لا شك أن برامج الألعاب والجوائز تتصدّر المشهد التلفزيوني الرمضاني في لبنان. ولكن من ناحية ثانية أخذت بعض المحطات على عاتقها رفع منسوب المنافسة بينها وبين زميلاتها من خلال الأعمال الدرامية. واختارت كل منها ما يحاكي جمهورها، ويعزز نسبة المشاهدة على شاشتها.
«إم تي في» تتحدّى وتخرق
إذا ما ألقينا نظرة شاملة على المشهد التلفزيوني الرمضاني نلحظ تفرّد محطة «إم تي في» المحلية بخياراتها في الشهر الفضيل. فهي تتمسك عاماً بعد عام بكسر الصمت الطاغي على المشهدية الدرامية. وتعتمد لذلك قاعدة ذهبية تتمثّل بعرض أفضل إنتاجات الشركتين اللبنانيتين «الصبّاح» و«إيغل فيلمز».
هذه السنة رفعت من منسوب التحدّي عندها في خطوة اشتاق إليها المشاهد، وأعلنت عن عرض مسلسل «بالدم». وهو إنتاج محلي بامتياز لشركة «إيغل فيلمز»، وأبطاله كما مخرجه وكاتبته هم لبنانيون. فقد صنع وصوّر في لبنان وينتظره اللبناني بحماس.

من ناحية ثانية، وضعت على برمجتها الدرامية أيضاً مسلسل «نفس» من إنتاج شركة «الصبّاح». فطاقمه التمثيلي الملون بممثلين سوريين ولبنانيين يناسب أجندتها الرمضانية.
مسلسل «بالدم» كتبته نادين جابر، واستوحت موضوعاته من قصص واقعية. وتتناول فيه قصة المرأة (غالية) التي وبعد مرور 45 عاماً، تكتشف سراً خطيراً عن عائلتها وميلادها، مما يدفعها للبحث عن الحقيقة الغامضة حول هويتها الفعلية. أما أبطاله فهم مجموعة من أشهر نجوم الدراما المحلية. وكما ماغي بوغصن وباسم مغنية وبديع أبو شقرا، يشارك فيه أيضاً جوليا قصار وغبريال يمّين وكارول عبود وجيسي عبدو وماريلين نعمان وغيرهم، ويوقّع إخراجه فيليب أسمر.
أما مسلسل «نفس» فيلعب بطولته كل من دانييلا رحمة وعابد فهد ومعتصم النهار، ومن إخراج إيلي السمعان. وتحكي قصته من كتابة إيمان سعيد عن راقصة تفقد بصرها. ومن ثم تجد الأمل في لاجئ سوري شاب يعيد لها ثقتها بنفسها ويقع في حبها. لكن يتدخل والدها بنفوذه وسلطته لإنهاء علاقتهما. لتجد نفسها أمام مفترق طرق بين حبيبها القديم وزوجها المتسلط وغريب الأطوار.

وتبقي «إم تي في» على عرض برنامج «صار الوقت» لمارسال غانم في ساعة متأخرة من أمسية كل خميس. وتلوّن شبكتها الرمضانية بفقرة «شي خرافي»، ومدته 5 دقائق، يعرض قبل موعد الإفطار بدقائق قليلة. ويتناول تقاليد خرافية آتية من عادات لبنانية. كما تستمر في عرض المسلسلين التركيين «فريد» و«أخوتي».
«الجديد» تراهن على تيم حسن
وتحت عنوان «رمضان أحلى»، اختارت الدراما السورية لتنافس باقي محطات التلفزة المحلية. ومع «تحت سابع أرض» لتيم حسن وكاريس بشار سيتابع مشاهدها قصة كتبها عمر أبو سعدة. وتتناول قصة الضابط «موسى» الذي يستغلّ صلاحياته لتحقيق مكاسب شخصية بطرق فاسدة وملتوية، مما يجعله في مواجهة مباشرة مع الأشخاص الذين يبتزهم. وهو من إخراج سامر البرقاوي.
أما المسلسل الثاني الذي تعرضه «الجديد» في الموسم الرمضاني، فيحمل عنوان «البطل»، وهو من بطولة محمود نصر وبسام كوسا ونور علي وخالد شباط ونانسي خوري. ويحكي عن رجل يضحي بنفسه لإنقاذ مراهق من براثن نيران مميتة. وهذا الأخير يصبح وهو في منتصف العمر بطلاً يتغنى به أهل القرية. لكنه سرعان ما يجد نفسه وسط معركة نفوذ ضد بلطجي ماكر. العمل من إخراج الليث حجو وتأليف رامي كوسا.

وتعيد «الجديد» إلى برمجتها الرمضانية «الشيف أنطوان عنّا» المخصص لتقديم وصفات طعام رمضانية. ويستضيف في كل حلقة اسماً معروفاً على الساحة الفنية والرياضية والاجتماعية.
«إل بي سي آي» والاتكال على «أكرم من مين»
لا تدخل قناة «إل بي سي آي» حمى المنافسة الدرامية الرمضانية من بابها العريض. فهي تكتفي بعرض المسلسل المعرّب «كريستال» لباميلا الكك وستيفاني عطالله ومحمود نصر. وكذلك تعرض يومياً برنامج «رمضان توك» ويقدمها مجموعة من الإعلاميين الشباب. وهم أنفسهم الذين يقدمون في أيام السنة العادية البرنامج الصباحي «مورنينغ توك». واختارت «لعبة قدري» لعشاق الدراما التركية. وهو كناية عن دراما مشوّقة تجمع بين الحب والتضحية والصراعات الاجتماعية.

فقناة «إل بي سي آي»، وبعد نجاح برنامجها الترفيهي «أكرم من مين» بات كل اتكالها عليه في الموسم الرمضاني. فهي تحدّت به العام الماضي مسلسلات رمضانية على قنوات أخرى كانت تعرض في توقيت «أكرم من مين». وجاءت النتائج مدوية بحيث حصد البرنامج المذكور أعلى نسب مشاهدة طوال أيام الشهر الفضيل. وهو ما دفع ببقية القنوات المحلية إلى استحداث برنامج مشابه في برمجتها الرمضانية لهذا العام.