مصري يسحب قطاراً بأسنانه ويدخل موسوعة «غينيس»... (صور وفيديو)

أشرف محروس المعروف بـ«كابونجا» خلال سحب أثقل قاطرة في محطة رمسيس بالعاصمة المصرية القاهرة (أ.ب)
أشرف محروس المعروف بـ«كابونجا» خلال سحب أثقل قاطرة في محطة رمسيس بالعاصمة المصرية القاهرة (أ.ب)
TT

مصري يسحب قطاراً بأسنانه ويدخل موسوعة «غينيس»... (صور وفيديو)

أشرف محروس المعروف بـ«كابونجا» خلال سحب أثقل قاطرة في محطة رمسيس بالعاصمة المصرية القاهرة (أ.ب)
أشرف محروس المعروف بـ«كابونجا» خلال سحب أثقل قاطرة في محطة رمسيس بالعاصمة المصرية القاهرة (أ.ب)

دخل المصارع المصري أشرف محروس، المعروف بـ«كابونجا»، موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية بعد نجاحه في تحريك قطار تارةً بأسنانه وأخرى بحزام مثبت على كتفه.

وحصل كابونجا هذا الأسبوع على اعتراف رسمي من موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية في ثلاث فئات، بما في ذلك سحب أثقل قطار باستخدام أسنانه فقط، وعلى شهادتين أخريين عن سحب أثقل قاطرة وأسرع سحب مركبة طريق لمسافة 100 متر.

أشرف محروس المعروف بـ«كابونجا» خلال سحب أثقل قاطرة في محطة رمسيس بالقاهرة (أ.ب)

ويقول كابونجا إنه سحب قاطرة وزنها طنان في أقل من 40 ثانية، حسبما أوردت وكالة «أسوشييتد برس».

أشرف محروس المعروف بـ«كابونجا» يحيّي الحاضرين بعد سحب أثقل قاطرة في محطة رمسيس بالعاصمة المصرية القاهرة (أ.ب)

ويوم الخميس الماضي، تجمعت حشود في محطة قطار رمسيس بوسط القاهرة لمشاهدته وتشجيعه وهو يسحب قطاراً يزن 279 طناً، بحبل ممسوك بأسنانه لمسافة نحو 10 أمتار (33 قدماً).

أشرف محروس المعروف بـ«كابونجا» في محطة رمسيس بالعاصمة المصرية القاهرة (أ.ب)

وسبق لكابونجا، وهو في الأربعينات من عمره ورئيس الاتحاد المصري للمصارعين المحترفين، أن نال تكريماً من الاتحاد الدولي لكسره وأكله 11 بيضة نيئة في 30 ثانية في فبراير 2024 (شباط)، ولسحبه شاحنة وزنها 15.730 كيلوغرام بأسنانه في يونيو (حزيران) 2021.

أشرف محروس المعروف بـ«كابونجا» يرفع شهادة من موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية في محطة رمسيس بالعاصمة المصرية القاهرة

في سياق متصل، قالت دولت النقيب، إحدى منظمي الفعالية في العاصمة المصرية، والتي تدير شركة رياضية، إن كابونجا تدرب -ولكن ليس بانتظام- لمدة 20 يوماً فقط قبل الحدث. وأضافت النقيب أن محروس ببساطة «يتمتع بقوة بدنية غير طبيعية».

ونقلت وسائل إعلام عالمية لقطات فيديو من حدث سحب كابونجا أثقل قطار باستخدام أسنانه فقط.

وفي سياق متصل، أشاد وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي بإنجاز كابونجا، مؤكداً أن الوزارة مستمرة في تقديم الدعم والمساندة لكل الرياضيين المتميزين الذين يسعون إلى تحقيق أرقام قياسية عالمية.

وعبَّر كابونجا في تصريحات لوسائل إعلام مصرية عن سعادته الكبيرة بهذا الإنجاز، مؤكداً أنه يُهديه إلى مصر وشعبها، وأنه يسعى لتحقيق مزيد من الأرقام القياسية العالمية لرفع علم مصر عالياً في المحافل الدولية.


مقالات ذات صلة

المدرب السعودي... هل آن أوان التمكين بعد عقود من الغياب؟

رياضة سعودية غالبية الأندية السعودية في الدوريات الاولى والثانية والثالثة والرابعة يقودها اجانب (نادي القلعة)

المدرب السعودي... هل آن أوان التمكين بعد عقود من الغياب؟

لم يكن طرح الاتحاد السعودي لكرة القدم لفكرة إلزام الأندية الرياضية بتعيين مدرب سعودي ضمن الطواقم الفنية مجرّد اقتراح عابر أو إجراء عادي، بل يمثل خطوة مفصلية.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة عالمية سبورتنغ لشبونة كرر فوزه على ريو آفي وسيلعب نهائي كأس البرتغال (إ.ب.أ)

«كأس البرتغال»: سبورتنغ لشبونة يهزم ريو آفي ويبلغ النهائي

تأهل سبورتنغ لشبونة لنهائي كأس البرتغال لكرة القدم بعدما كرر فوزه على ريو آفي وتغلب عليه 2 /1 الثلاثاء في إياب المربع الذهبي.

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
رياضة عالمية لاعبو برشلونة يحتفلون بهدف أولمو في مرمى مايوركا (إ.ب.أ)

«لا ليغا»: برشلونة يبتعد بالصدارة بهدف أولمو

واصل فريق برشلونة مساعيه الجادة نحو التتويج بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم، بفوز ثمين على ضيفه ريال مايوركا بنتيجة 1 - صفر.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية فرحة لاعبي سيتي بالفوز القاتل على أستون فيلا (أ.ف.ب)

«البريمرليغ»: سيتي يقفز للمركز الثالث بهدف قاتل في أستون فيلا

قفز مانشستر سيتي إلى المركز الثالث بجدول ترتيب الدوري الإنجليزي بفضل فوزه القاتل على ضيفه أستون فيلا 2 - 1 الثلاثاء في الجولة الرابعة والثلاثين.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية سان جيرمان اكتفى بالتعادل مع نانت (أ.ف.ب)

«الدوري الفرنسي»: سان جيرمان يواصل «اللا هزيمة» ويتعادل مع نانت

اكتفى باريس سان جيرمان بالتعادل 1-1 أمام مضيفه نانت، الثلاثاء، ليظل على المسار بأن يصبح أول فريق يفوز بدوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم دون أي خسارة.

«الشرق الأوسط» (نانت)

«قطار الأطفال»... رحلة إنسانية إلى الزمن السينمائي الجميل

يتَّخذ الفيلم الإيطالي من الحرب العالمية الثانية خلفية تاريخية له (نتفليكس)
يتَّخذ الفيلم الإيطالي من الحرب العالمية الثانية خلفية تاريخية له (نتفليكس)
TT

«قطار الأطفال»... رحلة إنسانية إلى الزمن السينمائي الجميل

يتَّخذ الفيلم الإيطالي من الحرب العالمية الثانية خلفية تاريخية له (نتفليكس)
يتَّخذ الفيلم الإيطالي من الحرب العالمية الثانية خلفية تاريخية له (نتفليكس)

يحار المايسترو أي حذاءٍ ينتعل قبل الوقوف على الخشبة لقيادة الأوركسترا. ولكن قبل الحذاء، عليه أن يردّ على اتّصالٍ من والدته ينبئه بوفاة والدته! نعم، للمايسترو والدتان ستتّضح هويّتاهما وقصتاهما لاحقاً.

بهذا المشهد الذي يدور عام 1994، ينطلق فيلم «قطار الأطفال» (The Children’s Train) على «نتفليكس». وما إن يقف المايسترو على المسرح حاملاً كمانَه أمام الحضور والعازفين، حتى تبدأ رجعة زمنيّة طويلة تروي حكاية «أميريغو سبيرانزا» المستوحاة من أحداث حقيقية، والمقتبسة عن رواية صدرت عام 2019 للكاتبة فيولا أردوني.

وإذا كانت شخصية سبيرانزا متخيّلة، فإنّ القصة بتفاصيلها التاريخية والاجتماعية مستقاة من أرض الواقع.

الفيلم الإيطالي يأخذ مشاهديه إلى الفترة الممتدّة ما بين 1944 و1946، أي إلى نهايات الحرب العالمية الثانية. كان سبيرانزا في الثامنة من عمره، يتعلّم العمليات الحسابية من خلال عدّ أحذية المارّة، بينما قدماه حافيتان. عصفت الحرب بمجاعتها وظلمها ودمارها بالجنوب الإيطاليّ، فتحوّل أطفال نابولي إلى متسوّلين يأكلون القطط إن جاعوا، ويلعبون وسط الركام، ويجمعون الخرق البالية لمساعدة أهلهم في المصروف.

وسط هذه المأساة، تجد والدة أميريغو، «أنطونييتا»، نفسها عاجزة عن تأمين الطعام والرداء والتعليم لابنها الذي خسرت قبله ولداً. الأبُ سافر ولم يعد، فاضطرّت أنطونييتا للقيام بأي شيء من أجل سدّ جوع طفلها.

ملصق الفيلم الإيطالي «قطار الأطفال» (نتفليكس)

في تلك الأثناء، ينشط الحزب الشيوعي الإيطالي في مجال الاهتمام بضحايا الحرب. من بين مبادراته: «قطار السعادة» الذي يقلّ أطفالاً من الجنوب إلى الشمال، للمكوث لدى عائلاتٍ باستطاعتها أن تؤمّن لهم حياة لائقة، لبضعة أشهر على الأقلّ.

بين أقاويل الجيران الذين يصرّون على أنّ «القطار الشيوعيّ» يأخذ الأطفال إلى المحارق وقطع الرؤوس في سيبيريا، وبين نصائح مسؤولي الحزب بضَمّ أميريغو إلى الرحلة، تقع أنطونييتا في الحيرة. غير أنّ قسوة الفقر والجوع لا تترك أمامها خياراً سوى إرساله. مثله مثل 70 ألف طفل آخر، ينسلخ أميريغو عن والدته التي تتسلّح بالقسوة كي يسهل عليها التخلّي.

أرغمت الحرب العالمية الثانية عدداً من الإيطاليين على التخلِّي عن أطفالهم من أجل تجنيبهم الجوع (نتفليكس)

ثمّة سحرٌ ما في الأفلام الإيطالية؛ خصوصاً تلك التي تروي التاريخ. فكيف إذا كان أبطال الفيلم أطفالاً يركبون قطاراً يعبر الطبيعة الإيطالية الخلّابة، آخذاً إياهم إلى مصيرٍ مجهول؟

ليس «قطار الأطفال» من صنف الأفلام التي تضيّع وقت المُشاهد. فقد أتقنت المخرجة كريستينا كومنشيني مهمتها، ساردة حقبة لا يعرفها كثيرون عن تاريخ إيطاليا، من دون أن تغفل عن التفاصيل الإنسانية. وما يساعدها في إيصال الرسالة، السيناريو البسيط والسلس، إضافة إلى أداءٍ مميّز للممثّلين، ولا سيما الصغار منهم، وعلى رأسهم كريستيان تشيرفوني بشخصية أميريغو.

يقدِّم الطفل كريستيان تشيرفوني أداءً مميَّزاً بشخصية أميريغو سبيرانزا (نتفليكس)

على متن القطار، لا ثياب بالية على الأجساد الصغيرة الهزيلة؛ بل ملابس دافئة ومعاطف، ولا أقدام حافية هنا. يرفض أميريغو خلع حذائه الجديد، رغم مقاسه الضيّق، حتى خلال النوم. مع ذلك، فإنّ الأطفال قلقون ويعبّرون صراخاً وتمرّداً. ولكن في المحطة الشمالية؛ حيث يستقبلهم أهالي مودينا ومسؤولو الحزب بعطفٍ كبير، وبطعامٍ لم يتذوّقوا مثله من قبل، تبدأ النفوس في الهدوء، ويخفت الشكّ بأنّ المصير هو المحرقة.

يجد كل ولدٍ عائلة باستثناء أميريغو الذي عليه الاكتفاء بشابّة من أعضاء الحزب حاضنةً موقّتة. لا علاقة لها بالأمومة، وشخصيّتها القاسية لا توحي بأنها قادرة على الاعتناء بطفل. ولكن سرعان ما يذوب جليدها أمام طيبة أميريغو وعاطفته البريئة. يجد في «ديرنا» وعائلة شقيقها دفئاً حُرم منه. تكتمل طفولته وسطهم؛ حيث يأكل حتى الشبع، ويذهب إلى المدرسة، ويتلقّى دروس العزف على الكمان على يدَي شقيقها. لا يخلو الأمر من مواقف يواجه فيها التنمّر من أترابه، بينما الشوق إلى والدته لا يفارقه، وينتظر مرور أشهر الشتاء حتى يعود إلى نابولي.

ديرنا... الناشطة الحزبية التي اكتشفت أمومتها مع أميريغو (نتفليكس)

ينجح الفيلم في تقديم المشهد الاجتماعي الإيطالي في تلك الآونة بكل تفاصيله. التفاوت بين أهل الجنوب والشمال في إيطاليا لناحية انعكاسات الحرب على كلٍّ من المنطقتَين، والنظرة إلى الحركات السياسية التي نمَت على ضفاف الحرب كالفاشيّة والشيوعيّة، والتماسك الوطني الذي دفع الشماليين إلى احتضان الجنوبيين.

تتوطّد العلاقة بين ديرنا وأميريغو، وتشغّل المخرجة عدستها والحوار هنا من أجل إظهار وجهَين للأمومة سادا في إيطاليا آنذاك. مشاعر الطفل متأرجحة بين أمَّين: الأولى التي أنجبته ورعته قدر ما استطاعت ثم اضطرّت للتخلّي عنه كي لا يجوع ويتشرّد، والثانية التي اكتشفت أمومتها من خلاله فحضنته ومنحته العاطفة والأمان.

إلى أن تواجه ديرنا الامتحان ذاته الذي كان على أنطونييتا مواجهته. انتهى الشتاء وعلى أميريغو العودة إلى والدته. تودّعه بالدموع والطعام والكمان الذي صنعه له شقيقها في عيد ميلاده. ولكن في نابولي، يجد الطفل نفسه على موعدٍ مع القسوة والحرمان من جديد.

يتعامل الفيلم بسلاسة مع إشكاليَّة الأم البيولوجية والأم الحاضنة (نتفليكس)

ستعبر سنواتٌ خمسون قبل أن يستوعب أميريغو القرار الصعب الذي كان على والدته البيولوجيّة أن تتخذه. سنواتٌ لا يدخل الفيلم في تفاصيلها؛ بل يكتفي بالقليل عن أميريغو المايسترو الخمسينيّ، مركّزاً على السنتَين اللتَين أخذتاه من نابولي إلى مودينا في الثامنة من عمره.

قد يشعر المُشاهد بأنّ ثمة عناصر ناقصة في الحكاية، وبأنه يرغب في معرفة مزيد عن سيرة أميريغو الفنية، وكيف تطوّرت علاقته بوالدتَيه. ولكن تلك الثغرات لا تُفرغ «قطار الأطفال» من معانيه العميقة، بدليل أنّ الفيلم نال إجماعاً إيجابياً من النقّاد وتقييماتٍ جماهيرية عالية.