التفاؤل يُحفّز الأشخاص على الادخار

التفاؤل يدفع الأشخاص إلى توقع نتائج إيجابية باستمرار (جامعة باث البريطانية)
التفاؤل يدفع الأشخاص إلى توقع نتائج إيجابية باستمرار (جامعة باث البريطانية)
TT
20

التفاؤل يُحفّز الأشخاص على الادخار

التفاؤل يدفع الأشخاص إلى توقع نتائج إيجابية باستمرار (جامعة باث البريطانية)
التفاؤل يدفع الأشخاص إلى توقع نتائج إيجابية باستمرار (جامعة باث البريطانية)

أفادت دراسة أميركية بأن التفاؤل يمكن أن يساعد الأفراد على زيادة مدخراتهم المالية، لا سيما بين أصحاب الدخل المنخفض.

وأوضح الباحثون من جامعة كولورادو بولدر، أن التفاؤل قد يكون مورداً نفسياً يعزز السلوك المالي الإيجابي، خصوصاً بين الفئات الأكثر حاجة إلى الادخار، بحسب النتائج المنشورة، الخميس، بدورية (Journal of Personality and Social Psychology).

ويدفع التفاؤل الأشخاص إلى توقع نتائج إيجابية باستمرار، ويعد قوة نفسية تحفز على استشراف مستقبل أفضل؛ مما يعزز لديهم الدافع لاتخاذ قرارات مالية إيجابية، مثل الادخار.

وحلّل الباحثون بيانات من 8 استطلاعات واسعة النطاق شملت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة و14 دولة أوروبية، وشارك فيها أكثر من 140 ألف شخص.

وتضمنت الاستطلاعات أسئلة لقياس مستوى تفاؤل المشاركين، مثل: «أنا دائماً متفائل بشأن مستقبلي»، و«أتوقع حدوث أشياء جيدة أكثر من السيئة»، كما تم جمع بيانات حول الدخل، والمدخرات، وإجمالي الأصول المالية للمشاركين.

وأظهرت النتائج أن الأفراد الأكثر تفاؤلًا لديهم، في المتوسط، مدخرات أعلى، فعلى سبيل المثال، ارتبطت زيادة التفاؤل بارتفاع قدره 1352 دولاراً بمدخرات الأسر التي تمتلك متوسط رصيد ادخاري يبلغ 8000 دولار.

وظلت هذه العلاقة قائمة حتى بعد ضبط العوامل الديموغرافية والشخصية التي قد تؤثر على الادخار، مثل العمر، والجنس، والحالة الاجتماعية، والوضع الصحي، ومستوى التعليم، والتوظيف، والصفات الشخصية الخمس الكبرى (الاجتهاد، والانبساط، والقبول، والعصابية، والانفتاح على التجربة).

وبيّنت الدراسة أن تأثير التفاؤل على السلوك الادخاري كان بقوة تأثير الاجتهاد نفسها، بل تجاوز تأثير الوعي المالي بقليل.

كما كشفت عن أن تأثير التفاؤل كان أقوى بين ذوي الدخل المنخفض، ويرجع ذلك، وفق الباحثين، إلى أن أصحاب الدخل المرتفع غالباً ما تتاح لهم فرص ادخار تلقائية. أما ذوو الدخل المنخفض، فيواجهون صعوبات أكبر في تخصيص جزء من دخلهم للادخار، مما قد يجعلهم يشعرون بعدم جدوى المحاولة. ومع ذلك، أظهرت النتائج أن الأشخاص الأكثر تفاؤلاً من هذه الفئة كانوا أكثر قدرة على تجاوز هذه التحديات والبدء في الادخار رغم القيود المالية التي يواجهونها.

ووفق الباحثين، تشير النتائج إلى أن إضافة مكونات تعزز التفاؤل في برامج التثقيف المالي قد يحسن معدلات الادخار، لا سيما عند استهداف الفئات ذات الدخل المحدود. فبدلاً من التركيز فقط على المهارات المالية التقليدية، يمكن تصميم برامج تدمج تدريبات نفسية لتعزيز الأمل والإيجابية، مما قد يسهم في تحسين القرارات المالية للأفراد.

وأضافوا أن صانعي السياسات الاقتصادية والمخططين الماليين يمكنهم الاستفادة من هذه النتائج لتطوير مبادرات تشجع الادخار بين الفئات الأضعف اقتصادياً، من خلال توفير حوافز للأفراد الأكثر تفاؤلاً، ودعم برامج توعية مالية تأخذ في الاعتبار العوامل النفسية.


مقالات ذات صلة

نصيحة مهمة للتغلب على الأرق بعد سن الستين

صحتك يبرز الأرق بسرعة كمشكلة صحية عالمية (متداولة)

نصيحة مهمة للتغلب على الأرق بعد سن الستين

أشارت دراسة لجامعة ماهيدول في تايلاند إلى أن تمارين القوة قد تكون الأكثر فاعلية في تحسين جودة النوم لدى كبار السن الذين يعانون من الأرق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك كشف العلماء عن الآلية التي قد يقلل بها دواء الأسبرين من انتشار بعض أنواع السرطان ما يفتح آفاقاً جديدة لمنع تفشي الخلايا السرطانية في الجسم (متداولة)

هذا الدواء يمنع انتشار أنواع سرطان في جسم الإنسان

اكتشف علماء أنه يمكن لدواء الأسبرين منع انتشار أنواع من السرطان في جسم الإنسان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الفئران المعدلة وراثياً ذات لون أفتح من الفئران المعملية العادية (شركة كولوسال)

علماء يبتكرون «فأراً صوفياً» لإحياء حيوان الماموث

ابتكر العلماء فأراً صغيراً بشارب مجعد وشعر متموج وخفيف ينمو أطول بـ3 مرات من شعر فأر المعمل العادي. ويجسد القارض المعدل وراثياً عدداً من السمات الصوفية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جهاز الضغط الإيجابي المستمر بمجرى الهواء يُعد العلاج الأساسي لانقطاع النفس في أثناء النوم (جامعة ميزوري)

انقطاع النفس في أثناء النوم يزيد خطر الإصابة بـ«الشلل الرعاش»

توصلت دراسة أميركية إلى أن الأشخاص المصابين بانقطاع النفس الانسدادي في أثناء النوم معرّضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بمرض «باركنسون» أو الشلل الرعاش.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك السمنة تزيد مخاطر السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب (جامعة ولاية واشنطن)

نصف سكان العالم مهددون بالسمنة بحلول 2050

حذّرت دراسة عالمية من أن أكثر من نصف سكان العالم بواقع (3.8 مليار شخص بالغ)، وثلث الأطفال والمراهقين (746 مليون شخص)؛ مهددون بخطر زيادة الوزن أو السمنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بهجة رمضان تملأ «سوق الزّل» في الرياض وتُنعش حركته التجارية

باعة أكّدوا أن موسم رمضان وعيد الفطر من أهم مواسم «سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)
باعة أكّدوا أن موسم رمضان وعيد الفطر من أهم مواسم «سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)
TT
20

بهجة رمضان تملأ «سوق الزّل» في الرياض وتُنعش حركته التجارية

باعة أكّدوا أن موسم رمضان وعيد الفطر من أهم مواسم «سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)
باعة أكّدوا أن موسم رمضان وعيد الفطر من أهم مواسم «سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)

شكّلت «سوق الزّل» القريبة من «قصر المصمك» في العاصمة السعودية الرياض عنصراً فاعلاً في الحركة الاقتصادية والتجارية المحلّية بمراحل سابقة من عمرها الذي تجاوز، كما تذكر مصادر غير رسمية، 120 عاماً، ولا تزال حتى اللحظة تستقطب عدداً من الزوار خلال شهر رمضان، وفقاً لما رصدته «الشرق الأوسط» في جولة ميدانية.

وقالت الهيئة الملكية لمدينة الرياض إنّ منطقة «سوق الزّل» محصورة بين طريق المدينة المنوّرة جنوباً، وشارع الشيخ محمد بن عبد الوهاب غرباً، وشارع الشيخ محمد بن إبراهيم شرقاً؛ وتبلغ مساحتها 38.580 متر مربّع، وتحتوي في جزئها الشمالي على أنشطة تجارية لتصنيع المواد التقليدية والتراثية وبيعها، مثل البشوت والسيوف والتحف والزّل والأحذية وغيرها. وفي جزئها الجنوبي الغربي، أُعيد بناء مسجد الشيخ محمد بن إبراهيم، في حين يمتاز شارعا الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ محمد بن عبد الوهاب ببعض الأنشطة التجارية، أما بقية المنطقة فمعظمها ملكيات وعقارات خاصة مُهدَّمة ومهجورة وأراضٍ غير مطوَّرة.

تُعدّ «سوق الزل» من أهم الوجهات لدى زوّار الرياض الأجانب (تصوير: تركي العقيلي)
تُعدّ «سوق الزل» من أهم الوجهات لدى زوّار الرياض الأجانب (تصوير: تركي العقيلي)

ووفق المصادر الرسمية، عملت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض (الهيئة الملكية لمدينة الرياض حالياً) على جعل «سوق الزّل» إحدى واجهات العاصمة السياحية، من خلال مشروع تحسينها عن طريق إعادة تنظيم البنية التحتية، وإزالة بقايا المباني الطينية المُهدَّمة، والقيام بأعمال التبليط والتظليل، وإنارة المحلات التجارية وجانبي الطريق، مع الأخذ في الحسبان الهوية العمرانية التراثية للسوق التي حافظت عبر مراحل تطويرها على حركة البيع والشراء، إلى جانب تنوُّع الأنشطة التجارية الأخرى.

أما خلال شهر رمضان، فإنَّ كل لحظة تمرّ بعد الفراغ من صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبد الله المجاور للسوق، تعني أنَّ وفداً من الزوار يدخل إليها، من المواطنين السعوديين والأجانب المقيمين، وصولاً إلى منتصف الليل. لكنّ الحراك الفعلي يبدأ متأخراً بقليل وسط حضور ليس للباعة والمشترين فحسب، وإنما لمهتمّين من جنسيات مختلفة، تستقبلهم عبارة الترحيب المعتادة: «يا مرحباً ومليون سهلاً».

حراج في «سوق الزل» (تصوير: تركي العقيلي)
حراج في «سوق الزل» (تصوير: تركي العقيلي)

وخلال الـ10 الأواخر من رمضان، تفتح محلات كثيرة حتى أوقات متقدّمة من الصباح وقُرب الظهيرة، مما يُسهم في ارتفاع مبيعات الموسم وعيد الفطر لتُعادل 4 أضعاف المبيعات في الأشهر الأخرى، وفق تجّار تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط»، بما يعادل الثلث من دخلهم السنوي.

وتُباع في «سوق الزّل» المقتنيات الأثرية والتحف، والسجاد (الزّل) والأحذية المصنعة محلياً، والمشالح (البشوت)، والسيوف، والدلال، وكذلك العود والعطور، إضافةً إلى الهيل والقهوة الزعفران وغيرها، مما يجذب الزوار بما يُشبه التجمُّع السياحي التراثي.

في هذا السياق، يقول أبو عبد الرحمن (44 عاماً)، وهو بائع يعرفه كثير من روّاد المكان، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ السوق برغم أنها عُرفت سوقاً للزّل، وهو نوع من أنواع السجاد الخاص بالاستخدام خلال المناسبات أو التجمّعات في الأماكن المفتوحة، فالمفارقة أنّ تجارة الزّل ليست أكثر رواجاً من الملابس والبخور فيها، مما يدل، وفق حديثه، على تطوّرٍ طرأ على السوق بما يتوازى مع سير التحوّلات الاجتماعية لدى مجتمع منطقة الرياض.

بدوره، قال هادي (38 عاماً) وهو سعودي مهتم بـ«البسطات» في السوق، إنها أسهمت في تنويع المعروض واستقطاب فئات مختلفة من الزوار بفضل الأشياء غير التقليدية التي تُباع في بعضها.

أنواع مختلفة من معروضات البيع في «البسطات» المجاورة لـ«سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)
أنواع مختلفة من معروضات البيع في «البسطات» المجاورة لـ«سوق الزّل» (تصوير: تركي العقيلي)

أما نسيم مجاهد (50 عاماً)، وهو بائع هندي في محلّ مستلزمات تجارية بموقع بارز في السوق، فأشار إلى أنّ شهر رمضان يُعدُّ أهم موسم للسوق، لاستعداد الناس منذ ما قبل بدايته لفترة العيد، بالإضافة إلى أنها تشهد، بشكل عام، انتعاشاً اقتصادياً كبيراً، نظير الإقبال على الحراج وعلى الجامع لصلاة التراويح. وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أنّ نظراءه من العاملين في المحلات المحيطة بـ«سوق الزّل» يشعرون بروحانية خاصة لرمضان، نظير التجمّعات التي تنتشر في المكان قُبيل اقتراب موعد الإفطار، بحضور مختلف ومتنوّع بين سعوديين وأجانب يتشاركونه ليعكس تنوّعاً ثقافياً يملأ المكان.

ورغم بساطة السوق، فإنّ ما يميّزها في نظر زوار تحدّثوا لـ«الشرق الأوسط» هو تفاصيل مبانيها التي بقيت كما هي منذ بدايتها، ليشهد الزائر تجربة تسوّق مختلفة، ويتبضّع بين جنبات التاريخ، ويرى ما كانت عليه حال الأجداد، ويُشاهد الزبائن من جميع أطياف المجتمع يأتون لشراء حاجاتهم التي قد لا تكون موجودة إلا في هذه السوق المميّزة.