القمر الدموي يزين كوكبنا... من سيراه؟

يغرب القمر خلف طريق في ويرهايم بالقرب من فرانكفورت (أ.ب)
يغرب القمر خلف طريق في ويرهايم بالقرب من فرانكفورت (أ.ب)
TT

القمر الدموي يزين كوكبنا... من سيراه؟

يغرب القمر خلف طريق في ويرهايم بالقرب من فرانكفورت (أ.ب)
يغرب القمر خلف طريق في ويرهايم بالقرب من فرانكفورت (أ.ب)

يزين القمر الدموي سماء كوكب الأرض خلال الساعات المقبلة، يبدأ ليلة الخميس ويستمر حتى فجر الجمعة، في ظاهرة فلكية نادرة الحدوث تتزامن دائماً مع خسوف كلي للقمر.

وتزامن هذا الحدث الفلكي الاستثنائي مع توقيت بدر شهر رمضان لعام 2025 ليُشكل بذلك حدثاً فريداً في سماء هذا الشهر الكريم.

ما هو خسوف القمر؟

الخسوف الكلي عندما يكون القمر في حالة اقتران كامل مع الشمس والأرض؛ حيث يدخل القمر بالكامل في ظل الأرض، ما يتسبب في تحول لونه إلى الأحمر الداكن.

في حال الخسوف الجزئي، يدخل القمر في ظل الأرض بشكل جزئي، مما يؤدي إلى تغييرات أقل وضوحاً في لونه.

وبحسب وكالة «ناسا»، تحدث الخسوفات القمرية والشمسية من 4 إلى 7 مرات سنوياً.

وشهدت الأميركتان وأجزاء من أفريقيا وأوروبا خسوفاً جزئياً، في سبتمبر (أيلول) الماضي، بينما كان آخر خسوف كلي للقمر في عام 2022.

خسوف القمر هو ظاهرة فلكية تحدث عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس عن القمر

أماكن رؤية الخسوف

سيكون بإمكان عشاق الفلك مشاهدة «قمر الدم» لمدة ساعة.

ووفقاً لموقع «سبايس»، يصل خسوف القمر إلى مرحلته القصوى، عندما يحجب القمر بالكامل ظل الأرض الأعمق والأغمق، في الساعة 2:59 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (6:59 بتوقيت غرينتش) يوم 14 مارس (آذار).

وتستمر فترة الخسوف الكلي، أي الفترة التي يغمر فيها ظل الأرض القمر بالكامل، لمدة 65 دقيقة تقريباً، مع العلم أن ذروة الخسوف الكلي تبدأ الساعة 2:26 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (06:26 بالتوقيت العالمي).

ومع ذلك، فإن عملية تحوُّل القمر إلى اللون الأحمر تستمر لساعات؛ إذ يبدأ الخسوف شبه الظلي الساعة 11:57 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (03:57 بتوقيت غرينتش)، وينتهي الخسوف الكلي في الساعة 6:00 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (10:00 بالتوقيت).

من سيرى الخسوف؟

يعيش ما يقرب من 40 في المائة من سكان العالم في مناطق ستشهد الحدث، إذ سيكون جزء على الأقل من مرحلة شبه الظل من الخسوف مرئياً فيها، وفقاً لموقع «تايم أند دايت».

ويمكن رؤية الخسوف الكلي للقمر في العديد من مناطق العالم، بما في ذلك أجزاء من أوروبا، وآسيا، وأستراليا، وأفريقيا، وأميركا الشمالية والجنوبية، وكذلك في المحيطين الهادئ والأطلسي. كما سيكون الخسوف مرئياً من القطب الشمالي والقارة القطبية الجنوبية.

ظاهرة فلكية نادرة في رمضان

يُعد الخسوف الكلي للقمر في 2025 حدثاً فلكياً نادراً، خصوصاً لأنه يتزامن مع بدر رمضان.

لمحة تاريخية عن الخسوفات

وراقبت شعوب الحضارات القديمة الخسوفات القمرية وفسرتها على مدى آلاف السنين. وتقول المؤرخة زوي أورتيز من جامعة شمال تكساس: «الشعوب القديمة كانت على دراية واسعة بالأجرام السماوية أكثر مما نعتقد».

وأضافت أورتيز أن الفيلسوف أرسطو لاحظ أن ظل الأرض على القمر خلال الخسوف كان دائماً دائرياً، وهو ما أثبت أن الأرض كروية.

وفي الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين، كان يُنظر إلى القمر الأحمر كإشارة سيئة للملك، وكان يتم تعيين ملك بديل لحماية الملك الحقيقي من أي نيات شريرة، كما تقول أورتيز.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق كواكب نظام (HR 8799) العملاقة تشكّلت بطريقة مماثلة للمشتري وزحل (ناسا)

صور غير مسبوقة لكواكب عملاقة خارج المجموعة الشمسية

التقط تلسكوب جيمس ويب الفضائي، التابع لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، أول صور مباشرة لثاني أكسيد الكربون في كواكب خارج المجموعة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ لحظة انطلاق الصاروخ «فالكون 9» من مركز كينيدي الفضائي في كيب كانافيرال في فلوريدا (أ.ف.ب)

انطلاق مهمة «ناسا» لإعادة رائدين عالقين منذ أشهر في المحطة الدولية

انطلقت مهمة مأهولة تابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الجمعة إلى محطة الفضاء الدولية لإعادة رائدي فضاء أميركيين عالقين في المحطة المدارية منذ تسعة أشهر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم يظهر المريخ باللون الأزرق الفاتح في الصورة ويظهر ديموس كنقطة داكنة أسفل الصورة (أ.ف.ب)

مسبار عابر يلتقط صوراً لقمر المريخ الغامض

التقطت مركبة «هيرا» الفضائية صوراً للقمر الثاني لكوكب المريخ، «ديموس»، أثناء توجهها إلى كُويكبين يبعدان عنه 110 ملايين ميل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم كوكب زحل كما يظهر من مركبة فضاء تابعة لـ«ناسا» (أ.ب)

اكتشاف 128 قمراً جديداً حول زحل

اكتشف علماء فلك 128 قمراً جديداً حول كوكب زحل، ليصبح عدد الأقمار التي تدور حوله 274 قمراً، أي ما يقرب من ضعف عدد الأقمار التي حول الكواكب الأخرى.

«الشرق الأوسط» (لندن)

اكتشاف يعزز فرضية الحياة قديماً على المريخ

المسبار كيريوسيتي التابع لـ«ناسا» يستكشف المريخ منذ عام 2012 (ناسا)
المسبار كيريوسيتي التابع لـ«ناسا» يستكشف المريخ منذ عام 2012 (ناسا)
TT

اكتشاف يعزز فرضية الحياة قديماً على المريخ

المسبار كيريوسيتي التابع لـ«ناسا» يستكشف المريخ منذ عام 2012 (ناسا)
المسبار كيريوسيتي التابع لـ«ناسا» يستكشف المريخ منذ عام 2012 (ناسا)

اكتشف فريق دولي من العلماء أطول جزيئات عضوية جرى تحديدها حتى الآن على سطح المريخ، مما يعزز فرضية وجود شكل من أشكال الحياة القديمة على الكوكب الأحمر.

وأوضح الباحثون، بقيادة المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، وبالتعاون مع باحثين من الولايات المتحدة والمكسيك وإسبانيا، أن هذا الاكتشاف يضيف دليلاً جديداً على أن المريخ كان يتمتع في الماضي ببيئة صالحة للحياة؛ مما يزيد احتمالات وجود كائنات مجهرية قديمة، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، بدورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.

وتستند فرضية وجود شكل من أشكال الحياة القديمة على المريخ إلى أدلة متراكمة من دراسات جيولوجية وكيميائية تشير إلى أن الكوكب كان، في الماضي، بيئة أكثر رطوبة ودفئاً، وربما احتوى على محيطات وبحيرات صالحة للحياة. كما يدعم اكتشافُ المركبات العضوية والمعادن المرتبطة بالمياه، ووجود الميثان في الغلاف الجوي، احتمالَ أن المريخ قد استضاف ميكروبات قديمة، خصوصاً خلال الفترات التي كان فيها مناخه أكثر استقراراً.

وفي دراستهم الجديدة، توصّل العلماء إلى اكتشاف جزيئات عضوية طويلة غير مسبوقة على سطح المريخ، حيث تحتوي هذه السلاسل الكربونية على ما يصل إلى 12 ذرة كربون متتالية؛ مما يجعلها مُشابهة للأحماض الدهنية التي تنتجها الكائنات الحية على الأرض. ويُعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه، إذ لم تُرصد سابقاً مثل هذه الجزيئات العضوية المعقدة على المريخ، وفق الباحثين.

وجرى العثور على هذه المركبات داخل عينات غنية بالطين يعود تاريخها إلى 3.7 مليار سنة، وهي الفترة التي تزامنت مع ظهور الحياة على كوكب الأرض. وقد ساعد المناخ البارد والجاف للمريخ، إلى جانب غياب النشاط الجيولوجي، في الحفاظ على هذه الجزيئات العضوية لمليارات السنين.

وأُنجز هذا الاكتشاف بواسطة أداة (SAM) المُثبّتة على متن المسبار كيريوسيتي، التابع لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، والذي يستكشف، منذ عام 2012، «فوهة غيل»، وهي قاع بحيرة قديمة شاسعة وجافة تتضمن جبلاً في المنتصف. وتعمل هذه الأداة على تحليل الغازات والعناصر الكيميائية الموجودة في تربة وصخور المريخ؛ لمساعدة العلماء على دراسة البيئة الكيميائية للكوكب الأحمر، والبحث عن آثار الحياة المحتملة.

وأضاف الباحثون أن هذا الاكتشاف يعزز الآمال في فهم أعمق لأصول المواد العضوية في الفضاء، ويفتح آفاقاً جديدة للبحث عن دلائل محتملة على الحياة خارج كوكب الأرض.

ووفقاً للباحثين، تُمثل هذه النتائج خطوة كبيرة نحو تعزيز البحث عن أدلة على وجود كيمياء معقدة شبيهة بالحياة في الفضاء. ومن المتوقع أن تكون هذه المهمة إحدى الأهداف الرئيسية لبعثة إكسومارس، التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، والمقرر إطلاقها عام 2028، وكذلك لمهمة إعادة عينات المريخ المشتركة بين «ناسا» ووكالة الفضاء الأوروبية، خلال ثلاثينات القرن الحالي.