شهدت كواليس اختيار الأبطال وبعض الأدوار في المسلسلات المصرية المنتظر عرضها في موسم دراما رمضان 2025 تغييرات تمثلت في «استبدال نجوم» بعد اعتذارهم، حتى أصبح اللجوء للاستبدال هذا العام أشبه بلعبة «الكراسي الموسيقية» التي تنتهي بكرسي واحد يناله الفائز.
وتنوعت الاعتذارات ما بين أسباب فنية وإنتاجية وانشغال بأعمال أخرى... ومن أبرز الأعمال التي شهدت اعتذارات مسلسل «لام شمسية» الذي تتصدر بطولته الفنانة أمينة خليل بدلاً من الفنانة منى زكي، ومسلسل «كامل العدد» والذي تتصدر بطولته الفنانة دينا الشربيني، حيث انضم إليه نجوم جدد من بينهم حسين فهمي وإنجي المقدم، بعد اعتذار أكثر من فنان، من بينهم جيهان الشماشرجي التي تشارك في بطولة مسلسلي «إخواتي»، و«جودر2»، وأيضا الفنانة آية سماحة التي تقدم البطولة النسائية في مسلسل «الكابتن».
وانضم الفنان محمود البزاوي لفريق مسلسل «فهد البطل»، بطولة أحمد العوضي، بديلاً للفنان أشرف عبد الباقي، بينما يشارك الأخير في بطولة مسلسل «قلبي ومفتاحه» بطولة آسر ياسين، ومي عز الدين.

وتشارك يارا السكري بدلاً من نسرين أمين في «فهد البطل»، بينما تشارك سلوى عثمان في مسلسل «سيد الناس» بعد اعتذار وفاء عامر لأسباب صحية، وفق ما أعلنته، وتتصدر الفنانة نيللي كريم بطولة مسلسل «إخواتي»، بدلاً من الفنانة منى زكي التي تفرغت لتصوير دورها في فيلم «الست» الذي يحكي سيرة «كوكب الشرق» أم كلثوم.
وعدّ الناقد الفني المصري عماد يسري أن لعبة تغيير واستبدال الأدوار تعتمد في المقام الأول على ملامح الشخصية، ومدى اتساقها مع الفنان المرشح أو البديل، لافتاً إلى أن السمات الأساسية للدور لا بد أن تتفق بشكل كلي مع الفنان حتى يتمكن من لفت الأنظار لأدائه، وهنا يكمن دور المخرج أو المسؤول عن اختيار الأدوار.
وأشار يسري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الإتقان في الاستعانة بالبديل سيجعل الأمر يسيراً، ولن يمثل عائقاً أمام صناع العمل الفني، ما دامت هناك آلية واضحة في المعايير التي يختارون على أساسها»، موضحاً أن «الدراما المصرية حافلة بمجموعة خالدة من الأعمال التي ما زالت راسخة في أذهان ووجدان المشاهد المصري والعربي، وتعرضت لاعتذارات واستبدال أبطالها».

واستشهد يسري بمسلسلي «الزيني بركات» و«لن أعيش في جلباب أبي» اللذين استبدل صناعهما بالأبطال الأوائل غيرهم، لافتاً إلى أنه «لا يمكننا تصور العمل الأول دون أحمد بدير ونبيل الحلفاوي، والثاني دون الراحل نور الشريف».
ومن أشهر الأمثلة على استبدال الممثلين في أعمال شهيرة، ما أوردته المخرجة المصرية رباب حسين في تصريحات متلفزة حول اعتذار الفنان نور الشريف عن بطولة مسلسل «الليل وآخره» عام 2003، بسبب ارتباطه بمسلسل «عمرو بن العاص»، وعدم تمكنه من التوفيق بين العملين، مؤكدة أن الفنان الراحل نور الشريف اعتذر عن الدور وهو حزين؛ لأنه قد استعد له وجهّز الملابس المناسبة، وكان الدور في النهاية من نصيب الفنان يحيى الفخراني.
وأكد يسري أنه «لا يمكننا الجزم بأن نتائج لعبة (الكراسي الموسيقية) في استبدال النجوم بالأعمال الفنية سلبية أو إيجابية، بل تحكمها عوامل واجتهادات فنية وشخصية ورؤية نقدية بعد مشاهدة العمل».

وفي السياق؛ تمت الاستعانة بالفنانة ياسمين رئيس بدلاً من الفنانة هنا شيحة في مسلسل «منتهي الصلاحية»، واختيار شيرين بدلاً من سوسن بدر في مسلسل «نص الشعب اسمه محمد»، وفق وسائل إعلام محلية.
وقالت الناقدة الفنية المصرية فايزة هنداوي لـ«الشرق الأوسط»، إن «اعتذار النجوم واستبدال غيرهم بهم أمر متعارف عليه وليس جديداً على الصناعة، بل موجود في العالم كله»، لافتة إلى أن «البديل المناسب بإمكانه تقديم الدور أفضل من الفنان الأصلي، ولدينا أعمال فنية عريقة تشهد على ذلك، من بينها فيلم (الحريف) ومسلسل (رأفت الهجان) على سبيل المثال»، وفق قولها.