محللون: الثقة بموقف وصدق السعودية أغلقت باب حرب عالمية ثالثة

الذايدي: العرب جنوا على أنفسهم بتبني سياسات غير حميدة

الجلسة جرت ضمن المنتدى السعودي للإعلام (المنتدى)
الجلسة جرت ضمن المنتدى السعودي للإعلام (المنتدى)
TT

محللون: الثقة بموقف وصدق السعودية أغلقت باب حرب عالمية ثالثة

الجلسة جرت ضمن المنتدى السعودي للإعلام (المنتدى)
الجلسة جرت ضمن المنتدى السعودي للإعلام (المنتدى)

قال محللون سياسيون إن الثقة بالسعودية وصدق مواقفها السياسية ساهما في غلق باب احتمال حرب عالمية ثالثة، من خلال اللقاء الذي عقد في الدرعية، الثلاثاء، بين وفدين رفيعين: أميركي وروسي، برعاية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأنهى القطيعة بين واشنطن وموسكو.

وأكد المحللون خلال مشاركتهم في جلسة «الدبلوماسية السعودية: شراكات استراتيجية وسياسات لدعم الحلول السلمية»، ضمن المنتدى السعودي للإعلام، أن السياسة السعودية تتمتع بثبات المواقف الذي أكسبها ثقة ومصداقية، وجعلها محطة لخفض التوترات وتعزيز حالة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وقال جميل الذيابي، رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» السعودية، إن القوة الناعمة السعودية تجلت كمثال في اللقاء الشهير الذي جمع وفدي أميركا وروسيا في قلب العاصمة السعودية.

وأشار الذيابي إلى أن الإعلام الغربي الذي كان يصف السعودية بشكل سلبي، تغير اليوم، وأصبح الإعلام ذاته يسلط الضوء على إمكانات جبارة لدى السعودية.

وقال الذيابي إن السعودية تملك سياسة تفاعلية وجذابة وديناميكية، تعمل على إيجاد الحلول لأزمات العالم، ومواجهة التحديات، في إطار «رؤية 2030» التي يقودها الأمير محمد بن سلمان لإحداث تحول كبير في المنطقة.

وأشار الذيابي إلى أن السعودية بفضل ديناميكيتها السياسية أصبحت بوصلة العالم، ويصل إليها زعماء العالم باستمرار، والكثير من قادة المنطقة الذين اختاروا التوجه إليها بوصفها أول وجهة خارجية لهم، انطلاقاً من وزنها السياسي، وأدوارها الكبيرة في خفض التوترات حول العالم.

وقال الذيابي إن السعودية تفتح القلب والعقل لكل المتضررين حول العالم، وإن المساعدات الإنسانية التي تقدمها في كل بقع العالم معروفة، مستشهداً بموقف السعودية من الأزمات في عدد من البلدان العربية، واستقبال مواطنيها، وإتاحة الفرص لهم في العمل والدراسة والسكن دون شروط غير إنسانية، بالإضافة إلى إرسال أطنان من المؤن الإغاثية والإيوائية، في استجابة عاجلة لحاجات الدول المتضررة من الأحداث الطبيعية والسياسية المختلفة.

من جهته، قال جاسر الجاسر، الكاتب والمحلل السياسي، إن الأسس التي ترتكز عليها السياسة السعودية تعتمد على الوضوح والمصداقية، وإن التغير الذي قاده الأمير محمد بن سلمان أحدث فارقاً في جوهر عمل السعودية على كافة الأصعدة، مما انعكس على الثقة والمعرفة واليقين والإعجاب الذي يبديه العالم للسعودية وقادتها.

وأشار الجاسر إلى أن التغيير الذي مس كل الجوانب السياسية والاقتصادية السعودية، واتضح أثره في المؤشرات المختلفة، هو خطوة في ماراثون طويل، مؤكداً أن جزءاً من نجاح السعودية هو في فريق العمل، من الوزراء والمسؤولين، حيث عملت الرؤية على بناء السياسات والشخصيات على حد سواء.

وأكد الكاتب الجاسر أن السعودية لم تتغير في مواقفها، ولكن في آليات عملها، مستشهداً بالموقف السعودي في سوريا، وأضاف: «في الشأن السوري، لم تقف السعودية منتظرة على الرصيف، بل بادرت، وكان لمبادرتها أثر طيب على سوريا والسوريين».

وواصل: «تتمتع السعودية بالثقة والوضوح، وقاعدتها الرئيسية هو موقف ثابت وكلمة واضحة، ولم يعد تواصلها مع الدول مبنياً على اتفاقيات عشوائية، بل انطلاقاً من رؤية واضحة ودقيقة».

وأشار الجاسر إلى أن قدَر السعودية أن تتحمل بعض الأعباء، انطلاقاً من قيمتها إقليمياً وحضورها دولياً، منوهاً بالبعد الإنساني الذي يحضر في جهود ودور المملكة، وتمكن مركز الملك سلمان الإغاثي من تطوير العمل الإنساني، بما لديه من إمكانات فنية ولوجيستية.

وأكد الجاسر أن هوية السعودية معروفة، وأي سياسي حصيف يستطيع أن يتنبأ بموقف المملكة وردة فعلها تجاه بعض التصرفات، لا سيما إذا كان فيها تعدٍّ على بعض المبادئ التي تتبناها السعودية وتنسجم مع قيمها الكبرى، مشيراً إلى أن الاستقرار والتنمية في المنطقة من أهم أعمدة موقف السعودية، ويندرج في ذلك التفاهم مع إيران، الذي جرى ضمن شروط واتفاقيات وضمانات، لا تنفي كونهم جيراناً للسعودية بحكم الجغرافيا والتاريخ.

ضيوف جلسة الدبلوماسية السعودية (المنتدى)

من جهته، قال مشاري الذايدي، الكاتب الصحافي، إن ذروة تاج الجهود السعودية ترجمت في عدد من المواقف التي شهدت بوضوح وصدقية السعودية، التي ابتكرت طريقاً جديداً. وقال: «نحن أمام تحول أضخم مما نتخيله، في ظل توقعات وتكهنات عن نظام عالمي جديد يتشكل، وتساؤلات بشأن قدرة منظمة الأمم المتحدة، على مواجهة مشكلات العالم، لا سيما وقد أثبتت أزمة أوكرانيا عجز المنظومة الدولية وفشلها، مما يقتضي سؤالاً عن جدوى احتكار خمس قوى عالمية القرارَ في مجلس الأمن، وسؤال يبحث عن دور سعودي يمكن أن يلعبه في هذا المشهد العالمي».

وقال الذايدي إن السعودية قوة سلام، وقوة خيّرة تستطيع أن تخصب الخيال الإنساني، وتغنيه بعد أن جففته الحروب، مضيفاً: «قد نكون بإزاء تخلّق لنظام عالمي جديد، يكون فيه للسعودية دور قيادي فعال ومؤثر».

وأكد الذايدي أن قوة السياسة السعودية في وجود قوة أخلاقية فيها تميل معها إلى السلام، وأضاف: «لم تُنشئ السعودية طوال تاريخها ميليشيا مسلحة، ولم تدبر انقلاباً، ولم تضمر شراً إلى دولة أخرى، وهذا أكسبها قوة ومصداقية، وجعل منها وسيطاً خيّراً في السعي لإصلاح الواقع السياسي في الكثير من الملفات والأحداث».

وأشار الذايدي إلى أن الأمير محمد بن سلمان هو امتداد لسيرة ملوك السعودية، بدءاً من الملك عبد العزيز الذي أقرّ سياسة نواتها الأخلاق، وتأتي بإزائها بقية عناصر القوة المادية.

وقال الذايدي إن العرب جنوا على أنفسهم من خلال تبني بعض الاتجاهات القومية والآيديولوجية وسياسات غير حميدة منذ السبعينات، التي جرّت أضراراً على المنطقة، لافتاً إلى أن السعودية تحاول أن تثبت قواعد سياسية راشدة تخفف من وطأة ما يشعر به مواطنو بعض الدول العربية من انسداد الأفق، ملخصاً قوله إن الأمن والاستقرار والتعاون وصون المصالح العربية، هي عناصر رئيسية في تكوين السياسة السعودية سابقاً وراهناً ومستقبلاً.


مقالات ذات صلة

السعودية تتعاون مع «ناسا» لإطلاق أول قمر سعودي لدراسة مناخ الفضاء

تكنولوجيا القمر الاصطناعي يهدف إلى جمع بيانات دقيقة حول النشاط الشمسي وتأثيراته على الغلاف المغناطيسي للأرض لدعم أبحاث الفضاء العالمية (شاترستوك)

السعودية تتعاون مع «ناسا» لإطلاق أول قمر سعودي لدراسة مناخ الفضاء

وقّعت السعودية اتفاقية مع «ناسا» لإطلاق أول قمر اصطناعي سعودي ضمن مهمة «أرتميس 2»، بهدف تعزيز حضورها الفضائي، وتوطين تقنيات الفضاء ضمن رؤية 2030.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي الجديد لشركة نيوم المهندس أيمن المديفر (نيوم)

رسمياً... أيمن المديفر رئيساً تنفيذياً لمشروع «نيوم»

أعلنت السعودية تعيين أيمن المديفر رسمياً في منصب الرئيس التنفيذي لمشروع «نيوم»، وذلك وفقاً لبيان صادر عن «صندوق الاستثمارات العامة» يوم الخميس.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج القمة الخليجية ــ الأميركية ترسم خريطة استقرار للمنطقة

القمة الخليجية ــ الأميركية ترسم خريطة استقرار للمنطقة

رسمت القمة الخليجية - الأميركية التي عُقدت في الرياض، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في اليوم الثاني والأخير من زيارة الرئيس.

غازي الحارثي (الرياض) عبد الهادي حبتور (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال لقاء مع الشيخ محمد بن زايد في أبوظبي ديسمبر الماضي (واس)

لقاء سعودي - إماراتي يبحث سبل تحقيق أمن المنطقة

بحث الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع السعودي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، سبل تحقيق أمن المنطقة واستقرارها.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
شمال افريقيا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال القمة الخليجية - الأميركية في الرياض الأربعاء (واس)

قادة سودانيون: خطاب ولي العهد السعودي «دفعة جديدة» لإحياء «منبر جدة»

استحسن العديد من القادة السياسيين السودانيين إعلان ولي العهد السعودي في القمة الخليجية - الأميركية مواصلة المملكة جهودها في إنهاء أزمة السودان عبر «منبر جدة».

محمد أمين ياسين (نيروبي)

غرانثام تحتفل بمئوية «المرأة الحديدية»... مارغريت تاتشر تعود

الأقوى بعد الملكة (غيتي)
الأقوى بعد الملكة (غيتي)
TT

غرانثام تحتفل بمئوية «المرأة الحديدية»... مارغريت تاتشر تعود

الأقوى بعد الملكة (غيتي)
الأقوى بعد الملكة (غيتي)

تستعدُّ مدينة غرانثام، مسقط «المرأة الحديدية»، رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارغريت تاتشر، لإقامة مهرجان يمتدّ لأسبوع احتفالاً بالذكرى المئوية لميلادها.

ووفق «التلغراف»، من المقرّر أن تُكرَّم البارونة الراحلة تاتشر من خلال مجموعة متنوّعة من الفعاليات، تشمل عروضاً مسرحية، وفنوناً بصرية، وخُطَباً، وذلك في مدينة غرانثام بمقاطعة لنكولنشاير.

وقال رئيس المجلس المحلّي، المستشار أشلي باكستر، عند إعلانه عن الخطط: «سواء أكنتم أبناء حدّاد، أو أبناء عامل منجم فحم، أو أبناء رجل أعمال، أو حتى أبناء عامل عاطل عن العمل... على أيّ شخص يزور غرانثام في ذلك الأسبوع أن يدرك أنها كانت مسقط مارغريت تاتشر».

ستُكرَّم البارونة تاتشر بمجموعة متنوّعة من الفعاليات (أ.ف.ب)

وخلال اجتماع لمجلس منطقة ساوث كستيفين، طُرحت أفكار لإحياء ذكرى ميلادها في 13 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، تضمَّنت بيع أكواب بأسماء مستوحاة من شخصية تاتشر، مثل «المرأة الحديدية»، و«فتاة غرانثام»...

ومنذ وفاتها عام 2013، لا تزال غرانثام منقسمة بشأن علاقتها بها. ففي 2022، رُشق تمثال لها بلغت تكلفته 300 ألف جنيه إسترليني بالبيض بعد أقل من ساعتين على نصبه في المدينة.

وقال المستشار باكستر لأعضاء المجلس إنّ «التحضيرات جارية» لتنظيم الفعاليات، مضيفاً: «لستُ من المعجبين بإرثها السياسي، لكنني أريد لهذا الأسبوع أن يُضيء على القصة كاملة بطريقة مُنصفة ومتوازنة، وسيتضمّن عروضاً مسرحية وأفلاماً وأعمالاً فنّية وجولات في المدينة، بالإضافة إلى استضافة عدد من المتحدّثين المعروفين».

وختم: «هدفي أن يغادر أيّ شخص يأتي إلى غرانثام وهو يشعر بأنّ القصة رُويت بإنصاف».

بدورها، قالت نائبة مدير الترفيه والثقافة في المجلس، كارين ويتفيلد، إنّ الذكرى «تمثّل حدثاً مهماً لمدينة غرانثام»، وأشارت إلى أنّ عدداً من الجهات والمنظّمات أبدت رغبتها في تنظيم فعاليات بهذه المناسبة، لذلك يسعى المجلس إلى جمع جميع الأطراف تحت مظلّة مهرجان موحّد.

لا تزال غرانثام منقسمة بشأن علاقتها بتاتشر (غيتي)

وقضت الليدي تاتشر طفولتها في منزل فوق متجر بقالة كان يمتلكه والدها في شارع نورث باريد، الذي لم يعد قائماً اليوم، لكن الموقع لا يزال يُشار إليه بلوحة تذكارية تخليداً لذكرى ميلادها. وفي عام 1943، غادرت رئيسة الوزراء الراحلة مقاطعة لنكولنشاير لدراسة الكيمياء في جامعة أكسفورد، قبل أن تدخل عالم السياسة.

من جانبها، قالت العضوة المسؤولة عن شؤون الإسكان في المجلس، المستشارة فيرجينيا موران، إنّ المدينة منقسمة بالتساوي بين مؤيّد ومعارض لشخصية تاتشر الجدلية. وأضافت: «كانت بعض سياساتها قاسية ووحشية، لكنها لم تسمح لأيّ دولة أخرى بأن تُملي قراراتها. أما فيما يتعلّق بالنساء، فقد كانت تاتشر الشخصية الأقوى في البلاد بعد الملكة».

وتابعت: «كان ثمة كثير مما يُمكن الإعجاب به فيها، وكثير مما يثير الاستياء. ولا أعتقد أنّ هناك زعيماً دافع عن بريطانيا كما فعلت تاتشر».