جمجمة قد تكون ملكية تُعيد إحياء أسطورة «صديق المفكرين»

ماتياس العادل حكم المجر لعقود وعُرِف بدعمه للعلوم والفنون

الجمجمة المُكتَشفة (مواقع التواصل)
الجمجمة المُكتَشفة (مواقع التواصل)
TT

جمجمة قد تكون ملكية تُعيد إحياء أسطورة «صديق المفكرين»

الجمجمة المُكتَشفة (مواقع التواصل)
الجمجمة المُكتَشفة (مواقع التواصل)

يزعم خبراء أنّ جمجمة اكتُشفت في كنيسة مجرية تعود إلى حقبة القرون الوسطى قبل عقدَيْن، قد تكون للملك الأسطوري ماتياس كورفينوس الذي حكم البلاد لأكثر من 30 عاماً، وكان معروفاً بدعمه للعلوم والفنون.

ونقلت «نيويورك بوست» عن إيميس غابور، وهي متخصّصة في إعادة بناء الوجوه ونحّاتة الصور الشخصية المقيمة في المجر، قولها لشبكة «فوكس نيوز»، إنّ الجمجمة التي يُحتمل أن تكون ملكية اكتُشفت في الجزء الخاص بالعظام في كنيسة السيدة العذراء في سيكيشفيهيرفار.

اكتُشفت البقايا للمرّة الأولى عام 2002، وفق صحيفة «الإندبندنت». وفي محاولة لتأكيد فرضيتها، قارنت غابور الجمجمة المُكتَشفة حديثاً بجمجمة يانوس، ابن كورفينوس غير الشرعي.

ما عثرت عليه قادها إلى الاعتقاد أنّ هذا الاكتشاف هو بالفعل للملك ماتياس كورفينوس، «صديق المفكرين»، وفق موسوعة «بريتانيكا»، الذي كان من أوائل القادة الأوروبيين الذين رحّبوا بعصر النهضة.

الملك الأسطوري ماتياس كورفينوس (غيتي)

وقالت غابور إنها اكتشفت «درجة عالية بصورة استثنائية من التشابه الشكلي» بين الجمجمتَيْن. وقد أجرت عمليات إعادة بناء بلاستيكية للوجهَيْن من الجمجمتَيْن اللتَيْن جرى فحصهما على أمل المساعدة في استخلاص ملامح الوجه للبقايا المفقودة منذ فترة طويلة.

وأوضحت أنّ «الخصائص الخارجية للجمجمة ذات أهمية استثنائية أيضاً؛ فاللون الأخضر الذي لُوحظ على سطح العظام يشير على الأرجح إلى وجود تاج معدني كان يُلبَس في يوم ما، الذي ترك آثاراً من خلال الأكسدة».

وتابعت أنّ الجمجمة تتوافق أيضاً مع ما هو معروف عن كورفينوس، وصولاً إلى عمره وطوله، مضيفةً: «توفر هذه الظاهرة، إلى جانب السمات الأخرى، مثل العمر التقديري عند الوفاة (43-48 عاماً؛ حيث توفّي ماتياس في سنّ الـ47)، وطول الجسم البالغ 172 سنتيمتراً؛ مزيداً من الدعم، وتعزّز إمكان أن تكون أصوله ملكية».

سارع المسؤولون المجريون للإشارة إلى أنّ الادّعاءات المتعلّقة بالملك ماتياس «لم تتأكَّد بعد»، إذ قال معهد البحوث المجري لـ«مجلة علم الآثار»، إنّ «التحقُّق العلمي من الفرضية لا يزال جارياً. وسنكون قادرين على الإدلاء ببيان نهائي بعد التحقق».

حكم كورفينوس، المعروف باسم ماتياس العادل، بصفته ملكاً للمجر وكرواتيا من عام 1458 إلى 1490، واكتسب لقبه من خلال إنشاء جيش نظامي دائم، وتعديل قوانين الضرائب لتكون أكثر إنصافاً، وإجراء إصلاحات قضائية.

كما أسَّس مكتبة كورفينيانا التي اعتُرف بها عام 2005 بكونها موقعاً من مواقع «اليونيسكو»، وتضمّ أكبر مجموعة من الكتب في أوروبا خلال عصر النهضة.


مقالات ذات صلة

مهرجانات صيدا تعود بـ«لحن كبير»... الفن يصدح من قلب البحر والتاريخ

يوميات الشرق تألّف برنامج المهرجان من 3 أمسيات فنية (مهرجانات صيدا)

مهرجانات صيدا تعود بـ«لحن كبير»... الفن يصدح من قلب البحر والتاريخ

بعد غياب سنوات، تعود «مهرجانات صيدا الدولية» بحلة فنية جديدة تجمع بين الأصالة والتجدد، بمشاركة نجوم كبار.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق «أفضل جيران» يُحارَب (غيتي)

جزيرة رانشو بالوس فيرديس تُعلن الحرب على الطواويس

في ظلّ الارتفاع الهائل في أعداد الطواويس، أكّد مسؤولون أنّه يجب التخلّص من بعض هذه الطيور...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مما سُرِق (مكتب التحقيقات الفيدرالي)

أكبر سرقة للمجوهرات في أميركا: 100 مليون دولار خلال ليلة واحدة

وُجِّه الاتهام إلى 7 رجال من ولاية كاليفورنيا، في إطار ما وُصفت بأنها «أكبر عملية سطو على مجوهرات في تاريخ الولايات المتحدة»، إليكم التفاصيل...

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
يوميات الشرق ماجدة شعبان في معرضها «بيروت عُدتُ إليك»... (الشرق الأوسط)

معرض «بيروت عدتُ إليك»... عندما يصبح الحنين إلى الوطن حاجة ملحّة

سبق أن عبّرت ماجدة شعبان عن أحاسيسها خلال الحرب الأخيرة التي شهدها لبنان. يومها، تأثرت بمشهد طائرة تابعة لـ«طيران الشرق الأوسط» تشق طريقها بين دخان القذائف.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق أحد أكبر ألغاز أعماق البحار في العالم (يوتيوب)

لغز في أعماق بحر البلطيق يُحيِّر العلماء منذ سنوات

يعتقد العلماء أنهم توصّلوا أخيراً إلى حقيقة أحد أكبر ألغاز أعماق البحار في العالم... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الذكاء الاصطناعي موجود... هل الرؤساء التنفيذيون مستعدون؟

الذكاء الاصطناعي موجود... هل الرؤساء التنفيذيون مستعدون؟
TT

الذكاء الاصطناعي موجود... هل الرؤساء التنفيذيون مستعدون؟

الذكاء الاصطناعي موجود... هل الرؤساء التنفيذيون مستعدون؟

لم تعد بيئة العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي أمراً بعيد المنال. إنها موجودة، وعلى قادة الأعمال التركيز بدقة على نهجهم للاستفادة من كامل إمكاناتها للحفاظ على مكانتهم. وكما هو الحال مع العاملين في مجال المعرفة، يجب على الرؤساء التنفيذيين أن يتولوا زمام الأمور، كما كتب جو غالفين (*).

توظيف عالٍ للذكاء الاصطناعي وتدريب متدنٍّ عليه

مع صعود بيئة العمل المدعومة بالذكاء الاصطناعي، انتقل كلٌّ من المهنيين العاملين، والمؤسسات، بسرعة، من الحذر تجاه الذكاء الاصطناعي إلى تبنيه بشكل كامل منذ أن أصبح «تشات جي بي تي» متاحاً للجمهور في عام 2022.

في الواقع، كشف مؤشر ثقة الرؤساء التنفيذيين للربع الأول من عام 2025 لشركة «فستاج»Vistage أن سبعة من كل عشرة رؤساء تنفيذيين يستخدمون الآن الذكاء الاصطناعي التوليدي بنشاط في أدوارهم. وبالمثل، يمتلك اثنان من كل خمسة (41 في المائة) من المؤسسات ترخيصاً أو اشتراكاً في أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

يُعد الذكاء الاصطناعي التوليدي، في المقام الأول، أداة لتعزيز الإنتاجية الفردية. كما أنه أصبح مورداً تنظيمياً. لذلك، يركز القادة بشكل متزايد على تثقيف قواهم العاملة حول متى وكيف يستخدمون الذكاء الاصطناعي بأمان ومسؤولية. واعتباراً من مارس (آذار) 2025، أفاد ما يقرب من نصف الرؤساء التنفيذيين (47 في المائة) بأنهم يدربون قواهم العاملة على الذكاء الاصطناعي... وهذه زيادة حادة من 32 في المائة في الربع الثاني من عام 2024.

التخلّف عن الركب

سيتخلف القادة الذين لا يتبنون أدوات الذكاء الاصطناعي عن الركب، فماذا عن الـ53 في المائة الآخرين من الرؤساء التنفيذيين الذين لا يُدربون قواهم العاملة على الذكاء الاصطناعي بنشاط؟ ربما يشعرون بالإرهاق من الذكاء الاصطناعي مع تلاشي حداثته. ربما ينشغلون بالتقلبات الاقتصادية التي تؤثر على أعمالهم. ربما يشعرون بأن الموظفين لا يملكون وقتاً للابتعاد عن العمل لحضور التدريب. لكن الوقت قد فات للانتظار ورؤية كيف ستتطور الأمور. حان وقت العمل.

يجب على الرؤساء التنفيذيين أن يجعلوا الذكاء الاصطناعي أولوية قصوى فوراً. الوقت المُستثمر في الذكاء الاصطناعي اليوم يوفر الوقت غداً. لقد ولّت أيام كان فيها جيل الذكاء الاصطناعي سلاحاً سرياً. اليوم، من المتوقع أن يستخدم جميع العمال الذكاء الاصطناعي إلى حد ما. سيبدأ القادة الذين يطبقون برامج مُصممة للارتقاء بكفاءة قواهم العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي إلى مستوى أعلى بالتقدم.

إعادة تصور بيئة العمل مع الذكاء الاصطناعي

بدأ تأثير الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة بالظهور. يخطط أصحاب العمل لإنجاز المزيد بموارد أقل، والاستثمار في الذكاء الاصطناعي بدلاً من توظيف الخريجين الجدد نظراً لقدرته على إنجاز المهام الإدارية فوراً. لم يتمكن 5.8 في المائة من الخريجين الجدد، وهو رقمٌ مرتفعٌ بشكلٍ غير معتاد، من العثور على عملٍ مع أتمتة عددٍ متزايدٍ من وظائف المبتدئين. كما بدت سوق العمل الأميركية تُظهر بالفعل آثار هذا التحول على نطاقٍ أوسع.

وبناءً على ذلك، يُكلَّف الرؤساء التنفيذيون بإعادة النظر في كيفية تعاملهم مع تدفق المواهب المستقبلية، ومساعدتهم على اكتساب المهارات البشرية. يشمل ذلك الاستراتيجية والتفكير المنطقي والإبداع، وهي عناصر ضرورية بشكل متزايد للنجاح في عالمنا الذي يُحركه الذكاء الاصطناعي. كما يحتاج قادة الأعمال إلى تدريب الموظفين من جميع الأجيال للعمل جنباً إلى جنب مع وكلاء الذكاء الاصطناعي وإدارتهم. يجب عليهم الاستثمار في برامج التعلم والتطوير التي تُمكّن الموظفين من مواكبة هذا التحول في العقلية وتوفر المهارات اللازمة لتحسين الذكاء الاصطناعي.

* مجلة «إنك» - خدمات «تريبيون ميديا»