رمضان في «تاريخية جدة»... أجواءٌ تنبض بعبق التاريخ وروح الحداثة

«عام الحِرف اليدوية» يُوسِّع النشاط التجاري والمُشاركة في سوق العمل

تجمع المنطقة التاريخية في رمضان عبق الماضي بروح الحداثة (لشرق الأوسط)
تجمع المنطقة التاريخية في رمضان عبق الماضي بروح الحداثة (لشرق الأوسط)
TT

رمضان في «تاريخية جدة»... أجواءٌ تنبض بعبق التاريخ وروح الحداثة

تجمع المنطقة التاريخية في رمضان عبق الماضي بروح الحداثة (لشرق الأوسط)
تجمع المنطقة التاريخية في رمضان عبق الماضي بروح الحداثة (لشرق الأوسط)

جمعت منطقة جدة التاريخية (غرب السعودية) التراث الأصيل بحداثة المدينة العصرية، في ليالي رمضان، مُقدّمة لزوارها تجربة فريدة لاستكشاف الأجواء الرمضانية التقليدية حيث يلتقي عبق التاريخ مع نبض الحاضر في بيئة غنية بالتراث والثقافة المُتناغمة مع لمسات التطوُّر والتجدُّد.

ويُعايش الزائر لحظات لا تُنسى من السحر والإلهام في المنطقة التاريخية التي تحوَّلت لوحةً فنيةً حيّةً، ومزاراً سياحياً للأهالي والمقيمين والسياح من مختلف دول العالم، إذ تتجلّى خلال موسم رمضان الذي تُنظّمه وزارة الثقافة تحت شعار «عادت ليالينا»، العادات والتقاليد الأصيلة التي تبرز الهوية الثقافية المتجذّرة المتعايشة مع تطوّرات الزمن من دون أن تفقد أصالتها.

يدعم الموسم رواد الأعمال السعوديين ويتيح لهم فرصة عرض منتجاتهم (واس)

ويُقدّم الموسم فعاليات وأنشطة متنوّعة تمنح الزائر تجربةً غامرةً بالبهجة، وسط عدد من المقاهي بديكوراتها المستوحاة من تراث المنطقة، مما يتيح أجواء استثنائية بين الماضي العريق والحاضر المزدهر. وأيضاً، تحضُر الحِرف اليدوية بوصفها عنصراً بارزاً في الثقافة السعودية عبر إقامة ورشات عمل متخصِّصة لتعليم الحِرف التقليدية لتعزيز الوعي بها وإبراز قيمتها الثقافية.

يُعايش الزائر لحظات من السحر والإلهام في المنطقة التاريخية (الشرق الأوسط)

في هذا السياق، قال الحِرفي وصانع الصابون، هاشم الشاوي، لـ«الشرق الأوسط»: «كان لاعتماد 2025 ليكون عام الحِرف اليدوية أثره الإيجابي علينا لجهتَي الدعم والتمكين للوصول إلى عملاء أكثر، مما أسهم في توسُّع نشاطنا التجاري وزيادة مشاركتنا في سوق العمل».

وأضاف أنّ جميع أدوات تصنيع الصابون ومواده محلّية 100 في المائة، مشيراً إلى أنه يتكوّن من 7 زيوت طبيعة، ولافتاً إلى صناعته 21 رائحة منه بدافع شغفه الذي قاده منذ 9 سنوات لاحتراف صنعةٍ باتت لاحقاً مصدر دَخْل له.

عدد زوار المنطقة تخطّى المليون خلال الأسبوع الأول من انطلاقة الموسم (واس)

وأشار أيضاً إلى أنَّ مشاركته في تنظيم ورشات عمل بجانب دورات مهنية لصناعة الصابون، شأنٌ يثلج صدره في ظلّ رؤيته للاهتمام الكبير الذي باتت عليه الصناعة من الشباب والفتيات.

وفيما تُعدّ الدكاكين الشعبية بديكوراتها المستوحاة من عبق الماضي نقطة الجذب الرئيسية لفعاليات الموسم المتنوّعة، تتجسَّد روح التسوّق التقليدي وسط أجواء تراثية أصيلة، بمنتجاتها من الأعمال والأشغال اليدوية المُتقنة التي تحمل بصمات الحرفيين، والأزياء التقليدية المُطرَّزة بتصاميم مستوحاة من الهوية السعودية، إضافة إلى الإكسسوارات الفريدة التي تروي حكايات الأناقة القديمة، وأدوات الضيافة التي تعكس الكرم في أيام الشهر الكريم.

الحرفي وصانع الصابون هاشم الشاوي متحدّثاً عن محتويات المتجر (الشرق الأوسط)

من جهتها، تُشكّل الفوانيس المُضيئة عنصراً أساسياً في المقاهي التاريخية وديكورات الدكاكين القديمة، فتُضفي مزيداً من الجمال على المكان، وتعكس ارتباط المجتمع بتراثه العريق، خصوصاً في ليالي رمضان.

وتجذب فعاليات منطقة المأكولات الشعبية القديمة وعروض الطبخ الحيّ في المنطقة، الأهالي والزوار، للاستمتاع بمذاق الأصناف المتنوّعة التي تقدّمها البسطات والعربات المُنتشرة على جانبَي أزقة الحيّ القديم وشوارعه، خصوصاً الكبدة والبليلة وأطباق البطاطا التي تحظى باهتمام.

تُعدّ فعالية البسطات من الأبرز في المنطقة (الشرق الأوسط)

ويحرص البائعون في البسطات على ترداد الأهازيج لجذب انتباه المتسوّقين في سياق الطقوس المعتادة التي تزيد من جمالية الأجواء، فيما شدَّد عدد من الأهالي والزوار على اهتمامهم بزيارة المنطقة في رمضان سنوياً، مؤكدين أنَّ ما يجذبهم للمكان هي طبيعته الساحرة بالحركة النشطة وبساطة الأسواق، وما تحمله من تراث وذكريات رمضانية.

كذلك تشهد متاجر بيع المنتجات التراثية ومحال بيع البخور والعطور والخردوات، إقبالاً كبيراً لاقتناء الهدايا وأدوات الزينة، ويبرز من تلك المحلات متجر «تذكار جدة» الذي يُقدّم قطعاً تذكارية مستوحاة من معالم المدينة ومجسَّمات مُصغَّرة لأبرز المباني في المنطقة صُنعت من الحجر عينه المُستَخدم لبناء مباني جدة القديمة، يُسمى «الحجر المنقبي»، وفق محمد صالح البعداني الذي أكد حرص متجره على تقديم قطعة مميّزة من جدة للزوار.

محمد البعداني يشرح أبرز مقتنيات متجر «تذكار جدة» (الشرق الأوسط)

وأسهم الموسم في دعم رواد الأعمال المحلّيين من خلال إتاحة مشروعات صغيرة ومتوسّطة لعرض منتجاتهم في الأسواق التراثية، مما يعزّز الحراك الاقتصادي المحلّي ويمنح الحرفيين والفنانين فرصةً لإبراز أعمالهم.

وتسعى وزارة الثقافة، خلال موسم رمضان، إلى تقديم تجربة ثقافية غنية تجمع المتعة بالمعرفة، وتُضيء على العادات والتقاليد الرمضانية المتوارثة، تعزيزاً للوعي الثقافي وترسيخاً للقيم الاجتماعية التي تُميّز المجتمع السعودي في الشهر الفضيل.

بسطات البلد جسَّدت عبق رمضان وذكريات الماضي في جدة التاريخية (واس)

يُشار إلى أنّ عدد زوار المنطقة تخطّى المليون خلال الأسبوع الأول من انطلاقة الموسم؛ فاستمتع الحضور بتجربة تعكس الجهود النوعية لبرنامج جدة التاريخية في إحياء المكان وتعزيز مكانته بكونه وجهة ثقافية وسياحية رائدة.

وتُعد المنطقة التاريخية المُدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونيسكو»، إحدى أعرق المناطق التاريخية في السعودية، إذ يمتدّ تاريخها إلى أكثر من 500 عام، وتروي أزقّتها الضيقة ومبانيها المزيّنة بـ«الرواشين» الخشبية قصصاً عن ماضٍ مزدهر يُشكّل بوابة للبحر الأحمر ومركزاً تجارياً عالمياً، إضافة إلى كونها محطة رئيسية لاستقبال الحجاج والمعتمرين.


مقالات ذات صلة

​أسيل عمران: «لام شمسية» يطرح تساؤلات شائكة عن الأمومة

يوميات الشرق أسيل عمران في دور هبة أم بطل القصة الطفل يوسف (الشرق الأوسط)

​أسيل عمران: «لام شمسية» يطرح تساؤلات شائكة عن الأمومة

بعد غيابٍ دام نحو 3 سنوات عن الدراما التلفزيونية تعود الممثلة السعودية أسيل عمران من خلال مسلسل (لام شمسية) الذي يشكّل أولى تجاربها في الدراما المصرية

إيمان الخطاف (الدمام)
الخليج منتدى «مجتمع قيمة المياه» في إيطاليا أشاد بالتجربة السعودية في الإدارة المتكاملة للموارد المائية (واس)

السعودية تؤكّد أهمية التعاون الدولي لمواجهة تحديات المياه

شدّدت السعودية على أهمية تعزيز التعاون الدولي في مجال المياه، ومواجهة تحديات قطاع المياه حول العالم، مؤكدة ضرورة تطبيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية.

«الشرق الأوسط» (روما)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وعباس عراقجي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وإيران يبحثان تطورات المنطقة

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الإيراني عباس عراقجي، تطورات الأوضاع في المنطقة، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تاريخ من العراقة والحكايات (تصوير: غازي مهدي)

«المظلوم» في جدة... حارةٌ كثُرت حولها الأساطير والحكايات

في أيام رمضان، يُقبل الزوار على حارة «المظلوم» التي شهدت أسوةً بقرى في المدينة التاريخية فعاليات توزَّعت على جميع الأحياء، تشمل عروضاً ثقافيةً وتفاعليةً.

سعيد الأبيض (جدة)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مصافحاً نظيره الروسي سيرغي لافروف قبيل محادثات بين الجانبين في الدرعية قرب العاصمة السعودية الرياض (واس)

روسيا: نأمل حصول «بعض التقدم» في محادثات السعودية

تأمل موسكو تحقيق «بعض التقدم» في المحادثات التي ستُعقد في السعودية الاثنين، وفق ما أفاد المفاوض الروسي غريغوري كاراسين لتلفزيون رسمي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«قهوة المحطة»... دراما الجريمة والغموض تستلهم «تراجيديا شكسبير»

نقاد قالوا إنه تم تقديم المسلسل بذكاء ولغة درامية مختلفة (الشركة المنتجة)
نقاد قالوا إنه تم تقديم المسلسل بذكاء ولغة درامية مختلفة (الشركة المنتجة)
TT

«قهوة المحطة»... دراما الجريمة والغموض تستلهم «تراجيديا شكسبير»

نقاد قالوا إنه تم تقديم المسلسل بذكاء ولغة درامية مختلفة (الشركة المنتجة)
نقاد قالوا إنه تم تقديم المسلسل بذكاء ولغة درامية مختلفة (الشركة المنتجة)

يخوض المسلسل المصري «قهوة المحطة» تجربة جديدة في عالم الجريمة والغموض؛ إذ تنطلق أحداثه من خلال الشاب «مؤمن الصاوي» (يقدم شخصيته الفنان أحمد غزي) الذي نزح من الصعيد إلى القاهرة بحثاً عن حلم النجومية، لكنه يواجه سلسلة من الأزمات؛ إذ يتم سرقة حقيبته التي تحوي مصوغات والدته الذهبية فور وصوله إلى محطة القطار، لتتوالى بعدها الأحداث التي تبدأ بمقتله في ظروف غامضة داخل قهوة المحطة خلال لحظة انقطاع مفاجئ للكهرباء لا يتجاوز بضع ثوانٍ، وهو ما يضع الجميع أمام لغز معقد تحاول التحقيقات كشفه، لتتكشف خلاله شخصيات المسلسل تباعاً.

لا يصبح مقتل «مؤمن» مجرد حدث درامي، بل يتحول إلى انعكاس لفكرة أساسية يطرحها العمل، وهي كيف تصبح الحياة نفسها مأساة كبرى؛ إذ الأبطال محاصرون في دوائر مأساوية تلاحقهم دون رحمة.

بيومي فؤاد أثناء كواليس تصوير المسلسل (الشركة المنتجة)

المسلسل الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من رمضان ضمن المسلسلات القصيرة (15 حلقة) حظي باهتمام لافت، ولا سيما أن مؤلفه الكاتب عبد الرحيم كمال بات من أهم مؤلفي الدراما المصرية خلال الـ15 عاماً الأخيرة، ومن أعماله: «الرحايا»، و«ونوس»، و«جزيرة غمام»، و«الحشاشين». كما تولى مؤخراً مسؤولية الرقابة على المصنفات الفنية.

يعتمد عمل «قهوة المحطة» على البطولة الجماعية بامتياز من خلال أبطاله: أحمد غزي، وأحمد خالد صالح، وبيومي فؤاد، وهالة صدقي، ورياض الخولي، وانتصار، وحسن أبو الروس، وفاتن سعيد، وعلاء عوض، وعلاء مرسي، وضياء عبد الخالق. وهو من إخراج إسلام خيري، ومن إنتاج «سينرجي» التي أقامت مسابقة بين المشاهدين للبحث عن القاتل بجوائز مالية.

أحمد غزي وفاتن سعيد في كواليس تصوير أحد المشاهد (الشركة المنتجة)

وأشاد مغردون على منصة «إكس» (X) بالمسلسل، وقالوا إنه يغرد خارج السرب من خلال عمق الحوار والشخصيات، وإن به غموضاً وفلسفة وروحانيات، وتأخذنا المَشاهد لعمق الحياة عبر شخصية بسيطة عادية. ووصفوه بـ«الفن الراقي» و«الإحساس العالي».

ويحمل بطل المسلسل الباحث عن فرصة ليصبح ممثلاً، كتاب «المآسي الكبرى» للكاتب الإنجليزي وليام شكسبير الذي يحوي داخله مسرحياته المأساوية («هاملت»، و«ماكبث»، و«عطيل»، و«الملك لير»)، كما لو كانت إشارة رمزية إلى طبيعة القصة التي ترمز لمأساة الإنسان، في حين تأتي أغنية تتر المسلسل لتؤكد المعنى: «يا وعدي على الأيام... بتعدي بينا قوام»، والتي كتبها الشاعر عبد الرحيم منصور، وهي من ألحان وغناء أحمد منيب، وقد طُرحت قبل 40 عاماً.

بيومي فؤاد ابتعد عن الكوميديا في المسلسل (الشركة المنتجة)

المقهى في المسلسل ليس مجرد مكان لتناول المشروبات، بل هو عالم قائم بذاته، تملأه الحركة، والحكايات التي لا تنتهي، حيث يلتقي المسافرون القادمون من الجنوب والشمال في رحلتهم إلى قلب العاصمة القاهرة، بحثاً عن فرصة عمل، أو لتحقيق أحلام طال انتظارها، وسط زحام الحياة. ويسلط المسلسل الضوء على تفاصيل الحياة اليومية داخل المقهى المتواضع الذي يقع بجوار محطة سكك حديد الجيزة.

يقدم أبطال العمل أداء لافتاً بإتقان اللهجة الصعيدية والتوحد مع شخصياتهم، وكأن العمل يعيد اكتشافهم. وأشاد الناقد محمود عبد الشكور بأداء الفنان أحمد غزي، مؤكداً أنه مشروع ممثل مهم، وكتب عبر حسابه بـ«فيسبوك»: «لا تصدق أن هذا الشاب الصعيدي الجالس على (قهوة المحطة) قد درس إدارة الأعمال في إنجلترا، بل ملامحه مصرية وصعيدية جداً، وهو من أفضل اختيارات الممثلين في المسلسل».

ولا يكتفي عبد الرحيم كمال بصياغة حبكة بوليسية للعمل، بل يغوص في أعماق الشخصيات ليكشف عن جراحهم الداخلية؛ فنجد «المعلم رياض» (بيومي فؤاد)، صاحب المقهى، يخفي خلف قوته الظاهرية مرض السرطان الذي ينهش جسده، في حين يعاني خذلان ابنه المدمن؛ ما يجعله في مواجهة مزدوجة مع الموت وعقوق الأبناء. أما «المقدم عمر موافي» (أحمد خالد صالح) الذي يحقق في القضية، فهو نموذج آخر للمعاناة؛ إذ يحمل عبء فقدان زوجته، ويحاول التكيف مع مسؤولية تربية ابنه بمفرده، ليصبح جزءاً من شبكة الألم التي تربط شخصيات العمل ببعضها.

رياض الخولي في أحد مشاهد العمل (الشركة المنتجة)

وبحسب الناقد خالد محمود، فإن المسلسل يبدو كما لو كان «قهوة الحياة»؛ إذ يكشف في كل حلقة شخصية جديدة مرتبطة بالجريمة التي اتخذها المسلسل ذريعة يُدين بها المجتمع بأسره، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه من خلال التحقيقات تتكشف حقيقة هذه الشخصيات، ليكشف العمل عن عوالم جديدة وشخصيات مُدانة، محتفظاً بلغز الحادثة حتى النهاية.

ويلفت محمود إلى أن «المسلسل أتاح فرصة كاملة لمجموعة من الممثلين ليكشفوا عن لحظات إبداعهم الكبيرة؛ فقدم كل من بيومي فؤاد وعلاء مرسي أداء مدهشاً، كما راهن العمل على أحمد غزي في تقديم شخصية مثقفة ومركبة للشاب الباحث عن حلمه في القاهرة، والممثلة فاتن سعيد في شخصية (شروق)». وخلص إلى أن «المسلسل تم تقديمه بذكاء ولغة مختلفة عبر دراما بوليسية تعتمد على كشف وتشريح وإدانة شخصيات المجتمع خلال رحلة البحث عن المجرم».

ويشيد الناقد ببراعة الكتابة لعبد الرحيم كمال عبر سرد مغاير، والإخراج الذي استوعب الرسالة، وبرع في اختيارات الممثلين.