5 علامات تدل على الاستنزاف العاطفي للصداقة... وكيف تضع الحدود؟

كيف تكتشف صديقاً يستنزف طاقتك العاطفية؟ (كانفا)
كيف تكتشف صديقاً يستنزف طاقتك العاطفية؟ (كانفا)
TT
20

5 علامات تدل على الاستنزاف العاطفي للصداقة... وكيف تضع الحدود؟

كيف تكتشف صديقاً يستنزف طاقتك العاطفية؟ (كانفا)
كيف تكتشف صديقاً يستنزف طاقتك العاطفية؟ (كانفا)

من الطبيعي أن نشكو لأصدقائنا؛ من شركائنا أو أطفالنا أو... بين الحين والآخر، فذلك جزء من أن «الصداقة مكان آمن للتفريغ». ولكن ماذا تفعل عندما تبدأ داخل إطار الصداقة في الشعور بعدم المساواة والسلبية والاستنزاف؟

وفق تقرير من صحيفة «تلغراف»، فإن العلاقات السلبية يمكن أن تؤثر بشكل خطر على صحتك.

وجدت دراسات أن «الأصدقاء الأعداء» يمكن أن يزيدوا من هرمونات التوتر، ويرفعوا ضغط الدم، وحتى يضعفوا جهاز المناعة. قد لا تكون هذه العلاقات خبيثة، لكن التأثير لا يمكن إنكاره: فهي تستنزف طاقتك، وتقوض ثقتك بنفسك، وتثقل كاهل صحتك العقلية.

إذن كيف تكتشف صديقاً يستنزف طاقتك العاطفية؟ والأهم من ذلك: كيف تدير مثل هذه الصداقات لحماية رفاهيتك دون قطع العلاقات تماماً؟ إليك العلامات التي تدل على ذلك وكيفية تعديل الديناميكية.

1- تغادر وأنت تشعر بالإرهاق أو الاستنزاف

من أوضح المؤشرات على صداقة تستنزف طاقتك العاطفية هو شعورك بعد قضاء الوقت معاً: هل تغادر التفاعلات باستمرار وأنت تشعر بالإرهاق أو عدم الاستماع إليك أو عدم الرضا بشكل غامض؟ يجب أن تكون الصداقة الجيدة مصدراً للطاقة المتبادلة، ولكن الصداقة غير المتوازنة قد تبدو إجهاداً عاطفياً.

تلاحظ جورجينا ستورمر، المستشارة عضو «الجمعية البريطانية للاستشارة والعلاج النفسي» أنه «عندما تكون الصداقة من جانب واحد؛ أي عندما يتخلص أحد الطرفين من جميع مشكلاته دون ترك مساحة للآخر، فإن الأمر يصبح مرهِقاً عاطفياً. بمرور الوقت، يمكن أن تخلق هذه الديناميكية استياءً، حتى لو كانت الصداقة لها جوانب إيجابية».

2- لا يسألون عنك مطلقاً

تُبنى الصداقات الصحية على المعاملة بالمثل. الصديق الحقيقي لا يتحدث فقط؛ بل يستمع أيضاً... يُظهر اهتماماً بحياتك، ويحتفل بانتصاراتك، ويتعاطف مع صراعاتك. إذا كان صديقك نادراً ما يسأل عنك أو يتجاهل تجاربك، فهذا علامة على أن العلاقة قد تكون غير متوازنة.

تشرح نويل بيل، المعالجة النفسية المتحدثة باسم «مجلس العلاج النفسي» في المملكة المتحدة، بأن «الأصدقاء الجيّدون فضوليون بطبيعتهم بعضهم تجاه بعض. إذا أعاد صديقك توجيه المحادثة باستمرار إلى نفسه، فقد يجعلك تشعر بالتجاهل أو التقليل من شأنك».

3- هناك دائماً دراما

يعيش بعض الأشخاص تحت سحابة دائمة من الفوضى؛ سواء أكانت أزمة في مكان العمل، أم نزاعاً عائلياً، أم انهياراً شخصياً... فهناك دائماً شيء يهيمن على عالمهم ومحادثاتك.

في حين أنه من الطبيعي دعم الأصدقاء خلال الأوقات الصعبة، عندما تكون الدراما لا نهاية لها، إلا إن الأمر قد يصبح نمطاً يستنزف احتياطاتك العاطفية.

وتسلط ستورمر الضوء على مفهوم «مثلث الدراما»، الذي يتكون من 3 أدوار: الضحية، والمنقذ، والمضطهد.

ومن المفيد أن تفكر في الدور الذي قد تلعبه. غالباً ما يتبنى الأصدقاء المستنزِفون عاطفياً دور الضحية، ويعتمدون بشكل كبير على الآخرين لحل مشكلاتهم. بمرور الوقت، يخلق هذا ديناميكية سامة؛ حيث يقدم شخص واحد باستمرار النصيحة ويحاول الإنقاذ، بينما يظل الآخر عاجزاً تماماً.

4- تنافسيون ليسوا داعمين

يجب أن تكون الصداقات مساحة آمنة؛ حيث يمكنك الاحتفال بنجاحاتك من دون خوف من الغيرة أو المنافسة. لكن يبدو أن بعض الأصدقاء غير قادرين على المشاركة في سعادتك. ربما تخبرهم عن ترقية، ويردون بإخبارك بأحدث نجاحاتهم في العمل.

وتوضح بيل: «غالباً ما تنبع روح المنافسة في الصداقات من انعدام الأمان؛ فبدلاً من أن يكونوا سعداء من أجلك، فإنهم يقارنون أنفسهم بشكل غير مواتٍ ويعكسون هذا الانزعاج نحو الخارج، وأحياناً على شكل رفض أو عدوان سلبي».

5- سلبيون بشكل مزمن

هل يبدو أن صديقك يجد دائماً الغيمة في كل بصيص أمل؟ في حين أن التنفيس العرضي أمر طبيعي، إلا إن السلبية المزمنة يمكن أن تثقل كاهل صحتك العقلية. تشير الدراسات إلى أن السلبية مُعدية حرفياً. بمرور الوقت، ستؤثر سلبية صديقك على كيفية بدء تفكيرك وشعورك.

وتحذر بيل بأن قضاء كثير من الوقت مع شخص يركز باستمرار على ما هو خطأ، يمكن أن يغير بشكل خفي وجهة نظرك الخاصة.

كيف تتعامل مع صديق مرهِق عاطفياً؟

1- ضع حدوداً

تتطلب الصداقات الصحية حدوداً، خصوصاً مع الأصدقاء الذين يتطلبون كثيراً من الطاقة العاطفية. حدد ما تشعر بالراحة في تقديمه، وتواصل بوضوح.

وتقول ستورمر: «ليس عليك تبرير حدودك. يكفي أن تقول ببساطة: أنا غير متاح للتحدث عن هذا الآن».

2- ركز على الديناميكية وليس الشخص

بدلاً من وصف صديقك بأنه «سام»، فكِّر في الديناميكية بينكما... هل تتولى دور المنقذ؟ اسأل نفسك: هل أساعد لأنني أريد ذلك حقاً، أم لأنني أشعر بالالتزام؟ يساعدك هذا الأمر في تحديد ما إذا كنت تتصرف بدافع من الرعاية الحقيقية، أم بسبب الشعور بالواجب، الذي قد ينبع من الشعور بالذنب أو الخوف. قد تكون الديناميكية سامة، ولديك سيطرة على الدور الذي تلعبه. توقف عن الإنقاذ.

3-قرر متى تبتعد

ليست كل الصداقات مبنية على الاستمرار. إذا حاولت وضع حدود ولم تتحسن الديناميكية، فقد حان الوقت للتراجع. يجب ألا يكون هذا دراماتيكياً؛ فالتقليل البطيء من الاتصال يمكن أن يخلق غالباً المسافة اللازمة.

وتقترح بيل: «التخلي عن صداقة مرهِقة لا يعني أنك فشلت. هذا يعني أنك تعطي الأولوية لصحتك العقلية، وهذا أمر جيد».



من الرسم اليدوي إلى الذكاء الاصطناعي... كيف تغيرت صناعة القصص المصورة؟

الدكتور إبراهيم حسان يشرح للمشاركين كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصميم (الشرق الأوسط)
الدكتور إبراهيم حسان يشرح للمشاركين كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصميم (الشرق الأوسط)
TT
20

من الرسم اليدوي إلى الذكاء الاصطناعي... كيف تغيرت صناعة القصص المصورة؟

الدكتور إبراهيم حسان يشرح للمشاركين كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصميم (الشرق الأوسط)
الدكتور إبراهيم حسان يشرح للمشاركين كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصميم (الشرق الأوسط)

قبل سنوات، كان إنتاج قصة مصورة عملية شاقة تتطلب فريقاً من المؤلفين والرسامين والمصممين، إضافةً إلى أسابيع من العمل المتواصل لإنهاء سيناريو واحد. كان الكاتب بحاجة إلى صياغة القصة يدوياً، بينما يستغرق الرسام ساعات طويلة في رسم كل تفصيلة؛ من تعابير الشخصيات إلى الخلفيات الدقيقة. أما المصمم، فكان يواجه تحديات كبيرة في تنسيق الألوان وإضافة المؤثرات البصرية يدوياً، مما جعل إنتاج القصص عملية مكلفة ومحدودة بالإمكانات التقنية المتاحة آنذاك.

لكن اليوم، تغير المشهد تماماً مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى عالم الكتابة والتصميم. لم يعد المؤلف مضطراً إلى قضاء ساعات في كتابة الحوارات، فهناك أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على اقتراح نصوص متوافقة مع الأسلوب المطلوب. أما المصمم، فيمكنه توليد رسوم عالية الجودة في ثوانٍ، مع إمكانية تعديلها بسهولة لتناسب الرؤية الفنية للقصة. هذه التحولات فتحت آفاقاً جديدة للإبداع، حيث أصبح بإمكان أي شخص، حتى دون خبرة في الرسم أو التصميم، إنتاج قصص مصورة ذات جودة احترافية.

ضمن هذا السياق، تأتي ورشة العمل «استثمار الذكاء الاصطناعي في تصميم القصص التعليمية الإسلامية»، التي قدمها الدكتور إبراهيم حسان، أستاذ الإعلام والاتصال الرقمي بجامعة عفت، وأقيمت ضمن برامج بينالي الفنون الإسلامية بالشراكة مع جامعة عفت، لتمنح المشاركين فرصة فريدة لاستكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تطوير قصص تعليمية تجمع بين السرد التقليدي والقيم الإسلامية والتقنيات الحديثة.

ورشة عمل استثمار الذكاء الاصطناعي في تصميم القصص التعليمية الإسلامية (الشرق الأوسط)
ورشة عمل استثمار الذكاء الاصطناعي في تصميم القصص التعليمية الإسلامية (الشرق الأوسط)

إمكانيات هائلة

الدكتور إبراهيم حسان، قال لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الفعالية تهدف إلى تمكين المشاركين من استثمار إمكانيات الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصميم، مما يسهم في إنتاج قصص ذات محتوى تعليمي وتربوي يرتبط بالهوية الإسلامية، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للإبداع البشري، بل هو أداة مساعدة تعمل على تسريع العمليات الإنتاجية، مثل التدقيق اللغوي وتصميم الرسوم، دون أن تفقد القصة جوهرها القيمي والفني.

وبيّن حسان أن طاقة الذكاء الاصطناعي تبرز في اختزال العديد من المراحل المطلوبة لإنتاج القصة. فمثلاً، كانت المراجعة اللغوية تتطلب وقتاً ومجهوداً كبيراً، أما الآن، فيمكن إنجازها خلال ثوانٍ معدودة، مع الحفاظ على مستوى جيد من الدقة. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة في توليد الرسومات، مما يقلل التكلفة التي كانت تُنفق على توظيف الرسامين والمصممين.

من بين المحاور الأساسية التي تناولها دكتور حسان في الورشة، كانت كيفية التحكم في الذكاء الاصطناعي وتوجيهه لخدمة الرسالة الإسلامية. والتي أشار فيها إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على توليد قصص في لحظات معدودة، ولكن دون تدخل بشري واعٍ، قد تكون النتائج عشوائية أو غير متوافقة مع القيم الإسلامية.

وبحسب الدكتور حسان، فإن «الهدف ليس فقط استخدام الذكاء الاصطناعي، بل توجيهه بطريقة تخضع لسيطرة المؤلف والمصمم، بحيث يصبح أداة في أيديهم بدلاً من أن تفرض عليهم نتائج غير دقيقة. من خلال هذه الورشة، نساعد المشاركين على فهم كيفية ضبط النتائج وتكييف المحتوى بما يتماشى مع هويتنا الثقافية».

أحد الجوانب المهمة التي ناقشتها الورشة هو دور القصص الإسلامية في تصحيح المفاهيم المغلوطة، حيث أشار الدكتور حسان إلى أن بعض القيم يتم تناولها بطرق غير دقيقة حتى في الأعمال الأدبية، وضرب مثالاً بمفهوم «إعمار الأرض»، حيث قال: «هناك اعتقاد شائع بأن الإنسان خُلق لإعمار الأرض، ولكن في الحقيقة، القرآن الكريم يشير إلى أن الإنسان وُجد لإصلاح الأرض، وليس مجرد إعمارها. فالعديد من الأمم السابقة كانت أكثر تقدماً في الإعمار، لكنها لم تنجُ بسبب فسادها. لذا، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تقديم سرد قصصي يعكس هذه الفكرة بوضوح، مما يسهم في بناء وعي فكري صحيح لدى الأجيال القادمة».

في الجلسة التطبيقية من الورشة، تم تعريف المشاركين بثلاث مراحل أساسية لبناء قصة تتوافق مع القيم الإسلامية، وهي: تحديد الفكرة الأساسية: مثل المحافظة على البيئة أو بر الوالدين. تعزيز القيم التربوية: مثل المسؤولية، الرحمة، والشكر العملي لله، إضافة إلى دعم القصة بالنصوص الشرعية، باستخدام آيات قرآنية وأحاديث نبوية مناسبة. كما تم توضيح كيفية إدخال هذه العناصر في منصات الذكاء الاصطناعي لضمان توليد محتوى يعكس الروح الإسلامية بوضوح.

تحديات

لم تخلُ الورشة من نقاشات حول التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الإسلامي، حيث أشار الدكتور إبراهيم إلى أن هناك خطورة تتمثل في إمكانية تزييف الحقائق، أو تقديم صور غير دقيقة عن التاريخ الإسلامي، وقال: «إذا لم يتم التعامل مع الذكاء الاصطناعي بحذر، فقد تنتشر تصورات غير صحيحة، مثل إنتاج صور خيالية لا تتوافق مع السياق الزماني والمكاني للأحداث الإسلامية. لذا، من الضروري تدريب الذكاء الاصطناعي على فهم تفاصيل الحضارة الإسلامية حتى لا يصبح مجرد انعكاس للثقافات الأخرى».

وعن مستقبل هذا المجال، أكد الدكتور إبراهيم أن الذكاء الاصطناعي سيكون عنصراً رئيسياً في تطوير القصص الإسلامية المصورة، وسيساهم في إثراء المكتبات الرقمية وجعل المحتوى أكثر تفاعلاً مع الجمهور المعاصر، وأضاف: «يبقى السؤال الأهم: هل سنستخدم هذه التقنية لتعزيز القيم الإسلامية ونشر المعرفة، أم سنكون مجرد مستهلكين للتكنولوجيا دون توجيهها نحو هدف نبيل؟ القرار بأيدينا».

شكلت هذه الورشة محطة معرفية مهمة لكل من يسعى إلى دمج الإبداع مع التكنولوجيا لخدمة القيم الإسلامية. ومن خلال التطبيق العملي والمناقشات العميقة، خرج المشاركون بأدوات عملية يمكنهم استخدامها في مشاريعهم المستقبلية، مما يعكس رسالة بينالي الفنون الإسلامية في إبراز الفنون بوصفها وسيلة للحوار والتطوير الثقافي المستدام.