مهرجان برلين السينمائي... ترمب حاضر وفيلم الافتتاح لم يرق للنقاد

المخرج توم تايكوَر والممثلة تالا الدين مع فريق عمل فيلم «الضوء» الذي افتتح مهرجان برلين السينمائي (إ.ب.أ)
المخرج توم تايكوَر والممثلة تالا الدين مع فريق عمل فيلم «الضوء» الذي افتتح مهرجان برلين السينمائي (إ.ب.أ)
TT
20

مهرجان برلين السينمائي... ترمب حاضر وفيلم الافتتاح لم يرق للنقاد

المخرج توم تايكوَر والممثلة تالا الدين مع فريق عمل فيلم «الضوء» الذي افتتح مهرجان برلين السينمائي (إ.ب.أ)
المخرج توم تايكوَر والممثلة تالا الدين مع فريق عمل فيلم «الضوء» الذي افتتح مهرجان برلين السينمائي (إ.ب.أ)

في لقائه مع الصحافة قبل يومين، تحدَّث المخرج تود هاينز، رئيس لجنة التحكيم للدورة الـ75 من مهرجان برلين الذي بدأ في الـ13، وينتهي في الـ23 من الشهر الحالي، عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وما يتوقَّعه على صعيد العلاقة بين الحاكم الجديد للبيت الأبيض، وهوليوود.

قال هاينز: «في الثمانينات عندما تسلّم رونالد ريغان الرئاسة، ساد الاعتقاد بأن السينما الأميركية ستتوجَّه إلى اليمين تبعاً للسياسة الجديدة. أعتقد أن هذا ما سيحدث تحت إدارة ترمب».

العلاقة المذكورة نتجت عنها في الثمانينات استدارة نحو الأفلام العسكرية التي قد يطلق عليها البعض لقب «الوطنية». على سبيل المثال، تلك الأفلام الانتقادية لحرب ڤيتنام في السبعينات، تلتها أفلام تشاك نوريس التي باركتها. كذلك تراجعت النيّة في انتقاد المؤسسات الفيدرالية، وتلك التي عُرفت بـ«أفلام نظرية المؤامرة»، التي كانت شهدت في السبعينات أوجها، منها «ثلاثة أيام للكوندور (Three Days of the Condor)» لسيدني بولاك، و«منظور موازٍ (The Parallax View)» لألان ج. باكولا.

البديل كان أفلاماً من نوع «The Road Warrior»، و«48Hrs وDellinger»، حيث الآفات الاجتماعية ممثلة بالأفراد وليس بالمؤسسات. بالطبع لم يخلُّ الأمر من استثناءات من كل نوع وفي كل مرحلة، لكن السائد أن هوليوود تتبع نتائج الانتخابات الأميركية، على أساس أن الشعب الأميركي أدلى بصوته انتخابياً، وعلى هوليوود السعي لتقف إلى جانب خياراته لأن في ذلك صمّام أمان تجاري.

محور مهم

تطرق هاينز إلى ما حدث لفيلم تسجيلي تم إنجازه في العام الماضي وقبل أشهر من انتخاب ترمب، وهو فيلم «المتدرّب (The Apperintice)» للأميركي من أصل إيراني عباس علي. هذا الفيلم المستقل إنتاجياً كان انتقادياً لترمب، وانتبه المحيطون بالرئيس إليه، وخافت هوليوود من تبنيه. دار المخرج والمنتجون على شركات التوزيع كلها، الكبيرة منها والصغيرة، لكن لم تجرؤ أي منها على عرضه اعتقاداً بأن الفيلم بات، بلغة المستشفيات، «ميّت عند الوصول» (DOA).

«تالا الدين» في «الضوء» (أ آر پي سلكشن)
«تالا الدين» في «الضوء» (أ آر پي سلكشن)

في حين أن تصريحات تيلدا سوينتن وتود هاينز حول الوضع السياسي لن تؤثر في المهرجان والكثافة الكبيرة للجمهور الراغب في مشاهدة كل الأعمال التي توفّرها الدورة، إلا أن السياسة ستبقى محوراً مهمّاً. لجانب تلك التصريحات فإن فيلم الافتتاح وعنوانه «الضوء» كان بمثابة الزيت فوق النار كونه يتحدَّث عن وضع ألماني أكّد المخرج توم تايكوَر أنه موجود وغير مختلق، بل يعود إلى سنوات كثيرة وليس من تبعيات أي وضع حاضر.

بطلة الفيلم فرح (تالا الدين)، سورية مهاجرة لديها متاعبها التي تعيش تحت أوزارها، ففي نهاية الأمر دفعتها الظروف لتترك وطنها وتعمل في ألمانيا خادمةً منزليةً. العائلة التي استأجرت خدماتها تقليديةٌ بكل ما تعنيه الكلمة. من تلك العائلات التي تُشكِّل الغالبية والتي لا تعرف كثيراً عمّا يدور حولها، والقليل الذي تعرفه هو ما تلتقطه عبر النشرات الإخبارية إن اكترثت لها.

العائلة على شفير هاوية و«فرح»، هي التي ستعالج متاعبها وتعيد العائلة إلى وحدتها المأمولة.

ردود الفعل النقدية كانت غالباً سلبيةً في الصحف، مثل «داي ڤلت» الألمانية، و«لوموند» الفرنسية، والمواقع الأميركية مثل «إنديواير»، و«ذَ هوليوود ريبورتر»، و«ڤارياتي»، كما «سكرين» البريطانية.

في صميم الانتقاد السائد أن المخرج يلعب على «حبال تأنيب الضمير» من ناحية، وأن الفيلم ليس سلساً ويتناول حكايات موزّعة من دون «روابط حقيقية». في مجمل ذلك الادعاء حقيقة أن مخرج «Run Lola Run» سنة 1998 لم ينجز فيلماً متميّز النجاح، فنياً أو تجارياً، منذ تجربته الأميركية «The International» في 2009. الأفلام التي تبعته تفاوتت في القيمة والنجاح ما جعله يتوقف عن العمل من 2016 إلى اليوم.

فيلم آخر

أول أفلام المسابقة (كون «الضوء» عُرض خارجها) هو «حليب ساخن (Hot Milk)» للبريطانية ربيكا لنكيڤيتز، التي سبق لها أن كتبت سيناريو «Ida» لباڤل باڤلوڤسكي. ذلك الفيلم (2013) ما زال أحد أبرز أعمال المخرج البولندي، لكن «حليب ساخن» لن يشكِّل إلا نقطة انطلاق أولى للنكيڤيتز.

«حليب ساخن» نوع من الأفلام «الآمنة» التي تكاثرت في الآونة الأخيرة حول العلاقة داخل العائلة الواحدة خصوصاً إذا ما كانت مؤلفةً من شخصين فقط: الأب والابن، أو الأب والابنة، أو الأم والابن... أو- كحال هذا الفيلم - الأم والابنة (ڤيكي كرايبس وإيمان ماكي على التوالي).

«حليب ساخن» (بوني برودكشنز)
«حليب ساخن» (بوني برودكشنز)

أحد أسباب مرور الفيلم كسحابةٍ عابرةٍ، أنه يتجاهل الوضع الاقتصادي الذي ألمّ بأوروبا في عام 2008، وهو الوضع الذي شكَّل نواة رواية المؤلفة دبورا ليڤي التي تم اقتباسها هنا. ما بقيت هي متابعة مشاهد تتحدث ولا تضيف حول امرأة وابنتها تمضيان عطلة على الساحل الإسباني، تتخللها اكتشاف كل منهما الأخرى من جديد.


مقالات ذات صلة

فيلم «روج» يمثل السعودية في «أسوان السينمائي»

يوميات الشرق فيلم «روج» السعودي يشارك في مهرجان أسوان لأفلام المرأة (إدارة المهرجان)

فيلم «روج» يمثل السعودية في «أسوان السينمائي»

يشارك فيلم «روج» السعودي الروائي القصير في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، وينافس ضمن مسابقة الأفلام القصيرة.

محمد الكفراوي (أسوان (مصر))
يوميات الشرق الفيلم التونسي بطلته تعاني من النوم القهري - إدارة المهرجان

أعمال «الذكاء الاصطناعي» تجتذب جمهور «الإسكندرية للفيلم القصير»

اجتذبت الأفلام التي تم تنفيذها بتقنية «الذكاء الاصطناعي» جمهور مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بمصر.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق حلمي كشف عن نيته تقديم أفلام سينمائية كثيرة الفترة المقبلة (إدارة مهرجان مالمو)

أحمد حلمي: بعض أدواري السينمائية تقاطعت مع شخصيتي الحقيقية

قال الفنان المصري أحمد حلمي إن بعض أدواره السينمائية تقاطعت مع شخصيته الحقيقية.

أحمد عدلي (مالمو (السويد))
يوميات الشرق مجموعة حفلات غنائية وموسيقية تؤلّف برنامج المهرجان (الشرق الأوسط)

«أعياد بيروت»... موسيقى تنهض بمدينة لا تموت

في مشهدٍ طال انتظاره، تعود بيروت هذا الصيف لتصدح مجدداً بصوت الحياة، عبر مهرجان «أعياد بيروت» الذي يطلق دورته الجديدة تحت شعار «رجعت الأعياد لبيروت».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق جانب من حضور حفل افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

«الخلافات الفلسطينية» تخيّم على افتتاح «مالمو للسينما العربية»

طال الانقسام الفلسطيني حفل افتتاح الدورة الـ15 من مهرجان «مالمو للسينما العربية».

أحمد عدلي (مالمو (السويد))

كثرة الإجازات خلال أبريل تثير تندراً وسخرية في مصر

مصريون خلال احتفالهم بـ«عيد الربيع» في حدائق القناطر الخيرية بمصر (محافظة القليوبية)
مصريون خلال احتفالهم بـ«عيد الربيع» في حدائق القناطر الخيرية بمصر (محافظة القليوبية)
TT
20

كثرة الإجازات خلال أبريل تثير تندراً وسخرية في مصر

مصريون خلال احتفالهم بـ«عيد الربيع» في حدائق القناطر الخيرية بمصر (محافظة القليوبية)
مصريون خلال احتفالهم بـ«عيد الربيع» في حدائق القناطر الخيرية بمصر (محافظة القليوبية)

«أنا نزلت الشغل 16 يوماً فقط في أبريل (نيسان)، لا أعرف كيف أعيش في مايو (أيار) من غير إجازات»... تغريدة ساخرة عبّرت بها مصرية عبر حسابها على «إكس»، في إشارة إلى كثرة العطلات خلال أبريل الماضي، مقارنة بمايو الجاري.

وبدا شهر أبريل هذا العام استثنائياً في حياة المصريين؛ إذ ضم عدداً غير مسبوق من العطلات المتتابعة احتفاء بمناسبات وطنية ودينية، وصلت بالإضافة إلى أيام الجمعة والسبت إلى 12 يوماً.

ومع توالي أيام العطلات الرسمية، انتشرت حالة من التندر والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ عبّر مواطنون عن مشاعر مختلفة؛ بين «الترحيب بالراحة وعدم العمل»، والحديث عن تأثير هذه الإجازات على إيقاع الحياة اليومية.

وبحسب قرارات الحكومة، فإن هذه العطلات تُمنح للعاملين في الوزارات والهيئات الحكومية، بالإضافة إلى القطاع الخاص والمدارس والجامعات والبنوك، مما يخلق حالة من التوقف المؤقت في العديد من الأنشطة اليومية.

وبدأ أبريل الماضي بالتزامن مع عطلة عيد الفطر الذي بدأ في مصر يوم 31 مارس (آذار) الماضي، وامتد إلى 2 أبريل، ثم كان احتفال المصريين بـ«عيد الربيع» يوم الاثنين 21 أبريل، حيث قرر رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أن يكون هذا اليوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر.

ومن بعده كان الاحتفال بذكرى «تحرير سيناء» (الذي يُحتفل به سنوياً في 25 أبريل)، ومع تزامن الذكرى الـ43 هذا العام مع يوم الجمعة، قرر مجلس الوزراء ترحيل إجازة «عيد تحرير سيناء»، لتكون يوم الخميس 24 أبريل بدلاً من 25 أبريل.

وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للفنان عادل إمام من فيلم «مرجان أحمد مرجان»، يتضمن إسقاطاً كوميدياً عن حالة احتفاء الموظفين بالعطلات المتتالية.

ميدان التحرير بالعاصمة المصرية القاهرة (الهيئة العامة لتنشيط السياحة)
ميدان التحرير بالعاصمة المصرية القاهرة (الهيئة العامة لتنشيط السياحة)

وخلال السنوات الأخيرة، اتبعت الحكومة المصرية سياسة ترحيل بعض العطلات الرسمية التي تصادف منتصف الأسبوع إلى نهاية الأسبوع، حتى يستفيد العاملون من إجازة ممتدة.

كما استقبل العاملون في الدولة والقطاع الخاص أول أيام مايو بعطلة رسمية للاحتفال بـ«عيد العمال».

وكان جانب آخر من رواد «السوشيال ميديا» قد عبّروا في تهكم عن حالة الملل لكثرة العطلات، وعن استيائهم من طول أيام شهر أبريل الذي شهد مناسبات عديدة ولم ينتهِ.

ما جعل البعض يسخر من أن عطلة «عيد العمال» هي في الحقيقة عطلة بمناسبة انتهاء أبريل.

في حين عبّر آخرون عن حزنهم من أن شهر مايو «لا يضم أي عطلات رسمية أخرى».

وكانت مطالبات أخرى، لم تخرج عن إطار التندر، نادى بها بعض الموظفين في الجهاز الحكومي والقطاع الخاص، بأن يكون يوم 30 أبريل عطلة، بعدما قررت الحكومة المصرية تعليق الدراسة في هذا اليوم في جميع المدارس بسبب عاصفة ترابية شهدتها البلاد.

وتعرضت أنحاء في مصر، الأربعاء الماضي، إلى منخفض جوي خماسيني صاحبه نشاط للرياح المثيرة للأتربة وأمطار متفاوتة الشدة، في حين لم يشعر به سكان القاهرة.