اختتمت «دارة الملك عبد العزيز»، مساء الثلاثاء، «مختبر التاريخ الوطني»، بتتويج الجامعات الفائزة بتقديم حلول إبداعية ومبتكرة، تساهم في حفظ وتوثيق ونشر تاريخ السعودية، وتعزيز الهوية الوطنية.
وخلال حفل أقيم بجامعة الأميرة نورة في الرياض، تُوِّجت جامعة الجوف بالمركز الأول عن تحدي الابتكار في تقديم التاريخ، ضمن مسار الأثر الاجتماعي، بفكرة تطبيق يحمل عنوان «في مجلسٍ ما فيه نفس ثقيلة»، فيما فازت جامعة حفر الباطن بالمركز الثاني عن تحدي المشاركة في التاريخ ضمن مسار الأثر الاجتماعي بفكرة خدمة «ثمِّن» الرقمية، وحصلت جامعة شقراء على المركز الثالث عن تحدي استنطاق الصور التاريخية ضمن مسار الابتكار الرقمي، بفكرة تطبيق «زمنُنَا».
ونالت جامعة الملك فيصل المركز الرابع عن تحدي الموروث اللفظي ضمن مسار الأثر الاجتماعي عن فكرة استثمار الموروث اللفظي في مشروع نظام النقل السريع «مترو الرياض»، وجاءت كليات عنيزة الأهلية خامساً عن تحدي الموروث اللفظي ضمن مسار الأثر الاجتماعي عن فكرة لعبة «علومنا». وفازت جامعة الملك سعود بالمركز السادس عن تحدي الموروث اللفظي ضمن مسار الأثر الاجتماعي بفكرة تحت عنوان «من الطبيعة إلى التراث... حماية مستدامة برؤية متجددة».
وانطلق «مختبر التاريخ الوطني»، الأحد، بمشاركة فرق من نحو 30 جامعة سعودية، للمنافسة في صياغة حلول مستقبلية تساهم في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للبلاد، وتوثيقه للأجيال القادمة.
واستضافت فعالياته مركز المؤتمرات والمعارض بجامعة الأميرة نورة، وشهدت أعماله تنافساً بين ممثلي الجامعات في فضاء من الحماس والإبداع والابتكار في تطوير الأفكار، لحفظ وتوثيق ونشر التاريخ الوطني باستخدام وسائل حديثة تتماشى مع «رؤية السعودية 2030»، من خلال توفير منصة تنافسية تجمع الشباب والجهات المهتمة بالتاريخ.
30 جامعة و15 جهة وطنية ودولية
أتاح المختبر للمشاركين فرصة تطوير أفكار ومشروعات تقنية ومبادرات مجتمعية تعزّز وصول المجتمع إلى التراث الثقافي والتاريخ الوطني بشكل مبسط وجاذب.
وطوال ثلاثة أيام تنافس الطلاب والطالبات من 30 جامعة سعودية، على تطوير أفكار ومشروعات تقنية ومبادرات اجتماعية، تساهم في تبسيط إيصال التراث الثقافي والتاريخ الوطني إلى مختلف فئات المجتمع بطرق جذابة ومبتكرة، فيما ساهمت 15 جهة وطنية ودولية، في إثراء تجربة المشاركين خلال أيام المختبر.
وركز المختبر على تحقيق التوازن بين الأصالة والحداثة عبر مسارين رئيسيين؛ «الابتكار الرقمي»، الذي يُعنى بتطوير حلول تقنية تُساهم في توثيق ونشر التاريخ الوطني باستخدام أحدث الوسائل الرقمية، و«الأثر الاجتماعي»، الذي يهدف إلى إنشاء مبادرات تفاعلية تعزز ارتباط المجتمع بالتاريخ الوطني وتستهدف جميع الفئات العمرية بأساليب مبتكرة.
وعقدت الدارة سلسلة ورش عمل إثرائية ضمن جهود تعزيز الهوية الوطنية، وإثراء المعرفة التاريخية بأسلوب عصري يربط بين الماضي والحاضر، شارك فيها 20 متحدثاً من الخبراء في مجالات الابتكار والتراث، فيما تولى 13 محكّماً مهام تقييم المشاريع المقدمة، وأكثر من 20 ميسراً دعم المشاركين وتوجيههم خلال مراحل تطوير أفكارهم.
وسلطت الورش الضوء على محاور متعدّدة تنوّعت ما بين التخصّص التاريخي والابتكار وصناعة المحتوى الإبداعي، شملت موضوعات مختلفة مثل التفكير التصميمي، والأثر الاجتماعي المستدام للابتكار، ورقمنة المحتوى التاريخي، وأهمية علم الوثائق والزخرفة والترميم.
كما ناقشت بعض الورش كيفية السرد القصصي، ورسم الخرائط التاريخية، وموضوعات عن قصة تأسيس السعودية، وكيفية روايتها بأسلوب يجمع بين الدقة والإبداع.