مبادرات شبابية للفوز بإفطار الصائمين على الطرقات في جدة

زوَّار المساء... مبللو العروق في اللحظات الأخيرة

عدد من الفتيات والشباب يقومون بتوزيع وجبات الإفطار على المارة في منطقة الكورنيش (تصوير: عدنان مهدلي)
عدد من الفتيات والشباب يقومون بتوزيع وجبات الإفطار على المارة في منطقة الكورنيش (تصوير: عدنان مهدلي)
TT
20

مبادرات شبابية للفوز بإفطار الصائمين على الطرقات في جدة

عدد من الفتيات والشباب يقومون بتوزيع وجبات الإفطار على المارة في منطقة الكورنيش (تصوير: عدنان مهدلي)
عدد من الفتيات والشباب يقومون بتوزيع وجبات الإفطار على المارة في منطقة الكورنيش (تصوير: عدنان مهدلي)

يردد الصائمون مع رفع أذان المغرب وقبل أن يتسلل الطعام إلى جوفهم قول الرسول الكريم «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله»، هذه هي الحالة التي يخرج بها الصائم من يوم طويل لينهي صيامه برشفة ماء وحبات من التمر.

جانب من توزيع الإفطار في المدينة التاريخية بجدة (تصوير: عدنان مهدلي)
جانب من توزيع الإفطار في المدينة التاريخية بجدة (تصوير: عدنان مهدلي)

غير أن كثيراً من الصائمين يُداهمهم وقت الإفطار وهم في مواقع مختلفة من مسارات الحياة في الأسواق أو في الطرقات العامة، فتجدهم يهرولون -كل حسب وجهته- للوصول إلى منازلهم قبل الأذان، ومنهم من يُسعفه الحظ في ذلك، وآخرون جُلّ أمانيهم أن يجدوا في طريقهم مَن يطلق عليهم تسمية «زوار المساء»، الذين ينتشرون قبل الأذان بساعة.

«زوّار المساء» هم مجموعات من الشباب من الجنسين، ينتشرون على كامل مِساحة محيطهم في مدينة جدة، حاملين معهم الماء والتمر ليقدموها للمارة والسائقين الذين داهمهم وقت الإفطار، قبل وصولهم إلى منازلهم. تجد هذه المجموعات عادة في مواقع جرى تحديدها بعناية، مثل عند إشارات المرور أو المراكز التجارية، وفي الشوارع الرئيسية، وغيرها من المواقع.

إحدى الفتيات تُقدم وجبة الإفطار للمارة قبل صلاة المغرب (تصوير: عدنان مهدلي)
إحدى الفتيات تُقدم وجبة الإفطار للمارة قبل صلاة المغرب (تصوير: عدنان مهدلي)

هذا المشهد ليس جديداً على المجتمع السعودي، فقد ألفه كثير على مدار الأعوام الماضية، وتغنَّى به كل من وفد للبلاد من معتمرين وزوّار، إلا أن هناك إضافات وتغييرات تتعلق بكيفية تقديم هذه الأطعمة على المارة، فقد خرجت هذه الأعمال الخيرية من نطاق الفردية للمشاركة الجماعية، وزاد على ذلك أن كثيراً من المؤسسات الأهلية دخلت هذا السباق بأفكار وطرق مستحدثة بدعم ومشاركة الشباب.

عدد من الفتيات والشباب يقومون بتوزيع وجبات الإفطار على المارة في منطقة الكورنيش (تصوير: عدنان مهدلي)
عدد من الفتيات والشباب يقومون بتوزيع وجبات الإفطار على المارة في منطقة الكورنيش (تصوير: عدنان مهدلي)

قبل أعوام كانت المجهودات فردية وبسيطة في شكلها، ولكنها تحمل معاني كبيرة، فتجد شاباً أو أكثر هنا وهناك يحملون عبوات المياه وحبات التمر المغلفة على نحو تقليدي، يهرولون من موقع إلى آخر، لعلهم يكونون سبباً في إفطار صائم.

وجبة الإفطار أيضاً تغيَّرت من الأساسيات، وهي الماء والتمر، لتضاف إليها عناصر أخرى، مثل اللبن الرائب أو العصير وعبوات للبسكويت.

تقول مريم أحمد، إحدى المشاركات في تقديم وجبات الإفطار، إن الفكرة تبلورت قبل شهر رمضان مع بعض صديقاتها، ومن ثم جرى الاتفاق مع شركة لإنتاج العبوات، وتضيف: «ومن ثم بدأنا بتحديد مكونات العبوة والعدد اليومي المراد توزيعه في مواقع مختلفة من مدينة جدة»، موضحة أنها تقوم مع صديقاتها بتوزيع وجبات الإفطار؛ بهدف المشاركة وكسب الأجر.


مقالات ذات صلة

دول الخليج تفرض رسوماً لمكافحة الإغراق على صفائح وأشرطة الألمنيوم من الصين

الاقتصاد يعمل الموظفون في خط إنتاج لفائف الألمنيوم في مصنع بزوبينغ لدى مقاطعة شاندونغ بالصين (رويترز)

دول الخليج تفرض رسوماً لمكافحة الإغراق على صفائح وأشرطة الألمنيوم من الصين

أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي، الأربعاء، فرض رسوم نهائية لمكافحة الإغراق على واردات صفائح وأشرطة الألمنيوم من الصين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي خلال لقائه رئيس الاتحاد الأوروبي في بروكسل (مجلس التعاون)

تأكيد خليجي – أوروبي على ضرورة إنهاء أزمة غزة

أكد الجانبان الخليجي والأوروبي على ضرورة إنهاء الأزمة في قطاع غزة وفقاً للقرارات الدولية والأممية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الخليج المشاركون في «مؤتمر بروكسل التاسع بشأن سوريا» بالعاصمة البلجيكية (مجلس التعاون)

«التعاون الخليجي»: استقرار سوريا ضرورة إنسانية وأمنية للمنطقة بأسرها

عدَّ مجلس التعاون الخليجي إعادة إعمار سوريا واستقرارها «ضرورة إنسانية وأمنية للمنطقة بأسرها»، مؤكداً استمرار دعم المبادرات التي تضعها على مسار التعافي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الخليج جانب من المحادثات الأميركية - الأوكرانية في جدة الثلاثاء (د.ب.أ)

تأكيد عربي على محورية السعودية في صناعة السلام

أكد مجلس التعاون الخليجي، أن استضافة السعودية للمحادثات الأميركية - الأوكرانية تعكس مكانتها المحورية كدولة رائدة في صناعة السلام وحل النزاعات عبر الحوار.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج دائرة القضاء في دبي (وام)

السجن والغرامة والإبعاد لسيدة خليجية في دبي بتهمة الشغب والاعتداء

حكمت محكمة الجنايات في دبي، على سيدة خليجية، بأحكام بالسجن والغرامة والإبعاد عن البلاد، وفقاً للمعلومات الصادرة الاثنين.

«الشرق الأوسط» (دبي)

فرقة موسيقية ألمانية أعضاؤها مصابون بأمراض الرئة

الغناء علاج (غيتي)
الغناء علاج (غيتي)
TT
20

فرقة موسيقية ألمانية أعضاؤها مصابون بأمراض الرئة

الغناء علاج (غيتي)
الغناء علاج (غيتي)

شكَّل طبيب ألماني فرقة موسيقية وغنائية خاصة، مؤلَّفة من أشخاص يعانون أمراض الرئة. ويتجمَّع أفراد الفرقة معاً للعمل على تحسين قدرات الرئة والتحكُّم في التنفس، ويعود الفضل في ذلك إلى التجمّعات التي نظّمها اختصاصي الرئة توماس دابر، وزوجته مارتينا.

وذكرت «وكالة الأنباء الألمانية» أنّ أعضاء الفرقة يعانون أمراضاً في الرئة مثل الربو، أو التليّف الرئوي، أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.

ويقول دابر إنّ المرضى غالباً يستخدمون أجهزة لتحسين قدرة الرئة، غير أنّ هذا ليس خياراً متاحاً للجميع، لأنّ قيوداً تصيب البعض بعد إجراء عمليات جراحية معيّنة، مؤكداً أنهم مع ذلك يمكنهم مساعدة الرئة عن طريق الغناء، لأنه يقوّي عضلات الجهاز التنفّسي المُساعِدة، خصوصاً الحجاب الحاجز.

ويضيف دابر، وهو نفسه موسيقي هاوٍ، أنّ الغناء «يساعد على تخفيف الأعراض مثل ضيق التنفُّس، وتعلُّم كيفية التحكُّم في النَّفَس».

ويوضح أنّ التنفُّس العميق يجلب الأكسجين أيضاً إلى أجزاء من الرئتين، التي قد تكون غير قادرة على الحصول عليه، وهذه الطريقة تحمي هذه الأجزاء من البكتيريا.

وهذه الفرقة الغنائية مثل أيّ فرقة أخرى، ولكنها تختلف لجهة أنها تضمّ 25 رجلاً وامرأة تزيد أعمارهم على الـ60 عاماً؛ يجتمعون أسبوعياً ويَشْدُون بالأغنيات الشعبية والترانيم الروحية، ويعزفون الموسيقى الأجنبية.

ولا توجد في الفرقة أصوات سوبرانو مميّزة، ويتوقّف بعض أفرادها للحظات لأخذ نَفَس عميق أو الحصول على رشفة من الماء، وبعضهم متّصل بأجهزة الأكسجين المحمولة.

وهناك اختلاف آخر عن الفرق الغنائية يتمثَّل في أنّ هناك مزيداً من التدريبات على التنفُّس والإحماء قبل بدء الغناء. وأحياناً تطلُب مديرة الفرقة، كلوديا كمرير، وهي مغنّية أوبرا وحفلات موسيقية، من الأعضاء أن يغنّوا بمزيد من الهدوء، بدلاً من الشدو بحماسة جماعية.

ويركز دابر، المتخصِّص في أمراض الرئة على حركة الجسم، ويقول دائماً لأعضاء الفرقة إنه ليس من المهم أن يغنّوا بصوت جميل، ولكن المطلوب الغناء بصوت عالٍ، والإمساك بالنغمة لفترة طويلة لتقوية التنفُّس.

وغنَّت الجوقة مؤخراً مع أوركسترا الآلات النحاسية، بقيادة طبيب الرئة بولاية راينلاند بالاتينيت، مايكل كروتر، الذي يرأس مركز الرئة بمدينة ماينتس. وهو اعتاد على مدى 15 عاماً تنظيم حفلات غنائية وموسيقية للأشخاص المصابين بأمراض الرئة المزمنة، لزيادة الوعي بهذا الأسلوب العلاجي.

ويقول إنّ الدراسات تشير إلى أنّ الأشخاص المصابين بهذه الأمراض يشعرون بتحسُّن ملحوظ وتقلّ مشكلاتهم إلى حد كبير، عندما يعزفون هذه النوعية من الموسيقى.

وصلت الفكرة إلى ألمانيا بفضل الرئيس الفخري لشبكة «المستشفيات المغنّية» المنتشرة في مختلف أنحاء البلاد، نوربرت هيرمانز. وكان قد توجَّه إلى مدينة كانتربري بإنجلترا عام 2011، لتعلُّم برنامج الغناء لعلاج مرض

الانسداد الرئوي المزمن.

ويدفع كل مغنٍّ في فرقته الغنائية رسوماً عضوية تبلغ نحو 10 دولارات شهرياً.