ما نسبة الكافيين في مشروبك المفضل؟ إليك أفضل وأسوأ الخيارات

جرعة الكافيين اليومية مهمة للعديد من الناس
جرعة الكافيين اليومية مهمة للعديد من الناس
TT

ما نسبة الكافيين في مشروبك المفضل؟ إليك أفضل وأسوأ الخيارات

جرعة الكافيين اليومية مهمة للعديد من الناس
جرعة الكافيين اليومية مهمة للعديد من الناس

لا يستطيع الكثيرون منا أن يمر يومهم من دون تناول جرعة الكافيين اليومية، سواء كان قهوة أو مشروب الطاقة أو شاياً، ولكننا غالباً لا ندرك كمية الكافيين الموجودة في أي من المشروبات التي نتناولها، وتأثيرها على أجسامنا.

وأشارت نيكولا لودلام راين، اختصاصية التغذية ومؤلفة كتاب How Not To Eat Ultra - Processed، في تقرير لصحيفة «تلغراف»، إلى أن استهلاك ما يصل إلى 400ملغم من الكافيين يومياً يعتبر آمناً بالنسبة لمعظم البالغين الأصحاء.

وتحذر قائلة: «تقريباً، يعادل هذا أربعة أكواب من القهوة المخمرة، أو ثمانية أكواب من الشاي، أو خمس علب من مشروبات الطاقة، رغم أن الكميات تختلف على نطاق واسع بين المشروبات المختلفة».

ولكن مع الارتفاعات، تأتي الانخفاضات حيث لا يدرك الكثيرون منا مدى اعتمادنا على الكافيين حتى نحاول تقليله.

وقال البروفسور تيم سبيكتور، المؤسس المشارك لشركة التغذية «زوي» إن «الكافيين منبه نفسي يسبب الإدمان، وأي شخص حاول الإقلاع عنه سيكون على دراية بآثار الانسحاب، بما في ذلك التعب والصداع وسوء المزاج».

وأضاف: «نستجيب جميعاً للكافيين بشكل مختلف؛ يمكن لبعض الأشخاص تناول قهوة ضعيفة والشعور بالقلق الشديد لمدة ثماني ساعات قادمة. بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، من الأفضل تجنب الكافيين لأن الفوائد الصحية لن تفوق السلبيات».

إذا كنت تريد التأكد من أنك تشرب الكافيين بأمان، فإليك مقدار الكافيين الموجود في مجموعة متنوعة من المشروبات الأكثر شعبية من القهوة إلى المشروبات الغازية وبعض الأطعمة المدهشة التي يمكن أن تمنحك أيضاً دفعة من الكافيين.

دبل إسبريسو

160ملغم من الكافيين لكل كوب سعة 120ملل

الخبر السار، كما تقول لودلام راين، هو أن بضع جرعات من القهوة القوية (عادةً ما تكون أعلى نسبة من الكافيين في معظم المشروبات عند 1.3ملغم لكل 100ملل)، غنية بالبوليفينول، وهي مجموعة من المركبات الموجودة في النباتات التي لها خصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة. كما يمكنها تعزيز الوظائف الإدراكية وزيادة اليقظة وقد تقلل من خطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية ومرض السكري من النوع 2.

لكنها تحذر من أن تناول مثل هذا القدر العالي من الكافيين «يمكن أن يؤدي إلى العصبية والقلق وعدم الراحة الهضمية وقلة النوم». كما أن القهوة السوداء حمضية وقد تهيج المعدة الحساسة.

قهوة الفلتر

80-120ملغم من الكافيين لكل كوب سعة 200ملل

من حيث الإيجابيات والسلبيات، فإن الفوائد الصحية لقهوة الفلتر على قدم المساواة مع الإسبريسو، ولكن تركيز الكافيين الأقل قليلاً لكل وجبة يعني أنها أقل كثافة. مثل الإسبريسو، يحتوي على مضادات الأكسدة مثل أحماض الكلوروجينيك، والتي لها خصائص مضادة للالتهابات، كما أظهرت الدراسات أنه قد يساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم.

ولأنك أكثر عرضة لصب كوب أكبر مما تشرب فيه الإسبريسو، «فإنه قد يسبب الجفاف إذا تم تناوله بشكل مفرط، وقد يرفع ضغط الدم مؤقتاً، وقد يؤثر على جودة النوم إذا تم تناوله في وقت متأخر جداً من اليوم»، وفقاً للودلام راين.

قهوة منزوعة الكافيين

كمية ضئيلة من الكافيين لكل كوب

حتى القهوة التي يتم الترويج لها على أنها منزوعة الكافيين تحتوي على كميات ضئيلة من الكافيين، بحسب ما أوضح البروفيسور سبيكتور، «ولكن ليس بما يكفي لإنتاج دفعة من الطاقة».

بالنسبة لأولئك الذين لا يتحملون الكافيين جيداً، أو نُصحوا بتقليل تناوله لأسباب صحية، فإن صنع (واستنشاق) كوب من القهوة منزوعة الكافيين قد يمنحك دفعة نفسية إذا كان جزءاً من روتينك الصباحي.

ووجدت دراسة نُشرت مؤخراً أن شرب القهوة (المحملة بالكافيين أو الخالية من الكافيين) مرتبط بتغييرات إيجابية محددة في ميكروبيوم الأمعاء.

الشاي الأسود

نحو 47ملغم من الكافيين لكل كوب 200ملل

يحتوي كوب الشاي الأسود العادي مع الحليب على نحو 47ملغم من الكافيين (0.24ملغم من الكافيين لكل ملل).

وأوضح سبيكتور أن «الشاي الأسود يميل إلى احتواء الكافيين لكل كوب من القهوة، ولكن يمكن أن يختلف بشكل كبير اعتماداً على المدة التي تتسرب فيها من الكيس».

العوامل الأخرى التي يجب وضعها في الاعتبار هي أن الشاي السائب يحتوي على تركيز أعلى من الكافيين مما قد تجده في كيس، كما أن درجة حرارة الماء تحدث فرقاً (كلما كان أكثر سخونة، زاد إطلاق الكافيين).

وقال سبيكتور: «شرب الشاي الأسود قد يحمي من أمراض القلب والسكتة الدماغية. من المحتمل أن تكون الفوائد الصحية للشاي نتيجة للمواد الكيميائية النباتية التي تسمى البوليفينول في أوراق الشاي».

الشاي الأخضر

30-50ملغم من الكافيين لكل كوب سعة 200ملل

وأشار سبيكتور إلى أنه «مقارنة بالقهوة والشاي الأسود، يحتوي الشاي الأخضر على كمية أقل من الكافيين». لكن الأمر يستحق استبدال الشاي الأخضر بكوب غريب من الشاي العادي أو القهوة بسبب الفوائد الصحية الأخرى التي يجلبها.

وتشير الأبحاث إلى أن شربه بانتظام قد يكون مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة، لكن البروفسور سبيكتور يعتقد أن هذا ربما يرجع إلى المركبات النباتية الموجودة في الشاي وليس الكافيين. «على سبيل المثال، تشير الأدلة المبكرة إلى أن الكاتيكين الموجود في الشاي الأخضر (مادة موجودة في الشاي تساعد في حماية الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة) قد يدعم فقدان الوزن الصحي ويحمي صحة الدماغ».

المشروبات الغازية

تحتوي علبة (330ملل) من كوكاكولا العادية وكوكاكولا زيرو على 33ملغم و34ملغم من الكافيين على التوالي. تحتوي كوكاكولا دايت على 46ملغم

وفقاً لكريسون، فإن القاعدة العامة عندما يتعلق الأمر بعلب المشروبات الغازية والكافيين، هي أن «المشروبات الغازية ذات اللون الداكن، مثل الكوكاكولا والبيبسي ودكتور بيبر، هي تلك التي تحتوي على الكافيين، أو يضاف إليها الكافيين، في حين أن المشروبات الغازية الأخف وزناً لا تحتوي على الكافيين عادةً».

تتوفر خيارات خالية من الكافيين، وهي مفضلة قليلاً من قبل لودلام راين لأنها «لن تؤثر على النوم أو تسبب آثاراً جانبية مرتبطة بالكافيين». لكنها لا توصينا أيضاً بشربها كثيراً.

ونصح سبيكتور بأن أي مشروب غازي من الأفضل الاستمتاع به مرة واحدة فقط من حين لآخر لأنه يميل إلى أن يكون مليئاً بإضافات صناعية وسكر.

الشوكولاته الساخنة

25ملغم من الكافيين لكل كوب سعة 480ملل

يعتقد معظمنا أن الشوكولاته الساخنة، المصنوعة عموماً بالحليب، مشروب مهدئ في الليل. ولكن مثل أي شيء يحتوي على الشوكولاته، تحتوي على بعض الكافيين. تعتمد الكمية حقاً على العلامات التجارية المختلفة، وكيفية صنعها، ومدى قوتها التي تفضلها، وحجم الكوب المفضل لديك.

قد يكون كافياً فقط لرفع خمول منتصف بعد الظهر، دون التأثير على نومك بالطريقة التي يمكن أن يؤثر بها شرب القهوة لاحقاً عليك، وفقاً لما اقترحت لودلام راين.

وقالت: «يوفر الكاكاو الموجود في الشوكولاته الساخنة الفلافونويد التي قد تدعم صحة القلب والدماغ».

شاي المتة

20-120ملغم من الكافيين لكل كوب 200ملل

يُشتق هذا المنتج العشبي من شجرة Ilex paraguariensis، وهي شجرة موطنها أميركا الجنوبية، وهو منتج عشبي ذو نكهة قوية في مكان ما بين الشاي التقليدي والقهوة.

وأوضحت كيريسون أنه «يتم استهلاكه عموماً كشاي وهو غني بنفس حمض الكلوروجينيك متعدد الفينول الموجود في القهوة، بالإضافة إلى العديد من الفلافونويد وفيتامين سي ويحتوي على بعض فيتامينات ب، للحصول على الطاقة».

السبب وراء وجود الكافيين في النباتات هو قدرته على العمل كمبيد حشري طبيعي، يحميها من الحشرات التي تحاول أكل أوراقها.

وتضيف: «يمكن أن يختلف محتوى الكافيين بشكل كبير اعتماداً على أنواع الأوراق المستخدمة وكيفية تحضير الشاي. هناك بعض التجارب الأولية التي تُظهر أن عشبة المتة قد تقلل من الكولسترول السيئ، رغم الحاجة إلى تجارب أكبر».

مشروبات الطاقة

80ملغم من الكافيين لكل 250ملل من مشروب الطاقة ريد بول

«ريد بول» هو مشروب الطاقة الأكثر مبيعاً، ومع ذلك، وكما ورد على نطاق واسع، فإن «مشروبات الطاقة هي سيئة»، وفقاً لسبيكتور.

وقال: «بصرف النظر عن محتوى الكافيين (الذي يمكن أن يكون مرتفعاً جداً)، فإنها غالباً ما تتضمن مستويات عالية من السكريات المضافة ومجموعة من المواد المضافة، والتي لا تحتوي عليها القهوة».

وحذر سبيكتور من أن «الأبحاث تظهر أن تناول هذه المشروبات بانتظام يرتبط بالعديد من الآثار الجانبية، بما في ذلك الأرق وأعراض الاكتئاب واضطراب الجهاز الهضمي. إذا كان أي شخص يحتاج إلى دفعة من الكافيين، فعليه اختيار شيء آخر».

أطعمة تحتوي على الكافيين

أشارت لودلام راين إلى أن الكافيين ليس موجوداً فقط في المشروبات، بل هو «موجود في الشوكولاته وبعض الأدوية، بما في ذلك أقراص تسكين الآلام. لذا، فإن الانتباه إلى إجمالي تناولك من جميع المصادر أمر مهم، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من حساسية الكافيين».

تحتوي الشوكولاته الداكنة (التي تحتوي على 50 في المائة على الأقل من الكاكاو) على نحو 12ملغم لكل قطعة: «تدعم الفلافونويدات صحة القلب والدماغ، ولكن بعض الأصناف تحتوي على نسبة عالية من السكر».

وتحتوي الشوكولاته بالحليب على نحو 6ملغم لكل قطعة: «إنها أقل في الكافيين ولكنها غالباً ما تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون، مما يجعلها أكثر من مجرد علاج عرضي». ولا تحتوي الشوكولاته البيضاء على الكافيين.

ووفقاً لكيريسون فإن بعض العلكات تحتوي على مادة الكافيين المضافة التي يتم تسويقها لتمنحك «طاقة». من الأفضل تجنبها لأن إطلاق الكافيين سريع كما أنها تحتوي أيضاً على محليات صناعية (ليست جيدة للأمعاء الحساسة ويمكن لبعض المحليات أن تؤثر سلباً على الميكروبيوم).


مقالات ذات صلة

ماذا يحدث لجسمك عند شرب القهوة يومياً؟

صحتك تأثير القهوة على صحتنا قد يكون أعمق من مجرد منع الشعور بالنعاس (أ.ب)

ماذا يحدث لجسمك عند شرب القهوة يومياً؟

يبدأ كثير منا يومه بكوب من القهوة، لكن هل تساءلت يوماً عمّا يحدث لجسمك عندما تصبح القهوة جزءاً أساسياً من روتينك اليومي؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق نفايات القهوة تعزز قوة الخرسانة وتقلل البصمة الكربونية (معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا)

نفايات القهوة تصنع خرسانة أقل انبعاثاً للكربون

تكشف الدراسة عن إمكانية تحويل مخلفات القهوة إلى مادة بناء مستدامة تعزز صلابة الخرسانة وتخفض بصمتها الكربونية، مما يدعم التوجه نحو اقتصاد دائري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الماتشا نوع من الشاي الأخضر يؤثر على عملية الأيض بطرق متعددة (بيكسلز)

3 أطعمة تعزز عملية التمثيل الغذائي بشكل طبيعي

رغم عدم وجود طعام «سحري» لإنقاص الوزن، فإن بعض الأطعمة قد تُعزز عملية الأيض بشكل طفيف، أو مؤقت عند إضافتها إلى نظام غذائي متوازن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الشاي والقهوة من المشروبات الغنية بمركبات طبيعية مضادة للأكسدة والالتهاب (جامعة سان رافاييل الإيطالية)

مشروبات شائعة تحسّن صحة القلب

كشفت دراسة بريطانية عن أن إدخال أطعمة ومشروبات غنية بالبوليفينولات ضمن النظام الغذائي اليومي يساعد بشكل فعّال على خفض مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك شاربو القهوة قد يعيشون خمس سنوات أطول من غيرهم (إ.ب.أ)

القهوة تبطئ الشيخوخة وتضيف 5 سنوات إلى عمرك

كشفت دراسة جديدة أن شاربي القهوة قد يعيشون خمس سنوات أطول ممن يمتنعون عن تناولها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
TT

كريتي سانون تروي رحلتها من دروس شاروخان إلى شجاعة الاختيار

الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)
الفنانة الهندية تحدثت عن تجربتها في السينما (مهرجان البحر الأحمر)

في واحدة من أكثر الجلسات جماهيرية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي هذا العام، حلّت الممثلة الهندية كريتي سانون في ندوة حوارية تحوّلت سريعاً من حوار تقليدي إلى عرض كامل تفاعل خلاله الجمهور بحماسة لافتة، حتى بدا المشهد وكأنه لقاء بين نجمة في ذروة تألقها وجمهور وجد فيها مزيجاً من الذكاء والعفوية والثقة.

منذ اللحظة الأولى، بدا واضحاً أن الجمهور جاء محملاً بأسئلته، فيما شجع التفاعل الجماهيري الممثلة الهندية على أن تجيب بصراحة عن كل ما يتعلق بمسيرتها، ومن بين كل أسماء الصناعة، لم يلمع في حديثها كما لمع اسم شاروخان. توقفت عند ذكره كما يتوقف شخص أمام لحظة صنعت في داخله تحولاً، وصفته بأنه «الأكثر ذكاءً وخفة ظل» ممن قابلتهم، ومثال حي على أن الفروسية والذوق الرفيع لا يزالان ممكنَين في صناعة صاخبة.

واستعادت كريتي كيف كان شاروخان ينظر إلى من يتحدث معه مباشرة، وكيف يمنح الجميع احتراماً متساوياً، حتى شعرت في بداياتها بأنها تلميذة تقع فجأة في حضرة أستاذ يعرف قواعد اللعبة من دون أن يستعرضها، ومع أن كثيرين يرون أن سانون دخلت عالم السينما من باب الجمال والأزياء، فإنها أكدت أن دراستها للهندسة لعبت دوراً في دخولها مجال الفن باعتبار أنها تعلمت منها أن كل شيء يجب أن يكون منطقياً وقائماً على أسئلة لماذا؟ وكيف؟

وأوضحت أن تحليل الأمور ومراجعتها منحتاها أدوات لم يمتلكها ممثلون آخرون، مروراً بتجارب وورشات تمثيل طويلة، فيما كانت هي تتعلم على أرض الواقع عبر طرح الأسئلة، حتى تلك التي قد يضيق منها البعض أو يعدها دليلاً على التردد.

الممثلة الهندية خلال جلستها الحوارية (مهرجان البحر الأحمر)

توقفت أيضاً في حديثها عند واحدة من أكثر محطاتها صعوبة، شخصية الروبوت «سيفرا» في فيلم «لقد وقعت في شرك كلامك»، شارحة أنها كانت لعبة توازن دقيقة بين أن تكون آلة بما يكفي ليصدّقها المشاهد، وإنسانة بما يكفي ليُصدّقها شريكها في الفيلم، مشيرة إلى أنها لم ترمش في أثناء الحوارات، وضبطت كل حركة لتكون دقيقة ومحسوبة، ورغم أنها معروفة بخفة الحركة و«العثرات الطريفة» كما وصفت نفسها، فإن أكثر ما أسعدها في الفيلم كان مشهد «الخلل» الذي ابتكرته بنفسها، لتمنح الشخصية ملمساً أكثر واقعية.

لكن اللحظة الأكثر دفئاً كانت عندما تحدثت عن الموسيقى، وعن دورها في مسيرتها؛ حيث روت كيف كانت غرف التسجيل التي تعمل فيها مع الملحّنين تشبه «متجر حلوى»، وكيف كان اللحن يُولد من جلسة ارتجال بسيطة تتحول بعد دقائق إلى أغنية جاهزة، ومع أن الجلسة كانت مليئة بالضحك واللحظات الخفيفة، فإنها لم تخفِ الجانب العميق من تجربتها، خصوصاً عندما تحدثت عن انتقالها من الإعلانات والصدفة إلى البطولة السينمائية.

وروت كيف أن فيلم «ميمي» منحها مساحة أكبر مما حصلت عليه في أي عمل سابق، وغيّر نظرتها إلى نفسها بوصفها ممثلة، مؤكدة أن ذلك العمل حرّرها من الحاجة الدائمة إلى إثبات ذاتها، وأعطاها الشجاعة لاختيار أدوار أكثر مجازفة. ومنذ ذلك الحين -كما تقول- لم تعد في سباق مع أحد، ولا تبحث عن لائحة إيرادات، بل عن أن تكون أفضل مما كانت عليه أمس.

وحين سُئلت عن فيلمها الجديد «تيري عشق مين» وعن موجة النقاشات التي أثارها على مواقع التواصل، أكدت أنها تتابع الآراء بشغف، لأن السينما تشبه اللوحة الفنية التي يراها كل شخص من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن الناس يتفاعلون مع قصة الفيلم، لأنهم قد عرفوا في حياتهم شخصاً مثل الممثلين.

وأكدت أن جزءاً من التفاعل يرجع إلى كون العمل يعرض الحب السام من جهة، لكنه يتيح للشخصية النسائية أن تُسمّيه وتواجهه، وهذا ما تعدّه تطوراً مهماً في كتابة الشخصيات النسائية، فلم تعد المرأة مجرد ضحية أو محبوبة مثالية، «فالمرأة المعاصرة على الشاشة يمكن أن تكون معقدة، متناقضة، واقعية، ومحبوبة رغم كل ذلك»، حسب تعبيرها.


جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
TT

جيسيكا ألبا تكشف عن مشروع سينمائي مع هيفاء المنصور

جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)
جيسيكا ألبا خلال حضورها مهرجان البحر الأحمر (إدارة المهرجان)

كشفت الفنانة الأميركية جيسيكا ألبا عن ملامح مشروع سينمائي جديد يجمعها بالمخرجة السعودية هيفاء المنصور، مشيرة خلال ندوتها في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» إلى أن هذا التعاون لم يتشكل بين ليلة وضحاها، بل جاء نتيجة نقاشات طويلة امتدت على مدار سنوات.

وأوضحت في اللقاء الذي أقيم، الجمعة، أن الفكرة التي استقرتا عليها تدور حول قصة إنسانية عميقة تتناول علاقة ابنة بوالدها المتقدّم في العمر، ضمن سردية تقترب من تفاصيل العائلة وتحولاتها، وتسلّط الضوء على هشاشة العلاقات حين تواجه الزمن، وما يتركه ذلك من أسئلة مفتوحة حول الذاكرة والواجب العاطفي والمسؤولية المتبادلة.

وأضافت أن ما شدّها إلى المشروع ليس موضوعه فقط، بل الطريقة التي تقارب بها هيفاء المنصور هذه العلاقات الحسّاسة وتحولها إلى لغة بصرية تتسم بالهدوء والصدق، لافتة إلى أن «هذا التعاون يمثّل بالنسبة لي مرحلة جديدة في اختياراتي الفنية، خصوصاً أنني أصبحت أكثر ميلاً للأعمال التي تمنح الشخصيات النسائية مركزاً واضحاً داخل الحكاية، بعيداً عن الأنماط التقليدية التي سيطرت طويلاً على حضور المرأة في السينما التجارية».

وأشارت إلى أنها تبحث اليوم عن قصص تستطيع فيها المرأة أن تظهر بوصفها شخصية كاملة، تملك مساحتها في اتخاذ القرارات والتأثير في مسار الحكاية، وهو ما تراه في مشروعها مع المنصور، الذي وصفته بأنه «قريب من قلبها»؛ لأنه يعيد صياغة علاقة الأم والابنة من منظور مختلف.

وخلال الندوة، قدّمت ألبا قراءة موسّعة لتغيّر مسارها المهني خلال السنوات الأخيرة، فهي، كما أوضحت، لم تعد تنظر إلى التمثيل بوصفه مركز عملها الوحيد، بل بات اهتمامها الأكبر موجّهاً نحو الإنتاج وصناعة القرار داخل الكواليس.

وأكدت أن دخولها عالم الإنتاج لم يكن مجرد انتقال وظيفي، وإنما خطوة جاءت نتيجة إحساس عميق بأن القصص التي تُقدَّم على الشاشة ما زالت تعكس تمثيلاً ناقصاً للنساء وللأقليات العرقية، خصوصاً للمجتمع اللاتيني الذي تنتمي إليه.

وتحدثت ألبا عن تجربة تأسيس شركتها الإنتاجية الجديدة، معتبرة أن الهدف منها هو خلق مساحة لصناع المحتوى الذين لا يجدون غالباً فرصة لعرض رؤاهم، موضحة أن «غياب التنوّع في مواقع اتخاذ القرار داخل هوليوود جعل الكثير من القصص تُروى من زاوية واحدة، ما أدّى إلى تكريس صور نمطية ضيّقة، خصوصاً فيما يتعلّق بالجاليات اللاتينية التي غالباً ما تظهر في الأعمال ضمن أدوار مرتبطة بالعنف أو الجريمة أو الأعمال الهامشية».

وشددت على أنها تريد أن تساهم في معالجة هذا الخلل، ليس عبر الخطابات فقط، بل من خلال إنتاج أعمال تظهر فيها الشخصيات اللاتينية والعربية والنساء بصورة كاملة، إنسانية، متنوّعة، لافتة إلى أن تنوّع التجارب الحياتية هو العنصر الذي يجعل صناعة السينما أكثر ثراء، وأن غياب هذا التنوع يجعل الكثير من الكتّاب والمخرجين عاجزين عن تخيّل شخصيات خارج ما اعتادوا عليه.

وأضافت أن مهمتها اليوم، من موقعها الجديد، هي فتح المجال أمام أصوات غير مسموعة، سواء كانت نسائية أو تنتمي إلى أقليات ثقافية واجتماعية، لافتة إلى أنها تعمل على تطوير فيلم جديد مع المخرج روبرت رودريغيز، يعتمد على مزيج من الكوميديا العائلية وأجواء أفلام السرقة، مع طاقم تمثيل لاتيني بالكامل.

وأوضحت أن هذا العمل يأتي امتداداً لرغبتها في دعم المواهب اللاتينية، وفي الوقت نفسه تقديم أعمال جماهيرية لا تُختزل في سرديات العنف أو الهوامش الاجتماعية، واصفة المشروع بأنه خطوة مختلفة على مستوى بنية الحكاية؛ لأنه يجمع بين الترفيه والأسئلة العائلية، ويقدّم الشخصيات اللاتينية في إطار طبيعي وغير مصطنع.

وتوقفت جيسيكا عند مشاركتها المرتقبة في فيلم «الشجرة الزرقاء»، ويتناول علاقة أم بابنتها التي تبحث عن استقلاليتها رغم حساسية ظروفها موضحة أن ما جذبها لهذا العمل هو طبيعته الهادئة، واعتماده على بناء علاقة حميمة بين شخصيتين، بعيداً عن الصراعات المفتعلة، معتبرة أن هذا النوع من الحكايات يمثّل مرحلة أصبحت قريبة جداً منها في هذه الفترة من حياتها.


«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
TT

«الآثار المسترَدة»... محاولات مصرية لاستعادة التراث «المنهوب»

جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)
جهود مصرية متواصلة لاسترداد الآثار المهرَّبة إلى الخارج (وزارة السياحة والآثار)

في إطار الجهود المصرية المستمرة للحفاظ على التراث وحمايته واستعادة الآثار المصرية المنهوبة من الخارج وصيانتها، تعدَّدت الجهود الرسمية والأهلية والبحثية والأكاديمية للعمل على حفظ التراث واستعادة الآثار المُهرَّبة، واستضافت مكتبة الإسكندرية مؤتمراً علمياً، بالتعاون مع مؤسسة ألمانية، تناول استرداد الآثار المصرية من الخارج، وحفظ وصيانة التراث.

وركز المؤتمر على تجارب مصر في استرداد القطع الأثرية التي خرجت من البلاد بطرق غير قانونية، سواء عبر المتاحف الأجنبية أو الأسواق غير المشروعة. وشارك فيه عدد من المسؤولين والخبراء المصريين والدوليين، وتم عرض نماذج بارزة من الآثار المسترَدة حديثاً، مثل التوابيت المذهبة والقطع الخشبية النادرة، مع مناقشة الإجراءات القانونية والدبلوماسية التي اعتمدتها مصر لاستعادة هذه القطع الأثرية وحمايتها بوصفها جزءاً من التراث العالمي.

وأكد عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، أن هذه الجهود تمثل رسالةً قويةً للعالم حول أهمية حماية التراث الثقافي المصري والعربي والعالمي، وأن استعادة كل قطعة أثرية هي خطوة نحو الحفاظ على الهوية الوطنية وإعادة حق الأجيال القادمة في التراث الحضاري لمصر، والعالم العربي، والعالم.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن دور المجتمع المدني والجمعيات الأثرية مهم في دعم هذه الجهود، من خلال التوعية، والبحث العلمي، والتعاون مع المنظمات الدولية؛ لتقوية موقف مصر القانوني في مواجهة التجارة غير المشروعة بالآثار.

جانب من المؤتمر الذي ناقش الآثار المسترَدة وحفظ التراث (الشرق الأوسط)

وتحت عنوان «الاتجار بالآثار سرقة للتاريخ وطمس للهوية»، تحدَّث الدكتور شعبان الأمير، أستاذ ترميم الآثار ومواد التراث بكلية الآثار بجامعة الفيوم، وتناول التنقيب والاتجار بالآثار وتقارير اليونيسكو حول هذه العمليات، التي تُقدَّر بنحو 10 مليارات دولار سنوياً، وهي ثالث أكبر عملية تجارية بعد المخدرات والسلاح على مستوى العالم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «حماية التراث واجب وطني ومجتمعي، والاتجار بالآثار يعدّ سرقةً للتاريخ وطمساً ومحواً وفقداناً للهوية». وأشار إلى أن المؤتمر تناول أبحاثاً حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والهندسة، والكيمياء، والوعي المجتمعي، وغيرها من الموضوعات التي اهتمت بكيفية حماية التراث والآثار، والحد من عمليات التنقيب غير الشرعي، وعمليات التسجيل والتوثيق والفحص والتحليل تمهيداً لعمليات الترميم والصيانة والحفظ والعرض المتحفي أو بالمواقع الأثرية.

وفي ورقة بحثية بالمؤتمر، تناولت الدكتورة منى لملوم، قوة الميديا ووسائل الإعلام المختلفة في المطالبة باسترداد الآثار، مشيرة إلى الحملات التي تقوم بها وسائل الإعلام من أجل الضغط لاسترداد الآثار المُهرَّبة من مصر بطرق غير مشروعة. وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنها «تناولت كثيراً من النماذج، منها استعادة تمثال من أميركا عام 2019 بجهود رسمية كبيرة، بالإضافة إلى قوة الإعلام، وكذلك الضغط من خلال حملات صحافية وأهلية، إلى جانب الجهود الحكومية لاستعادة آثار مصرية مهمة مثل رأس نفرتيتي من ألمانيا، وجدارية (الزودياك) أو الأبراج السماوية من متحف اللوفر، فضلاً عن استعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني».

ولفتت د. منى إلى دور الدراما والسينما في التعامل مع الآثار والتاريخ مثل فيلم «المومياء» من إخراج شادي عبد السلام الذي لعب دوراً إيجابياً وصُنِّف من أهم 100 فيلم مصري في القرن الـ20، وهناك نماذج سلبية مثل مسلسل «كليوباترا» الذي أنتجته «نتفليكس» وقوبل بهجوم شديد لتجسيد الملكة المصرية بممثلة سوداء، و«اضطرت الشبكة إلى تغيير تصنيف الفيلم من (وثائقي) إلى (درامي) تحت ضغط (الميديا)» على حد تعبيرها.