«قلبي ومفتاحه» يُحقّق طموحات أشرف عبد الباقي

الفنان المصري لـ«الشرق الأوسط»: أتمسك بـ«الأدوار الجديدة» وإن كانت صغيرة

أشرف عبد الباقي بشخصية المحامي في «قلبي ومفتاحه» (الشركة المنتجة)
أشرف عبد الباقي بشخصية المحامي في «قلبي ومفتاحه» (الشركة المنتجة)
TT
20

«قلبي ومفتاحه» يُحقّق طموحات أشرف عبد الباقي

أشرف عبد الباقي بشخصية المحامي في «قلبي ومفتاحه» (الشركة المنتجة)
أشرف عبد الباقي بشخصية المحامي في «قلبي ومفتاحه» (الشركة المنتجة)

لا يقيس الفنان المصري أشرف عبد الباقي أدواره بمساحة ظهوره على الشاشة، بل ينشغل أكثر بكل جديد يقدمه في كل دور، كاشفاً في حواره لـ«الشرق الأوسط» أنه حينما قرأ سيناريو مسلسل «قلبي ومفتاحه» قال في نفسه، يكفيني لو قدمت مشهداً واحداً في هذا العمل الذي توفرت له كل عناصر التَّميز من إنتاج وقصة وفريق عمل رائع.

وأشار عبد الباقي إلى أن شخصية المحامي «شادي الشناوي» التي قدَّمها في المسلسل تشبه الكثير من المحامين الذين يدبِّرون حياتهم بصعوبة.

وأشاد نُقادٌ وجمهورٌ عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعبد الباقي الذي رحّب في المشاركة بالمسلسل بدور لا يُعدَّ بطولة، كما أشادوا بنجاحه في تقديم شخصية جادة بعيدة عن الكوميديا.

ويُعدِّد أشرف عبد الباقي أسباب تمسُّكه بالعمل في المسلسل منذ اللحظة الأولى قائلاً: «إن الجهة الإنتاجية (ميديا هب) تُنتج أعمالاً قوية، وهي المرة الأولى التي أتعامل معها وكذلك المخرج تامر محسن الذي ألتقيه لأول مرة أيضاً في عملٍ، وأدرك تماماً قدره مخرجاً متميزاً من مشاهداتي لأعماله السابقة. بالإضافة إلى موضوع المسلسل، فحين قرأت السيناريو قلت لو أنني سأظهر في مشهد واحد سأكون سعيداً للغاية».

أشرف عبد الباقي وآسر ياسين في أحد المشاهد (الشركة المنتجة)
أشرف عبد الباقي وآسر ياسين في أحد المشاهد (الشركة المنتجة)

ويحدِّد عبد الباقي ما يحسم اختياراته قائلاً: «لا أقيس أدواري بمساحة وجودي على الشاشة لأن الأهم عندي هو الجديد الذي سأقدمه، فمنذ مسلسل (جولة أخيرة) مع الفنان أحمد السقا، لم أشارك في أي عمل درامي رغم أنه عُرضت علي أعمال عدة، وما يعنيني أن تكون شخصية جديدة علي، أُمثِّلها وأنا مستمتع والناس تشاهدني بشكل مختلف وهو ما أبحث عنه دائماً».

وعن شخصية شادي الشناوي يضيف: «يتساءل هل هناك محامي حاله هكذا؟ أقول نعم هناك آلاف المحامين يعانون لتدبير نفقات بيوتهم وهو واحد منهم، بعيداً عن المحامين الكبار الذين يتقاضون أتعاباً خيالية، وفي أحد المشاهد يكتشف الشناوي توقُّف بطاقة التموين؛ الأمر الذي يمثِّل له أزمة كبيرة، وفي أول حلقة من المسلسل تشتري ابنته (شامبو وبلسم) من الصيدلية فيطالبها باختيار شيء واحد منهما، وهو بوصفه شخصاً متواضعاً في ملابسه ومظهره لأنه لا يُنفق على نفسه، بل يوجه كل دخله لبناته الثلاث ويُشبه كثيرين مثله، فقد كان ينتمي للطبقة فوق المتوسطة وهبطت أحوالهم».

وعن تقديمه لشخصية جادة بعيدة عن الكوميديا يقول: «أنا ممثل يؤدي كل الأدوار، الكوميدية والتراجيدية، وممثل مسرح وسينما وإذاعة وتلفزيون، وعلى مدى 40 عاماً منذ بدايتي، قدَّمت أعمالاً خارج إطار الكوميديا من بينها، (حضرة المحترم)، و(صياد اليمام)».

وعن تورط «الشناوي» في العمل مع تاجر العملة «أسعد»، يقول عبد الباقي إن أحواله مع عمله الجديد تغيّرت، واستطاع أن يشتري لبناته ما يتطلَّعون إليه. وهو يدرك أن «أسعد» يتاجر في العملة، وأن ليس لكلِّ الناس القدرة على الرفض، فهذه هي طبيعة شخصيته وهي جزئية تدين «الشناوي»، بيد أنها تتوافق مع تركيبته الإنسانية، لا سيما ونحن نرى في حياتنا أن القاعدة تتحوَّل إلى استثناءٍ في كثير من المواقف، فحين يعثر شخص على حقيبة فيها أموال ويسلمها للشرطة يحتفي به الجميع ويثنون على أمانته مع أن هذه هي القاعدة.

ويتحدّث عن تعاونه لأول مرة مع المخرج تامر محسن يقول: «إنه يصنع لكل مشهد تفاصيل صغيرة يُعيد ترتيبها مثل (البازل)، لأنه يكتب أيضاً أعماله، كما يتميَّز بقدرته على ضبط إيقاع المسلسل، ويعمل كثيراً مع الممثلين، كلٌ على حدة».

ويتوقف الفنان عند الصورة البصرية للمسلسل، واختيار المخرج حي «اللبيني» بفيصل الذي يعبِّر عن الطبقة المتوسطة، مؤكداً أن مدير التصوير هيثم حسني حقق صورة جميلة، وكذلك مهندس الديكور أحمد فايز الذي بنى ديكورات الشارع بحرفية عالية، ويشير إلى أن اختيار الأغنيات كان موفقاً ووُظِّفت بالأحداث، كما أن الموسيقى كانت مؤثرة للغاية؛ وفق قوله.

يتورط في الزواج لحماية صديقه (الشركة المنتجة)
يتورط في الزواج لحماية صديقه (الشركة المنتجة)

ويعترف أشرف عبد الباقي بأنه استمتع بالعمل مرتين، الأولى خلال التصوير، والثانية وهو يشاهد حلقات المسلسل، منوهاً بأن العمل تميز بـ«شياكةٍ ورقيٍّ كبيرين». ضارباً المثل بـ«مشاهد اللقاء بين آسر ياسين ومي عز الدين، لم نرَ فيها أي تجاوز، وخرجت الكاميرا من الفندق إلى وسط البلد لنشاهد جمال المكان وأهم ملامحه».

ويشيد بزملائه الممثلين، ويقول: «دياب كان يخيفني وأنا أشاهده في بعض اللقطات، فهو لديه كل شيء، الوازع الديني، والانحلال الأخلاقي، شخصية حقيقية وليست مرسومة لعمل فني، ونحن نقابل أشخاصاً في حياتنا لديهم هذه الازدواجية، كما أن آسر ياسين ممثل شاطر، لكن هذه أول مرة يملك أدواته كاملة، كما أن شخصية (ميار) التي أدتها بنجاح مي عز الدين، مثال للفتاة التي يضغط عليها أهلها لتتزوج بشخص كي ينفق عليهم، و(نصر) الرجل الذي عاش يحلم بامرأة طوال عمره من دون أن يخبرها، دور مهم يمثل عودة قوية لمحمود عزب».

ويلفت إلى أن المسلسل لا يعرِض فقط لأزمة زواج بطليه، بيد أنه يتناول قضايا اجتماعية أخرى، من بينها زواج كبار السِّن الذي يراه بعضهم أهم من زواج الشباب لأن الشاب لو فشل زواجه سيتزوج مرة أخرى لكن الكبار يتزوجون بحثاً عمَّن يؤنس وحدتهم بعد أن يستقل أولادهم بحياتهم».

وأبدى عبد الباقي إعجابه في مسلسل «ولاد الشمس»، وأبطاله طه دسوقي، وأحمد مالك، ومينا أبو الدهب، الذين وصفهم بأنهم «ممثلون رائعون»، في حين وصف محمود حميدة بـ«الممثل الجبار»، كما أشاد عبد الباقي بمسلسل «أشغال شقة جداً»، ولفت إلى الفرصة التي أعطاها هشام ماجد لمصطفى غريب بجواره، مؤكداً أن هذا يُثبت أنه ممثل كبير ولديه ثقة في نفسه.


مقالات ذات صلة

نيكول سابا: تخوّفت من الجمهور بسبب دوري في «وتقابل حبيب»

يوميات الشرق نيكول سابا في مسلسل «وتقابل حبيب» (الشركة المنتجة)

نيكول سابا: تخوّفت من الجمهور بسبب دوري في «وتقابل حبيب»

قالت الفنانة اللبنانية نيكول سابا إنها كانت قلقة قبل عرض مسلسل «وتقابل حبيب» بسبب انتشار بعض الأخبار حول قصته.

أحمد عدلي (القاهرة )
عالم الاعمال 20 عملاً على خريطة «روتانا» الدرامية والبرامجية في رمضان 2025

20 عملاً على خريطة «روتانا» الدرامية والبرامجية في رمضان 2025

أعلنت شبكة «روتانا» عن خريطتها الدرامية والبرامجية خلال شهر رمضان 2025، التي تتضمن 20 مسلسلاً وبرنامجاً سيتم بثها عبر قناتي «روتانا خليجية» و«روتانا دراما»،…

المشرق العربي صورة ملتقطة في 3 يناير 2025 بالعاصمة السورية دمشق تظهر الرئيس السوري أحمد الشرع أثناء اجتماع بالقصر الرئاسي (د.ب.أ)

​الرئاسة السورية تصدر قراراً بتشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني

ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الأربعاء أن الرئاسة السورية أصدرت قراراً بتشكيل لجنة تحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني من أجل بحث مستقبل البلاد

«الشرق الأوسط» (دمشق)
العالم الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الحوار العالمي «كايسيد»، أن برامجهم تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم.

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
يوميات الشرق تقمص الشخصية واستدعاء ملامحها في أدوار مختلفة (صفحة الفنانة حنان مطاوع على فيسبوك)

حنان مطاوع: المنصات الرقمية خطفت الأضواء من السينما

أبدت الفنانة المصرية حنان مطاوع رغبتها في تجسيد شخصية فرعونية، وأكدت أنها لم تتوقع أن يكون مشهدها ضيفة شرف في مسلسل «رقم سري» سيثير ضجة كبيرة.

مصطفى ياسين (القاهرة )

​أسيل عمران: «لام شمسية» يطرح تساؤلات شائكة عن الأمومة

أسيل عمران في دور هبة أم بطل القصة الطفل يوسف (الشرق الأوسط)
أسيل عمران في دور هبة أم بطل القصة الطفل يوسف (الشرق الأوسط)
TT
20

​أسيل عمران: «لام شمسية» يطرح تساؤلات شائكة عن الأمومة

أسيل عمران في دور هبة أم بطل القصة الطفل يوسف (الشرق الأوسط)
أسيل عمران في دور هبة أم بطل القصة الطفل يوسف (الشرق الأوسط)

بعد غيابٍ دام نحو 3 سنوات عن الدراما التلفزيونية، تعود الممثلة السعودية أسيل عمران من خلال مسلسل (لام شمسية)، الذي يشكّل أولى تجاربها في الدراما المصرية، بعد الأصداء الإيجابية التي حققها فيلمها المصري «ضي»، وكلا العملين من إخراج كريم الشناوي، الذي فتح لها باب المشاركة في الأعمال المصرية.

عن هذه التجربة تقول أسيل لـ«الشرق الأوسط»: «بعد فيلم (ضي) نشأت بيني وبين المخرج كريم ثقة متبادلة. لقد عملت سابقاً مع مخرجين كبار، وأؤمن بأن الممثل بحاجة إلى مخرج يستخرج منه مناطق دفينة قد لا يدركها في نفسه. لذلك أحرص دائماً على العمل مع المخرج الجيد، قبل قراءة النص، فهو عيني خلف الكاميرا».

دراما الواقعية

أوضحت أسيل أنها أثناء تصوير «ضي» شعرت برغبة كبيرة في البدء بعمل آخر، ولم تكن تريد لتلك التجربة أن تنتهي. لذا، حين حدثها كريم الشناوي عن «لام شمسية»، وافقت فوراً حتى قبل أن تطّلع على النص، إيماناً منها بحسن اختياره. وترى أسيل أن المشاهد العربي اعتاد نمطاً معيناً من الأداء، يتضمن صراخاً وانفعالات مبالغاً فيها، مضيفة: «لا أستطيع القول إن ذلك صحيح أو خاطئ، لكن مدرسة كريم الشناوي مختلفة تماماً، وواقعية تشبهنا كثيراً».

أسيل عمران تميل للدراما الواقعية التي يقدمها المخرج كريم الشناوي في أعماله (إنستغرام)
أسيل عمران تميل للدراما الواقعية التي يقدمها المخرج كريم الشناوي في أعماله (إنستغرام)

«لام شمسية»

يتناول مسلسل «لام شمسية» واحدة من أكثر القضايا حساسية في المجتمع، وهي البيدوفيليا (التحرش بالأطفال)، التي تُطرح للمرة الأولى في الدراما العربية. عن ذلك تقول أسيل: «القضية ليست هي الأساس، بل طريقة طرحها ومعالجتها درامياً... قبل التصوير حذرني البعض من الهجوم المحتمل على العمل نظراً لحساسية موضوعه، لكنني كنت مؤمنة بأن طريقة الطرح هي الفيصل، فمن الممكن أن نعالج موضوعاً دقيقاً بطريقة راقية وهادئة، أو نطرحه بأسلوب مستفز... والجمهور أصبح واعياً لذلك».

وتقدم أسيل في العمل دور هبة، أم الطفل يوسف (علي البيلي) الذي هو محور القصة، حيث تنفجر حادثة تعرضه للتحرش في حفل ميلاده، لتخرج الأمور عن السيطرة، وتشير أسيل إلى أن الجمهور سيكتشف جوانب غامضة في شخصية هبة خلال الحلقات المقبلة، بما يطرح قضية مهمة حول الأم التي لم تختر الأمومة عن قناعة، بل وضعها المجتمع أمام الأمر الواقع، وتضيف: «نحن دائماً نقول إن داخل كل أنثى غريزة الأمومة، لكن السؤال: ماذا لو لم تشعر بذلك؟».

أسيل والطفل عمر البيلي حيث تطرح في شخصية هبة تساؤلات شائكة حول الأمومة (إنستغرام)
أسيل والطفل عمر البيلي حيث تطرح في شخصية هبة تساؤلات شائكة حول الأمومة (إنستغرام)

اللهجة المصرية

وحول تجربتها في التمثيل باللهجة المصرية، أوضحت أسيل أنها لا تشعر بالقلق حيال ذلك، مضيفة: «بطبعي أتحدث بلهجة من أتكلم معه، وهذا أمر أفعله بشكل لاإرادي... فاللهجة المصرية بدأت تخرج مني بسلاسة أثناء عملي بمسرحية في موسم الرياض، ثم ترسخت خلال تصوير (ضي) الذي كان باللهجة الصعيدية». وتتابع: «ما زالت هناك بعض الكلمات التي يتم تصحيحها لي، وفريق (لام شمسية) يدعمني في ذلك بشكل كبير».

ورغم شهرة أسيل عمران في السعودية والخليج، فإنها لا ترى نفسها معروفة بالقدر ذاته في مصر، وفي ذلك تقول: «لا يتابع الجميع الأعمال الخليجية هنا، ويرجع ذلك لاختلاف اللهجة، لذلك أعد نفسي ممثلة جديدة في مصر، وأستكشف مدرسة مختلفة في الأداء». وتعود في حديثها إلى المخرج كريم الشناوي الذي تؤكد أنه يختار الممثل بناءً على الأداء والسلوك المهني معاً، مشيرة إلى أن أجواء التصوير في أعماله تتسم بالانضباط والاحترافية، وتعكس رؤيته الفنية بوضوح.

وبسؤالها عن سر غيابها عن الدراما المحليّة، تجيب: «أفتقد الجمهور السعودي، وأتوق لتقديم عمل محلي قوي... فالدراما السعودية أثبتت مكانتها، خصوصاً في رمضان هذا العام، لكنني لم أجد الدور المناسب بعد، ولا أرغب في تكرار ما سبق أن قدمته». وتختتم حديثها بالإشارة إلى أنها منفتحة على التجارب الجيدة أياً كانت، قائلة: «لا أعتقد أن على الممثل حصر نفسه في إطار محدد أو بقعة جغرافية معينة... وأنا ممثلة سعودية في أي مكان أعمل فيه».