مكملات غذائية تقلل خطر وفاة الرضع

المكملات الغذائية خلال الحمل يمكن أن تسهم في تقليل خطر وفاة المواليد (جامعة ولاية أوهايو)
المكملات الغذائية خلال الحمل يمكن أن تسهم في تقليل خطر وفاة المواليد (جامعة ولاية أوهايو)
TT
20

مكملات غذائية تقلل خطر وفاة الرضع

المكملات الغذائية خلال الحمل يمكن أن تسهم في تقليل خطر وفاة المواليد (جامعة ولاية أوهايو)
المكملات الغذائية خلال الحمل يمكن أن تسهم في تقليل خطر وفاة المواليد (جامعة ولاية أوهايو)

حددت دراسة أميركية المكملات الغذائية المثلى للحوامل، لتقليل خطر ولادة أطفال يعانون مشكلات صحية خطيرة، مثل الولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، وهي حالات تزيد من خطر وفاة الرضع.

وذكر الباحثون، من جامعة جورج ميسون، أن مكملات المغذيات الدقيقة المتعددة «MMN» تفوقت على المكملات التقليدية التي تحتوي على الحديد وحمض الفوليك فقط. ونُشرت النتائج، الأربعاء، بدورية «The Lancet Global Health».

ومنذ السبعينات، أوصت المنظمات الصحية باستخدام الحديد وحمض الفوليك بوصفهما مكملات أساسية لدعم صحة الحوامل؛ إذ يلعب الحديد دوراً حيوياً في تكوين خلايا الدم الحمراء، ما يساعد على منع فقر الدم الذي قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل الولادة المبكرة أو نقص وزن المولود. أما حمض الفوليك فهو ضروري لتطور الجهاز العصبي للجنين.

لكن الأبحاث الحديثة ركّزت على مكملات المغذيات الدقيقة المتعددة، التي توفر فوائد أكبر لصحة المواليد، وهي مكملات تحتوي على مجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن الأساسية الضرورية لصحة الحامل ونمو الجنين، بما في ذلك الحديد، وحمض الفوليك، وفيتامين «د»، وفيتامين «أ»، واليود، والزنك، وفيتامين «ب 12»، والكالسيوم، والمغنسيوم.

وأجرى الفريق تحليلاً لبيانات 16 دراسة مختلفة؛ لمعرفة تأثير مكملات المغذيات الدقيقة المتعددة على صحة الأجنَّة. وكشفت النتائج أن تناول مكملات المغذيات الدقيقة المتعددة أثناء الحمل يقلل خطر الولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، وصغر حجم الجنين بالنسبة لعمر الحمل، وذلك بنسبة 27 في المائة، مقارنة بالمكملات التقليدية التي تحتوي على الحديد وحمض الفوليك فقط.

وأشار الباحثون إلى أن هذه الحالات الثلاث، التي تُعد من أبرز أسباب وفيات الرضع، كانت تُعالَج سابقاً بوصفها حالات منفصلة، إلا أن دراستهم أظهرت أن هناك تداخلاً بينها، حيث يمكن أن يؤدي قِصر مدة الحمل إلى انخفاض وزن الطفل، كما يمكن أن تؤدي القيود على نمو الجنين إلى ولادته بحجم أصغر من الطبيعي.

ونوّه الفريق بأن استبدال مكملات المغذيات الدقيقة المتعددة بالمكملات التقليدية يجب أن يصبح معياراً للرعاية الصحية أثناء الحمل، ولا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، نظراً لتأثيرها الإيجابي الكبير في الحد من المخاطر الصحية التي تواجه الأطفال حديثي الولادة.

وأشار الباحثون إلى أن أكثر من 90 في المائة من حالات انخفاض الوزن عند الولادة تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، خاصة في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء، مما يجعل من الضروري تبنّي استراتيجيات تغذية محسَّنة للحوامل بهذه المناطق للحد من المضاعفات الصحية التي قد تؤدي إلى وفيات الرضع.

ووفق الباحثين، فإن هذه النتائج تتماشى مع الجهود العالمية لتحسين صحة الأمهات والأطفال، في إطار أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، خاصة فيما يتعلق بتقليل معدلات وفيات الأطفال حديثي الولادة وتحسين تغذية الأمهات أثناء الحمل.



من الرسم اليدوي إلى الذكاء الاصطناعي... كيف تغيرت صناعة القصص المصورة؟

الدكتور إبراهيم حسان يشرح للمشاركين كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصميم (الشرق الأوسط)
الدكتور إبراهيم حسان يشرح للمشاركين كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصميم (الشرق الأوسط)
TT
20

من الرسم اليدوي إلى الذكاء الاصطناعي... كيف تغيرت صناعة القصص المصورة؟

الدكتور إبراهيم حسان يشرح للمشاركين كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصميم (الشرق الأوسط)
الدكتور إبراهيم حسان يشرح للمشاركين كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصميم (الشرق الأوسط)

قبل سنوات، كان إنتاج قصة مصورة عملية شاقة تتطلب فريقاً من المؤلفين والرسامين والمصممين، إضافةً إلى أسابيع من العمل المتواصل لإنهاء سيناريو واحد. كان الكاتب بحاجة إلى صياغة القصة يدوياً، بينما يستغرق الرسام ساعات طويلة في رسم كل تفصيلة؛ من تعابير الشخصيات إلى الخلفيات الدقيقة. أما المصمم، فكان يواجه تحديات كبيرة في تنسيق الألوان وإضافة المؤثرات البصرية يدوياً، مما جعل إنتاج القصص عملية مكلفة ومحدودة بالإمكانات التقنية المتاحة آنذاك.

لكن اليوم، تغير المشهد تماماً مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى عالم الكتابة والتصميم. لم يعد المؤلف مضطراً إلى قضاء ساعات في كتابة الحوارات، فهناك أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على اقتراح نصوص متوافقة مع الأسلوب المطلوب. أما المصمم، فيمكنه توليد رسوم عالية الجودة في ثوانٍ، مع إمكانية تعديلها بسهولة لتناسب الرؤية الفنية للقصة. هذه التحولات فتحت آفاقاً جديدة للإبداع، حيث أصبح بإمكان أي شخص، حتى دون خبرة في الرسم أو التصميم، إنتاج قصص مصورة ذات جودة احترافية.

ضمن هذا السياق، تأتي ورشة العمل «استثمار الذكاء الاصطناعي في تصميم القصص التعليمية الإسلامية»، التي قدمها الدكتور إبراهيم حسان، أستاذ الإعلام والاتصال الرقمي بجامعة عفت، وأقيمت ضمن برامج بينالي الفنون الإسلامية بالشراكة مع جامعة عفت، لتمنح المشاركين فرصة فريدة لاستكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تطوير قصص تعليمية تجمع بين السرد التقليدي والقيم الإسلامية والتقنيات الحديثة.

ورشة عمل استثمار الذكاء الاصطناعي في تصميم القصص التعليمية الإسلامية (الشرق الأوسط)
ورشة عمل استثمار الذكاء الاصطناعي في تصميم القصص التعليمية الإسلامية (الشرق الأوسط)

إمكانيات هائلة

الدكتور إبراهيم حسان، قال لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الفعالية تهدف إلى تمكين المشاركين من استثمار إمكانيات الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصميم، مما يسهم في إنتاج قصص ذات محتوى تعليمي وتربوي يرتبط بالهوية الإسلامية، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للإبداع البشري، بل هو أداة مساعدة تعمل على تسريع العمليات الإنتاجية، مثل التدقيق اللغوي وتصميم الرسوم، دون أن تفقد القصة جوهرها القيمي والفني.

وبيّن حسان أن طاقة الذكاء الاصطناعي تبرز في اختزال العديد من المراحل المطلوبة لإنتاج القصة. فمثلاً، كانت المراجعة اللغوية تتطلب وقتاً ومجهوداً كبيراً، أما الآن، فيمكن إنجازها خلال ثوانٍ معدودة، مع الحفاظ على مستوى جيد من الدقة. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة في توليد الرسومات، مما يقلل التكلفة التي كانت تُنفق على توظيف الرسامين والمصممين.

من بين المحاور الأساسية التي تناولها دكتور حسان في الورشة، كانت كيفية التحكم في الذكاء الاصطناعي وتوجيهه لخدمة الرسالة الإسلامية. والتي أشار فيها إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على توليد قصص في لحظات معدودة، ولكن دون تدخل بشري واعٍ، قد تكون النتائج عشوائية أو غير متوافقة مع القيم الإسلامية.

وبحسب الدكتور حسان، فإن «الهدف ليس فقط استخدام الذكاء الاصطناعي، بل توجيهه بطريقة تخضع لسيطرة المؤلف والمصمم، بحيث يصبح أداة في أيديهم بدلاً من أن تفرض عليهم نتائج غير دقيقة. من خلال هذه الورشة، نساعد المشاركين على فهم كيفية ضبط النتائج وتكييف المحتوى بما يتماشى مع هويتنا الثقافية».

أحد الجوانب المهمة التي ناقشتها الورشة هو دور القصص الإسلامية في تصحيح المفاهيم المغلوطة، حيث أشار الدكتور حسان إلى أن بعض القيم يتم تناولها بطرق غير دقيقة حتى في الأعمال الأدبية، وضرب مثالاً بمفهوم «إعمار الأرض»، حيث قال: «هناك اعتقاد شائع بأن الإنسان خُلق لإعمار الأرض، ولكن في الحقيقة، القرآن الكريم يشير إلى أن الإنسان وُجد لإصلاح الأرض، وليس مجرد إعمارها. فالعديد من الأمم السابقة كانت أكثر تقدماً في الإعمار، لكنها لم تنجُ بسبب فسادها. لذا، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تقديم سرد قصصي يعكس هذه الفكرة بوضوح، مما يسهم في بناء وعي فكري صحيح لدى الأجيال القادمة».

في الجلسة التطبيقية من الورشة، تم تعريف المشاركين بثلاث مراحل أساسية لبناء قصة تتوافق مع القيم الإسلامية، وهي: تحديد الفكرة الأساسية: مثل المحافظة على البيئة أو بر الوالدين. تعزيز القيم التربوية: مثل المسؤولية، الرحمة، والشكر العملي لله، إضافة إلى دعم القصة بالنصوص الشرعية، باستخدام آيات قرآنية وأحاديث نبوية مناسبة. كما تم توضيح كيفية إدخال هذه العناصر في منصات الذكاء الاصطناعي لضمان توليد محتوى يعكس الروح الإسلامية بوضوح.

تحديات

لم تخلُ الورشة من نقاشات حول التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الإسلامي، حيث أشار الدكتور إبراهيم إلى أن هناك خطورة تتمثل في إمكانية تزييف الحقائق، أو تقديم صور غير دقيقة عن التاريخ الإسلامي، وقال: «إذا لم يتم التعامل مع الذكاء الاصطناعي بحذر، فقد تنتشر تصورات غير صحيحة، مثل إنتاج صور خيالية لا تتوافق مع السياق الزماني والمكاني للأحداث الإسلامية. لذا، من الضروري تدريب الذكاء الاصطناعي على فهم تفاصيل الحضارة الإسلامية حتى لا يصبح مجرد انعكاس للثقافات الأخرى».

وعن مستقبل هذا المجال، أكد الدكتور إبراهيم أن الذكاء الاصطناعي سيكون عنصراً رئيسياً في تطوير القصص الإسلامية المصورة، وسيساهم في إثراء المكتبات الرقمية وجعل المحتوى أكثر تفاعلاً مع الجمهور المعاصر، وأضاف: «يبقى السؤال الأهم: هل سنستخدم هذه التقنية لتعزيز القيم الإسلامية ونشر المعرفة، أم سنكون مجرد مستهلكين للتكنولوجيا دون توجيهها نحو هدف نبيل؟ القرار بأيدينا».

شكلت هذه الورشة محطة معرفية مهمة لكل من يسعى إلى دمج الإبداع مع التكنولوجيا لخدمة القيم الإسلامية. ومن خلال التطبيق العملي والمناقشات العميقة، خرج المشاركون بأدوات عملية يمكنهم استخدامها في مشاريعهم المستقبلية، مما يعكس رسالة بينالي الفنون الإسلامية في إبراز الفنون بوصفها وسيلة للحوار والتطوير الثقافي المستدام.