«مختبر التاريخ» السعودي يتوج الفائزين بابتكارات توثيقه ونشره

بعد ثلاثة أيام من المنافسات في صياغة الحلول المستقبلية

ورش عمل لخبراء قربت بين الابتكار وأبواب التاريخ (جامعة نجران)
ورش عمل لخبراء قربت بين الابتكار وأبواب التاريخ (جامعة نجران)
TT
20

«مختبر التاريخ» السعودي يتوج الفائزين بابتكارات توثيقه ونشره

ورش عمل لخبراء قربت بين الابتكار وأبواب التاريخ (جامعة نجران)
ورش عمل لخبراء قربت بين الابتكار وأبواب التاريخ (جامعة نجران)

اختتمت «دارة الملك عبد العزيز»، مساء الثلاثاء، «مختبر التاريخ الوطني»، بتتويج الجامعات الفائزة بتقديم حلول إبداعية ومبتكرة، تساهم في حفظ وتوثيق ونشر تاريخ السعودية، وتعزيز الهوية الوطنية.

وخلال حفل أقيم بجامعة الأميرة نورة في الرياض، تُوِّجت جامعة الجوف بالمركز الأول عن تحدي الابتكار في تقديم التاريخ، ضمن مسار الأثر الاجتماعي، بفكرة تطبيق يحمل عنوان «في مجلسٍ ما فيه نفس ثقيلة»، فيما فازت جامعة حفر الباطن بالمركز الثاني عن تحدي المشاركة في التاريخ ضمن مسار الأثر الاجتماعي بفكرة خدمة «ثمِّن» الرقمية، وحصلت جامعة شقراء على المركز الثالث عن تحدي استنطاق الصور التاريخية ضمن مسار الابتكار الرقمي، بفكرة تطبيق «زمنُنَا».

ونالت جامعة الملك فيصل المركز الرابع عن تحدي الموروث اللفظي ضمن مسار الأثر الاجتماعي عن فكرة استثمار الموروث اللفظي في مشروع نظام النقل السريع «مترو الرياض»، وجاءت كليات عنيزة الأهلية خامساً عن تحدي الموروث اللفظي ضمن مسار الأثر الاجتماعي عن فكرة لعبة «علومنا». وفازت جامعة الملك سعود بالمركز السادس عن تحدي الموروث اللفظي ضمن مسار الأثر الاجتماعي بفكرة تحت عنوان «من الطبيعة إلى التراث... حماية مستدامة برؤية متجددة».

من حفل تتويج الابتكارات المشاركة في صياغة الحلول المستقبلية (الشرق الأوسط)

وانطلق «مختبر التاريخ الوطني»، الأحد، بمشاركة فرق من نحو 30 جامعة سعودية، للمنافسة في صياغة حلول مستقبلية تساهم في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للبلاد، وتوثيقه للأجيال القادمة.

واستضافت فعالياته مركز المؤتمرات والمعارض بجامعة الأميرة نورة، وشهدت أعماله تنافساً بين ممثلي الجامعات في فضاء من الحماس والإبداع والابتكار في تطوير الأفكار، لحفظ وتوثيق ونشر التاريخ الوطني باستخدام وسائل حديثة تتماشى مع «رؤية السعودية 2030»، من خلال توفير منصة تنافسية تجمع الشباب والجهات المهتمة بالتاريخ.

يستهدف المختبر تشجيع الأجيال الناشئة على ابتكار الحلول (دارة الملك عبد العزيز)

30 جامعة و15 جهة وطنية ودولية

أتاح المختبر للمشاركين فرصة تطوير أفكار ومشروعات تقنية ومبادرات مجتمعية تعزّز وصول المجتمع إلى التراث الثقافي والتاريخ الوطني بشكل مبسط وجاذب.

وطوال ثلاثة أيام تنافس الطلاب والطالبات من 30 جامعة سعودية، على تطوير أفكار ومشروعات تقنية ومبادرات اجتماعية، تساهم في تبسيط إيصال التراث الثقافي والتاريخ الوطني إلى مختلف فئات المجتمع بطرق جذابة ومبتكرة، فيما ساهمت 15 جهة وطنية ودولية، في إثراء تجربة المشاركين خلال أيام المختبر.

حظيت الفرق المشاركة بنوافذ للتدريب (جامعة نجران)

وركز المختبر على تحقيق التوازن بين الأصالة والحداثة عبر مسارين رئيسيين؛ «الابتكار الرقمي»، الذي يُعنى بتطوير حلول تقنية تُساهم في توثيق ونشر التاريخ الوطني باستخدام أحدث الوسائل الرقمية، و«الأثر الاجتماعي»، الذي يهدف إلى إنشاء مبادرات تفاعلية تعزز ارتباط المجتمع بالتاريخ الوطني وتستهدف جميع الفئات العمرية بأساليب مبتكرة.

وعقدت الدارة سلسلة ورش عمل إثرائية ضمن جهود تعزيز الهوية الوطنية، وإثراء المعرفة التاريخية بأسلوب عصري يربط بين الماضي والحاضر، شارك فيها 20 متحدثاً من الخبراء في مجالات الابتكار والتراث، فيما تولى 13 محكّماً مهام تقييم المشاريع المقدمة، وأكثر من 20 ميسراً دعم المشاركين وتوجيههم خلال مراحل تطوير أفكارهم.

خبراء في مجالي التاريخ والابتكار أثروا المشاركين (الشرق الأوسط)

وسلطت الورش الضوء على محاور متعدّدة تنوّعت ما بين التخصّص التاريخي والابتكار وصناعة المحتوى الإبداعي، شملت موضوعات مختلفة مثل التفكير التصميمي، والأثر الاجتماعي المستدام للابتكار، ورقمنة المحتوى التاريخي، وأهمية علم الوثائق والزخرفة والترميم.

كما ناقشت بعض الورش كيفية السرد القصصي، ورسم الخرائط التاريخية، وموضوعات عن قصة تأسيس السعودية، وكيفية روايتها بأسلوب يجمع بين الدقة والإبداع.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي يشارك في اجتماع عربي تشاوري بالقاهرة

الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يشارك في اجتماع عربي تشاوري بالقاهرة

وصل الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي إلى القاهرة، للمشاركة في اجتماع «السداسية العربية» التشاوري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان والوزير ماركو روبيو («الخارجية» السعودية)

فيصل بن فرحان وروبيو يناقشان التطورات الإقليمية

ناقش الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأميركي ماركو روبيو آخِر التطورات والمستجدات على الساحة الإقليمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الالتزام بضوابط الزي المدرسي سيكون جزءاً من البيئة التعليمية (واس)

السعودية: إلزام طلاب الثانوية بالزي الوطني

ألزمت وزارة التعليم السعودية طلاب المدارس الثانوية الحكومية والأهلية السعوديين بالتقيد بالزي الوطني (الثوب والغترة أو الشماغ)، وبارتداء الثوب لغيرهم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الهيئة دعت إلى الاستفادة من القواعد بصفتها إحدى صور العدالة الرضائية (الشرق الأوسط)

السعودية تقرّ قواعد إجراء التسويات مع مرتكبي جرائم الفساد

صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالموافقة على قواعد إجراء التسويات المالية مع مرتكبي جرائم فساد من ذوي الصفة الطبيعية أو الاعتبارية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق توفّي ناصر الصالح عن 63 عاماً (إكس)

رحيل ناصر الصالح المُضفي على الأغنيات أعذب الألحان

كسا الموسيقار السعودي ناصر الصالح بموهبته اللافتة كثيراً من الأغنيات بأعذب الألحان، وبثَّ فيها نَفَساً من عبقريته، فكتب شهرتها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مشروع «درب الهجرة»... تجربة استثنائية عبر 5 مواقع مرَّ بها الرسول عليه السلام

مسجد قباء وهو أول مسجد بُني في الإسلام (هيئة تطوير المدينة)
مسجد قباء وهو أول مسجد بُني في الإسلام (هيئة تطوير المدينة)
TT
20

مشروع «درب الهجرة»... تجربة استثنائية عبر 5 مواقع مرَّ بها الرسول عليه السلام

مسجد قباء وهو أول مسجد بُني في الإسلام (هيئة تطوير المدينة)
مسجد قباء وهو أول مسجد بُني في الإسلام (هيئة تطوير المدينة)

يُسهم مشروع «درب الهجرة النبوية» وتجربة «على خُطاه» التي تُحاكي الدروب التاريخية التي سلكها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في تقديم تجربة استثنائية لضيوف الرحمن من مختلف دول العالم، لمعرفة الأثر الإيماني للهجرة، والمواقع التي مرَّ بها الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم– خلال هذه الرحلة المباركة.

المسجد النبوي الذي يفد إليه ملايين المسلمين من العالم (هيئة تطوير المدينة)

ووفق معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» عن المواقع الـ5 التي ستُثري جوانب من قصص الهجرة؛ فقد شملت «موقع غار ثور، وادي قديد وخيمة أم معبد، قصة سراقة (وادي كلية)، وقصة السقيا عند وادي القاحة، وموقع مسجد قباء»، سجَّلت جميعها المسار التاريخي للرسول –صلى الله عليه وسلم– إبان خروجه من مكة المكرّمة متّجهاً إلى المدينة المنوّرة.

وتبلغ المواقع الأثرية في المدينة المنوّرة نحو 1382، بالإضافة إلى نحو 47 مسجداً تاريخياً احتضنتها المدينة منذ هجرة النبي –صلى الله عليه وسلم–، منها مسجد قباء الذي يُعدّ أول مسجد بُني في الإسلام، والذي أمر خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، بتوسعته وتطويره لرفع الطاقة الاستيعابية؛ إذ تُقدَّر مساحة التطوير بـ50 ألف متر مربّع لاستيعاب 66 ألف مصلٍّ.

في هذا السياق، قال المدير العام للتواصل المؤسّسي والاستراتيجي، والمتحدّث الرسمي لهيئة تطوير منطقة المدينة المنوّرة، بندر ناقرو، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ هدف المبادرة تطوير المواقع التاريخية التي مرَّ عليها النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم– وصاحبه أبو بكر الصدّيق –رضي الله عنه– في أثناء رحلة الهجرة وتهيئة الطرق المؤدّية إليها، وتمكين المسلمين الراغبين في التعرّف على تفاصيل الهجرة النبوية والمشي على خطى النبي –صلى الله عليه وسلم– من خوض هذه التجربة بطرق ووسائل مختلفة.

وأضاف أنّ المشروع يُسهم في تحقيق عدد من الأهداف المشتركة بين مختلف الجهات المُشاركة؛ من أهمها توثيق درب الهجرة النبوية بشكل دقيق والتعريف به محلّياً ودولياً، كذلك تطوير أبرز المواقع والمَعالم وجَعْلها نقطة جذب، مع تهيئة المناطق الرئيسة ضمن درب الهجرة، وخَلْق معالم مناسبة لاستضافة ضيوف الرحمن وإثراء تجربتهم.

وعن المصادر التي ارتكز عليها المشروع، أجاب متحدّث الهيئة أنّ المصدر الرئيس كان دارة الملك عبد العزيز، كاشفاً المواقع الـ5 التي أُدرجت ضمن الهجرة.

المساجد الـ7 التي شهدت عملية تطوير (هيئة المدينة)

وكان أمير منطقة المدينة المنوّرة، الأمير سلمان بن سلطان، قد أطلق مشروع «درب الهجرة النبوية»، وتجربة «على خُطاه»، وذلك في حفل حضره نائب أمير منطقة مكة المكرّمة، الأمير سعود بن مشعل، وعدد من المشايخ والمسؤولين، بجوار جبل أحد.

وأكد الأمير سلمان أنّ السعودية تُولي المدينتين المقدّستين عناية خاصة في إطار رعايتها للحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، مشيراً إلى المشروعات التطويرية فيهما، وما يُحيط بهما من مواقع تاريخية، ضمن جهود الدولة لتعزيز ارتباط الزوّار بالسيرة النبوية، والإسهام في إثراء رحلتهم، وتعميق تجربة زيارتهم للبلاد.

وشهدت المدينة المنوّرة نقلة نوعية وضعتها على قائمة أفضل 100 وُجهة سياحية عالمياً لعام 2024، وفق تقرير صادر عن «يورومونيتور إنترناشونال»، وذلك بعدما تربَّعت على صدارة المدن السعودية، وحلّت في المرتبة الخامسة خليجياً، والسادسة عربياً، والسابعة على مستوى الشرق الأوسط، إضافةً إلى المرتبة 88 عالمياً، معتمداً في ذلك على تقييم 55 مؤشراً موزّعةً على 6 محاور رئيسة؛ تشمل الأداء الاقتصادي والتجاري، والأداء السياحي، والبنية التحتية، والسياسات الجاذبة للسياح، والصحة والسلامة، والاستدامة.

مسجد أبو بكر الصدّيق الذي جرى تطويره (هيئة المدينة)

بلغة الأرقام، فقد أدّى أكثر من 19 مليون مصلٍّ الصلاة في مسجد قباء بالمدينة المنوّرة منذ بداية عام 2024، وفق إحصائية لهيئة التطوير، فيما استقبل مسجد ميقات ذي الحليفة بالمدينة المنورة منذ بداية 2024 أكثر من 10 ملايين زائر لمدينة الرسول –صلى الله عليه وسلم– وضيوف الرحمن الذين ينوون العمرة والتوجّه إلى المسجد الحرام بمكة المكرّمة.

بالعودة إلى مشروع «درب الهجرة»؛ تشير الأحاديث والكتب التاريخية إلى أنّ الرسول –صلى الله عليه وسلم– اتّفق مع صاحبه أبي بكر الصدّيق على الهجرة، وكان النبي –صلى الله عليه وسلم– يعلم أنّ الطريق التي سيسلكها ستتَّجه إليها الأنظار، فغيَّر وُجهته من الشمال باتجاه المدينة، إلى الطريق الواقعة جنوب مكة والمتّجهة نحو الغرب، حتى بلغ جبلاً يُعرف بجبل ثور.

مسجد عثمان بن عفان (هيئة تطوير المدينة)

وانطلق المُشركون يبحثون عنه وعن صاحبه، بعدما افتقدوهما في مكة، حتى وصلوا إلى غار ثور، وكانوا على مقربة منهما. مكث النبي –صلى الله عليه وسلم– هناك 3 ليالٍ حتى انصرفوا عنه، ثم خرجا من الغار ليلة غرّة ربيع الأول من السنة الـ14 من النبوّة، وانطلق معهما عبد الله بن أريقط وهو دليلهما، وعامر بن فهيرة يخدمهما ويعينهما.

وعندما أدركت قريش أنّ الرسول –صلى الله عليه وسلم– خرج من مكة، وضعت الجوائز والهبات لكل مَن يُحضره وصاحبه، فبلغت قيمة الجائزة 100 من الإبل، وتمكّن سراقة بن مالك من الوصول بفرسه إليهما ولما دنا منهما، عثرت به فرسُه حتى سقط، فامتطاها ثانيةً وانطلق نحو النبي –صلى الله عليه وسلم–، فسقطت به مرة أخرى، ليعلم حينها أنّ شيئاً غريباً يحصل، وأنهما قد حُفظا بأمر الله، فطلب منهما الأمان، وعاهدهما بأن يُخفي أمرهما، وإذا به يُفاجأ بين يدي النبي –صلى الله عليه وسلم–، ويقول له «كيف لك يا سراقة إذا سُوِّرتَ بسوارَي كسرى»، وتحقّق ذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

وسُجلت «قديد» في التاريخ على أثر الواقعة التي حدثت لأم معبد مع الرسول –صلى الله عليه وسلم–، عندما مرَّ بخيمتها، فسُئلت إن كان لديها لبن أو لحم يشترونه منها، ولم يجدوا عندها شيئاً، وقالت: «والله لو كان عندنا شيء ما أعوزكم القرى»، فنظر رسول الله –صلى الله عليه وسلم– إلى شاة في كسر الخيمة خلَّفها الجهدُ عن الغنم، فسألها: «هل بها من لبن»، فأجابت: «هي أجهد من ذلك»، فردَّ: «أتأذنين لي أن أحلبها»، فقالت: «نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت حلباً فاحلبها»، فدعا بالشاة ومسح ضرعها -وفي رواية وظهرها وسمّى الله- فتفاجّت ودرّت، ودعا بإناء فحلب فيه وسقى القوم حتى رووا، وسقى أم معبد حتى رويت.