ودّعت مسلسلات عربية عدّة سباق الدراما الرمضانية لعام 2025 مبكراً، رغم إعلان صُنّاعها عن عرضها خلال الموسم المقبل، والترويج لها على هذا الأساس، لكنهم ما لبثوا أن أعلنوا تأجيلها لوقت لاحق لأسباب مختلفة.
أبرز هذه الأعمال على الصعيد المصري، مسلسل «الكينج» للفنان محمد عادل إمام، الذي كان من المقرر عرضه في 15 حلقة، ويرجع التأجيل حسب ما أكّده مؤلفه محمد صلاح العزب لـ«الشرق الأوسط» إلى «ضخامة العمل»، مضيفاً: «كنا نأمل أن نعرض المسلسل في رمضان 2025، بيد أن طبيعة قصته، التي تستلزم التصوير في دول أجنبية عدّة، تسبّبت في تأجيله إلى العام المقبل، لنأخذ وقتاً كافياً في تحضيره».
ومن ضمن الأعمال التي تقرّر تأجيلها أيضاً مسلسل «بمية الدهب» للفنانة هيفاء وهبي، وكان من المقرر تقديمه في 30 حلقة، ويدور في إطار من الأكشن والتشويق، وكشف مؤلفه الفنان تامر عبد المنعم أن سبب خروجه من سباق رمضان يعود إلى «صعوبة كتابة باقي حلقات المسلسل»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «يتألف من 30 حلقة، حتى أيامٍ قليلة لم أكن قد كتبت سوى 11 حلقة، ولم يكن لدي متَّسع من الوقت لكتابة الحلقات المتبقية. لذا اتفقنا بالإجماع على تأجيل العمل إلى العام المقبل، ليكون السيناريو والحوار مكتملاً إلى النهاية، نظراً لأن قصة العمل مشوِّقة، ولم تُقدَّم من قبل».

وخرج مسلسل الفنانة ياسمين رئيس الجديد «قتل اختياري» من سباق دراما رمضان، لانشغالها في تصوير عدد آخر من المسلسلات، التي كان من بينها مسلسلها الأخير «رقم سري» بالإضافة إلى مسلسليها اللذين من المقرّر عرضهما خلال السباق الرمضاني وهما «جودر 2» مع الفنان ياسر جلال، و«منتهي الصلاحية» مع الفنان محمد فراج، واللذان سيُعرضان في 15 حلقة.
وفضّل الفنان الكبير يحيى الفخراني تأجيل مسلسله «الأستاذ» إلى العام المقبل، ليدرسه دراسة متأنية مع المخرج ماندو العدل، وكشف المنتج جمال العدل سبب تأجيل المشروع: «هناك سببان لتأجيل مسلسل (الأستاذ) يحيى الفخراني، الأول هو رغبة الفنان في قراءة العمل مرة واحدة، وحين تعاقدنا عليه لم تكن كتابته قد اكتملت بعد، والسبب الثاني هو تأخُّر جهة العرض في تأكيد شراء المشروع، لذا فضَّلنا أخذ الوقت الكافي للعمل عليه حتى رمضان 2026».
وتسبّبت أحداث سوريا الأخيرة في خروج عددٍ من الأعمال الدرامية من خريطة العرض الرمضانية، ويأتي على رأسها مسلسل الفنانة سلافة معمار مع المخرجة رشا شربتجي الذي يحمل عنوان «مطبخ المدينة»، بعد نجاحهما معاً العام الماضي في مسلسل «ولاد بديعة»، وعلّقت سلافة في حديث تلفزيونيّ: «يُعدّ تأجيل عرض المسلسل فرصة جيَّدة لإعادة النظر في نص العمل، وتحديثه ليتناسب مع التغيرات التاريخية والوضع السوري حالياً».

وخرج مسلسل الفنان السوري قصي خولي، والفنانة المصرية الكويتية نور الغندور من السباق، في أول عمل يجمعهما سوياً من إنتاج جمال سنان؛ وذلك لتأخُّرهما في تصويره ورغبتهما في تعديل بعض الأمور الخاصة بقصّته التي تدور في إطار من الرومانسية والكوميديا، حتى لا تتشابه مع قصة درامية عُرضت أخيراً، حسبما صرّح به قصي خولي لأحد البرامج التلفزيونية.
وترى الناقدة الفنية المصرية ماجدة موريس أن «خروج عددٍ من الأعمال الدرامية من السباق الدرامي أمر معتاد وليس جديداً»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «خروج عدد كبير من المسلسلات من سباق دراما رمضان أمر معتاد، وأراه في مجمله جيداً، نظراً لكثرة عدد المسلسلات المعروضة في هذا الشهر، كما أن عرضها بعيداً عن الشهر الفضيل يعطيها فرصة المتابعة بشكل أفضل». وأشارت موريس إلى أن أسباب خروج تلك المسلسلات صداع مستمر لا يتغير وهو تذكر بعض الصناع أن قدوم شهر رمضان قبل أسابيع من انطلاقه: «لا تتغيّر مشكلة كل عام، وهي أن يتفاجأ صُنّاع الدراما المصرية والعربية باقتراب شهر رمضان قبل انطلاقه بأيام، ممّا يجعلهم يشرعون في التحضير لأعمالهم الدرامية، في حين أن شهر رمضان معلن للجميع قبلها بعام، وأرجو من صناع المسلسلات الذين أعلنوا تأجيل أعمالهم الرمضانية لعام 2026، أن يبدأوا في التحضير لها عقب نهاية رمضان 2025».