عيد الفطر... «لمّة العائلة» تتصدّره في لبنان

من مشهديته حفلات غنائية وبرامج تلفزيونية

هاني شاكر يحيي عيد الفطر مع محبيه في بيروت في «بلازا بالاس طبرجا» (فيسبوك)
هاني شاكر يحيي عيد الفطر مع محبيه في بيروت في «بلازا بالاس طبرجا» (فيسبوك)
TT

عيد الفطر... «لمّة العائلة» تتصدّره في لبنان

هاني شاكر يحيي عيد الفطر مع محبيه في بيروت في «بلازا بالاس طبرجا» (فيسبوك)
هاني شاكر يحيي عيد الفطر مع محبيه في بيروت في «بلازا بالاس طبرجا» (فيسبوك)

احتفالاً بعيد الفطر وضع اللبنانيون برنامجاً مصغّراً ومختصراً؛ فكثيرون منهم يؤكدون أن «لمّة العائلة» هو عنوان اليوم الأول من العيد، وفيه يحملون أطفالهم ويقصدون منازل الأهل ليجتمعوا معهم حول سفرة العيد.

تقول نانسي لـ«الشرق الأوسط»، وهي أُم لولدين: «في هذه المناسبة نتوجَّه كلَّ عام للاجتماع في بيت العائلة ولقاء الأهل، فهذه المناسبة تفرض علينا تقليداً اعتدنا ممارسته. وفي جَمعَةٍ يغمرها الفرح وأصوات الأطفال نُمضي هذا العيد بكل ما يعنيه لنا».

«ضحك ولعب وحب» عرض تهريجي للأطفال بمناسبة عيد الفطر (فيسبوك)

من ناحيتها تفيدنا أم عمر، بأنها في هذه المناسبة، تستقبل أولادها الخمسة وأحفادها الـ12؛ تقول: «أجهّز لكل واحد من أولادي الطبق الذي يرغب بتناوله. ولذلك تتزيّن سفرة العيد بأطباق دسمة من بينها المغربية والدجاج مع الأرز والكبة أرنبية. كما أعدُّ أطباقاً خفيفة للأولاد مثل المشاوي إضافة إلى السلطات والمتبلات».

هذا الأمر ينطبق على أول أيام العيد، وفي اليومين الثاني والثالث، تأخذ مشهدية الاحتفال منحى آخر. تُخبر كارولين حمادة «الشرق الأوسط»: «نخصّص أول يوم من العيد للعائلة. والثاني منه يرتبط بالأولاد فنأخذهم بنزهة في الطبيعة أو إلى مدينة الملاهي. وفي اليوم الثالث نتفرّغ للاحتفال به على طريقتنا. فنحجز لحفلة فنان نحبّه أو لحضور مسرحية كوميدية نرفّه فيها عن أنفسنا».

ملحم زين يُحيي العيد في فندق «فينيسيا» (فيسبوك)

وتحيي الفنادق عدداً من الحفلات لنجوم الغناء اللبنانيين والعرب، أبرزهم عاصي الحلاني، وملحم زين، وزياد برجي.

الأول يُحيي ثاني أيام العيد في «أوليف بيروت»، في حين يُحيي ملحم زين المناسبة، ودائماً ثاني أيام العيد في فندق «فينيسيا» بالعاصمة بيروت، يشاركه فيها مروان خوري. ومن جهتهما فإن وائل جسار ونادر الأتات يحتفلان بثاني أيام العيد في فندق «لو رويال» في منطقة ضبية. وتستمر هذه الحفلات حتى 2 أبريل (نيسان). ويُحيي في هذا اليوم الفنان زياد برجي حفل العيد في «لاسين» وسط العاصمة.

ومن الفنانين العرب الذين اختاروا بيروت لاستقبال عيد الفطر فيها مع محبيهم الفنان المصري هاني شاكر. فيحلّ في ثاني أيام العيد في «بلازا بالاس» بمنطقة طبرجا.

أما فنان القدود الحلبية محمد خيري فيُحيي ثاني أيام العيد في «أو بيروت». ولمحبي المسرح الفكاهي، فهم على موعد مع «ستاند أب كوميدي» لماريو باسيل بعنوان «كوميدي نايت»، وذلك في اليومين الأول والثاني من عيد الفطر على مسرح فندق «فوكو» وسط بيروت. ومن العروض الخاصة بالأطفال يقدّم فريق «كلاون مي إن» في 1 أبريل العمل التهريجي «ضحك ولعب وحب» على مسرح المدينة.

وائل جسار يُحيي ثاني أيام العيد في فندق «لو رويال» ضبية (فيسبوك)

برامج تلفزيونية خاصة بالعيد

من ناحيتها فإن محطات التلفزة المحلية أعدَّت برامج خاصة لمناسبة عيد الفطر. نبدأها مع محطة «إل بي سي آي» التي تفتتح العيد الأحد 30 مارس (آذار). فيكون مشاهدوها على موعد مع الرِّبح والجوائز من خلال برنامج «أكرم من مين» الذي يقدِّمه وسام حنا. وينتظر المشاركون فيه جوائز قيِّمة من سيارات، ودرَّاجات نارية، وبيوت جاهزة. وبالتالي فإن المحطة فكّرت في مشاهديها في المنازل. وخصّصت لهم حفلات غنائية مسجّلة يتابعونها في أول وثاني وثالث أيام العيد. ويتألف نجوم هذه الأمسيات من عاصي الحلاني، وجوزيف عطية، ونجوى كرم.

محطة «إم تي في» من ناحيتها، تحجز لمشاهديها باقة من البرامج الخاصة في العيد، تستهلّها الأحد 30 الحالي ببرنامج «إنت وحظك» الرمضاني. فيعتلي إيلي الشمالي مسرح «سي سايد أرينا» وسط بيروت، ليقدِّم آخر حلقات برنامجه. وابتداءً من الخامسة بعد الظهر لغاية السابعة مساءً سيُقدم الهدايا للمشاركين في البرنامج. والحضور كما المشاهدين هم على موعد مع الرِّبح والجوائز أيضاً من العاشرة مساءً من اليوم نفسه لغاية منتصف الليل. وبذلك تُتيح «إم تي في» فرص الربح لأكبر عددٍ من متابعيها بمناسبة عيد الفطر.

كما تُقدِّم مساء الثلاثاء، كواليس تصوير مسلسل «بالدم». وخلاله تجري حوارات مع أبطاله تماماً، كما سبق وقدمته «إم تي في» مع مسلسل «نفس»، وستُديره ألين المر مع أبطال المسلسل، مساء الخميس.


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يقول إن الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية «اعتداء سياسي»

المشرق العربي النيران تتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت 27 أبريل 2025 (أ.ب)

«حزب الله» يقول إن الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية «اعتداء سياسي»

عدَّ الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، الاثنين، أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت الأحد هي عبارة عن «اعتداء سياسي» ومن دون «مبرر».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الجيش اللبناني خلال بحثه عن ناجين بعد انقلاب قارب قبالة سواحل طرابلس اللبنانية ليلاً بالقرب من ميناء طرابلس شمال لبنان في 24 أبريل 2022 (رويترز)

الجيش اللبناني يعلن إحباط عملية تهريب سوريين عبر البحر شمال البلاد

أحبطت دورية من القوات البحرية في الجيش اللبناني عملية تهريب 27 سورياً عبر البحر مقابل شاطئ العريضة في شمال لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
تحليل إخباري جانب من المشاركين في حفل إطلاق تجمع «الدستور أولاً» (حساب الدستور أولاً عبر إكس)

تحليل إخباري هل تسمح تحولات المنطقة للبنان باستكمال تنفيذ «اتفاق الطائف»؟

في ظل التحولات السياسية الكبرى التي يشهدها لبنان والمنطقة، أُطلق مؤخراً «تجمّع الدستور أولاً»، وهو مبادرة سياسية تهدف إلى تفعيل تطبيق الدستور اللبناني بشكل كامل

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي سيدة تزيل الركام في أحد المنازل المتضررة نتيجة الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية يوم الأحد (رويترز) play-circle

النزوح والخوف ينخران الضاحية الجنوبية لبيروت... مجدداً

ذعر وارتباك وفوضى تعمّ المكان وزحمة سير خانقة... هكذا كانت حال سكان منطقة الغارة على الضاحية بعد الإنذار المفاجئ الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي بعد ظهر الأحد.

حنان حمدان (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون خلال استقباله وفداً من مجلس الشيوخ الفرنسي (الرئاسة اللبنانية)

الرئيس اللبناني: العودة إلى لغة الحرب ممنوعة

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن «حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية قرارٌ اتُّخذ، ومن غير المسموح العودة إلى لغة الحرب».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

في البيت أحسن... الطبخ المنزليّ يستعيد بريقه ويتحدّى «الدليفري»

مجموعة من أطباق كاتيا مسعود مؤسسة صفحة «Cooking Bel Beit» (إنستغرام)
مجموعة من أطباق كاتيا مسعود مؤسسة صفحة «Cooking Bel Beit» (إنستغرام)
TT

في البيت أحسن... الطبخ المنزليّ يستعيد بريقه ويتحدّى «الدليفري»

مجموعة من أطباق كاتيا مسعود مؤسسة صفحة «Cooking Bel Beit» (إنستغرام)
مجموعة من أطباق كاتيا مسعود مؤسسة صفحة «Cooking Bel Beit» (إنستغرام)

في زمن الجدّات، كان من البديهيّ أن تتوسّط مائدةَ الطعام يومياً طبخة صُنعت داخل البيت. لم يضطرّ مطبخ الجدّات إلى منافسة «الدليفري». غير أنّ الأكلات المنزليّة فقدت وهجها خلال العقود الثلاثة الأخيرة، أمام سطوة الطعام الجاهز والوجبات السريعة.

أما حالياً وفي ظاهرة مستمرة منذ 4 سنوات تقريباً، فقد استرجع الطبخ في البيت بريقه، متحوّلاً إلى موضة. وعبر نوافذ «إنستغرام» و«تيك توك»، أطلّت أفواجٌ جديدة من ربّات المنزل اللاتي يحترفن الطهو، من دون أن يتنازلن عن شيءٍ من عصريّتهنّ وأناقتهنّ. وامتدّت العدوى إلى المشاهير، من سيلينا غوميز إلى ميغان ماركل، مروراً بباميلا أندرسون وغيرهنّ؛ فالكلّ يريد استعراض عضلاته المطبخيّة.

خاضت كلٌ من ميغان ماركل وسيلينا غوميز وباميلا أندرسون تجربة الطبخ في برامج تلفزيونية

خلفيّات موضة الطبخ في البيت

إضافةً إلى سطوة السوشيال ميديا التي أسهمت في تحويل الطبخ في البيت إلى «ترند»، لعب الوعي الصحيّ والعنصر الاقتصاديّ دوراً كذلك في استعادة الطهو المنزليّ رونقَه. وقد تزامنَ ذلك مع جائحة كورونا، حيث وجد الناس أنفسَهم أمام أفرانهم يعدّون أطباقهم بمفردهم ويستكشفون وصفاتٍ جديدة. شكّلت فترة الحَجر المنزليّ نقطة تحوّل في سلوكيّات الطبخ، ولا يبدو أنّ العادة المستجدّة ذاهبة إلى أفولٍ قريب.

استبَقت كاتيا مسعود الجائحة بسنتَين، وأطلقت صفحتها على «إنستغرام»، «Cooking Bel Beit» (الطبخ في البيت). وتؤكد في حديثٍ مع «الشرق الأوسط»، أنها لم تكن تطمح إلى أن تصبح مؤثّرة في مجال الطهو، لكن عندما أبدى ابنُها إعجابه بأحد أطباقها، واقترح عليها تصوير ما تحضّر لعائلتها وتأسيس صفحة، لم تمانع.

انطلقت تجربة كاتيا مسعود من كونها أمّاً اعتادت الطهو يومياً لعائلتها (الشرق الأوسط)

بعيداً عن عدد «اللايكات» والمُشاهدات التي بدأت تزداد مع الوقت، أرادت كاتيا أن تشارك المتابعين ما اعتادت أن تفعله منذ سنواتٍ طويلة. «لم يمرّ يوم من دون أن أطبخ لولديّ في البيت، وهذا أكثر ما أفتخر به، لا سيّما أنني حصّنتُهم بنظام أكل صحي». كاتيا مسعود ليست مجرّد صاحبة حساب طهو على «إنستغرام»، بل هي من مناصري الطبخ في البيت لفوائده الكثيرة.

أسباب صحية

وفق تقرير أعدّته شركة «ستاتيستا» العالميّة للإحصاءات، فإنّ غالبيّة جيل الألفيّة والجيل «زد» تيقّظت خلال السنوات القليلة الماضية، إلى خطورة المأكولات المصنّعة، واتّجهت إلى الطعام العضويّ والصحي، ما أحيا الطبخ المنزليّ. في السياق، تؤكّد مسعود أنّ «المكوّنات العضويّة من خضار وفاكهة وبقوليّات تحفّز على الطبخ في البيت».

لكن في زمن التطبيقات الهاتفيّة التي تسهّل طلب الطعام الجاهز، ما السبيل إلى إقناع الأولاد بتناول الطعام المنزليّ؟ وما الذي يضمن ألّا تُهدر كل تلك الأطباق الجميلة التي تُلهمها وسائل التواصل الاجتماعي؟

جيل الألفيّة والجيل زد يتّجهان إلى المكوّنات العضويّة والطعام المنزلي (صفحة Cooking Bel Beit)

تشدّد مسعود أوّلاً على أنّ «الولد يتبنّى ما يعتاد عليه منذ الصغر. فإذا اعتمدت الأمّ أسلوباً سلساً ومغرياً في تغذية أطفالها، حتماً سيصبح الطعام الصحي جزءاً من أسلوب عيشهم». وتضيف: «حتى الفاست فود مثل البرغر وناغتس الدجاج يمكن تحضيرها بطريقة صحية في البيت، وبالتالي يمكن تحويل الأكل السريع إلى أكل صحي. فبمجرّد أن تعرفي نوعيّة الزيت الذي تستخدمين في قلي البطاطا، ومصدر اللحم وأسلوب الشوي، هذا يكفي للتخفيف من أضرار الوجبات السريعة».

الفاست فود المصنوع في البيت طريقة ذكية لإقناع الأولاد بالطعام المنزلي (Cooking Bel Beit)

أسباب اقتصادية

مع الارتفاع العالمي لأسعار المواد الغذائية ووسط التضخّم الاقتصادي، ما عاد الطبخ في البيت مجرّد خيار وموضة، بل استراتيجيّة لتوفير المال. وقد أثبتت الأرقام أن إعداد الطبخة اليومية في المنزل أوفر بكثير من طلب الطعام الجاهز، أو الخروج إلى المطعم. إذ يتيح الطهو المنزليّ التحكّم بالمكوّنات وبالكميات، وبالتالي بالمال الذي يُنفَق على المأكولات. والاقتصاد في تكاليف الطعام لا يعني بالضرورة التنازل عن الابتكار والتنويع.

المجدّرة اللبنانية طبق صحي وغير مكلف (Cooking Bel Beit)

أسباب «سوشياليّة»

لا تنكر كاتيا مسعود «دور السوشيال ميديا في الترويج للأكل الصحي، وموجة المؤثرين الذين يطبخون أمام عيون المتابعين». لكنها توضح أنه لا يكفي التأثّر بهم من أجل الالتزام بالطبخ في البيت والاستمرار به، «بل يجب أن تكون ثمة رغبة حقيقية في ذلك».

وتعجّ منصات التواصل الاجتماعي، لا سيّما «تيك توك» و«إنستغرام»، بطبّاخي العصر الحديث. وبما أنّ العيون شاخصة في كل الأوقات على الشاشات، فكان لا بدّ من أن ينعكس ذلك على المتابعين الذين تشجّعوا على التجربة بدورهم. ومهما كانت الدوافع، تبقى النتيجة إيجابية بمجرّد أن يتّخذ الناس قرار الطبخ في البيت.

نصائح للمبتدئين

للراغبين بخوض تجربة الطبخ في البيت، توجّه كاتيا مسعود مجموعة من النصائح. «يجب التأكّد بدايةً من مصدر الوصفات. أحياناً تبدو الأكلات جميلة ولذيذة على السوشيال ميديا، لكن عندما تجرّبينها لا تنجح بسبب عدم الدقّة في المقادير». وتشدّد على أنّ المصدر الموثوق مهم جداً، كي لا تفشل التجربة ويُحبط الشخص، فلا يكرّرها.

تنصح مسعود كذلك بالبدء بالوصفات السهلة والبسيطة، «وبعد التمكّن منها، الانتقال إلى ما هو أصعب». تقترح البدء بإعداد أطباق كالدجاج مع الخضار أو السمك المشوي، إضافةً إلى الباستا على أنواعها.

للمبتدئين بالطهو المنزلي يُنصح الاختبار بأطباق الباستا على أنواعها (Cooking Bel Beit)

تتوجّه إلى السيّدات العاملات بنصيحةٍ أيضاً، وهي ألّا يتوهّمن بأنّ الطبخ في البيت يستغرق وقتاً طويلاً: «يكفي القليل من التنظيم، وتحضير المكوّنات بمقاديرها الدقيقة قبل البدء بالطهو، حتى يتبيّن ألّا ضرورة للمكوث ساعاتٍ في المطبخ».

منافع الطبخ في البيت

- يتيح التحكّم بالمكوّنات التي تدخل إلى الطعام.

- الأشخاص الذين يطبخون في البيت غالباً ما يتمتّعون بصحة جيّدة.

- يساعد في تناول كميات أقلّ من الطعام.

- تكلفته المالية أقل بكثير من البدائل الجاهزة.

- ينعكس هدوءاً وراحة نفسية.