لماذا لم تشدُ «كوكب الشرق» بقصائد أحمد شوقي في حياته؟  

خلال مناقشة كتاب ضمن الاحتفال بـ«2025 عام أم كلثوم»

أم كلثوم غنّت العديد من القصائد (وزارة الثقافة المصرية)
أم كلثوم غنّت العديد من القصائد (وزارة الثقافة المصرية)
TT

لماذا لم تشدُ «كوكب الشرق» بقصائد أحمد شوقي في حياته؟  

أم كلثوم غنّت العديد من القصائد (وزارة الثقافة المصرية)
أم كلثوم غنّت العديد من القصائد (وزارة الثقافة المصرية)

مع الاحتفاء المصري بـ«كوكب الشرق» أم كلثوم في الذكرى الخمسين لرحيلها، وتخصيص وزارة الثقافة «2025 عام أم كلثوم» عبر برامج فنية وثقافية وحفلات متنوعة تستعيد سيرة وأعمال ومشوار «سيدة الغناء العربي»، تناولت لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر كتاب «أم كلثوم... الشعر والغناء» للناقد الأكاديمي الدكتور أحمد يوسف، الحاصل على جائزة الدولة التقديرية، ويتضمن دراسة علمية توثق جانباً من اختيارات أم كلثوم لقصائد بعينها في الغناء.

ومن ضمن ما يقدّمه الكتاب القصائد التي اختارتها أم كلثوم للغناء، وقصائد أمير الشعراء أحمد شوقي التي لم تغنها في حياته، رغم معاصرتها له، بل وكتابته قصيدة في جمال صوتها مطلعها «سلوا كؤوس الطِلا».

الكتاب الذي أصدره «مركز أبوظبي الثقافي» يتناول حياة أم كلثوم واختياراتها للقصائد التي تغنيها، ويقول مؤلف الكتاب إنه «تناول أم كلثوم بوصفها مفكرة في النص الذي تقدمه أو تختاره للغناء»، ووصفها بأنها «رائدة من رائدات التنوير في المجتمع المصري ضمن السياق الاجتماعي الذي عاشت فيه»، مشيراً إلى أنها «لم تغنِّ لأحمد شوقي سوى بعد وفاته، وغنَّت له تسع قصائد، وكانت أول قصيدة غنتها لشوقي في تنصيب الملك فاروق ملكاً لمصر عام 1936، وأما القصيدة التي أهداها شوقي إياها فلم تغنِّها سوى عام 1946».

وعن أسباب عدم غنائها قصائد شوقي في حياته، يوضح الناقد الأكاديمي المصري الدكتور أحمد يوسف لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك أكثر من سبب قد يفسر هذا الأمر، أولها أن أم كلثوم جاءت إلى القاهرة عام 1925، وأحمد شوقي توفي عام 1932، فلم تكن أم كلثوم قد حققت ما يجعلها تشدو بقصائد شوقي في بداياتها».

وأضاف: «خلال تلك الآونة في البدايات كانت تغني مع الشيخ أبو العلا محمد قصائد من التراث العربي لشعراء مثل بكر بن النطاح، ثم الشريف الرضي، ومهيار الدلهمي، وأبو فراس الحمداني، وغيرهم».

جانب من الندوة حول القصائد التي غنتها أم كلثوم (وزارة الثقافة المصرية)

ويشير يوسف إلى أن «في هذه الفترة كان أحمد شوقي يتبنى محمد عبد الوهاب، فرأت أم كلثوم أن المنافسة على كسب اهتمام شوقي لن تكون في صالحها فلم تتقرب إلى شوقي، لكن الأخير هو الذي دعاها للغناء في كرمته (كرمة بن هانئ - منزل أحمد شوقي) قبل عامين تقريباً من رحيله. وهناك أخذت قلوب الحاضرين، وعلى رأسهم شوقي الذي كتب في تلك الليلة (سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها). ولم تلتق شوقي بعدها».

وقدمت أم كلثوم أولى أغانيها من قصائد شوقي في تنصيب الملك فاروق عام 1936 بعد 4 أعوام من رحيل الشاعر الكبير، ثم بدأت غناء القصائد الأخرى لأحمد شوقي بداية من عام 1946، وفق يوسف الذي أضاف أن «أم كلثوم صنعت نهضة جديدة حينما بعثت شعر شوقي بعد موته»، مؤكداً أنها كانت تقرأ كتابين أساسيين هما ديوان أحمد شوقي (الشوقيات) وكتاب «الأيام» لطه حسين.

وغنت أم كلثوم من قصائد أحمد شوقي «ولد الهدى» و«نهج البردة» و«سلوا قلبي» و«الملك بين يديك» التي غنتها في عيد تنصيب الملك فاروق، و«السودان» و«سلوا كؤوس الطلا» التي كان لها قصة طريفة حكتها أم كلثوم في برنامج إذاعي، وقالت إنها هددت بتمزيق الظرف الذي كان يعطيها إياه شوقي وفيه القصيدة ظناً منها أن فيه أموالاً مقابل غنائها في منزله.

الناقد الفني المصري طارق الشناوي يشير إلى أسباب أخرى ربما حالت دون غناء أم كلثوم قصائد شوقي في حياته، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «أم كلثوم لم تغنِ لشوقي في حياته ليس عن سبق إصرار، ولكن ربما لم تسمح الظروف بهذا الأمر، خصوصاً أنه كتب قصيدة من وحي صوتها، تماماً كما غنت لإبراهيم ناجي بعد رحيله واحدة من أروع القصائد العربية المغناة، وكان ناجي يتمنى أن تغني له في حياته، ولم يحدث ذلك ربما أيضاً لأن الظروف لم تسمح بذلك».

ولدت أم كلثوم عام 1908 في محافظة الدقهلية، وبدأت مشوارها الفني بغناء التواشيح والقصائد العربية التراثية، وقدمت العديد من القصائد المغناة طوال تاريخها الذي قدمت خلاله عشرات الأغاني الباقية في وجدان عشاقها. وتتوالى الاحتفالات والفعاليات الثقافية في مصر لاستعادة ذكرى رحيلها الـ50، إذ رحلت في 3 فبراير (شباط) عام 1975.


مقالات ذات صلة

في منشور صريح... جاستن بيبر يكشف عن شعوره بأنه «محتال» و«غير مؤهل»

يوميات الشرق المغني الشهير جاستن بيبر (رويترز)

في منشور صريح... جاستن بيبر يكشف عن شعوره بأنه «محتال» و«غير مؤهل»

كشف المغني الشهير جاستن بيبر أنه يشعر باستمرار بأنه «محتال» أثناء حديثه مع متابعيه عن معاناته مع متلازمة المحتال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بورتريه نحتي لموسيقار الأجيال ومجموعة من مقتنياته الشخصية (الشرق الأوسط)

متحف عبد الوهاب يبرز رحلة «موسيقار الأجيال» في دنيا الفنون

بين شوارع «وسط البلد» في القاهرة، وفي مبنى تراثي يمتد تاريخ إنشائه لأكثر من 100 عام، يحكي متحف الموسيقار المصري الراحل محمد عبد الوهاب «أنشودة الفن».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق الحفل يتضمن أغنيات لفيروز وأسمهان ووردة الجزائرية (جاهدة وهبه)

جاهدة وهبه تحيي حفل «كوكب الشرق وأيقونات من الزمن الجميل»

خلال الحفل الذي ستحييه جاهدة وهبه سيلتقي الغناء بالشعر وذكرى الماضي بالحاضر.

فيفيان حداد (بيروت)
متحف الموسيقار محمد عبد الوهاب (وزارة الثقافة المصرية)

مصر تحتفي بذكرى ميلاد «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب

تحتفي مصر بذكرى ميلاد «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب التي تحل في 13 مارس (آذار) الجاري، بإقامة حفل غنائي كبير لأعمال الفنان الراحل.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق فرقة «طبلة الست» في أحد حفلاتها السابقة (صفحة الفرقة على «فيسبوك»)

«فرقة رضا» و«طبلة الست» و«الليلة الكبيرة» تُنير ليالي رمضان في مصر

تحت شعار «من المدفع للسحور احتفالات الثقافة نور»، ينطلق برنامج «هل هلالك» للاحتفال بليالي رمضان، متضمناً الكثير من الفرق الغنائية والمسرحية والاستعراضية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

رحيل أيقونة المسرح اللبناني أنطوان كرباج

الممثل اللبناني الراحل أنطوان كرباج (أ.ف.ب)
الممثل اللبناني الراحل أنطوان كرباج (أ.ف.ب)
TT

رحيل أيقونة المسرح اللبناني أنطوان كرباج

الممثل اللبناني الراحل أنطوان كرباج (أ.ف.ب)
الممثل اللبناني الراحل أنطوان كرباج (أ.ف.ب)

توفي الممثل اللبناني أنطوان كرباج، اليوم (الأحد)، عن عمر ناهز 90 عاماً بعد أن أمضى سنواته الأخيرة في أحد مستشفيات بيروت فاقداً للذاكرة بفعل مرض ألزهايمر.

وقالت نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان في بيان: «غادرنا عظيم من بلادنا. بدأ حياته ملكاً وبقي كذلك طيلة مسيرته الفنية. قامة مسرحية ودرامية أغنت المكتبة الإبداعية بالعديد من الأعمال العظيمة خاصة على المسرح الجاد والاستعراضي مع العمالقة الأخوين الرحباني والأيقونة اللبنانية السيدة فيروز».

ولد كرباج عام 1935 في قرية زبوغا بمحافظة جبل لبنان وبدأ مسيرته الفنية مطلع الستينات حين التحق بمعهد المسرح الحديث التابع للجنة مهرجانات بعلبك الدولية بإدارة منير أبو دبس.

أدى كرباج أدواراً بارزة في عدد من مسرحيات الأخوين رحباني وجسد شخصيات تتطلب أداء مركباً مثل «فاتك المتسلّط» في مسرحية «جبال الصوان»، و«الملك غيبون» في مسرحية «ناطورة المفاتيح»، و«الوالي» في «صح النوم»، و«القائد الروماني» في مسرحية «بترا»، و«اليوزباشي عسّاف» في «صيف 840».

أجاد أدوار الشر والخير على حد سواء في الدراما التلفزيونية منذ تجسيده شخصية «جان فلجان» في مسلسل «البؤساء» لفيكتور هوغو عام 1974.

وتوالت مسلسلاته التي تنوعت بين الشعبية والمستوحاة من الأعمال الأدبية، فقدم مسلسل «ديالا» مع الفنانة اللبنانية الراحلة هند أبي اللمع، ومسلسل «لمن تغني الطيور»، ومسلسل «أوراق الزمن المر» مع منى واصف وجوليا بطرس.

لمع في مسلسل «بربر آغا» الذي كتب له القصة والسيناريو والحوار أنطوان غندور وأخرجه باسم نصر لتلفزيون «لبنان» عام 1979.

وعلى المسرح أدى كرباج أدواراً تنقل فيها بين روايات الأدب العالمي مثل «ماكبث» للإنجليزي ويليام شكسبير، و«الذباب» للفرنسي جان بول سارتر.

تقلد منصب نقيب الممثلين في لبنان من عام 2005 إلى عام 2009.