الثقة من المكونات الأساسية التي تربط المجتمعات معاً، ومع ذلك فإنها شعور محفوف بالمخاطر.
ولكن بمن نثق؟ ولماذا؟
وفق تقرير لموقع «سايكولوجي توداي»، من المنطقي أن نثق بالأشخاص الذين يُظهرون شخصية أخلاقية عالية، ويُظهرون سمات مثل الصدق والضمير الحي والكرم وأخلاقيات العمل الجديرة بالثقة.
ولكن عندما ندخل عالم العمل المحفوف بالمخاطر، فقد نجد أنفسنا نثق بالمتحدثين الكبار، والمبالغين في الوعد، وأولئك الذين نعدهم أقوياء، وفق التقرير.
وتُظهِر الأبحاث أننا غالباً لا نضع ثقتنا في الأشخاص الذين استحقوها بحق، بل في أولئك الذين نعدهم يمتلكون السلطة والنفوذ، ونعتقد أحياناً بسذاجة أنهم يهتمون بمصلحتنا.
وأشار التقرير إلى أنه يمكن أن يضل كل من «الأتباع السيئين» و«القادة المتمكنين» الطريق عندما يضعون ثقتهم بغير الجديرين بالثقة، وغالباً ما تكون العواقب وخيمة.
الأتباع السيئون ونظرية التعلم الاجتماعي
يظهر الرؤساء السيئون في نشرات الأخبار عندما تتصدر السلوكيات المشكوك فيها العناوين. ولكن مثل هذه الكارثة غير ممكنة دون مجموعة من «المتابعين السيئين»، أو الموظفين الذين يشاركون في الأخطاء، ويُغطون على الأفعال السيئة، ويتجاهلون عندما تحدث التجاوزات، وفق التقرير.
يمكن أن تُعزى هذه الظاهرة جزئياً إلى نظرية التعلم الاجتماعي، أو ميلنا إلى محاكاة السلوكيات من حولنا، خصوصاً عندما تجني مثل هذه السلوكيات نتائج إيجابية.
ومع ذلك، عندما تتم صياغة الثقافات التي تكافئ النميمة والطعن في الظهر والتخريب بوصفها استراتيجيات ناجحة لتسلق السلم الوظيفي، وتأمين الزيادات، وكسب الثناء، يتم تبني هذه السلوكيات على أنها معايير، مما يؤدي إلى الانفصال الأخلاقي على نطاق واسع.
تمكين القادة قد يؤدي دون علمهم إلى تمكين الأشخاص الخطأ
إن الكتب التي تتحدث عن تأثير القيادة المتمكنة تنتشر على جدران باعة الكتب المحليين وتضغط على المنافسة في قوائم الكتب الأكثر مبيعاً، ورغم أن الوعود حقيقية وموثقة جيداً، مما يؤدي إلى تعزيز الإبداع والابتكار، فإن هناك جانباً مظلماً من المعادلة غالباً ما يتم استبعاده من السرد.
فالتمكين يؤدي أحياناً إلى الفوضى بدلاً من الإبداع والنمو. ويحدث هذا الانقلاب في السيناريو عندما يمنح القائد حسن النية الثقة والحرية لأولئك غير المجهزين للقيادة، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنهم يستخدمون استيلاءهم على السلطة لإسقاط من حولهم.
الثالوث المظلم
في بعض الأحيان، يحاول هؤلاء الأتباع السيئون ببساطة تهدئة انعدام الأمن لديهم من خلال تشويه سمعة الآخرين الذين يهددون هيمنتهم، ولكن في أوقات أخرى يكون هناك شيء أكثر إثارة للشكوك.
هناك الثالوث المظلم للشخصية الذي يشمل النرجسية (الغرور والتكبر)، والميكافيلية (التلاعب والبرود)، والاعتلال النفسي (الاندفاع، والقسوة، والبحث عن الإثارة إلى جانب انخفاض مستويات التعاطف والقلق).
ورغم أن كلاً من هذه السمات يشتمل على سمات مميزة، فإنها جميعاً تتسم بمستويات مختلفة من الازدواج، والبرود، والترويج للذات -الأمر الذي يستفز الآخرين لمنحهم الثقة على حساب أنفسهم.