تواصُل الاحتفال بالذكرى الـ50 لرحيل أم كلثوم

أسطورة حيّة بفنّها وقيمتها المُتوهِّجة مع الزمن

سيدة الغناء العربي أم كلثوم لا تتكرَّر (وزارة الثقافة المصرية)
سيدة الغناء العربي أم كلثوم لا تتكرَّر (وزارة الثقافة المصرية)
TT
20

تواصُل الاحتفال بالذكرى الـ50 لرحيل أم كلثوم

سيدة الغناء العربي أم كلثوم لا تتكرَّر (وزارة الثقافة المصرية)
سيدة الغناء العربي أم كلثوم لا تتكرَّر (وزارة الثقافة المصرية)

تشهد مصر أكثر من فعالية احتفاء بالذكرى الـ55 لرحيل «كوكب الشرق» أم كلثوم، ما بين معارض متحفية ووثائقية، وندوات متنوّعة تستعيد سيرة سيدة الغناء العربي. وإذ بدأت فعاليات حفلات استعادة أغنياتها في باريس على أنغام الموسيقى الإلكترونية، تضمّ فعاليات الأيام المصرية في قطر ندوة حول سيرة المطربة الراحلة ومسيرتها.

وقدَّمت فرقة «غرام وانتقام» مع الموسيقي اللبناني ريس بيك حفلاً لاستعادة أغنيات أم كلثوم على مسرح فيلهارموني بالعاصمة الفرنسية باريس، مساء الخميس، تضمَّن إعادة تقديمها في عرض عنوانه «أجمل ليالي»، مزجت فيه الفرقة بين العود والموسيقى الإلكترونية في عزف أشهرها.

كما أعادت إحياء أهم تلك الأغنيات، مع عرض مقاطع من الأفلام السينمائية التي أدَّت بطولتها، بتوزيع موسيقي برؤية معاصرة؛ إذ تشتهر «غرام وانتقام» بدمج الموسيقى الإلكترونية مع التراث الموسيقي العربي، لتقدّم تجربة بين الماضي والحاضر عنوانها أم كلثوم.

في هذا السياق، يرى الناقد الموسيقي المصري أحمد السماحي أنّ «تقديم أعمال أم كلثوم بالتقنيات الحديثة والموسيقى الإلكترونية يعطيها عمراً أطول ويزيدها رسوخاً»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الاحتفاء بها في مصر ردّ لجَميلها ولجهودها، ليس فقط في الفنّ، ولكن على مستوى الدعمَيْن الروحي والمادي، خصوصاً في جولاتها عبر العالم لدعم المجهود الحربي بعد النكسة».

استعادة أم كلثوم في الذكرى الـ50 لرحيلها (صفحة متحفها في فيسبوك)
استعادة أم كلثوم في الذكرى الـ50 لرحيلها (صفحة متحفها في فيسبوك)

ومن الأغنيات الشهيرة التي قدّمتها الفرقة بطريقتها ورؤيتها الحديثة: «إنت عمري»، و«ألف ليلة وليلة»، و«أنا في انتظارك»، مع إضفاء خلفية تضمّنت مقاطع مرئية من أفلامها وحفلاتها، وسط تفاعل جماهيري لافت.

ووُلدت أم كلثوم عام 1908 وفق جواز سفرها المنشور أخيراً للمرّة الأولى ضمن معرض لمقتنياتها في القاهرة، وانتقلت من قريتها، طماي الزهايرة في محافظة الدقهلية (دلتا مصر)، إلى العاصمة مع والدها في عشرينات القرن الماضي، وبدأت مشوارها الفنّي بغناء التواشيح، وتعاونت مع الموسيقار محمد القصبجي، ثم محمد عبد الوهاب، بالإضافة إلى كبار الملحّنين والشعراء من مصر والعالم العربي.

بدورها، أقامت دار الأوبرا المصرية ندوتين في مقرّها بالقاهرة ومسرح سيد درويش بالإسكندرية، لاستعادة ذكراها من خلال المشروع الثقافي «القاهرة عنواني»، ضمن سلسلة «أرواح في المدينة» التي ينظّمها الكاتب محمود التميمي. وحظيت الندوتان بنجاح وإقبال لافتَيْن؛ مما دفع وزارة الثقافة المصرية إلى تضمين هذه الاحتفالية في برنامج أيام الثقافة المصرية المُقام حالياً في العاصمة القطرية، الدوحة.

وقدَّمت أم كلثوم عدداً من الأفلام الغنائية، من بينها: «سلامة»، و«فاطمة»، و«عايدة»، و«دنانير»، بالإضافة إلى أغنيات فيلم «رابعة العدوية». كما قدَّمت أغنيات وطنية، مثل: «مصر تتحدّث عن نفسها»، و«سلاماً شباب النيل»، فضلاً عن روائعها الشهيرة مثل: «الحب كله»، و«الأطلال»، و«يا مسهرني».

«كوكب الشرق» أم كلثوم أسطورة خالدة (متحفها بقصر المانسترلي)
«كوكب الشرق» أم كلثوم أسطورة خالدة (متحفها بقصر المانسترلي)

ويفتح متحف أم كلثوم بقصر المانسترلي (جزيرة المنيل - غرب القاهرة)، أبوابه للجمهور مجاناً خلال فبراير (شباط)، بالتزامن مع إحياء الذكرى الـ50 لرحيل «كوكب الشرق»، إذ تُوفيت في 3 فبراير 1975.

كما يحتفي «متحف نجيب محفوظ» في القاهرة التاريخية، الأحد، بصنّاع الهوية والرموز الفكرية والإبداعية، تخليداً لأسمائهم، ولتذكير الأجيال القادمة ببصماتهم الفريدة.

وعدَّ السماحي أم كلثوم أنها «ليست مجرّد صوت خالد وعظيم ولن يتكرّر حتى الآن، وإنما كانت كياناً ثقافياً واقتصادياً وفنّياً مستقلاً بذاته. أسطورة وستظلّ حية بيننا بفنّها وقيمتها الكبيرة التي تزداد مع الزمن».


مقالات ذات صلة

«حليم»... كتاب جديد يرصد علاقة «العندليب» بالزعماء والرؤساء

يوميات الشرق عبد الحليم كان مقرباً من الرئيس عبد الناصر (كتاب حليم أسرار وحكايات مع الحكام العرب)

«حليم»... كتاب جديد يرصد علاقة «العندليب» بالزعماء والرؤساء

تظل حياة «العندليب الأسمر»، عبد الحليم حافظ، مليئةً بالأسرار والكواليس والمواقف، ومن أبرزها تلك التي خاضها في علاقته مع الرؤساء والزعماء العرب.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق موسيقى فبراير... النصف الأول حبّ والثاني تترات مسلسلات

موسيقى فبراير... النصف الأول حبّ والثاني تترات مسلسلات

تنوّعت إصدارات الشهر ما بين أغانٍ عاطفية احتفت بعيد الحب، وتترات مسلسلات واكبت انطلاقة دراما رمضان 2025.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق كاتي بيري (أ.ف.ب)

«بلو أوريجين» تعلن أن المغنية كاتي بيري ستشارك قريباً في رحلة فضائية

أعلنت شركة الفضاء «بلو أوريجين» المملوكة لمؤسس «أمازون» جيف بيزوس، الخميس، أن المغنية الشهيرة كاتي بيري وخمس نساء أخريات، سيسافرن قريباً إلى الفضاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق صورة لأم كلثوم في متحفها بالمنيل (تصوير: عبد الفتاح فرج)

كتاب جديد يرصد 50 حكاية مثيرة في حياة أم كلثوم

في حياة «سيدة الغناء العربي» أم كلثوم الكثير من المواقف والقصص المثيرة، بعضها تناولته الصحافة والإعلام في حينه، والبعض الآخر ورد في مذكرات من عاصروا «الست».

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو مصطفى وعمرو دياب (حساب دياب على فيسبوك)

​فنانون مصريون يدعمون عمرو مصطفى بعد إصابته بالسرطان

انضم الفنان المصري عمرو دياب الملقب بـ«الهضبة» إلى «قائمة المتعاطفين» مع المطرب والملحن المصري عمرو مصطفى عقب الكشف عن تعرضه للإصابة بالسرطان

داليا ماهر (القاهرة )

طالبة تتخرج في مدرسة ثانوية أميركية بامتياز ولا تستطيع القراءة أو الكتابة

أليشا أورتيز (سي إن إن)
أليشا أورتيز (سي إن إن)
TT
20

طالبة تتخرج في مدرسة ثانوية أميركية بامتياز ولا تستطيع القراءة أو الكتابة

أليشا أورتيز (سي إن إن)
أليشا أورتيز (سي إن إن)

أليشا أورتيز شابة تبلغ من العمر 19 عاماً وتحلم بكتابة القصص وربما حتى كتاب يوماً ما. قد يبدو هذا طموحاً معقولاً لمراهقة تخرجت مؤخراً في المدرسة الثانوية، لكن بالنسبة لأليشا سيكون الأمر أصعب بكثير.

على الرغم من تخرجها في يونيو (حزيران) الماضي في مدرسة هارتفورد الثانوية العامة بولاية كونيتيكت، وحصولها على منحة دراسية في الكلية، فإن أليشا «لا تستطيع القراءة أو الكتابة»، وفق ما ذكرته شبكة «سي إن إن» الأميركية.

ويشعر العديد من طلاب المدارس الثانوية بالفخر والإثارة في الأيام التي تسبق التخرج، لكن أليشا قالت للشبكة الأميركية إنها تشعر بالخوف. فالطالبة التي تخرجت بتقدير «امتياز»، وهو ما يعني أن الطالب أظهر تميزاً أكاديمياً، شهدت في اجتماع مجلس مدينة هارتفورد في مايو (أيار) 2024 أنها لا تستطيع القراءة أو الكتابة بعد 12 عاماً من ارتياد المدارس العامة في المدينة.

وقبل يومين من التخرج، كما تقول، أخبرها مسؤولو المنطقة المدرسية أنها يمكن أن تؤجل قبول منحة الجامعة مقابل «خدمات تعليمية مكثفة»، وهو ما رفضته أليشا قائلة: «لقد قررت أن (المدرسة) كان لديها 12 عاماً... الآن حان وقتي».

وتقاضي أليشا الآن مجلس التعليم في هارتفورد ومدينة هارتفورد بتهمة الإهمال، بالإضافة إلى مديرة ملف التعليم الخاص، تيلدا سانتياغو، بتهمة «التسبب في إحداث ضرر عاطفي» عن طريق الإهمال.

ورفضت رئيسة مجلس التعليم، جينيفر هوكنهول، وكبير المسؤولين القانونيين للمدينة، جوناثان هاردينغ، التعليق على الدعوى القضائية.

وولدت أليشا في بورتوريكو، حيث تقول إنها أظهرت حتى عندما كانت طفلة صغيرة دليلاً على صعوبات في التعلم.

وقالت والدتها كارمن كروز إنها عرفت منذ وقت مبكر أن ابنتها بحاجة إلى المساعدة. وأضافت لشبكة «سي إن إن»: «لقد رأيت أنها تعاني من مشكلة معينة كان عليها التعامل معها». وعندما كانت أليشا في الخامسة من عمرها، انتقلت الأم بالعائلة إلى كونيتيكت، معتقدة أن أليشا ستحصل هناك على خدمات أفضل لصعوبات التعلم التي تعاني منها، وهو ما لم يحدث.

وسبق تشخيص أليشا باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، واضطراب التحدي المُعارِض (ODD)، واضطراب القلق غير المحدد واضطراب التواصل غير المحدد. وكشف اختبار حديث عن أنها تعاني أيضاً من عسر القراءة.

وتقول أليشا إنها تريد اتخاذ إجراءات قانونية لأن قادة المدرسة «لا يعرفون ماذا يفعلون ولا بماذا يهتمون»، مضيفة أنها تريد أن يتحملوا المسؤولية عما تقول إنها تعرضت له. كما أنها تسعى للحصول على تعويضات.