مسلسل «البطل» السوري... الحرب بائسة وأقدارها بلا رحمة

دراما الواقع تؤكد تألُّق ثلاثية النصّ والإخراج والأداء

تؤكد شخصية بسام كوسا أنّ الدنيا لا تزال بخير (مشهد من المسلسل)
تؤكد شخصية بسام كوسا أنّ الدنيا لا تزال بخير (مشهد من المسلسل)
TT
20

مسلسل «البطل» السوري... الحرب بائسة وأقدارها بلا رحمة

تؤكد شخصية بسام كوسا أنّ الدنيا لا تزال بخير (مشهد من المسلسل)
تؤكد شخصية بسام كوسا أنّ الدنيا لا تزال بخير (مشهد من المسلسل)

يُحقّق مسلسل «البطل» تصدُّراً لافتاً بين الأعمال. حكايته من لؤم الواقع وشخوصه أحياء في بعضٍ منا؛ نلمحهم في ذاكرةٍ ما. نُشاهد ويلات الحرب وهي تُعمِّق الفجوة بين الموت والحياة، ونتابع مسار الأحداث في تصاعُدها نحو إعلان عبثيتها. العمل يُمسك تفاصيل العيش البائس ويرويها بما يحلو انتظاره.

النصّ لرامي كوسا والإخراج لليث حجو المتألّق بالكاميرا والنظرة إلى الأشياء. المكان القروي، وأغصان الأشجار العارية تحت السماء المُلبَّدة بغيم يُنذر بالهطول، وأحياناً يؤجّله، أو يستغني عنه، أو يُبقيه حبيس اللحظة، يتيحان للصورة علاقة خاصة مع ألوانها وبُعدها العاطفي. ذلك يمنح المخرج دورَ بطولةٍ آخر، فيحضُر بما لا يقلّ على حضور الآخرين.

يُحقّق مسلسل «البطل» تصدُّراً لافتاً بين الأعمال (البوستر الرسمي)
يُحقّق مسلسل «البطل» تصدُّراً لافتاً بين الأعمال (البوستر الرسمي)

هذه سوريا تحت الوجع. تحت النار. في عروق الأوتار المقطوعة. نسمع القصف وهو يؤرق فاقدي الأمان في الليالي الطويلة. ونتعايش مع أهواله على شكل عوزٍ بشريّ، وتهجير، واحتكار، ورفع أسعار، وانسداد أفق. فمن خلال الشخصيات، تُستعاد الأعوام السورية الصعبة وارتكاباتها الفظيعة. تلك المُطلَّة بشبحها كلما ظنَّ الناجون أنهم نجوا، والحائمة مثل غراب جائع يُطلق عويلاً رهيباً فوق أحمال الذاكرة وصورها التي لا تُمحَى.

البطولة لبسام كوسا بشخصية «الأستاذ يوسف» الاستثنائية. مبهر في إفساح المجال للخير فيتقدّم ويَبرُز ثم يسطع ويلمع وسط الشرور كلّها. تركيبة الدور ترفض صَبْغ جميع البشر بلون واحد. وهو غالباً السواد العميم. فمن خلال «يوسف» يتجلّى حُسن النية واقتران القول بالفعل والاستعداد للعطاء رغم الجيوب الفارغة. تخرُج الشخصية من عمق الخراب لتقول إنّ الدنيا لا تزال بخير، وإذا كان البغض مُحرَّك الإنسان، ومُشعِلَ حروبه، وراسم أقداره البائسة، فإنّ الحبَّ يتيح تسلُّل الضوء فيجعل الحياة تُحتَمل.

ضياع «مريم» قدرٌ جماعي (لقطة لنور علي من المسلسل)
ضياع «مريم» قدرٌ جماعي (لقطة لنور علي من المسلسل)

نشهد على صراع العائلة من أجل النجاة وبقايا الأحلام. الجميع في وضعية تخبُّط، مثل مراكب عائمة على موج غاضب: «مريم» (أداء لافت لنور علي) بإسكاتها دموعها وتيهها الكبير. ابنةُ «يوسف» والزوجة المستقبلية لـ«مروان» (خالد شباط)، واقعة بين الرجلين، لا تقوى على تفضيل أحدهما على الآخر. إنه الهَمّ وهو يسكُن الأبناء على مصائر الآباء المتروكين في عرائهم. والأرض عراء حين تُشتِّت مَن عليها. والوطن عراء بإرساله السقوف الآمنة إلى حتفها. ضياع «مريم» قدرٌ جماعي، فتلتهم الحيرة رأس ضحيتها وتَصعبُ القرارات حدّ التطرُّف في اتّخاذ بعضها، فنجد الخطيبَيْن بوضعية حميمية لا يأبهان بالقصف خارج الغرفة.

«فرج» من الشخصيات الملوَّعة بقدرها (لقطة لمحمود نصر من المسلسل)
«فرج» من الشخصيات الملوَّعة بقدرها (لقطة لمحمود نصر من المسلسل)

و«فرج» (أداء متألق لمحمود نصر) من الشخصيات الملوَّعة بقدرها. هذا الدور غير مفهوم تماماً. يحتمل أكثر من تفسير. لا ندري أهو خير أو شرٌّ قد تأجَّل. وحدها ظروفه الواضحة. يرث الندوب ويُكمل طريقه محاولاً تخطّيها، لكنها لا ترحم. كما لم يرحم المجتمع مهنة والدته (تغسيل الموتى) وماضيها الشاق. تؤدّي جيانا عيد دوراً يُظهِر الثمن المدفوع بالعملة الصعبة. أحياناً الأبناء مجرّد ضحايا. الويل من قسوة الآخرين واللعنات المحمولة على ظهور مكسورة.

تؤدّي جيانا عيد دوراً يُظهِر الثمن المدفوع بالعملة الصعبة (لقطة من المسلسل)
تؤدّي جيانا عيد دوراً يُظهِر الثمن المدفوع بالعملة الصعبة (لقطة من المسلسل)

وجوه الشخصيات تُشبه التلبُّد غير المُنذِر بانفراجٍ آتٍ. الجميع تقريباً يجرُّ جرحاً. نانسي خوري بشخصية «سلافة» المتروكة لوحدتها بعد خذلان حتى الأقربين، فتجد في «مجد» (وسام رضا) فسحة طمأنينة. ورغم حالتها الاجتماعية وفارق السنّ، يتعلّق بها. كلاهما شيّعا الأمان إلى مثواه الأخير ولم يبقَ أمامهما سوى العاطفة القليلة.

في موازاتهما، لم نرَ ابتسامة «راما» (رسل الحسين) سوى مرة واحدة حين خانتها خشبة السرير الزوجي فارتطمت و«فرج» على الأرض. ضحكتهما ذكَّرت بالبلسمة المُحتملة، لكنّ كلّ شعور آخر أطلَّ ليُعمِّق الجراح ويُطيل نزيفها.

نُشاهد ويلات الحرب وهي تُعمِّق الفجوة بين الموت والحياة (مشهد من المسلسل)
نُشاهد ويلات الحرب وهي تُعمِّق الفجوة بين الموت والحياة (مشهد من المسلسل)

يكتُب «الأستاذ» لنفسه مفتتحاً الكتابة بعبارة «عزيزي يوسف». يُحاكي دواخله المُحمَّلة بالانتظار والخيبة. وبموازاة السطور، يمرُّ الذلّ على شكل صندوق مساعدات، والقهر على هيئة برد قارس، والتجاوزات من التهريب والتسلُّح إلى الأذى والذكورية وتضاؤل الرحمة.

تحوُّل «يوسف» من السير على أقدام إلى استخدام الكرسي المتحرّك، يضيف إلى فكرة الأقدار المُباغتة سبباً إضافياً لتكون حال المسلسل. ينضمّ إلى اللائحة تعذُّر سفر «مروان»، وجرُّ «رانيا» (هيما إسماعيل بدور مؤثّر لشخصية الأم المتأرجحة بين الانهيار والصلابة) إلى أفخاخ مُعدَّة سلفاً لإيقاعها، وفي الطريق إلى التضييق عليها، ينكشف فساد متجذّر ولا يبقى الابتزاز طوال الوقت خفياً.

ميزة «البطل» في التأثير العميق لمشهدياته (لقطة لخالد شباط في المسلسل)
ميزة «البطل» في التأثير العميق لمشهدياته (لقطة لخالد شباط في المسلسل)

مشهد نزوح سكان القرية جراء اشتداد القصف موجع وقاسٍ. لقطات من الأسى الإنساني والمُقامرة بالأعمار. ميزة المسلسل في التأثير العميق لمشهدياته. فغصّة «يوسف» لإحساسه باقتراب سفر ابنته تُذكّر آباء هجرهم أحبّتهم بالفراق الصعب. آلام الهجرة منفلشة بأشكالها: مرة بالهروب من أسرةٍ ضاغطة كحالة «راما»، ومرة بالبحث عن فرصة كحالة «مروان»، ومرات بمغادرة المنازل لإنقاذ ما تبقّى من حياة.

مسلسل «البطل» عما تُشوّهه الحروب. كأنه توثيق مرحلة وبوحٌ يناجي الشفاء.


مقالات ذات صلة

مصر: انتقادات لداعية ديني استضاف مطربي مهرجانات في برنامجه

يوميات الشرق إحدى حلقات البرنامج مع المطرب سعد الصغير (يوتيوب)

مصر: انتقادات لداعية ديني استضاف مطربي مهرجانات في برنامجه

تعرض الداعية المصري الدكتور مبروك عطية لانتقادات عدة ومطالبات بالتحقيق معه وإسقاط أستاذيته جراء استضافته عدداً من مطربي المهرجانات والفنانين بمصر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق فرق الفنون الشعبية أحيت ليالي «هل هلالك» (وزارة الثقافة المصرية)

«هل هلالك» يجذب آلاف المصريين بدار الأوبرا في ليالي رمضان

من بين الفقرات الثابتة للبرنامج الرمضاني الذي يُعدُّه قطاع المسرح في وزارة الثقافة، أوبريت «الليلة الكبيرة» بلوحاته الغنائية المبهجة، وأجواء الموالد الشعبية.

حمدي عابدين (القاهرة)
يوميات الشرق صانع الكنافة البلدي عنتر أبو زيد  (الشرق الأوسط)

مصر: «الكنافة البلدي» تحتفظ بمكانتها رغم إغراءات الأصناف الجديدة

رغم تنوع أصناف الكنافة وإغراءات أشكالها الحديثة، فإن «الكنافة البلدي» ما زالت تحتفظ بمكانتها في عدد كبير من أحياء وقرى مصر.

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق المغني دالي شبيل يؤدي عروضه خلال حفل ختام مهرجان مدينة الأنوار (إ.ب.أ)

المدينة القديمة بتونس تستضيف مهرجاناً موسيقياً في رمضان

استعرضت فرقة «كواترو سطمبالي» إيقاعاتها بين جدران المعهد الوطني للتراث بالمدينة القديمة في تونس، ضمن فعاليات مهرجان «ضوي المدينة».

«الشرق الأوسط» (تونس)
يوميات الشرق سوسن بدر في لقطة من مسلسل «الباء تحته نقطة» (الشركة المنتجة)

سوسن بدر: «الباء تحته نقطة» يحتفي بقرار تعليم السيدات في الإمارات

أعربت الفنانة المصرية سوسن بدر عن فخرها بمشاركتها في المسلسل الإماراتي «الباء تحته نقطة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر: إشادة رسمية بدراما رمضانية تُناقش قضايا جريئة

الملصق الترويجي لمسلسل «لام شمسية» (وزارة التضامن الاجتماعي)
الملصق الترويجي لمسلسل «لام شمسية» (وزارة التضامن الاجتماعي)
TT
20

مصر: إشادة رسمية بدراما رمضانية تُناقش قضايا جريئة

الملصق الترويجي لمسلسل «لام شمسية» (وزارة التضامن الاجتماعي)
الملصق الترويجي لمسلسل «لام شمسية» (وزارة التضامن الاجتماعي)

في حين أثارت الدراما الرمضانية جدلاً واسعاً أدى إلى توجيه توصيات «رسمية» في شأنها لصُّناع الدراما لتتوافق الأعمال المقدمة للجمهور مع فكرة «المسؤولية المجتمعية»، أو تعكس المجتمع المصري بمصداقية، ظهرت إشادات رسمية ببعض الأعمال الدرامية في الموسم الرمضاني الحالي.

فإلى جانب الجدل الذي أثاره مسلسل «لام شمسية» على «السوشيال ميديا»، والحماس الذي أبداه متابعون كثر في تعليقاتهم لمعالجة قضية شائكة مثل «التحرش بالأطفال» في عمل درامي خلال رمضان، حصد المسلسل إشادةً من وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، الدكتورة مايا مرسي، التي وصفته بـ«الجرأة والشجاعة».

وكتبت الوزيرة منشوراً على صفحتها في «فيسبوك» تضمَّن تحية لصُّناع العمل بدءاً من «الشركة المتحدة» المنتجة للمسلسل، مروراً بالمؤلفة مريم نعوم، والمخرج كريم الشناوي، وصولاً إلى الممثلين.

وجاء في المنشور أن «مسلسل (لام شمسية) عمل درامي احترافي من قلب مهرة محترفين يخافون على جيل يربِّي وجيل يتربَّى ويكبر»، كما وصفت العمل بأنه «دراما بأنامل جراح يحاذر من جرح المشاهد، كما أنه يخاف على مصداقية المشهد». وعدّت الوزيرة «الدراما أقصر طريق للتوعية، وأنها ستكون فارقة مع المجتمع أسرع من الندوات والحملات والمؤتمرات».

وقدمت الشكر لصُّناع العمل «على الجرأة والشجاعة في طرق باب مغلق، وعلى الفكرة ودعمها من منتج لم يفكِّر في التوزيع بقدر ما فكر في الفائدة للمجتمع»، مشيدةً بأداء فريق الممثلين خصوصاً الطفل الذي يلعب دور البطولة.

ويتناول مسلسل «لام شمسية» قضية التحرش ضد الأطفال في عمل درامي - اجتماعي، من بطولة أمينة خليل، وأحمد السعدني، ويسرا اللوزي، ومحمد شاهين، والطفل علي البيلي؛ وكتابة ورشة سرد لمريم نعوم، وإخراج كريم الشناوي وإنتاج «سعدي - جوهر».

لقطة من مسلسل «لام شمسية» (الشركة المنتجة)
لقطة من مسلسل «لام شمسية» (الشركة المنتجة)

ويرى الناقد الفني المصري طارق الشناوي أن «مسلسل (لام شمسية) لم يتمتع فقط بالجرأة الفكرية إنما بالجرأة الإبداعية أيضاً، التي قدمها المخرج كريم الشناوي بقيادته للممثلين»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «كل شيء في هذا المسلسل محسوب بدقة، وربما هذا ما أدى إلى إشادة وزيرة التضامن بالأمر»، وتابع أن «الإشادة الرسمية ببعض المسلسلات الرمضانية تُعطي أملاً للدراما الجادة في أن تجد من يؤازرها، وأرى أيضاً أن العمل حقّق دائرة جماهيرية واسعة، وهو ما يُحسب له، ويؤكد أنه نجح في توصيل رسالته للمجتمع».

وعقب انتهاء مسلسل «ولاد الشمس»، الذي عُرض في النصف الأول من رمضان، كرّمت وزيرة التضامن الاجتماعي أبطال العمل، وشكرتهم على ما قدَّموه من صورة إيجابية لأطفال دور الرعاية «الملاجئ»، وسط حضور لعدد من نُزلاء دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن.

المسلسل من بطولة طه دسوقي، وأحمد مالك، ومحمود حميدة، ومن تأليف مهاب طارق، وإخراج شادي عبد السلام.

وزيرة التضامن أثناء تكريم صناع عمل «ولاد الشمس» (وزارة التضامن الاجتماعي)
وزيرة التضامن أثناء تكريم صناع عمل «ولاد الشمس» (وزارة التضامن الاجتماعي)

ويرى الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن أن الإشادة الرسمية بمسلسل «لام شمسية»، تعود إلى أنه حقق المعادلة الصعبة في الجمع بين اللغة الفنية المتقنة والراقية، وتناوُل قضية اجتماعية من فئة «المسكوت عنه» بجرأة.

ويضيف عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن «ظهور المسلسل بهذا القدر من الجودة، يعود للأبحاث المتخصصة والطويلة التي تُجريها مريم نعوم وورشة سرد للكتابة قبل أي عمل، وللأداء الذي يتطوَّر باستمرار للمخرج كريم الشناوي، وكذلك لأداء الممثلين الذي جاء متقناً». ورأى أن العمل «سينافس بقوة على لقب الأفضل في الموسم الرمضاني الحالي».

وتعرضت الدراما الرمضانية لانتقادات شتَّى من جمهور على «السوشيال ميديا»، وتطرَّق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لقضية الدراما مُطالباً صُّناعها بتقديم النماذج التي تعكس المجتمع وتفيد الوعي وتنمِّيه.

من جانبه، وجَّه رئيس الوزراء الجهات المعنية بـ«ضبط الأداء الدرامي»، واتخذت مؤسسات مثل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للإعلام، ووزارة الثقافة، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، خطوات لتحقيق هذا الهدف.

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين «(لام شمسية) يستحق كل الإشادة من الجهات الرسمية، وهو ما فعلته وزيرة التضامن، كما نال إعجاب وإشادة الجمهور ومعظم النقاد الذين يُعدُّونه من أفضل الأعمال في هذا الموسم الرمضاني».

وأضاف سعد الدين لـ«الشرق الأوسط»: «الجيد في العمل أنه طرح قضية التحرش في الأطفال بنعومة، ومن دون فجاجة، ووجَّه رسالة للمجتمع ولكل أسرة لتُحافظ على أطفالها وتحملها وتراقب درجة قرب الآخرين منهم، فهذه المشكلة تحيطها الضبابية، والطفل نفسه حين يتعرض للتحرش يخاف ولا يتحدَّث. وقد عالج المسلسل هذه القضية بقدر كبير من الحرفية». وتابع أن «الدراما تحتاج إلى أعمال كثيرة على هذا النحو، تتناول قضايا (مسكوت عنها) بطريقة فنية حرفية عالية».