير» إلى نهاية العام الحالي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
يوميات الشرق المتحف المصري الكبير يفتتح رسمياً في 3 يوليو (تموز) المقبل (وزارة السياحة والآثار)

مصر لتعزيز استثماراتها السياحية بإقامة المتاحف وزيادة الغرف الفندقية

تراهن مصر على عدة محاور لتعزيز استثماراتها في قطاع السياحة، بما يساهم في زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى مصر في هذا القطاع.

محمد الكفراوي (القاهرة )

مصر تُكرّم مجدي يعقوب بتمثال جديد في «الكيت كات»

يعقوب مع نموذج من تمثاله (وزارة الثقافة المصرية)
يعقوب مع نموذج من تمثاله (وزارة الثقافة المصرية)
TT

مصر تُكرّم مجدي يعقوب بتمثال جديد في «الكيت كات»

يعقوب مع نموذج من تمثاله (وزارة الثقافة المصرية)
يعقوب مع نموذج من تمثاله (وزارة الثقافة المصرية)

أعلنت وزارة الثقافة المصرية تكريم جرّاح القلب العالمي الدكتور مجدي يعقوب بوضع تمثال جديد له في أحد ميادين حي الكيت كات، بمحافظة الجيزة غرب القاهرة، ضمن خطة للاحتفاء بالرموز الوطنية.

واحتفلت الوزارة، الأحد، بـ«السير يعقوب»، في دار الأوبرا المصرية، وأعلنت تفاصيل مشروع إقامة تمثال يُخلّد مسيرته الإنسانية والعلمية، وسط حضور عدد من المسؤولين والإعلاميين.

وقال السير الدكتور مجدي يعقوب، خلال الحفل: «أُحب مصر كما أحب عملي، وأحب كذلك الفن والثقافة، وأرى أن الطب والثقافة هما من يصنعان قيمة للحياة». وأعرب عن «بالغ امتنانه لهذا التقدير، ولكل من أسهم في هذا المشروع».

يعقوب خلال حديثه في الحفل (وزارة الثقافة المصرية)

وعَدّ يعقوب أن «حضارة الشعوب ونموها يعتمدان، بشكل أساسي، على الثقافة، التي تشمل تكريم خدمة المجتمع والعلم والبحث العلمي، وكذلك الفن؛ لأن العلم والصحة لا يكتملان من دون الفن»، متمنياً أن «يكون هذا التكريم مصدر إلهام لكل شاب مصري يطمح لأن يضع بصمة في خدمة الإنسانية».

ووصف أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة المصري، يعقوب بـ«ابن مصر المخلص، الذي آمن بأن الطب ليس مهنة فحسب، بل رسالة رحمة ومحبة، وأن الشفاء لا يأتي من العلم وحده، بل من القلب أيضاً».

جرّاح القلب المصري البريطاني، المولود في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1935 في بلبيس بمحافظة الشرقية (دلتا مصر)، حصل على درجة البكالوريوس في الطب من جامعة القاهرة، ثم انتقل إلى بريطانيا لمواصلة دراسته وتدريبه في جراحة القلب، قبل أن يُصبح واحداً من أشهر جرّاحي القلب في العالم.

أكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان، أن السير مجدي يعقوب يشكل «قيمة مصرية عالمية ورمزاً للتفاني والإنسانية»، مشيراً إلى أن «ما يقدمه من مشروعات وخدمات، خاصة في صعيد مصر، يعكس حباً عميقاً لوطنه وشعبه، كما يبذل جهوداً كبيرة في دعم شباب الأطباء وتأهيلهم؛ لضمان استمرار مسيرته النبيلة».

جانب من الاحتفال بتكريم جرّاح القلب العالمي (وزارة الثقافة المصرية)

وأشار وزير الصحة إلى أن «يعقوب أسهم في علاج آلاف المرضى، خصوصاً في صعيد مصر»، لافتاً إلى أن «مؤسسة مجدي يعقوب للقلب في مدينة الشيخ زايد بالجيزة (غرب القاهرة)، ستكون صرحاً طبياً عالمياً لا مثيل له»؛ موضحاً أن نسبة العلاج في الخارج تراجعت كثيراً، بفضل عرض الحالات على الدكتور يعقوب وتدريبه عدداً من الكفاءات الطبية الشابة؛ لما يمتلكه من قدرة على التواصل والتفاهم مع مختلف الأعمار والخلفيات.

ووفق المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، فإن «التمثال سيُوضَع في ميدان الكيت كات بحي إمبابة، بالقرب من معهد القلب، حيث يتردّد يومياً آلاف المرضى، ما يمنح التمثال دلالة رمزية مرتبطة بمسيرة الدكتور يعقوب جرّاح القلب العالمي».

وزير الثقافة متحدثاً عن مشروع تدشين تمثال يعقوب (وزارة الثقافة المصرية)

ومن المقرر أن يُنفَّذ التمثال من خامة البرونز بارتفاع 6 أمتار، وفقاً للنحّات الدكتور عصام درويش، الذي أعرب عن فخره بالمشاركة في تخليد هذه القامة الوطنية، موضحاً أن «التمثال سيُثبت على قاعدة يبلغ ارتفاعها 8 أمتار، وسيجسد الروح الإنسانية للدكتور يعقوب وعلاقته بتلاميذه، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذه خلال نحو 8 أشهر، ليأخذ مكانه في قلب ميدان الكيت كات بوصفه علامة فنية وإنسانية مميزة».

جاء اختيار ميدان الكيت كات لوضع التمثال فيه لكونه مركزاً حيوياً وملاصقاً لمعهد القلب، مما يُضفي بعداً بصرياً وإنسانياً على التمثال. ووفق المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، فإن المحافظة ستنفِّذ خطة تطوير شاملة للمنطقة تشمل الأرصفة والحركة المرورية، بالتعاون مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.

ويُعدّ حي الكيت كات من أشهر الأحياء المصرية، وسبَق للفنان المصري الراحل محمود عبد العزيز تقديم فيلم يحمل اسم الحي، بتوقيع المخرج داود عبد السيد، ويُصنَّف الفيلم بأنه من أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية.

ويحظى يعقوب، الملقب بـ«ملك القلوب»، بتقدير لافت في مصر، ولا سيما بعد إنشائه مركزاً يحمل اسمه لعلاج أمراض القلب في مدينة أسوان (جنوب مصر)، التي أُطلق اسم مجدي يعقوب على أحد ميادينها؛ تقديراً لمسيرته وإسهاماته الطبية الخيرية.

هنو لدى استقباله يعقوب بدار الأوبرا المصرية (وزارة الثقافة المصرية)

ويُعد مركز مجدي يعقوب للقلب واحداً من أبرز المؤسسات الطبية في مصر والشرق الأوسط، ومنارة أمل لكثير من المرضى الذين يعانون أمراض القلب، إذ تأسس عام 2008، وكان الهدف من إنشائه توفير الرعاية الطبية المتخصصة في أمراض وجراحات القلب للأطفال والكبار بالمجان.

واختار الدكتور يعقوب مدينة أسوان لإنشاء المستشفى؛ لـ«رأفته بالأطفال وحبه للمحافظة الجنوبية»، وفق الدكتور مجدى إسحاق، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مجدي يعقوب للقلب في أسوان.

ويُقدم المستشفى مجموعة واسعة من الخدمات الطبية المتخصصة في أمراض القلب؛ من بينها جراحات القلب المفتوح، والقسطرة القلبية، والعناية المركزة، بالإضافة إلى الأبحاث والتطوير في مجال أمراض القلب.