من بطّة ترودو إلى «سوبرمان» بوش... «دبلوماسيّة الجوارب» موضة أم صندوق بريد؟

جوارب البطة الصفراء التي ارتداها ترودو في المنتدى الاقتصادي العالمي (أ.ب)
جوارب البطة الصفراء التي ارتداها ترودو في المنتدى الاقتصادي العالمي (أ.ب)
TT
20

من بطّة ترودو إلى «سوبرمان» بوش... «دبلوماسيّة الجوارب» موضة أم صندوق بريد؟

جوارب البطة الصفراء التي ارتداها ترودو في المنتدى الاقتصادي العالمي (أ.ب)
جوارب البطة الصفراء التي ارتداها ترودو في المنتدى الاقتصادي العالمي (أ.ب)

ليس نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، أوّل السياسيين الذين يعتمدون «دبلوماسيّة الجوارب». سبقه إلى هذه الظاهرة قادةٌ ومشاهير كثر. وإذا كان انتباهُ الرئيس الأميركيّ دونالد ترمب قد تشتّتَ بسبب جوارب نائبه الخارجة عن المألوف، فإنه على الأرجح لم يلتقِ يوماً بأحد أسلافه، جورج بوش الأب، والذي كان في طليعة رجال السياسة الّذين تجرّأوا في اختيار الجوارب.

احتفاءً بزيارة رئيس الوزراء الآيرلندي تاوسيتش مايكل مارتن إلى واشنطن، اختار فانس جوارب بيضاء مدموغة بورقة النفل الخضراء، شعار آيرلندا. خالفَ بذلك قواعد ترمب الذي يصرّ على اللباس الرسميّ الكلاسيكيّ.

بوش الأب والجوارب «المجنونة»

تتناقض صرامة ترمب في موضوع الهندام، مع الأسلوب الذي كان يعتمده بوش الأب. اشتُهر الرئيس الـ41 للولايات المتحدة بجواربه الملوّنة التي حملت رسوماً ملوّنة ورموزاً طريفة. وهو صرّح مرّةً: «أعلن حبّي للجوارب. وكلّما كانت ألوانها صارخة وتصاميمها مجنونة، كان ذلك أفضل».

حتى بعدما أصبح على الكرسيّ المتحرّك، حافظ الرئيس الراحل على تقليده هذا. كذلك في المناسبات الحزينة، واكبت جوارب بوش الظرف؛ كما في دفن زوجته باربرا عام 2018، حيث ارتدى جوارب عليها رسومٌ لكتُب، في تحيةٍ للسيّدة الأولى التي التزمت خلال مسيرتها قضيّة التعليم ومحو الأمّيّة.

جورج بوش الأب والجوارب التي ارتداها في جنازة زوجته (أ.ب)
جورج بوش الأب والجوارب التي ارتداها في جنازة زوجته (أ.ب)

من العلم الأميركي إلى عبارة «Vote» تشجيعاً للمواطنين الأميركيين على الاقتراع، تنوّعت الرسوم ولم تتبدّل عادةُ بوش. وهي ترجمت مراتٍ كثيرة، إضافةً إلى حسّه الفكاهيّ، التزامه القضايا الإنسانية؛ فوفق صورةٍ نشرها عام 2018، هو واكبَ اليوم العالمي لمتلازمة «داون» بارتداء جوارب تحمل رسم «سوبرمان»، في تحيةٍ إلى قوة المصابين بهذه المتلازمة وإرادتهم.

ترودو والبطّة الصفراء

انسحبت موضة الجوارب الجريئة كذلك على الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي لم يمانع أن يرتديها مع بزّاته الكلاسيكية في المناسبات الرسمية. إلّا أنّ البطولة في «دبلوماسيّة الجوارب» تبقى من حصّة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

تكاد لا تمرّ أيٌ من إطلالاته الرسمية من دون أن تنشغل عدسات الصحافة بالتقاطِ الصور لجواربه الملوّنة والمخطّطة والمزركشة.

يشتهر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بانتقائه جوارب خارجة عن المألوف (أ.ب)
يشتهر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بانتقائه جوارب خارجة عن المألوف (أ.ب)

من شجرة القيقب البيضاء على خلفيّةٍ حمراء، وهي رمز بلاده، إلى شعار «الناتو» على هامش مشاركته في اجتماع المنظّمة، لا يدع ترودو مناسبةً تمرّ من دون أن يخصّها بالجوارب الملائمة لها. حتى اليوم العالمي لسلسلة «Star Wars» (حرب النجوم) في 4 مايو (أيار)، وجد له ترودو جوارب!

جوارب «Star Wars» التي ارتداها ترودو عام 2017 في لقائه مع نظيره الآيرلندي (أ.ب)
جوارب «Star Wars» التي ارتداها ترودو عام 2017 في لقائه مع نظيره الآيرلندي (أ.ب)

من المعروف أنّ ترودو يستخدم الجوارب صندوق بريد لتوجيه رسائل، أو التعبير عن مواقف. وقد استفزّ هذا الأمر ضيوفه ونظراءه، إلى درجة أنّ بعضهم دخل اللعبة، فباتوا يرتدون جوارب غريبة كلّما اجتمعوا به.

تتناقض ذائقة ترودو تلك مع أسلوبه الكلاسيكيّ في اللبس، فهو لا يتخلّى عن بزّاته الداكنة وربطات عنقه ذات الألوان الموحّدة والهادئة. وهكذا كانت الحال بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، حيث ارتدى جوارب بنفسجيّة عليها رسوم بطّة صفراء.

لم يتردد ترودو في ارتداء جوارب عليها بطة صفراء إلى منتدى دافوس (إكس)
لم يتردد ترودو في ارتداء جوارب عليها بطة صفراء إلى منتدى دافوس (إكس)

جونسون لا يغسل جواربه

عندما حاول بوريس جونسون أن يركب موجة الجوارب، انقلب السحر على الساحر. لاحظ الناس أن رئيس الوزراء البريطاني السابق يرتدي الجوارب نفسها لأيامٍ متتالية، فاعتبروا أنه لا يغسلها؛ ما اضطرّ مكتبه الإعلامي إلى إصدار توضيحٍ بأنه يملك كثيراً منها.

أما الصورة التي حملتها تلك الجوارب فهي للحاكم الآشوري آشور بانيبال (668 - 627 ق.م)، وهي متوفّرة في المتحف البريطاني وسعرها 6 جنيهات إسترلينية.

رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون وجوارب الحاكم الأشوري (إكس)
رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون وجوارب الحاكم الأشوري (إكس)

جوارب النجوم

إذا كان مشهد الجوارب المزركشة والجريئة غيرَ مألوف في عالم السياسة، فهو اعتياديّ في عالم الفن. من بين الفنانين المعروفين بأذواقهم الغريبة في الجوارب، المغنّي جاستن بيبر الذي مهما كان هندامه، فإنه لا يفارق جواربه الملوّنة والمقلّمة.

جوارب جاستن بيبر الزهريّة مع البزة الرسمية (إنستغرام)
جوارب جاستن بيبر الزهريّة مع البزة الرسمية (إنستغرام)

ومن بين المشاهير المعروفين بجواربهم غير الاعتيادية، هاري ستايلز، وجوني ديب، وروبرت داوني جونيور، وفاريل وليامز، وراين رينولدز.

أما من النجمات الإناث، فالأكثر جرأةً في اختيار الجوارب، المغنيات أريانا غراندي، وريهانا، وتايلور سويفت، والإعلامية إيلين دي جينيريس.

الممثل روبرت داوني جونيور والإعلامية إيلين دي جينيريس (إكس)
الممثل روبرت داوني جونيور والإعلامية إيلين دي جينيريس (إكس)

ليست موضة الجوارب الخارجة عن المألوف بالجديدة، لكنّ مَن يجرؤون على اعتمادها قلّة. هم غالباً أشخاص يميلون بطبعهم إلى التمرّد والإبداع، ويعكسون صورةً مرحة تسهّل على الآخرين التقرّب منهم والتواصل معهم.



«عين حارة» يمثل «القاهرة السينمائي» في «فانتاستيك 7» بمهرجان كان

الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي (إدارة المهرجان)
الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي (إدارة المهرجان)
TT
20

«عين حارة» يمثل «القاهرة السينمائي» في «فانتاستيك 7» بمهرجان كان

الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي (إدارة المهرجان)
الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي (إدارة المهرجان)

اختار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مشروع فيلم «عين حارة» للمخرج العراقي ياسر كريم لتمثيل المهرجان في مبادرة «Fantastic 7»، التي تُقام سنوياً ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي، وأعلن مهرجان القاهرة، الخميس، أن هذه المشاركة بالتعاون بين سوق مهرجان «كان» ومهرجان «سيتجس» لأفلام النوع، خلال الدورة المقبلة لمهرجان «كان» التي تقام في الفترة من 13 إلى 24 مايو (أيار) المقبل.

وتسلط مبادرة «Fantastic 7» الضوء على مستقبل سينما النوع التي تشمل (الخيال، والفانتازيا، والرعب) من خلال تقديم 7 مشاريع واعدة، ترشحها 7 مهرجانات سينمائية دولية كبرى.

وسبق أن شارك مشروع «عين حارة» ضمن فعاليات ملتقى القاهرة السينمائي في الدورة الـ45 للمهرجان عام 2024، والفيلم يمزج بين الأسطورة والواقع في أجواء الخوف والمقاومة، ويدور في جنوب العراق، حيث تخوض شابة صراعاً مع التقاليد في مجتمع محافظ. وفق بيان لمهرجان القاهرة السينمائي.

فيلم «عين حارة» سبق أن شارك في مهرجان القاهرة السينمائي (مهرجان القاهرة السينمائي الدولي)
فيلم «عين حارة» سبق أن شارك في مهرجان القاهرة السينمائي (مهرجان القاهرة السينمائي الدولي)

وعبّر الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن فخره بتمثيل المهرجان في واحدة من أبرز المبادرات العالمية الداعمة لسينما النوع، وقال: «نفخر بأن نكون من بين المهرجانات القليلة التي تمنح فرصة ترشيح مشروع لمبادرة Fantastic 7، ونثق بأن فيلم (عين حارة) يحمل رؤية خاصة وصوتاً سينمائياً عربياً مميزاً يستحق الدعم والانتشار».

ويؤكد مهرجان القاهرة من خلال هذا الاختيار على التزامه بدعم المشاريع السينمائية الشابة والمختلفة، وخصوصاً تلك التي تعيد تشكيل الخيال العربي وتدفع به نحو آفاق أرحب، وفق البيان الذي أصدره المهرجان.

في السياق؛ هنأ مهرجان القاهرة السينمائي صنّاع الفيلم الوثائقي المصري «الحياة بعد سهام» لمخرجه نمير عبد المسيح، على اختياره للمشاركة ضمن قسم «ACID» في الدورة الـ77 من مهرجان «كان» السينمائي الدولي.

وفيلم «الحياة بعد سهام» من تأليف وإخراج نمير عبد المسيح، وسبق أن حصل على جائزتين من رعاة ملتقى القاهرة السينمائي (ART وErgo) عام 2021؛ مما يعكس دور الملتقى بوصفه محفّزاً للمشروعات السينمائية العربية الطموحة.

ويعدّ ملتقى القاهرة السينمائي من أبرز منصات دعم صناعة السينما في المنطقة العربية والأفريقية، ويقام في إطار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. ويهدف الملتقى إلى ربط صناع الأفلام من العالم العربي بمنتجين وموزعين ومؤسسات دعم دولية، من خلال تقديم مشاريع أفلام في مراحل التطوير أو ما بعد الإنتاج أمام لجنة من الخبراء وصناع القرار في الصناعة.

وأكد مهرجان القاهرة أن «الملتقى على مدار السنوات الماضية أصبح منصة انطلاق للعديد من المشاريع السينمائية المتميزة التي حققت نجاحات في المهرجانات العالمية».

ويحظى مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بتصنيف «فئة A» من قبل الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF)، مما يضعه في مصاف المهرجانات العالمية الكبرى، بوصفه أحد أقدم المهرجانات السينمائية في العالم العربي وأفريقيا، ويقدّم المهرجان سنوياً عروضاً أولى لأفلام عربية ودولية، بالإضافة إلى فعاليات الصناعة التي تشمل ورش عمل، وندوات، ومنتديات لدعم صناع الأفلام. وقد تأسس المهرجان عام 1976 على يد الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين برئاسة كمال الملاخ، ثم تولى رئاسته سعد الدين وهبة عام 1985.

ومن المقرر عقد الدورة رقم 46 من المهرجان خلال الفترة من 12 إلى 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، وتستضيف نخبة من أبرز صناع السينما في العالم، بحسب بيان المهرجان.