مصر لاستنساخ الأعمال الفنية والتراثية وإتاحتها للجمهور

نموذج للمستنسخات التي تروّج للحضارة المصرية (صفحة كنوز على فيسبوك)
نموذج للمستنسخات التي تروّج للحضارة المصرية (صفحة كنوز على فيسبوك)
TT
20

مصر لاستنساخ الأعمال الفنية والتراثية وإتاحتها للجمهور

نموذج للمستنسخات التي تروّج للحضارة المصرية (صفحة كنوز على فيسبوك)
نموذج للمستنسخات التي تروّج للحضارة المصرية (صفحة كنوز على فيسبوك)

تتجّه وزارة الثقافة المصرية لاستنساخ الأعمال الفنية والتراثية وإتاحتها للجمهور، من خلال التعاون مع شركة «كنوز مصر للنماذج الأثرية» التي تعمل في مجال صناعة المستنسخات الأثرية وإتاحتها في المتاحف والأماكن التي تشهد زخماً أثرياً في مصر والخارج.

في هذا الإطار، التقى وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، رئيس شركة «كنوز مصر للنماذج الأثرية» اللواء هشام شعراوي؛ للبحث في سبل التعاون في مجال إنتاج المستنسخات الفنية والتراثية، في إطار جهود وزارة الثقافة للحفاظ على التراث الفني والتاريخي المصري، ونشره على نطاق أوسع.

وبحسب بيان لوزارة الثقافة المصرية، الخميس، بحث الطرفان في إمكانات الاستفادة مما تمتلكه وزارة الثقافة من أعمال فنية ومنحوتات متفردة وعرائس تراثية، والعمل على استنساخها وفق أعلى المعايير الفنية، بما يضمن الحفاظ على قيمتها التاريخية والجمالية، وإتاحتها للجمهور والمهتمين باقتناء مفردات الفن المصري الأصيل.

وكانت وزارة الثقافة المصرية قد نفَّذت من قبل خطة لترويج المستنسخات الفنية في متحف الفن الحديث، إلا أنها لم تكتمل، ولدى افتتاح المتحف، أخيراً، دعا الأستاذ في كلية الفنون الجميلة جامعة القاهرة الدكتور أشرف رضا إلى استعادة هذه الفكرة قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى استعادة مشروع بيع مستنسخات أو ركن الهدايا الذي كان يبيع منتجات مثل الحقائب والقمصان والأكواب المرسوم عليها لوحات رواد الفن المصري».

وتحرص وزارة الثقافة على تعزيز الشراكة مع المؤسسات الرائدة في مجال صناعة المستنسخات، بما يسهم في إبراز الهوية الثقافية المصرية ودعم الصناعات الإبداعية، وفق تصريحات لوزير الثقافة المصري.

وأعرب اللواء هشام شعراوي، عن تطلعه إلى التعاون مع وزارة الثقافة؛ لتنفيذ مشاريع متميزة، تسهم في نشر الوعي الثقافي وتعزيز مكانة مصر في مجال المستنسخات الفنية، وفق البيان.

نموذج من المستنسخات للآثار المصرية القديمة (صفحة كنوز على فيسبوك)
نموذج من المستنسخات للآثار المصرية القديمة (صفحة كنوز على فيسبوك)

وتعدّ شركة «كنوز مصر للنماذج الأثرية» أول شركة في مصر والشرق الأوسط لإنتاج واستنساخ الآثار المصرية القديمة، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار.

وتتميز منتجاتها بمطابقتها الأثر الأصلي، وتكون موثقة بشهادة معتمدة من المجلس الأعلى للآثار تفيد بذلك، وقد بدأ الإنتاج التجريبي للشركة في 2021؛ تمهيداً لبيع منتجاتها في بيوت الهدايا بالمتاحف والأماكن الأثرية، وفق صفحة الشركة على «فيسبوك»

وتسعى وزارة الثقافة المصرية لتوسيع نطاق الاستفادة من التراث المصري العريق، وتعزيز دوره في تنمية الاقتصاد الإبداعي، مع التأكيد على الالتزام بالمعايير العالمية في إنتاج المستنسخات الفنية، من خلال هذا التعاون المرتقب.

«الأراجوز» من العرائس التراثية الموجودة في مصر (الشرق الأوسط)
«الأراجوز» من العرائس التراثية الموجودة في مصر (الشرق الأوسط)

وتهتم مصر بتوثيق التراث وحمايته، ونجحت في السنوات الأخيرة في تسجيل أكثر من عنصر تراثي ضمن قوائم «يونيسكو» للتراث الثقافي غير المادي، ومن العناصر التي تم تسجيلها «لعبة التحطيب»، و«الممارسات المرتبطة بالنخلة»، و«السيرة الهلالية»، و«الأراجوز»، و«فنون الخط العربي»، و«النسيج اليدوي في صعيد مصر»، و«الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة»، و«فنون النقش على المعادن»، و«الحناء: الطقوس، الممارسات الجمالية والاجتماعية» وأخيراً «آلة السمسمية: العزف عليها وتصنيعها».


مقالات ذات صلة

أفاعي سلّوت في ولاية بهلا بسلطنة عُمان

ثقافة وفنون 5 قطع ثعبانية من موقع سلّوت الأثري في سلطنة عُمان

أفاعي سلّوت في ولاية بهلا بسلطنة عُمان

بدأ استكشاف تاريخ سلطنة عُمان الأثري في النصف الثاني من القرن الماضي، وأدّى إلى العثور على سلسلة من المواقع الأثرية تعود إلى أزمنة سحيقة

محمود الزيباوي
يوميات الشرق الكشف قد يُغيِّر فَهْم التاريخ (جامعة دورهام)

كنز من العصر الحديدي قد يُغيّر تاريخ بريطانيا

كُشِف عن أحد أكبر وأهم كنوز العصر الحديدي التي عُثر عليها في المملكة المتحدة على الإطلاق، مما قد يُغيّر فهمنا للحياة في بريطانيا قبل 2000 عام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق قد يكون عمر النحت على كتلة حجرية أكثر من 200 ألف عام (مجلس مدينة ماربيا)

نقوش صخرية غامضة قد تُعيد كتابة تاريخ البشرية في أوروبا

اكتشف علماء الآثار في إسبانيا ما قد يكون أقدم النقوش الصخرية المعروفة التي صنعها البشر، ويُحتمل أن يعود تاريخها إلى أكثر من 200 ألف عام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لغز بناء الأهرامات ما زال يحير العلماء  (تصوير: عبد الفتاح فرج)

زاهي حواس ينفي وجود أعمدة تحت الأهرامات

نفى آثاريون مصريون الأنباء المتداولة بشأن «اكتشاف مدينة ضخمة أسفل أهرامات الجيزة»، وعدّوا ذلك «ضرباً من الخيال العلمي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)

صديقان يعثران على كنز تاريخي بقيمة 4 ملايين دولار فينتهي بهما الأمر في السجن... لماذا؟

تحوّل صديقان بريطانيان من «كاشفي معادن» إلى «سجينين» بعد أن أُدينا بسرقة أحد أكبر الكنوز المكتشفة في تاريخ الجزر البريطانية بقيمة نحو 4 ملايين دولار.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مستندات عسكرية «حسّاسة» مُتناثرة في شارع بريطاني

مشهد «جنوني» (مايك غيبارد)
مشهد «جنوني» (مايك غيبارد)
TT
20

مستندات عسكرية «حسّاسة» مُتناثرة في شارع بريطاني

مشهد «جنوني» (مايك غيبارد)
مشهد «جنوني» (مايك غيبارد)

فوجئ المارّون بأحد شوارع مدينة نيوكاسل البريطانية بأكوام متناثرة من الأوراق التي تحتوي على معلومات عسكرية سرّية؛ تضمَّنت تفاصيل عن رتب الجنود، وعناوين البريد الإلكتروني، وجداول الورديات، ومعلومات عن تسليم الأسلحة، بالإضافة إلى بيانات تبدو متعلّقة بإجراءات الوصول إلى مخازن الأسلحة ونظام كشف التسلُّل.

اكتشف أحد مشجّعي كرة القدم الوثائق وهي تتساقط من كيس قمامة أسود في منطقة سكوتسوود بمدينة نيوكاسل، شمال شرقي إنجلترا. ووفق مستشار أمن المعلومات، غاري هيبرد، فإنّ هذه الوثائق تُشكل تهديداً «كبيراً» للأفراد المذكورين فيها.

من جانبها، نقلت «بي بي سي» عن وزارة الدفاع البريطانية قولها إنها تُحقّق في الأمر «بشكل عاجل»، وستُجري تحقيقاً داخلياً.

تبدو الوثائق مرتبطة بوحدات الجيش البريطاني وثكنات في «قاعدة كاتريك العسكرية». إحداها كانت معنونة بـ«مفاتيح مستودع الأسلحة وأكواد نظام كشف التسلّل»؛ تتعلّق بالوصول إلى مستودع الأسلحة، وهو منطقة تخزين للأسلحة والذخيرة ونظام كشف المتسلّلين.

وثيقة أخرى ذُيِّلت بعبارة «رسمي - حسّاس»؛ وهو تصنيف حكومي قد يعني، في بعض الحالات، أنّ تسريب المعلومات قد يؤدّي إلى «تهديد للحياة».

احتوت المستندات المُلقاة على معلومات متنوّعة، بدءاً من نصائح طبّية عامة، وصولاً إلى قوائم طلب مكوّنات، إلى جانب أرقام تعريف الأشخاص وعناوين بريدهم الإلكتروني.

«رسمي - حسّاس» (مايك غيبارد)
«رسمي - حسّاس» (مايك غيبارد)

وعثر مايك غيبارد، من منطقة غيتسهيد، على الأوراق خلال ركن سيارته قبل التوجُّه إلى منطقة المشجّعين لمشاهدة فوز نيوكاسل يونايتد على ليفربول في نهائي كأس كاراباو في ويمبلي.

قال: «ألقيتُ نظرة إلى الأسفل، وبدأتُ أرى أسماء وأرقاماً على قصاصات الورق. قلتُ لنفسي: ما هذا؟».

كانت الأوراق مكدَّسة بجانب الحائط في كيس أسود، كما كانت «منتشرة على الطريق، أسفل السيارات، وعلى امتداد الشارع بالكامل». وأضاف: «وجدتُ مزيداً على الجانب الآخر من الطريق خارج الكيس».

سأل غيبارد زوجته: «لماذا هذه الأوراق هنا؟ لا يجب أن تكون هنا، يمكن لأي شخص التقاطها». ووصف الأمر بأنه «جنوني»، مشيراً إلى أنه رأى «تفاصيل عن المحيط الأمني، والدوريات، وتسجيل الأسلحة الصادرة والواردة، وطلبات الإجازات، وأرقام الهواتف المحمولة، ومعلومات عن ضباط رفيعي المستوى».

بدوره، قال مستشار أمن المعلومات غاري هيبرد، الذي يتمتّع بخبرة 35 عاماً، إنّ الوثائق تُشكل تهديداً «كبيراً» للأفراد المذكورين فيها، مضيفاً: «يمكن تحديد هويتهم بسهولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يتعرَّضون للإكراه أو المضايقة».

وتكشف التوجيهات الحكومية بشأن المعلومات الحسّاسة أنّ مثل هذه الوثائق قد تؤدّي، إذا وقعت في الأيدي الخطأ، إلى «أضرار متوسّطة وقصيرة المدى» للعمليات العسكرية للقوات البريطانية أو الحليفة.

وأضافت التوجيهات: «مع ذلك، في بعض الحالات الاستثنائية، قد يؤدّي تسريب معلومات رسمية حسّاسة إلى تهديد للحياة. يجب التخلُّص من جميع هذه المستندات عبر أكياس الحرق أو تمزيقها في آلة معتمدة».

أبلغ غيبارد الشرطة في نورثمبريا عن اكتشافه، وأكد متحدّث باسمها أنّ «القوة تلقّت بلاغاً يفيد بالعثور على وثائق ربما تكون سرّية في شارع ريلواي بمنطقة سكوتسوود في نيوكاسل».

وأضاف: «الوثائق سُلّمت إلى وزارة الدفاع»، في حين قال متحدّث باسم هذه الوزارة: «نُحقّق في الأمر بشكل عاجل، والمسألة تخضع لتحقيق داخلي جارٍ حالياً».