لوحة مفقودة لفان غوخ بيعت في مرأب بـ50 دولاراً

تصل قيمتها إلى 15 مليون دولار

صورة تجمع اللوحة «إليمار» التي بيعت في المزاد ولوحة للفنان العالمي فان غوخ (مجموعة إل إم آي الدولية)
صورة تجمع اللوحة «إليمار» التي بيعت في المزاد ولوحة للفنان العالمي فان غوخ (مجموعة إل إم آي الدولية)
TT

لوحة مفقودة لفان غوخ بيعت في مرأب بـ50 دولاراً

صورة تجمع اللوحة «إليمار» التي بيعت في المزاد ولوحة للفنان العالمي فان غوخ (مجموعة إل إم آي الدولية)
صورة تجمع اللوحة «إليمار» التي بيعت في المزاد ولوحة للفنان العالمي فان غوخ (مجموعة إل إم آي الدولية)

يعتقد خبراء في شركة متخصصة في علوم بيانات الفن، ومقرها نيويورك أن قطعة مفقودة منذ فترة طويلة للرسام العالمي فينسنت فان غوخ بيعت في مرأب بيع في مينيسوتا الأميركية.

في بيان صحافي صدر الأسبوع الماضي، أعلنت مجموعة «إل إم آي» الدولية عن نشر تقرير من 450 صفحة عن لوحة تسمى «إليمار»، يُعتقد أنها أصلية لفان غوخ.

تم شراء اللوحة في مرأب بيع في مينيسوتا مقابل 50 دولاراً في عام 2016، ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، فقد تصل قيمتها إلى 15 مليون دولار.

يعتقد الخبراء أن اللوحة رسمت بينما كان الفنان مريضاً في مصحة سانت بول في سان ريمي دي بروفانس بين مايو (أيار) 1889 ومايو 1890، وفقاً لما ذكره تقرير لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية.

ويصف التقرير القطعة التي يبلغ قياسها 45.7 × 41.9 سنتيمتر بأنها «عمل غني عاطفياً وشخصي للغاية تم رسمها خلال الفصل الأخير والمضطرب من حياة فان غوخ».

لوحة تسمى «إليمار» والتي يُعتقد أنها أصلية لفان غوخ (مجموعة إل إم آي الدولية)

ذكر البيان: «في هذه الصورة، يتخيل فان غوخ نفسه كرجل أكبر سناً وأكثر حكمة، مرسوماً على خلفية السماء الهادئة المنحوتة بسكين اللوحة والامتداد السلس للمياه، مما يستحضر اهتمام فان غوخ الشخصي مدى الحياة بالحياة في البحر».

تُظهر الصورة رجلاً قاتم المظهر مع غليون في فمه وقبعة من الفرو يقف بجانب المحيط. وفقاً للتقرير، تحتوي اللوحة على «نفس المنظر من ثلاثة أرباع جميع صور فان غوخ الذاتية الأربع المرسومة في عام 1889».

وباللوحة عناصر مميزة تظهر أسلوباً معروفاً في جميع أعمال فان غوخ، بما في ذلك علامات مميزة تحت العينين، وعلامات في زاوية الفم، والرموش، و«بياض العينين» غالباً باللون الأزرق أو الأخضر، وخط أنفي شفوي واضح، ولون الكفة المنفصل عن الأكمام، بحسب البيان.

كما وجد المحللون أن خصلة من الشعر الأحمر كانت مدفونة جزئياً في زاوية اللوحة، وأكدوا أنها تعود لغوخ، كما كانت اللوحة مطلية ببياض البيض، والذي يُعرف أن فان غوخ استخدمه.

على الرغم من التشابه الأسلوبي، نفى متحف فان غوخ ارتباط اللوحة بالفنان الهولندي الشهير. في فبراير (شباط) 2019، تلقت الشركة المتخصصة في علوم بيانات الفن «إل إم آي» هذا البيان من المتحف: «لقد فحصنا بعناية المواد التي قدمتها لنا ونرى، بناءً على السمات الأسلوبية، أن عملك... لا يمكن أن يُنسب إلى فينسينت فان غوخ».

وقال رئيس مجموعة «إل إم آي» لورانس م. شينديل إن مؤسسته اتخذت «نهجاً قائماً على البيانات» للتحقق من أصل اللوحة، وأنها «تمثل معياراً جديداً للثقة في تسليط الضوء على الأعمال غير المعروفة أو المنسية لفنانين مهمين».


مقالات ذات صلة

بيع لوحة نادرة تُظهر سخرية بانكسي بـ4 ملايين إسترليني

يوميات الشرق غرقُ السفينة يُعكّر رقصة الزوجين (غيتي)

بيع لوحة نادرة تُظهر سخرية بانكسي بـ4 ملايين إسترليني

اللوحة الزيتية تحمل عنوان «كرود أويل (فيتريانو)»، وأحياناً تُطلَق عليها تسمية «توكسيك بيتش»، وقد عُرضت للمرّة الأولى في المعرض الكبير لبانكسي عام 2005.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون «جواد سليم: حياة جديدة»... معرض وإطلاق كتاب

«جواد سليم: حياة جديدة»... معرض وإطلاق كتاب

استضاف دار ومزاد بونهامس في لندن معرضاً وحفلاً لإشهار أول كتالوج فني شامل مخصص لأعمال الفنان العراقي الرائد جواد سليم

فيء ناصر (لندن)
العالم صورة تظهر سجن كريستي السابق على ضفاف نهر نيفا في سان بطرسبرغ (أ.ف.ب)

احتُجز داخله ثوار ومعارضون... بيع سجن روسي بمزاد لتحويله إلى فندق ومطاعم

بيع في المزاد سجن شهير في مدينة سان بطرسبرغ الروسية سبق أن احتُجز داخله ثوار ومعارضون، بهدف تحويله إلى فندق ومطاعم.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق وجوهٌ لا تُنسى (غيتي)

ميدالية نادرة من «حرب النجوم» قد تُباع بـ476 ألف إسترليني

يُعتقد أنّ الميدالية ارتداها الممثل الأميركي هاريسون فورد، وقد لعب دور «هان سولو» خلال بروفات الفيلم الذي أنتج عام 1977

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من مزاد «سوذبيز» في الدرعية (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 02:11

الدرعية تشهد نجاح أول مزاد عالمي في السعودية

كانت المرة الأولى في نواحٍ كثيرة، فهي المرة الأولى التي يقام فيها مزاد عالمي للفنون والمقتنيات الفاخرة في السعودية، وكانت أيضاً المرة الأولى لدار سوذبيز التي…

عبير مشخص (الرياض)

«نفس»... نصف المسلسل الفارغ يطغى على نصفه الملآن

المسلسل لا يحتمل التطويل ولا يملك ما يؤهّله للانفلاش (البوستر الرسمي)
المسلسل لا يحتمل التطويل ولا يملك ما يؤهّله للانفلاش (البوستر الرسمي)
TT

«نفس»... نصف المسلسل الفارغ يطغى على نصفه الملآن

المسلسل لا يحتمل التطويل ولا يملك ما يؤهّله للانفلاش (البوستر الرسمي)
المسلسل لا يحتمل التطويل ولا يملك ما يؤهّله للانفلاش (البوستر الرسمي)

يُساء إلى مسلسل «نَفَس» بإرغامه على ملء أيام الشهر الرمضاني. لا يحتمل التطويل، ولا يملك ما يؤهّله للانفلاش بهذا الشكل. علّةُ بعض المسلسلات جرّها نحو مزيد من الحلقات الفارغة، أو العادية بلا بريق. وهو منها. يدور ويدور قبل أن يقرّر وجهته. وأحياناً لا يحطّ في مكان. فقط يدور ويحوم ويبرع في التأجيل والتسويف.

في المسلسل جهودٌ ينبغي الاعتراف بها. بطلته دانييلا رحمة تكاد ترفعه، شبه وحيدة، على كتفيها وتسير به نحو خلاصٍ ما. تترك لدى المتابع شعوراً بأنها مسؤولة عنه، وعليها تحمُّل المسؤولية. وتفعل ما أمكن لتكون بحجم الحِمْل. شخصية «روح» ليست سهلة. حمَّلتها الكاتبة إيمان السعيد معانيَ لا مجال لإنكارها. فالعمى الحقيقي ليس فقدان البصر. إنه العيش بلا بصيرة. وأحياناً السكوت عمى. والتواطؤ عمى. والظلم والتجنّي والانتقام والكراهية هي أشدّ أشكال الظلمات.

جعل المسلسل الحبّ فريداً إلى أن تدخَّل العامل الخارجي وأفسد النقاء (فيسبوك)

المسلسل لبناني - سوري، لا يعطي سبباً إضافياً، ولا أهمية، لضرورة استمرار الأعمال المشتركة. فنصُّ إيمان السعيد يحمل فكرة، لكنها تبلغ المُشاهد متعثّرةً وبقدم واحدة. لديها ما تقوله عن الأنفاق التي تنتهي بضوء هو قدرُ المؤمنين بعظمة تخطّي العتمة. لكنَّ النيّة شيء وترجمتها على الشاشة شيء آخر. فما نراه مفكَّك أكثر من كونه مترابطاً، وتائه أكثر من استطاعته إيجاد الوجهة. يطغى على العمل انطباع بأنه منهمك بسدِّ 30 حلقة، وبعد ذلك الهَم، تصبح الهموم الأخرى ثانوية. مثل حنكة ربط الأحداث وتجنُّب الإطالة وضخّ العنصر المُحرِّك وطرد الملل. عكسُ هذه الأولويات يتقدَّم المشهد.

في المسلسل جهودٌ ينبغي الاعتراف بها منها دور دانييلا رحمة (فيسبوك)

يُحسب للمسلسل (إنتاج «الصبّاح أخوان») إعلاؤه قيمة المسرح وجَعْل حضوره يتفوّق على مجرّد التوظيف في خلفية. هذه تحية مُقدَّرة. ويُحسب له تناوُل قضية المكفوفين، من دون إحباط؛ بحُب وأمل وقدرات، وإرادة جبّارة.

فضلُه في الشِّعار أكثر من التطبيق. على مستوى الفكرة، يستطيع استعادة الثقة بنفسه، فهو خارج التقليدي، حمَّل بطلته طاقات متساوية مع الآخرين، ولم يحشرها في الزاوية فقط لأنها خسرت النظر. وذهب أبعد من مَنحها رجلاً يحبّها «رغم حالتها الخاصة»، بجَعل هذا الحبّ فريداً، لا يأبه للظروف ولا لِما يُفرِّق؛ إلى أن تدخَّل العامل الخارجي وأفسد النقاء.

رفض العمل حَصْر التمايُل بالقادرين على النظر (فيسبوك)

طاقة أخرى رهيبة، جمَّل بها المسلسل بطلته الضريرة هي التأكيد أنّ شيئاً لا يعوق الإبحار في الأحلام. ملَّكها الرقص، رافضاً حَصْر التمايُل بالقادرين على النظر. وإنما هذه الفضائل لم تُنقذ المسلسل. ذلك مثل النصف الملآن من الكوب وهو يتعثَّر أمام نصفه الفارغ قبل أن يتيح له السيطرة والاستحواذ.

المطلوب من عابد فهد مراجعة خياراته (لقطة من المسلسل)

ولكن لماذا؟ النصُّ أولاً؛ ليس بفكرته ولكن بحواراته ومساراته، بالتطويل والدوران حول النفس، بتأجيل الحدث، بالإيقاع الهادئ حدّ الملل، وبالسير السلحفاتي نحو الحلقات المقبلة. سيُقال الآن، إنّ «غيث» (معتصم النهار) عاد والانتقام وشيك. حلقات مرَّت وقد تردَّد في التقدُّم خطوة نحو الحدث التالي. مشكلة المسلسل في أنه يستثمر بأحداث تفتقر إلى المنطق، أكثر من استثماره بما يُحرِّكه قُدماً. نرى مثلاً كيف تُرسل «ميرنا» (إلسا زغيب بأداء جيد) لـ«روح» (دانييلا رحمة) صوراً تُشعل غيرتها وتوتّر علاقتها بخطيبها «أنسي» (عابد فهد)، رغم أنها مقيمة في منزله بذريعة أنها تواجه مشكلات ولا ملجأ لها إلا هو؛ زوجها السابق. ذلك ربما يُبرَّر، إذ يُصوّرها العمل مهووسة بالماضي، عاجزة أمام التخطّي. أما العَصيُّ على التبرير فهو استعدادها للتحالف مع متحرِّش بها! عند هذا الحد «يُخبِّص» المسلسل ويُسمّي «التخبيص» أحداثاً درامية!

إلسا زغيب لفتت لكنّ تركيبة الدور لم تُقنع دائماً (فيسبوك)

ثم إنّ والد «روح»، «طلال شهاب» (جوزيف بونصار)، اختفى من السياق كأنه اقتُلع! غياب مُستَغرب ننتظر ما يُبرره. وما هو أسوأ من الغياب، الحضور الضئيل لأحمد الزين وختام اللحام. لم يُضف إليهما العمل، كما لم يُضف إلى عابد فهد. المطلوب مراجعة خياراته، والتخلّي عن «الترميش» المبالغ به، و«التأتأة» المُكرَّرة في أدواره كلما أراد التعبير عن وضعية حَرِجة. على هذا الانطباع ألا يترسَّخ عن فنان من وزنه.

جوزيف بونصار ونهلا داوود والدا بطلة المسلسل (فيسبوك)

دانييلا رحمة أرادت النجاح واجتهدت من أجله. وفيما كاميرا المخرج إيلي السمعان حاولت تعويض ما افتُقِر إليه؛ في تركيبة معظم الشخصيات وغياب بعض الحوار النافع، بدا معتصم النهار مصرّاً على الأثر. حضوره جيّد وجهده لم يتبخَّر.

ولم تتبخَّر أيضاً جهود نهلا داوود بشخصية «نوال»، ورانيا عيسى بدور «ثريا» مع وسام صباغ بشخصية «نجيب». في الثلاثة، لُمحَ الأداء المناسب. وإذا كانت شخصية «غنوة» التي أدّتها ميا علّاوي جديرة بالتعمُّق بها أكثر، فإنّ إبقاءها على الهامش بيَّن رسالتها ووجعها (العلاقة برجل متزوج) كما يطفو على السطح. أمكن أن تكون إحدى أبرز الشخصيات.

الشابة التي أدّت شخصية «جنى» (ماريا تنوري) سقطت في المبالغة وسمحت بتسلُّل الافتعال. لم تنجُ روزي الخولي، بشخصية والدتها، من «السكّر زيادة» في الأداء، مما لم يخدم تميُّز قصتهما رغم إشكاليتها ومأساويتها (أُمٌّ ترى رغباتها المبتورة في ابنتها). أما إيلي متري، فبمَشاهد قليلة أكّد عفوية الشخصية. الإبهار الدرامي لم يبلغه أحد.