باريس تشتبه في تجسس موظف بوزارة المالية الفرنسية لحساب الجزائر

بعد يوم واحد من إعلان الجزائر مقاضاة نجل رئيس فرنسا الأسبق

تصريحات مكتب المدعي العام في باريس قد تفاقم الأزمة بين الجزائر وفرنسا (أ.ف.ب)
تصريحات مكتب المدعي العام في باريس قد تفاقم الأزمة بين الجزائر وفرنسا (أ.ف.ب)
TT

باريس تشتبه في تجسس موظف بوزارة المالية الفرنسية لحساب الجزائر

تصريحات مكتب المدعي العام في باريس قد تفاقم الأزمة بين الجزائر وفرنسا (أ.ف.ب)
تصريحات مكتب المدعي العام في باريس قد تفاقم الأزمة بين الجزائر وفرنسا (أ.ف.ب)

في تطور جديد للأزمة المتفاقمة بين الجزائر وفرنسا، قال مكتب المدعي العام في باريس، الخميس، إن ممثلي ادعاء فرنسيين وضعوا موظفاً في وزارة المالية قيد تحقيق رسمي؛ وذلك للاشتباه في تجسسه لحساب الجزائر، في وقت يتصاعد فيه التوتر السياسي بين البلدين.

والموظف متهم بتسليم تفاصيل عن طالبي اللجوء الجزائريين، بمن فيهم معارضون معروفون للإدارة الجزائرية الحالية، إلى مسؤول اتصال جزائري يعمل في القنصلية الجزائرية بضاحية كريتي في باريس.

وبحسب تقرير لوكالة «رويترز»، الخميس، فقد تم وضع الموظف قيد التحقيق الرسمي في ديسمبر (كانون الأول)؛ وهو ما يعني أن هناك أدلة قوية أو ثابتة، تشير إلى احتمال تورط المشتبه به في جريمة، ولا يعني إدانته أو إحالته بالضرورة إلى المحاكمة.

ولم ترد القنصلية الجزائرية في كريتي أو السفارة الجزائرية في باريس على طلبين للتعليق. كما أحجمت وزارة المالية الفرنسية عن التعقيب.

وكان التحقيق نفسه قد أحال موظفة في الخدمات الاجتماعية بالمكتب الفرنسي للهجرة والاندماج للتحقيق الرسمي، وقد تم اتهام المرأة بكشف معلومات سرية عن طالبي اللجوء، وانتهاك قواعد السرية المهنية.

وقال مكتب الهجرة إنه لا تستطيع التعليق على تحقيق جار.

اعتقال الكاتب الفرنسي - الجزائري بوعلام صنصال زاد من توتر العلاقات بين باريس والجزائر (أ.ف.ب)

وجاءت تصريحات مكتب المدعي العام في باريس، بعد يوم واحد من إعلان السلطات الجزائرية رفع دعوى قضائية ضد لويس ساركوزي، نجل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، على خلفية تصريحاته الخطيرة التي هدد فيها بـ«حرق سفارة الجزائر في باريس».

ونقل الموقع الإخباري «كل شيء عن الجزائر»، عن مصدر جزائري رسمي قوله، الأربعاء، إن «الدولة الجزائرية، رفعت عبر سفارتها بفرنسا دعوى أمام الهيئات القضائية الفرنسية المختصة ضد لويس ساركوزي، إثر تصريحاته الخطيرة وتهديداته بإحراق هذه البعثة الدبلوماسية (السفارة الجزائرية بباريس)».

كان لويس ساركوزي، صرح في منتصف فبراير (شباط) الماضي ليومية «لوموند» بلهجة غاضبة: «لو كنت في الحكم، وتم توقيف بوعلام صنصال لقمت بحرق السفارة الجزائرية وأوقفت منح التأشيرات، ولرفعت التعريفات الجمركية بـ150 في المائة».

وتدهورت العلاقات بين باريس والجزائر في الأشهر القليلة الماضية، بعد اعتراف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بسيادة المغرب على الصحراء الغربية المتنازع عليها، وقد أثار هذا الاعتراف غضب الجزائر. ومع تصاعد الخلاف الدبلوماسي، هددت فرنسا الشهر الماضي بإعادة النظر في اتفاقية يمتد عمرها لعقود، تسهل على المواطنين الجزائريين الانتقال إلى فرنسا، وذلك إذا لم توافق الجزائر على استقبال من ترغب السلطات الفرنسية في ترحيلهم.

كما شهدت العلاقات الجزائرية - الفرنسية تصعيداً غير مسبوق منذ إقدام السلطات الجزائرية على اعتقال وسجن الكاتب الجزائري - الفرنسي بوعلام صنصال، منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بتهمة «التشكيك في الوحدة الترابية للجزائر»، و«إنكار وجود أمة جزائرية».


مقالات ذات صلة

الجزائر تتهم فرنسا بـ«المماطلة والتعطيل» في تسليمها متهمين بالفساد

شمال افريقيا وزير الصناعة السابق عبد السلام بوشوارب (الشرق الأوسط)

الجزائر تتهم فرنسا بـ«المماطلة والتعطيل» في تسليمها متهمين بالفساد

احتجت الجزائر بشدة على «مماطلات وتسويفات غير مبررة وغير مفهومة من الجانب الفرنسي»، تخص طلبات تسليم وجهاء في النظام خلال فترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا صورة لحطام طائرة عسكرية جزائرية سقطت قرب مطار خارج العاصمة 11 أبريل 2018 (رويترز)

تحطم طائرة عسكرية في منطقة أدرار بالجزائر ومقتل قائدها

ذكرت قناة «النهار» التلفزيونية أن طائرة عسكرية جزائرية تحطمت، الأربعاء، في منطقة أدرار، ما أدَّى إلى مقتل قائدها.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيسان الجزائري والفرنسي في أغسطس 2022 (الرئاسة الجزائرية)

العلاقات الفرنسية - الجزائرية إلى مزيد من التأزم وملف «المرحَّلين» يتفجر

العلاقات الفرنسية - الجزائرية إلى مزيد من التأزم وملف «المرحَّلين» يتفجر. الجزائر ترفض التعاون وباريس تلجأ إلى سياسة «الرد المتدرج» من خلال إجراءات تعدها مزعجة.

ميشال أبونجم (باريس)
شمال افريقيا وزير خارجية تونس خالد النوري مستقبلاً نظيره الجزائري إبراهيم مراد (الداخلية الجزائرية)

الجزائر وتونس لحماية الحدود المشتركة ومواجهة التهريب

بحث وزير خارجية تونس خالد النوري في الجزائر الثلاثاء مع نظيره الجزائري إبراهيم مراد الأوضاع الأمنية على الحدود بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا الرئيسان الجزائري والفرنسي قبل تدهور العلاقات بين البلدين (الرئاسة الجزائرية)

الجزائر تعلن رفضها «قائمة الترحيل» الفرنسية

بيان جزائري أكد «رفض الجزائر القاطع للغة التهديد والوعيد والمُهل ولكل أشكال الابتزاز».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

الجيش السوداني يؤكد استعادة القصر الرئاسي بالخرطوم

جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يؤكد استعادة القصر الرئاسي بالخرطوم

جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)
جندي من الجيش السوداني في مصفاة الجيلي للنفط المتضررة بشدة جراء المعارك في شمال العاصمة الخرطوم بالسودان - 18 مارس 2025 (أ.ف.ب)

قال الجيش السوداني، اليوم (الجمعة)، إنه سيطر على الوزارات والقصر الرئاسي في الخرطوم، في تقدم عسكري مهم في الحرب المستمرة منذ عامين بين الجيش و«قوات الدعم السريع» شبه العسكرية. وذكرت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيان: «توجت قواتنا اليوم نجاحاتها بمحاور الخرطوم؛ حيث تمكنت من سحق شراذم ميليشيا آل دقلو الإرهابية بمناطق وسط الخرطوم والسوق العربي ومباني القصر الجمهوري... والوزارات». وأضافت: «دمرت قواتنا بفضل الله وتوفيقه أفراد ومعدات العدو تدميراً كاملاً واستولت على كميات كبيرة من معداته وأسلحته بالمناطق المذكورة».

وكان مصدر عسكري قال لوكالة «رويترز» للأنباء: «قواتنا اقتحمت وسيطرت على القصر الجمهوري، بعد أن سحقت فلول الميليشيا»، في إشارة إلى «قوات الدعم السريع» التي تحتله منذ أبريل (نيسان) 2023.

وأكد وزير الإعلام السوداني أن الجيش استعاد السيطرة على القصر من «قوات الدعم السريع»، قائلاً: «اليوم ارتفع العلم على القصر الرئاسي، والرحلة ماضية حتى يكتمل النصر».

وشهد محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة السودانية، الخرطوم، معارك ضارية بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، منذ ليل الأربعاء، حقّق خلالها الجيش تقدماً لافتاً، وألحق خسائر فادحة بـ«قوات الدعم»، المتحصنة بالقصر والمؤسسات الحكومية والبنايات المحيطة.

ومنذ الشهر الماضي، استعاد الجيش العديد من المناطق في العاصمة الخرطوم، ولم تبق سوى مناطق محدودة تحت سيطرة «قوات الدعم السريع»، بينها القصر الرئاسي، وكل الوزارات وبنك السودان المركزي والمؤسسات الحكومية المهمة. وتحاول قوات الجيش، المدعومة بالمستنفرين وكتائب الإسلاميين، استرداد القصر باعتباره رمزاً للسيادة والسيطرة.

وكان قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد قال، يوم السبت الماضي، إن الحرب ضد الجيش السوداني باتت الآن داخل الخرطوم، مشدداً على أن قواته لن تخرج منها أو من القصر الجمهوري. وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة، بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب، لكنها تتكبد خسائر في وسط البلاد أمام الجيش.