«غرامي 2025»... بيونسيه تفوز أخيراً وشاكيرا تتضامن مع المهاجرين

الاحتفالية الموسيقية العالمية تتجنَّب السياسة وتتجنَّد لضحايا حرائق لوس أنجليس

بيونسيه تحتضن ابنتها بلو آيفي كارتر بعد فوزها بـ«غرامي» أفضل ألبوم (رويترز)
بيونسيه تحتضن ابنتها بلو آيفي كارتر بعد فوزها بـ«غرامي» أفضل ألبوم (رويترز)
TT

«غرامي 2025»... بيونسيه تفوز أخيراً وشاكيرا تتضامن مع المهاجرين

بيونسيه تحتضن ابنتها بلو آيفي كارتر بعد فوزها بـ«غرامي» أفضل ألبوم (رويترز)
بيونسيه تحتضن ابنتها بلو آيفي كارتر بعد فوزها بـ«غرامي» أفضل ألبوم (رويترز)

بعد سنواتٍ من الانتظار كادت أن تتحوَّل إلى قطيعة بين بيونسيه و«أكاديمية تسجيل الفنون والعلوم»، فازت المغنية الأميركية أخيراً بـ«غرامي» ألبوم العام. هي المرة الأولى التي تحقق فيها بيونسيه فوزاً عن هذه الفئة تحديداً، وذلك عن ألبومها «Cowboy Carter»، على الرغم من أنَّها تتصدَّر قائمة الفنانين الفائزين بـ«غرامي» وفي حوزتها 32 جائزة.

برفقة ابنتها الكبرى بلو آيفي كارتر، صعدت بيونسيه إلى مسرح ميدان «كريبتو.كوم» في لوس أنجليس، وتسلَّمت جائزتها من ممثلين عن فريق الإطفاء الذي تولَّى إخماد حرائق لوس أنجليس المدمِّرة. وفي خطابها أمام الحضور، قالت بيونسيه إنها تشعر «بالاكتمال والفخر»، معلِّقةً على التأخير في نَيلها هذه الجائزة: «لقد مضت سنواتٌ طويلة».

وعندما تكرّر نداؤها إلى المسرح لتسلُّم جائزة أفضل ألبوم عن فئة موسيقى الكانتري، بدت بيونسيه في قمَّة الذهول. وقد تسلَّمت جائزتها الثانية من زميلتها تايلور سويفت، التي كان عليها أن تغادر الحفل هذا العام خالية الوفاض. فوسط المنافسة المحتدمة، لم يتمكَّن ألبوم سويفت «The Tortured Poets Department» من الحصول على ما يكفي من تصويتٍ يخوِّله الفوز بأي جائزة، مع العلم بأنه كان قد نال 6 ترشيحات.

على خلفيّة حرائق لوس أنجليس، سارت الاحتفالية الموسيقية العالمية، إذ تعدَّدت التحيات التي وُجِّهت إلى الضحايا، وإلى كل مَن ساهموا في إخمادها. وفي وقتٍ أُطلقت حملة تبرُّعات بالتزامن مع الحفل فاق مجموعها الأوَّلي 7 ملايين دولار، جرى عرض فيديو عن الحرائق، تلاه فاصل موسيقي مباشر قدَّم خلاله برونو مارس وليدي غاغا إعادة لأغنية «California Dreamin».

برونو مارس وليدي غاغا في تحية غنائية لضحايا حرائق لوس أنجليس (أ.ب)

الثنائي مارس وغاغا كُرّم بدَوره، إذ فاز المغنِّيان بجائزة أفضل أداء لديو موسيقي عن أغنيتهما «Die With a Smile».

من أبرز الفائزين هذا العام، مغنِّي الراب كندريك لامار الذي حصد «غرامي» أفضل أغنية عن «Not Like Us»، وقد سلَّمته تلك الجائزة الفنانة ديانا روس. كما نال لامار 4 جوائز أخرى عن فئة موسيقى الراب، ليتصدَّر بذلك قائمة الفائزين هذه السنة من حيث العدد. ومن المعروف عن أغنيته الرابحة أنها تتضمَّن رسائل مباشرة إلى المغنِّي دريك من دون أن تسمِّيه، وقد أطلقها عقب خلافٍ بينه وبين زميله.

كندريك لامار الفائز الأكبر عن فئة الراب (رويترز)

في وقتٍ كان من المتوقّع أن يتحوَّل كل خطابٍ من قِبَل الفنانين إلى رسالة موجَّهة ضد عهد دونالد ترمب، اقتصرت الرسائل السياسية على أليشيا كيز وشاكيرا، على الأرجح حتى لا يُسلَب الضوء من قضية حرائق لوس أنجليس.

شاكيرا، وبعد تسَلُّمها جائزة أفضل ألبوم عن فئة الموسيقى اللاتينية من زميلتها جنيفر لوبيز، أهدت فوزها إلى «جميع أشقَّائي وشقيقاتي المهاجرين في هذا البلد»، وأضافت: «أنتم محبوبون ولديكم قيمة. سأحارب دوماً إلى جانبكم».

وبعد غياب 18 عاماً عن مسرح الـ«غرامي»، قدَّمت الفنانة اللبنانية الكولومبية عرضاً غنائياً راقصاً على نغمات «Ojos Asi» ومجموعة من الأغاني التي أشعلت القاعة. وقد رافق شاكيرا إلى الحفل ابناها ميلان وساشا اللذان أظهرا فائضاً من الحماسة والفرح لفوز والدتهما.

بعد غياب دام 18 عاماً قدَّمت شاكيرا عرضاً غنائياً راقصاً على مسرح الـ«غرامي» (إ.ب.أ)

أما أليشيا كيز، وبعد تسلُّمها جائزة «Dr. Dre للتأثير العالمي»، فوجَّهت رسالة مبطَّنة إلى البيت الأبيض قائلةً: «هذا ليس وقت إسكات الأصوات المتنوِّعة. لقد رأينا على هذا المسرح أشخاصاً موهوبين وكادحين من خلفياتٍ متعدِّدة، وأصحاب وجهات نظر كثيرة، وهذا يغيِّر اللعبة». تابعت الفنانة الأميركية: «التنوُّع والعدالة والإدماج ليست تهديداً إنما هدية». وكانت كيز قد أضاءت على قضية أخرى تُعنى بحقوق المرأة في مجال الموسيقى، وهي المساواة بين المنتِجات الإناث والمنتجين الذكور.

ضمن ما تبقّى من أبرز جوائز ليلة الـ«غرامي»، حصلت المغنية الصاعدة تشابيل روان على لقب أفضل فنانة جديدة.

وقد سيطرت الوجوه الشابة، لا سيّما النسائية منها على الاحتفالية الموسيقية، مع فوز سابرينا كاربنتر بجائزة أفضل ألبوم عن فئة البوب، إضافةً إلى أفضل أداء منفرد عن الفئة ذاتها. أما عن فئة البوب الراقص فقد فازت تشارلي إكس سي إكس. وللراب النسائي حصته كذلك مع «غرامي» أفضل ألبوم للمغنية دوتشي. ولم تغب الوجوه النسائية عن فئة موسيقى الـR&B حيث فازت كلٌ من SZA وموني لونغ.

تشابيل روان و«غرامي» أفضل فنانة صاعدة (إ.ب.أ)

المغنية تشارلي إكس سي إكس وجائزة أفضل أغنية عن فئة البوب الراقص (أ.ب)

رغم ذهاب غالبية الجوائز إلى الأصوات الصاعدة، فإنَّ المؤسسين في عالم الموسيقى لم يغيبوا عن ليلة الـ«غرامي». إذ فاز فريق «البيتلز» بجائزة أفضل أداء عن فئة الروك، وذلك عن أغنية «Now & Then» التي ألَّفها جون لينون قبل وفاته ولم يترك منها سوى تسجيل بدائي. غير أنه، وبمساعدة تقنيات الذكاء الاصطناعي، أعيد ترميم الأغنية التي تُوّجت بجائزة العام. وقد تسلَّم الجائزة ابنُ لينون، شون، الذي وجَّه التحية إلى أعضاء الفريق، الراحلين منهم والأحياء.

من بين العائدين من الحقبة الموسيقية الذهبية كذلك، فريق «رولينغ ستونز»، الذي حصد «غرامي» أفضل ألبوم عن فئة الروك لـ«Hackney Diamonds».

ولم تقتصر لحظات الحنين على تلك الجوائز المقدَّمة إلى كبار الموسيقى، إنما انسحبت على فقراتٍ كُرِّم فيها مَن غابوا عن هذا العالم خلال السنة الماضية. وجَّهت مجموعة من الفنانين تحية موسيقية إلى المنتج والمؤلف الراحل كوينسي جونز. وبصوت كريس مارتن وعلى نغمات أغنية «كولدبلاي» (All my Love)، عبرت صور باقي الفنانين الراحلين في خلفيَّة المسرح، وفي طليعتهم مغنّي فريق One Direction ليام باين.

تكريم الفنانين الذين رحلوا خلال العام الماضي بصوت مغنّي كولدبلاي كريس مارتن (أ.ف.ب)

كبرى مفاجآت حفل الـ«غراميز» كانت عودة غير متوقَّعة للمغنِّي «ذا ويكند» إلى المسرح الذي قاطعه خلال السنوات الـ4 الماضية، متهماً القيِّمين عليه بالعنصريَّة والفساد وغياب الشفافية.

ذا ويكند عائداً إلى مسرح الـ«غراميز» بعد قطيعة استمرت سنوات (موقع Grammys)

بعد أن قدَّمه رئيس مجلس إدارة «الأكاديمية» هارفي مايسون جونيور شخصياً، أطلَّ الفنان الكندي الإثيوبي الأصل خلف نظارة سوداء وتحت معطف واسع، مؤدياً أغنيتَين من ألبومه الجديد. وبذلك وضع ذا ويكند حداً للقطيعة التي أثارها استبعاده عن الترشيحات لفترة طويلة، رغم نجاحه العالمي الساحق.


مقالات ذات صلة

بـ11.3 مليون دولار... كمان استثنائي يصبح ثالث أغلى آلة موسيقية تباع في مزاد (صور)

يوميات الشرق كمان نادر من طراز ستراديفاريوس بيع بمزاد علني (إ.ب.أ)

بـ11.3 مليون دولار... كمان استثنائي يصبح ثالث أغلى آلة موسيقية تباع في مزاد (صور)

بيع كمان نادر من طراز ستراديفاريوس، صنعه أنطونيو ستراديفاري عام 1714 خلال «عصره الذهبي»، بسعر 11.3 مليون دولار خلال مزاد علني أقيم الجمعة في نيويورك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الوتر السادس من كليبها الغنائي {مكمّلة بالنيّة} (هناء الادريسي)

هناء الإدريسي لـ«الشرق الأوسط»: الأغنية تحكي قصتي وما مررت به في مشواري

لم يخفت وهج الفنانة هناء الإدريسي منذ تخرّجها في برنامج «ستار أكاديمي» حتى اليوم. بقيت محط أنظار متابعيها في العالم العربي.

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس شاهيناز لا تنشغل بجدل الألقاب التي تظهر على الساحة ({الشرق الأوسط})

شاهيناز لـ«الشرق الأوسط»: معايير النجاح تغيرت بفعل التكنولوجيا

أبدت المطربة المصرية شاهيناز سعادتها بردود الفعل حول أغنيتها الجديدة «الجواز» التي طرحتها الشهر الماضي عبر المنصات الإلكترونية وصورتها بطريقة «الفيديو كليب»

أحمد عدلي (القاهرة)
الوتر السادس محمد ثروت في حفل فرقة التراث بالأوبرا المصرية ({الشرق الأوسط})

محمد ثروت لـ«الشرق الأوسط»: لا أقلد رموز الطرب المصري

قال المطرب المصري محمد ثروت إنه سيطرح أغنية جديدة في عيد الفطر المقبل، تُعد آخر لحن قدمه له الراحل محمد رحيم، وهي بعنوان «أنا آخر مرة زمان»

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق رحيل الفنانة المصرية مشيرة عيسى (وزارة الثقافة المصرية)

مصر تودّع عازفة البيانو العالمية مشيرة عيسى

ودّعت مصر، السبت، عازفة البيانو مشيرة عيسى التي تُعدّ من أبرز عازفي البيانو في مصر والعالم.

محمد الكفراوي (القاهرة)

بـ11.3 مليون دولار... كمان استثنائي يصبح ثالث أغلى آلة موسيقية تباع في مزاد (صور)

كمان نادر من طراز ستراديفاريوس بيع بمزاد علني (إ.ب.أ)
كمان نادر من طراز ستراديفاريوس بيع بمزاد علني (إ.ب.أ)
TT

بـ11.3 مليون دولار... كمان استثنائي يصبح ثالث أغلى آلة موسيقية تباع في مزاد (صور)

كمان نادر من طراز ستراديفاريوس بيع بمزاد علني (إ.ب.أ)
كمان نادر من طراز ستراديفاريوس بيع بمزاد علني (إ.ب.أ)

بيع كمان نادر من طراز ستراديفاريوس، صنعه أنطونيو ستراديفاري عام 1714 خلال «عصره الذهبي»، بسعر 11.3 مليون دولار خلال مزاد علني أقيم الجمعة في نيويورك، وهو ثالث أعلى سعر تُباع به آلة موسيقية، على ما أعلنت دار «سوذبيز» للمزادات.

الكمان صنعه أنطونيو ستراديفاري عام 1714 خلال «عصره الذهبي» (إ.ب.أ)

وقالت رئيسة دار «سوذبيز» في القارة الأميركية ماري كلاوديا خيمينيس، في بيان، إنّ «هذا الكمان الاستثنائي يجسد قمة العمل الحرفي وتاريخ الموسيقى الكلاسيكية»، مضيفة: «لقد أسر صوته الفريد وتاريخه هواة الجمع والموسيقيين».

وبيع هذا الكمان المعروف بصوته الاستثنائي والمسمى «يواكيم-ما ستراديفاريوس» تيمناً بمالكيه السابقين، بسعر يشكل ثالث أعلى مبلغ تُباع به آلة موسيقية في مزاد.

تم بيعه بـ11.3 مليون دولار وهو ثالث أعلى سعر تُباع به آلة موسيقية (إ.ب.أ)

ويحمل السعر القياسي كمان آخر هو «ليدي بلانت» بيع عام 2011 لقاء 15.9 مليون دولار.

وقالت دار «سوذبيز» للمزادات إنّ «ما يجعل يواكيم-ما ستراديفاريوس مدهشاً هو صوته الاستثنائي والغني والعميق».

الكمان الاستثنائي يجسد قمة العمل الحرفي وتاريخ الموسيقى الكلاسيكية (إ.ب.أ)

وكانت هذه الآلة مملوكة لعازف الكمان سي-هون ما، قبل أن يمنحها لمعهد نيو إنغلاند الموسيقي (NEC) في بوسطن، حيث تلقى دراسته، شرط أن يبيعها يوماً ما لتمويل منح دراسية.

كانت هذه الآلة مملوكة لعازف الكمان سي-هون ما (إ.ب.أ)

وكان الكمان في السابق مملوكاً لجوزف يواكيم، أحد أكثر عازفي الكمان تأثيراً في القرن التاسع عشر، والذي اشتهر بتعاونه مع مؤلفين موسيقيين من أمثال يوهانس برامز.