في حفل احتضنه مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو» احتفاء بذكرى مرور 50 عاماً على رحيل سيدة الغناء العربي أم كلثوم، كرم رئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني صناع مسلسل «أم كلثوم» بمناسبة مرور 25 عاماً على عرضه، وقد اختار أن «يقام الاحتفال في المبنى العريق المطل على نهر النيل، ليؤكد عودة (ماسبيرو) لدوره الذي غاب عنه طوال السنوات الماضية»، وفق تعبير المسلماني.
وشهد الحفل حضوراً من نجوم الفن إلى جانب صناع المسلسل، وبعض الإعلاميات من بينهن: فريدة الزمر، وسناء منصور، وسوزان حسن. وأحيت الحفل المطربة ريهام عبد الحكيم التي أعاد لها التكريم ذكريات البدايات، حيث كان المسلسل قد كشف عن موهبتها بصفتها مطربة، بعدما أدت شخصية أم كلثوم في عمر 14 عاماً، وتألقت ريهام وهي تُبدع في غناء مقاطع من أغنيات «ألف ليلة وليلة»، و«دارت الأيام»، و«أنت عمري» واختتمتها بأغنية «مصر التي في خاطري»، وسط تصفيق كبير من الحضور، كما قدم كورال أطفال وزارة الشباب والرياضة فقرة غنائية لبعض أغنيات أم كلثوم.
ووصف أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، مسلسل «أم كلثوم» بأنه «أحد أروع مسلسلات السيرة الذاتية في الدراما العربية»، كما وصف أم كلثوم بأنها «جامعة الدول العربية الشعبية» التي حشدت العرب من المحيط إلى الخليج، مشيراً إلى أن «أديب نوبل» نجيب محفوظ كان يحمل تقديراً كبيراً لها كما أن العالم المصري الراحل د. أحمد زويل قال إنه أنجز بعض أبحاثه العلمية التي فاز عنها بـ«نوبل» على صوت أم كلثوم، وقد قال إنه «إذا كان هناك أحد جدير بأن يقاسمني جائزة نوبل لكانت (كوكب الشرق)».
وقام المسلماني بتكريم اسم أم كلثوم، قبيل تكريم أسرة المسلسل، وفي مقدمتهم المخرجة إنعام محمد علي، التي أشادت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بأداء ريهام عبد الحكيم وبقدراتها الصوتية الكبيرة، كما عبرت عن سعادتها بهذا التكريم الذي رأت أنه يؤكد أن «الأعمال الفنية التي يُبذل فيها جهد حقيقي تعيش في وجدان المشاهدين، بدليل أنه بعد 25 عاماً يعاد الاحتفاء بالمسلسل»، مؤكدة أن «هذا الاحتفال أبهجها كثيراً».
واستعادت إنعام ذكريات ضايقتها في بداية تصوير المسلسل، حيث تعرضت لهجوم شديد وتشكيك في اختيارها للفنانة صابرين لأداء شخصية أم كلثوم؛ وعن ذلك تقول: «كنت أراها الأنسب من جميع الوجوه، فهي ممثلة موهوبة، وكانت تؤدي أغنيات، مما مكنها من أداء الأغنيات تمثيلاً بحركة الشفتين على الشاشة».
وأضافت: «تعرضت أنا والمؤلف الراحل محفوظ عبد الرحمن لقضايا عدة هددت بوقف تصوير المسلسل من قبل بعض أفراد عائلة أم كلثوم، لكن كل هذا تبدد مع بدء عرض المسلسل حيث بادر المهاجمون بالاعتذار، بعدما اكتشفوا أنه لم يكن هناك أنسب من صابرين، كما أقامت أسرة أم كلثوم حفلاً لتكريم أبطال المسلسل».
كما تم تكريم أبطال المسلسل صابرين، وسميرة عبد العزيز، ونادية رشاد، وأشرف زكي، وعبد العزيز مخيون، وكمال أبو رية، ومحمد أبو داود، وأيمن عزب، وسهر الصايغ، وأحمد شاكر، وهاني كمال، كما تم تكريم اسم الموسيقار عمار الشريعي صاحب الموسيقى التصويرية للعمل، وتكريم مديري التصوير، وسامية عبد العزيز مصممة الملابس، واسم المؤلف الراحل الكاتب محفوظ عبد الرحمن.
وعَدّ الفنان عبد العزيز مخيون المسلسل «زهرة في تاج أعماله»، حسبما قال لـ«الشرق الأوسط».
وأكد مخيون أن أم كلثوم تمثل فترة كانت مصر تزخر فيها بالمواهب في جميع المجالات في الأدب والثقافة والعلوم والفنون، عاداً صوتها «ثروة قومية» و«مدرسة غنائية» قائمة بذاتها مع مبدعين من المؤلفين والملحنين، مشدداً على أنها «لا تزال متوهجة ولم يتجاوز موهبتها أحد».
وهو ما دعمته الفنانة منال سلامة التي أكدت أن أم كلثوم موهبة جبارة تزامن ظهورها مع عصر مليء بالموهوبين من شعراء وكتاب وملحنين واقتصاديين وقد شاركوا جميعاً في رعاية هذه الموهبة، فساندوها، وقد علّمت وثقفت نفسها بفضل ذكائها الفطري.
وأضافت سلامة أن التكريم أعاد لها ذكريات كثيرة، قائلة: «استحضرنا بصفتنا ممثلين حالة الشغف من سيرة أم كلثوم، وكنا نريد أن نُثبت أنفسنا... فالمسلسل أرَخ ليس فقط لحياة أم كلثوم بل لنا أيضاً جميعاً»، وعَدت الاحتفال «بريق أمل لعودة ماسبيرو وقطاعاته الإنتاجية».