«البدايات»... معرض «بانورامي» لإبداعات 5 أجيال مصرية

أعمالهم تنوَّعت بين التصوير والنحت والحفر

لوحة تُعبِّر عن الحضارة المصرية القديمة في معرض «البدايات» (الشرق الأوسط)
لوحة تُعبِّر عن الحضارة المصرية القديمة في معرض «البدايات» (الشرق الأوسط)
TT
20

«البدايات»... معرض «بانورامي» لإبداعات 5 أجيال مصرية

لوحة تُعبِّر عن الحضارة المصرية القديمة في معرض «البدايات» (الشرق الأوسط)
لوحة تُعبِّر عن الحضارة المصرية القديمة في معرض «البدايات» (الشرق الأوسط)

مراحل مختلفة مر بها فنانون من 5 أجيال مصرية، بعضهم احترف الرسم والتصوير وآخرون تخصصوا في النحت أو الحفر «الغرافيك»، عرضوا أعمالهم في النسخة الثانية من معرض «البدايات» الذي احتضنه «قصر الفنون» التابع لوزارة الثقافة المصرية.

مدارس فنية متنوعة ضمن معرض «البدايات» (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة ضمن معرض «البدايات» (الشرق الأوسط)

ضمّ المعرض أعمال 29 فناناً، قدَّم كل منهم أعمالاً تعبُر مراحل مختلفة في مشواره الفني، بحيث تتضمن مساحة كل فنان عرضاً بانورامياً لأعماله، في حين يقدم مكان العرض بانورما فنية للأجيال الخمسة على تنوع مشاربهم وأدواتهم والمدارس الفنية التي ينتمون إليها أو يُعبِّرون عنها.

بعض أعمال المعرض تضمَّنت ما يشبه الملاحم الفنية (الشرق الأوسط)
بعض أعمال المعرض تضمَّنت ما يشبه الملاحم الفنية (الشرق الأوسط)

وأكد الفنان محمد إبراهيم توفيق، مدير «قصر الفنون» وعضو اللجنة المنظمة للمعرض، أن النسخة الثانية تضمَّنت معايير جديدة عن النسخة الأولى من سلسلة البدايات التي أقيمت عام 2023 وتضمنت أعمال 150 فناناً.

وأوضح توفيق لـ«الشرق الأوسط» أن «اللجنة المنظمة رأت هذه المرة أن يعرض كل فنان مجموعة من إبداعاته التي تمثِّل مراحل فنية مختلفة. من بداية مشواره الفني، ومن ثَمَّ مرحلة ثانية في منتصف رحلته الإبداعية، بالإضافة إلى ما وصلت إليه تجربته الفنية الحالية».

ألوان ورموز ودلالات تشي بأفكار ورؤى كثيرة (الشرق الأوسط)
ألوان ورموز ودلالات تشي بأفكار ورؤى كثيرة (الشرق الأوسط)

وفق هذه الآلية، يعدُّ المعرض أشبه بمعرض استعادي مصغَّر لكل فنان، يسرد فيه مشواره الفني من خلال مراحل يحدِّدها بنفسه ويرى أنها فارقة في تجربته الإبداعية.

ليصبح هذا العرض فرصة جيدة للباحثين ونقاد الفن لتتبع تجارب الفنانين المشاركين، وفق توفيق.

وتضمن المعرض أعمالاً تُعبِّر عن قضايا مختلفة وموضوعات متنوعة، بداية من الطبيعة المصرية مروراً بالبشر والحجر، والتاريخ والحضارة، فضلاً عن أساليب ومدارس فنية حديثة تُعبِّر عن أفكار ومشاعر أكثر ما تعبِّر عن رموز تحمل دلالات على عناصر واقعية.

يضمّ المعرض أعمالاً نحتية لفنانين من مدارس مختلفة، كما يضمُّ أعمالاً في التصوير ولوحات «غرافيك» تقدم أفكاراً ملهمة للمتلقي، وتبدو الألوان والخطوط المباشرة التي يستخدمها كثير من الفنانين دالة على رؤيتهم وتوجههم الفني نحو الإبهار وتوجيه رسائل رمزية عبر المحتوي.

ألوان مبهجة ميَّزت أعمال بعض الفنانين في معرض «البدايات» (الشرق الأوسط)
ألوان مبهجة ميَّزت أعمال بعض الفنانين في معرض «البدايات» (الشرق الأوسط)

ويرى الفنان محمود حامد، عميد كلية التربية الفنية سابقاً، أن «معرض البدايات من المعارض المهمة في استرجاع ذاكرة الفنان واستدعاء مراحل تجربته ومشروعه الفني وتعمل على تقييم هذا المشروع الفني سواء من الفنان أو من النقاد».

وأرجع حامد نجاح هذه الدورة وتميَّزها من خلال اختيار مجموعة من كل جيل وتنظيمها بشكل رائع مع اهتمام كبير من قطاع الفنون التشكيلية المنظم للمعرض.

ويضيف حامد لـ«الشرق الأوسط»: «كان اشتراكي في هذه الدورة بمجموعة من الأعمال التي تشكل 3 فترات من مشواري الفني، من بينها أعمال في نهاية التسعينات وعمل أُنتج وعُرض في 2014، وأعمال أُنتجت وعُرضت في 2022، وكلها تمثِّل مشروعاً فنياً ممتداً يمثل أفكاراً مختلفة تُنقش على سطوح الأعمال الخشنة وتمثل تلك الذكريات العالقة بالأذهان والمحفورة في الوجدان كما هي محفورة على تلك السطوح».

لوحات المعرض تضمَّنت مراحل مختلفة للفنانين (الشرق الأوسط)
لوحات المعرض تضمَّنت مراحل مختلفة للفنانين (الشرق الأوسط)

ويشير حامد إلى أن «المشروع الفني يتناول كثيراً من الأفكار المختلفة لتعبِّر عمَّا يجول في ذاكرتي على مرِّ تلك الرحلة الفنية الممتدة لنحو 35 عاماً».

وشارك في المعرض فنانون تمتد تجربتهم على الأقل لنحو 25 عاماً. ومن المشاركين سعيد حداية، وخلف طايع، وثروت البحر، وأمينة عبيد، وعبد المنعم الحيوان، وجلال جمعة، ومجدى عبد العزيز، وسمير فؤاد، ومنصور المنسي، وعقيلة رياض، وجمال عبد الناصر، وعصام معروف، وصلاح حماد، ومحمد جلال، ومحمد عبد المنعم، وخالد سرور، ومحمود حامد، وحسام صقر، وصباح نعيم، وسامي أبو العزم، وحسن كامل، وعماد إبراهيم، وإسلام زاهر، وعلياء الجريدي، وأسامة حمزة، وكاريل حمصي، وهاني الأشقر، ووائل عبد الصبور وعلي سعيد.


مقالات ذات صلة

معرض استعادي لساطع هاشم... عالم اللون والعاطفة

ثقافة وفنون معرض استعادي لساطع هاشم... عالم اللون والعاطفة

معرض استعادي لساطع هاشم... عالم اللون والعاطفة

يُقام حالياً في متحف وغاليري مدينة ليستر البريطانية للفنون معرض استعادي للفنان العراقي ساطع هاشم، يستمر حتى التاسع والعشرين من يونيو (حزيران) المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق احتفالات مصرية بنجيب محفوظ (وزارة الثقافة المصرية)

الأوبرا المصرية تحتفي بأديب «نوبل» نجيب محفوظ

تحت لافتة «محفوظ في القلب»، تحتفي الأوبرا المصرية بأديب «نوبل» نجيب محفوظ، عبر عدة فعاليات. بينها عرض أفلام تسجيلية عن مسيرته، ومعرض لفن الكاريكاتير حول محفوظ.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق عمل الفنان قادر عطية في أسبوع الفن بالرياض (هيئة الفنون البصرية)

أسبوع فن الرياض... تنسيق مبتكر وإبداع بصري

أجواء احتفالية غمرتْ الرياض الأسبوع الماضي بمناسبة إطلاق النسخة الأولى من «أسبوع فن الرياض»، الذي یقدّم في قسمه الرئيسي أعمالاً من أكثر من 30 غالیري محلياً…

عبير مشخص (الرياض)
يوميات الشرق اللبنانية الأولى نعمت عون تفتتح معرض «هوريكا» (الشرق الأوسط)

نسيج النكهات والخلطات العالمية في معرض «هوريكا» ببيروت

في نسخته الـ29، يُجدّد «هوريكا» في مساره، ومحتواه، إذ يطلّ على خبراء في عالم التغذية والطبخ من مختلف دول العالم. ويخصّص مساحات لعروض مباشرة في هذا الفنّ.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق يتمحور الجناح حول مفهوم سبيل الماء الذي يوفر الشرب مجاناً في جميع أنحاء السعودية (بينالي لندن)

«مياه صالحة» تُجسِّد التقاليد السعودية في «بينالي لندن للتصميم»

تشارك السعودية بجناح يحمل عنوان «مياه صالحة»، في فعاليات «بينالي لندن للتصميم 2025»، التي تحتضنها «سومرست هاوس» بالعاصمة البريطانية بين 5 و29 يونيو.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الجامعة الأميركية تحتفل بالقاهرة بوصفها «مدينة عالمية»

تلوين وأنشطة فنية في الهواء الطلق (الشرق الأوسط)
تلوين وأنشطة فنية في الهواء الطلق (الشرق الأوسط)
TT
20

الجامعة الأميركية تحتفل بالقاهرة بوصفها «مدينة عالمية»

تلوين وأنشطة فنية في الهواء الطلق (الشرق الأوسط)
تلوين وأنشطة فنية في الهواء الطلق (الشرق الأوسط)

على مدار ثلاثة أيام، فتحت الجامعة الأميركية بالقاهرة أبوابها للجمهور لاستضافة النسخة الثانية من مهرجانها الثقافي السنوي في مقرها التاريخي بميدان التحرير، وسط القاهرة، الذي كرّس فعالياته، التي تختتم (السبت) للاحتفاء بالقاهرة مدينةً عالميةً، باعتبارها «مركزاً لالتقاء الثقافات يربط بين أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط والعالم العربي».

وحسب الدكتور أحمد دلال، رئيس الجامعة الأميركية، في كلمته الافتتاحية، فإن المهرجان «يستكشف القاهرة كمدينة عالمية، نقطة التقاء بين أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط والعالم العربي، وبصفتها مركزاً ثقافياً للجنوب العالمي، فإن القاهرة هي المكان الذي يلتقي فيه التراث والناس والتاريخ في مشهد ديناميكي ومتطور».

افتتاح الحجرة الأرمينية (الجامعة الأميركية بالقاهرة)
افتتاح الحجرة الأرمينية (الجامعة الأميركية بالقاهرة)

انعكست ثيمة المهرجان الرئيسية على أعماله التي شملت عروضاً فنيةً وراقصةً، ومعرضاً فنياً، و«بازاراً» مفتوحاً يضم منتجات يدوية، ولقاءات ثقافية حول تاريخ الأطعمة الغنية متعددة الثقافات، يقول عادل راغب، أردني يعمل في مجال تطوير المطاعم بالقاهرة، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «يحضر خلال المهرجان ندوة مخصصة لمناقشة تطوّر المطبخ الشرق أوسطي، لأنه مهتم بفكرة الترابط الثقافي بين المطابخ، وكذلك التأثيرات المتبادلة بينهم، خصوصاً المطبخ الشامي والمصري».

وتربط بين قاعات المهرجان المختلفة ساحةٌ مفتوحةٌ تُقدم بها رقصات حيّة في الهواء الطلق أمام الجمهور، أبرزها لفريق رقص هندي يحاكي رقصات «بوليوود» الصاخبة، التي جرى تقديمها بدعم من مركز «مولانا آزاد» للثقافة الهندية في مصر.

جانب من العروض الغنائية بالمهرجان (الجامعة الأميركية)
جانب من العروض الغنائية بالمهرجان (الجامعة الأميركية)

وجذبت «الحجرة الأرمينية» زوار المهرجان بعد انتهاء ترميمها، وحرص الكثيرون على التقاط الصور أمام الجدار الرئيسي للغرفة الذي ضمّ حروف الأبجدية الأرمينية القديمة بتصميم جمالي وفني يجمع رموزاً ثقافية وفلكلورية من الثقافتين المصرية والأرمينية، وتحمل تلك الحروف اسم «أبجدية ماشتوتس» التي عُرض عنها فيلم تسجيلي في المهرجان حول سيرة الراهب «ميسروب ماشتوتس» الذي اشتهر باختراعه للأبجدية الأرمنية نحو عام 405 الميلادي، وكذلك استعراض لأشهر معالم أرمينيا التي تظهر بها الكتابات الأرمينية مثل الكنائس ودار المخطوطات القديمة.

حفل غنائي ضمن فعاليات المهرجان (الجامعة الأميركية)
حفل غنائي ضمن فعاليات المهرجان (الجامعة الأميركية)

وخلال المهرجان، عقد مؤتمر متخصص حول «تاريخ الترفيه في الثقافة» الذي نظم عدداً من المحاضرات واللقاءات، وكذلك معرضاً للكتاب يتماشى مع الثيمة الرئيسية للمؤتمر، وتقول الكاتبة والناشرة المصرية دينا قابيل، مديرة النشر بدار «المرايا»، إن «التاريخ مدخل مهم في الدراسات المعاصرة والإنسانية، واختيار ثيمة مثل الترفيه هذا العام لافت، وتستكشف كثير من العناوين والدراسات الجادة حول موضوع حيوي مثل الترفيه وصناعته وتأثيره في عالمنا العربي».

وتضيف: «نشارك في معرض الكتاب بعدد من العناوين التي تتماشى مع تلك الثيمة من تاريخ السينما والموسيقى والرقص والسيرة والفكاهة وغيرها، منها السيرة الروائية عن الملحن الراحل بليغ حمدي بعنوان (المزيكاتي) للكاتبة وسام سليمان، وكتاب (قهقهة فوق النيل) و(مهندس البهجة - فؤاد المهندس ولا وعي السينما) للدكتور وليد الخشاب، و(مسرح نجيب الريحاني) للدكتور سيد علي إسماعيل، وكتاب الدكتورة زينب أبو المجد كتاب (السياسة الأمينة بتاريخ من سكن المدينة)»، كما تقول لـ«الشرق الأوسط».

زوار للحجرة الأرمينية التي افتتحت أخيراً بالجامعة (الشرق الأوسط)
زوار للحجرة الأرمينية التي افتتحت أخيراً بالجامعة (الشرق الأوسط)

كما نظّم المهرجان الثقافي للجامعة الأميركية معرضاً للفنون البصرية لطلاب الفنون بالسنة النهائية بالجامعة بعنوان «قلب المقلوب» الذي جمع بين التصوير، والفيديو آرت، والفنون التفاعلية، ويطرح بشكل نقدي تفاعل الفنانين مع أسئلة وصراعات شخصية ووجودية والبحث عن مرتكزات تاريخية وروحية لتأملها، منها مشروع «من التراب إلى التراب» الذي اعتمد على فن «التجهيز في الفراغ» واستخدام مواد خام أولية مثل الخيش والجلود والحبال ليطرح رؤية فنية حول صراع الإنسان الداخلي الذي يستلهم سرديات توراتية وإنجيلية، وكذلك مشروع يُبرز عدم المساواة في توزيع الطاقة الكهربائية الذي يتجلى في الإضاءات الساطعة للوحات الإعلانات التجارية بالقاهرة في مقابل حرمان مناطق أخرى من الإضاءة.