جدارية لفنانة سعودية في أحد شوارع لندن

للفنانة سان شاين... بطول 80 قدماً خارج السفارة السعودية

جدارية سان شاين في لندن (إدج أوف أرابيا)
جدارية سان شاين في لندن (إدج أوف أرابيا)
TT
20

جدارية لفنانة سعودية في أحد شوارع لندن

جدارية سان شاين في لندن (إدج أوف أرابيا)
جدارية سان شاين في لندن (إدج أوف أرابيا)

تحتل جدارية طولها 80 قدماً المساحة أمام السفارة السعودية بلندن، وهي من تنفيذ الفنانة السعودية الشابة سان شاين، وتستمر حتى منتصف فبراير (شباط) 2025.

وجاء المشروع ثمرة لتعاون ثقافي سعودي - بريطاني؛ إذ تم تركيب هذه القطعة من قبل فنان الغرافيتي في لندن، سيبت.

جدارية سان شاين في لندن (إدج أوف أرابيا)
جدارية سان شاين في لندن (إدج أوف أرابيا)

علقت سان شاين على هذا التعاون قائلة: «إنني سعيدة لأنه أتيحت لي الفرصة لإنشاء هذه اللوحة الجدارية في لندن، والتعاون مع الفنان البريطاني سيبت الموهوب إلى أبعد حد. تعكس الخطوط والأشكال المشوهة للجدارية نقص التعبير الإبداعي الذي هو من صميم عملي. هذا المشروع يعني لي الكثير؛ إذ يسمح لي بمشاركة تطور ثقافة فن الشارع من السعودية على ساحة دولية. إن خلق شيء خارج مسقط رأسي والمساهمة في الحوار العالمي للفن هو حلم يتحقق». يندرج المشروع في إطار سلسلة من التعاون الفني بين السفارة والفنانين السعوديين، بما في ذلك مع راشد الشعشعي الذي تم تركيب منحوتاته المعلقة المضيئة في حديقة السفارة العام الماضي، وأول معرض استعادي للفنان أحمد ماطر الذي أقيم في كريستيز الصيف الماضي.

ومن جانبه، قال السفير السعودي لدى المملكة المتحدة، الأمير خالد بن بندر آل سعود، الذي كلف بتنفيذ هذا العمل الفني، إن «المملكة العربية السعودية تتغير، وظهور فناني الشوارع الحركيين مثل سان شاين هو مثال رائع على ذلك. ولهذا السبب كنت حريصاً على منحها منصة في وسط لندن، حيث نستعرض بالفعل منحوتة راشد الشعشعي الرائعة. الفن جسر بين الثقافات، وهذه الأعمال فرصة لإظهار أن بريطانيا والمملكة العربية السعودية بينهما قواسم مشتركة أكثر مما نتصور».

نُفذت الجدارية بالتعاون مع الفنان البريطاني سيبت
نُفذت الجدارية بالتعاون مع الفنان البريطاني سيبت

في هذه الجدارية، يكمن الهدف الأساسي للفنان في الاحتفاء بثقافة الشارع، والتقاط جوهر فن الغرافيتي العفوي النابض بالحياة، حيث حولت ضربات خاطفة وجريئة باستخدام علب رذاذ الألوان الجدران العادية إلى لوحات من الجمال، أضفت لمحات حية على الشارع عبر صور حركية حيوية وملونة وصاخبة.

وعلق ستيفن ستابلتون مؤسس مبادرة «إدج أوف أرابيا»: «إن هذا العمل الفني المرح والمفرح أمام السفارة السعودية في مايفير يعكس عهداً جديداً من التعاون الثقافي المتبادل بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية. إن لغة الفن تتجاوز الحدود التي تفصل بيننا، ونحن بحاجة إلى مثل هذه اللغة الآن أكثر من أي وقت مضى».



باحثون: ثوران بركان فيزوف حوّل دماغ إنسان روماني قديم إلى زجاج

تم العثور على جزء من الزجاج العضوي داخل جمجمة شاب من العصر الروماني (رويترز)
تم العثور على جزء من الزجاج العضوي داخل جمجمة شاب من العصر الروماني (رويترز)
TT
20

باحثون: ثوران بركان فيزوف حوّل دماغ إنسان روماني قديم إلى زجاج

تم العثور على جزء من الزجاج العضوي داخل جمجمة شاب من العصر الروماني (رويترز)
تم العثور على جزء من الزجاج العضوي داخل جمجمة شاب من العصر الروماني (رويترز)

اكتشف علماء إيطاليون أنسجة بشرية زجاجية في جمجمة شاب من العصر الروماني، وفسروا هذه السابقة بأنه كان مستلقياً على سريره عندما انتشرت سحابة من الرماد الساخن من ثوران جبل فيزوف، مما أدى إلى تحويل دماغه إلى قطع من الزجاج، قبل نحو ألفَي عام.

وفي عام 79 ميلادياً، أدى ثوران بركان فيزوف المدمر إلى غمر مدينتي بومبيي وهركولانيوم بطبقة سميكة من الصخور المحترقة والغاز والرماد، فيما يُعرف بالتدفق البركاني.

وظل مصير المدينتين لغزاً حتى بدأت أعمال التنقيب في القرن الثامن عشر، التي كشفت مذاك عن آلاف الجثث لسكان قضى كثير منهم على الفور، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقد اكتُشفت جثة شاب يبلغ نحو 20 عاماً في ستينات القرن الماضي، ممددة متفحمة على سرير خشبي في مبنى في هيركولانيوم مخصص لعبادة الإمبراطور أغسطس.

ثم لاحظ عالم الأنثروبولوجيا الإيطالي بيير باولو بيتروني شيئاً غريباً في عام 2018. وقال أحد المشاركين في الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة «ساينتفيك ريبورتس» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «رأيتُ شيئاً يلمع في الجمجمة المكسورة».

وقد تحولت بقايا دماغ الرجل إلى شظايا من الزجاج الأسود.

وقال المشرف الرئيسي على الدراسة، غيدو جوردانو، المتخصص في علم البراكين، إن القطع وصلت إلى سنتيمتر واحد عرضاً.

وأشار إلى أن فحصها تحت المجهر الإلكتروني كشف عن «شيء مذهل وغير متوقع حقاً». وأظهرت الدراسة أن شبكات معقدة من الخلايا العصبية والمحاور العصبية والحبل الشوكي كانت مرئية بوضوح في الزجاج.

«مثال وحيد»

وأتت النتيجة غامضة، إذ نادراً ما يوجد الزجاج بشكل طبيعي في الطبيعة. ويتطلب هذا درجة حرارة عالية جداً تليها تبريد سريع للغاية تجنباً للتبلور.

وتحدث هذه الظاهرة، على سبيل المثال، نتيجة اصطدام نيزك أو وميض برق أو حمم بركانية. ولكن من غير المرجح أن ينجح هذا الأمر على الأنسجة البشرية التي تتكون في معظمها من الماء.

ويشكل دماغ الشاب الروماني «المثال الوحيد على الأرض» للأنسجة الحيوانية التي تحولت إلى زجاج، بحسب الدراسة التي رجحت أن يكون قد تعرض لحرارة تجاوزت فجأة 510 درجة مئوية، أي أكثر من الـ465 درجة، وهي حرارة السحابة النارية التي غمرت المدينة.

لذلك، لا بد أن يكون الدماغ قد برد بسرعة بعد الصدمة الحرارية الأولى، وقبل صدمة السحابة التي تسمى أيضاً التدفق البركاني الفتاتي.

لذلك فإن «السيناريو الوحيد المحتمل» هو أن بركان فيزوف أطلق سحابة أولى من الرماد المحترق، التي كانت تتبدد بسرعة.

هذه النظرية مدعومة بوجود طبقة رقيقة من الرماد كانت تغطي المدينة قبل أن تدفنها التدفقات البركانية، ما يعني أن سحابة الرماد وليس التدفق البركاني الفتاتي هي التي أهلكت سكان هيركولانيوم.

دراسات قليلة جداً

ويأمل جوردانو في أن يحفز هذا البحث العمل على الخطر الذي تشكله هذه السحب من الرماد المحترق، والتي «لم تتم دراستها إلا قليلاً» لأنها تترك آثاراً محدودة للغاية.

وكانت هذه السحابة هي التي تسببت، حسب قوله، في مقتل عالمي البراكين الفرنسيين كاتيا وموريس كرافت، اللذين يقال إنهما لقيا حتفهما في تدفق للحمم البركانية في عام 1991.

وحدث أمر مماثل خلال ثوران بركان فويغو في غواتيمالا عام 2018 الذي تسبب في 215 ضحية.

ويقول عالم البراكين إن هناك «إمكانات للبقاء» في مواجهة مثل هذه الظواهر، ويقترح على سبيل المثال إنشاء مبانٍ قادرة على تحمل درجات حرارة من هذا المستوى بالقرب من البراكين.

ولكن لماذا كان الشاب الروماني من هيركولانيوم هو الوحيد الذي واجه هذا المصير؟

على عكس بومبيي، كان لدى سكان هيركولانيوم المزيد من الوقت للفرار باتجاه البحر الأبيض المتوسط القريب. وقد عُثر على جثثهم في ذلك الاتجاه.

وبقي الشاب الروماني، الذي يُفترض أنه كان يحرس المبنى الذي عُثر عليه فيه، على سريره فتعرّض لضربة مباشرة من سحابة الرماد. وقال غيدو جوردانو مازحاً: «ربما كان مخموراً».