لِمَ لا تغرق الفقمة خلال الغوص؟

تُعدُّ من أكثر الحيوانات تكيُّفاً مع بيئاتها

الماء ليس دائماً الغرق (جامعة سانت أندروز)
الماء ليس دائماً الغرق (جامعة سانت أندروز)
TT

لِمَ لا تغرق الفقمة خلال الغوص؟

الماء ليس دائماً الغرق (جامعة سانت أندروز)
الماء ليس دائماً الغرق (جامعة سانت أندروز)

اكتشف عالم من آيرلندا الشمالية الحاسَّة الفائقة التي تجعل الثدييات البحرية غواصة بارعة. وكان الدكتور كريس ماكنايت من مقاطعة «كاونتي أنتريم» يُجري بحوثاً حول كيفية تمكُّن الفقمات من حبس أنفاسها تحت الماء لفترات أطول بكثير من أنواع أخرى، وذلك ضمن عمله في جامعة« سانت أندروز» في أسكوتلندا. ووجد أنه بالإضافة إلى قدرتها على تخزين الأكسجين بكفاءة، فإنّ لديها قدرةً فريدةً على إدراك مستوياته في دمها إدراكاً معرفياً، مما يساعدها على عدم استنفاده والغرق.

ونقلت «بي بي سي» عنه قوله إنّ «اكتشاف جانب أساسي من تطوّر الثدييات البحرية، الذي يُعدُّ جوهرياً في سلوكها الرئيسي - الغوص - هو أمر مثير جداً».

وأشار إلى أنَّ هذا التكيُّف كان «عاملاً أساسياً» في تطوُّر الثدييات البحرية مثل الفقمات وأفراس البحر، إذ مكَّنها، وربما مكَّن حيوانات أخرى تغوص بحبس أنفاسها مثل بعض الطيور والزواحف، من قضاء معظم حياتها تحت الماء من دون الحاجة إلى الوصول للهواء.

من أكثر الحيوانات تكيُّفاً مع بيئاتها (جامعة سانت أندروز)

وأضاف: «يبدو الأمر كما لو كان أمام أعيننا طوال هذا الوقت. فرغم فكرة أنَّ الفقمات يمكنها استشعار الأكسجين، وأنَّ هذا يساعدها على اتخاذ قرارات تمنعها من نفاده والغرق قد تبدو بسيطة ومنطقية، فإنَّ هذا التكيُّف يضعها من الناحية التطوّرية ضمن أكثر الحيوانات تكيُّفاً مع بيئاتها».

ورغم أنَّ العلماء كانوا يعرفون كيف تتمكّن هذه الثدييات من حبس أنفاسها فترات طويلة، فإنهم لم يكونوا على دراية بكيفية تقييمها لمدة غوصها.

ولمعرفة ذلك، جرت دراسة 6 فقمات يافعة في وحدة بحوث الثدييات البحرية بالجامعة لعام تقريباً، إذ اختُبرت كيفية تعديلها لسلوكها بناءً على كمية الأكسجين المُتاحة لها.

كانت الفقمات، منها «تريش» و«أويشن»، تغوص تحت الماء بإرادتها الحرّة في حوض الوحدة لاصطياد الأسماك، بينما الباحثون يراقبون سلوكها. وعُدِّلت تركيبة الهواء الذي تعرَّضت له للتأثير في مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون. وتبيَّن أنَّ مدّة كل غوصة تتأثّر إيجابياً بتوفر الأكسجين، في حين أنَّ ثاني أكسيد الكربون لم يكن له أي تأثير. ويعني هذا أنَّ الفقمات ليست حساسة لثاني أكسيد الكربون كما قد تكون بعض الأنواع الأخرى.

وأشادت الدكتورة جوانا كيرشو، المُشارِكة في تأليف البحث، بمهارة الفريق وتفانيه، قائلة: «كان من المثير جداً العمل مع هذه الحيوانات المدهشة واكتشاف أحد الأسباب الأساسية التي تجعلها متكيِّفة تماماً مع بيئتها».


مقالات ذات صلة

رجلٌ سار 53 ميلاً مرتدياً زيَّ طائر الكروان

يوميات الشرق أخذ مهنته إلى آفاق جديدة (تصوير: تيسا بوني)

رجلٌ سار 53 ميلاً مرتدياً زيَّ طائر الكروان

قرَّر مات تريفليان، وهو صانع دمى سابق، أخذ مهنته إلى آفاق جديدة عندما ارتدى زيّ طائر الكروان وقطع مسافة 53 ميلاً في يومين فقط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أسد ضال يسقط بعد أن أطلق عليه حارس من هيئة الحياة البرية الكينية النار في منطقة إيسينيا بمقاطعة كاجيادو بعد أن هاجم وأصاب أحد السكان المحليين على مشارف العاصمة نيروبي (أرشيفية - رويترز)

في كينيا.. أسد يختطف فتاة من مجمع سكني ويفترسها

أعلنت هيئة الحياة البرية الكينية أن فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً قُتلت على يد أسد على مشارف نيروبي.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
يوميات الشرق امرأة مسنة تمشي وسط الكلاب المستلقية في فناء داخل أحد المراكز بخاركيف (أ.ف.ب)

روسيا لمواطنيها القلقين: الكوريون الشماليون لا يأكلون كلابكم

سارعت السلطات الروسية إلى طمأنة سكان فلاديفوستوك القلقين بأن العمال الكوريين الشماليين لا يأكلون كلابهم.

«الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (موسكو)
يوميات الشرق «بوبي» تُمنَح فرصة العيش اللائق (رويترز)

الفيلة الأفريقية «بوبي» حرّة بعد 30 عاماً في الأَسر

داخل صندوقٍ حديدي خاص مثبت على شاحنة ومُحاط بسيارات مليئة بالمرافقين والأطباء البيطريين، كانت «بوبي»، أنثى فيل أفريقية، في طريقها إلى حياة أفضل.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
يوميات الشرق صورة من مقطع فيديو يُظهر الفيلة وهي تتجمع في حديقة حيوان «سفاري سان دييغو» وتشكّل «حلقة إنذار» لحماية صغارها مع وقوع زلزال بقوة 5.2 درجة في إسكونديدو (رويترز)

شاهد... أفيال تشكّل دائرة لحماية صغارها خلال زلزال كاليفورنيا

انطلق قطيع من الفيلة في حديقة حيوانات «سفاري سان دييغو» لحماية صغاره مع اهتزاز الأرض جراء زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر، ضرب جنوب ولاية كاليفورنيا.

«الشرق الأوسط» (سان دييغو)

الأوبرا المصرية تستعيد أعمال سيد مكاوي في ذكرى رحيله

الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
TT

الأوبرا المصرية تستعيد أعمال سيد مكاوي في ذكرى رحيله

الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)

احتفلت الأوبرا المصرية بذكرى رحيل الموسيقار سيد مكاوي من خلال تقديم روائع ألحانه لكبار المطربين في حفل، مساء الخميس، بالتزامن مع فعاليات أقامها صندوق التنمية الثقافية بالقاهرة الفاطمية احتفاء بالموسيقار الراحل وبالشاعر صلاح جاهين.

فعلى المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية قدمت فرقة الموسيقى العربية للتراث بقيادة المايسترو الدكتور محمد الموجي، عدداً من ألحان الموسيقار الراحل سيد مكاوى، التى تحمل طابعاً مميزاً يمزج الأصالة بالحداثة، من بينها أغاني «أوقاتي بتحلو»، و«شعورى ناحيتك»، و«مصر دايماً مصر»، و«الصهبجية»، و«أنا هنا يا ابن الحلال»، و«وحياتك يا حبيبي»، و«قال إيه بيسألوني»، و«اسأل مرة عليا»، و«حلوين من يومنا»، و«الأرض بتتكلم عربي»، إلى جانب نخبة من الألحان التى جمعت بصمات عدد من كبار الموسيقيين، وفق بيان للأوبرا المصرية.

فيما نظم صندوق التنمية الثقافية، فعالية بعنوان «ليلة الوفاء: في ذكرى رحيل صلاح جاهين وسيد مكاوي»، في قصر الأمير طاز بالقاهرة التاريخية، تكريماً لمسيرة اثنين من أبرز رموز الفن والثقافة في مصر، وتضمنت افتتاح معرض كاريكاتير، بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير، يضم لوحات تجسّد ملامح من سيرة مكاوي وجاهين، وتعكس تأثيرهما العميق في الوجدان المصري، وتعيد تقديمهما برؤية فنية معاصرة.

وشارك في الفعالية المعماري حمدي السطوحي، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، بتقديم عرض تفاعلي بعنوان «رباعيات معمارية»، بمشاركة المخرجة والممثلة عبير لطفي، في تجربة فنية تتداخل فيها عناصر الشعر والصورة مع المعمار، مستوحاة من الرباعيات الشهيرة لصلاح جاهين وأعماله مع الفنان سيد مكاوي.

ويتضمن البرنامج عرضاً فنياً لنتاج ورشة «لحن وكلمة»، التي أُقيمت بإشراف الدكتور علاء فتحي والشاعر سامح محجوب بالتعاون مع الشاعر جمال فتحي والموسيقار خالد عبد الغفار، بتقديم أعمال فنية مستوحاة من تراث جاهين ومكاوي، وتُعيد تقديمهم من منظور إبداعي معاصر.

جانب من احتفالية احتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين بقصر الأمير طاز (الشرق الأوسط)

ويقول الشاعر جمال فتحي: «الاحتفالية في قصر الأمير طاز انطلقت من فكرة الاحتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين، وقدمنا أوبريت من كتابتي بعنوان (شارع البخت) نتاج ورشة عمل بين بيت الشعر العربي وبيت الغناء العربي، وقدمنا في البداية تحية للرمزين الكبيرين وذكرنا عملهما الخالد (الليلة الكبيرة)».

وأضاف فتحي لـ«الشرق الأوسط»: «قدمنا خلال الاحتفالية فكرة مختلفة للاحتفاء بالموسيقار سيد مكاوي والشاعر صلاح جاهين، لنؤكد على امتداد إبداعهما عبر الأجيال التالية»، وأوضح أن «سيد مكاوي يمثل بصمة خاصة في عالم الموسيقى والغناء، فقد أخد الطابع الموسيقي التعبيري لدى سيد درويش مع الطابع الطربي لدى زكريا أحمد وجمع بين السمتين في بصمة خاصة تميز أعماله التي اشتهر بها مع أم كلثوم، أو فؤاد حداد في (المسحراتي) أو أعماله في الإذاعة، كل ذلك ترك بصمة في الوجدان وفي الموسيقى المصرية».

وبالتزامن؛ نظم مركز إبداع بيت السحيمي بشارع المعز، عرضاً فنياً بعنوان «رباعيات من زمن فات» لفرقة «ومضة» لعروض خيال الظل والأراجوز، سلطت الضوء على مسيرة (جاهين ومكاوي) الفنية والشخصية، وقدمت نماذج مختارة من أعمالهما الخالدة التي لا تزال تُشكّل علامة فارقة في تاريخ الشعر والغناء والموسيقى المصرية.