«ريّس بيك» يعيد «كوكب الشرق» إلى الحياة بموسيقى إلكترونية

من خلال حفل «أجمل ليالي» في دار أوركسترا باريس الفيلهارمونية

وائل قديح وفريقه «غرام وانتقام» يكرّمون أم كلثوم في باريس (وائل قديح)
وائل قديح وفريقه «غرام وانتقام» يكرّمون أم كلثوم في باريس (وائل قديح)
TT
20

«ريّس بيك» يعيد «كوكب الشرق» إلى الحياة بموسيقى إلكترونية

وائل قديح وفريقه «غرام وانتقام» يكرّمون أم كلثوم في باريس (وائل قديح)
وائل قديح وفريقه «غرام وانتقام» يكرّمون أم كلثوم في باريس (وائل قديح)

على مدى 90 دقيقة سيُتاح لجمهور حفل «أجمل ليالي» سماع أم كلثوم كما لو كانت في عزّ مشوارها الغنائي، وهي تنشد «أنت عمري» و«أنا في انتظارك» وغيرها مع موسيقى الهيب هوب والبوب والجاز. وذلك في دار أوركسترا باريس الفيلهارمونية في 30 يناير (كانون الثاني) الحالي.

يحيي الحفل الفنان اللبناني وائل قديح المشهور بـ«ريّس بيك» مع فرقته «غرام وانتقام»، وذلك في ذكرى مرور 50 عاماً على رحيل أم كلثوم.

أم كلثوم في باريس بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيلها (وائل قديح)
أم كلثوم في باريس بمناسبة مرور 50 عاماً على رحيلها (وائل قديح)

ويشير وائل قديح في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحفل يستقدم أم كلثوم من الزمن الماضي إلى عالمنا الموسيقي اليوم. ويوضح: «استطعنا بواسطة الذكاء الاصطناعي فصل صوتها عن الموسيقى التي كانت تقدمها. ومن دون أوركسترا، استخرجناه ليُنشد الأغنيات نفسها مع موسيقى إلكترونية».

ويوضح وائل أن هدفه من إقامة الحفل بهذه الطريقة، هو التذكير بعمالقة الفن العربي: «رغبت في أن أُحدث صدمة عند الناس وأوصل صوتها وكلام أغنياتها لتجذب جيل اليوم. أدرك تماماً أن هناك من سينتقدني ويوجّه الملامة لي، ولكنني متمسك بإبراز وجوه الفن العربي على اختلافها. ومن يفضّل أم كلثوم بنسختها الأصلية، يمكنه الاستماع إليها في بيته، أما في حفل (أجمل ليالي)، فيسافر معها إلى عالمٍ موسيقي متجدد، ويبتعد كل البعد عن النمط العادي والكلاسيكي. فمهمة نقل أم كلثوم إلى عالمنا اليوم ليست بالأمر السهل، ولكنها من دون شك تربط بين زمنين وأجيالٍ متتالية. كما تذكّرنا بأصالة الفن العربي العريق. فقلة من جيل اليوم تعرفه أو تتذكره».

ينوي وائل قديح إقامة «أجمل ليالي» في بيروت قريباً (وائل قديح)
ينوي وائل قديح إقامة «أجمل ليالي» في بيروت قريباً (وائل قديح)

يعرف وائل قديح أن ما يقوم به هو مهمة محفوفة بالخطر. ولكنه صمّم على تنفيذها لأنه يصفها بالضرورية. ويتابع: «لن أغيّر في أسلوب أم كلثوم الغنائي. ولذلك حافظنا على لعبة التكرار والتطويل نفسها. فكوكب الشرق اشتهرت بإعادتها مقاطع من أغنياتها أكثر من مرة. لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أنها كانت تعتمد التغيير فيها. وهنا تكمن أهمية أم كلثوم وسبب تميّزها عن غيرها».

في أغنية «ألف ليلة وليلة» سيستمتع الحضور بسماعها لنحو 30 دقيقة. ويضيف «ريّس بيك»: «بيد أننا سنعتمد في كل جزءٍ منها، نمطاً موسيقياً مختلفاً، فنجمع ما بين البوب والهيب هوب و(تريو هوب). ويُساهم في هذا التنوع عزف مهدي حداد على العود الكهربائي. وهو من العازفين النادرين على هذه الآلة».

إعادة إحياء الفن الأصيل بغلاف حديث ينبع عند وائل من حنينه لوطنه الأم لبنان. فعندما يحدثك عن مشاعره تجاهه يأخذك إلى لحظة ارتشاف القهوة على شرفة بيته. «لكل شيء نكهته الخاصة في وطني، وعندما أتذكر فنجان القهوة الصباحي أشمّ رائحته لا شعورياً. وتعود بي الذكريات إلى تلك الصبحيات، يرافقها صوت فيروز. وأنا في باريس حيث أقيم، أحاول توليد اللحظة نفسها، بيد أن نكهتها تبقى خاصة ومميزة في بيروت».

من مفاجآت حفل «أجمل ليالي» استِضافته تانيا صالح. «هناك مفاجآت عدّة تتخلّل الحفل. الفنانة تانيا صالح ستُقدم أغنيتين لأم كلثوم. في حين أن المغنية المغربية أم الغيث ستنشد أغنية (أنا في انتظارك ملّيت)».

وإضافة إلى أغنيات أم كلثوم بصوتها وأخرى مع الفنانات الضيفات، يأخذنا الحفل إلى نوستالجيا الزمن الجميل. وذلك في توليفة بصرية تتألف من صور لأفلام قديمة لأم كلثوم ومقابلات أجريت معها. ومن ضيوف هذه الأمسية أيضاً إريك تروفاز عازف الـ«ترومبيت».

ترتكز حفلات وائل قديح على الفنين البصري والسّمعي (وائل قديح)
ترتكز حفلات وائل قديح على الفنين البصري والسّمعي (وائل قديح)

مهمة وائل على الخشبة تتمثل بالعزف على الـ«كي بورد». وكذلك زميله جوليان بيرودو، المتخصص في الموسيقى الإلكترونية، في حين ينفرد مهدي حداد بالعزف على آلة العود الكهربائية. وتتولى جوان باز مهمة الإخراج الغرافيكي للحفل.

وعن سبب اختيار أم كلثوم لتكريمها في حفل خاص يردّ قديح: «قد يكون غاب عن بال كثيرين أهمية هذه الفنانة. إذ لا يمكن مقارنتها لا بماريا كالاس ولا باديث بياف. فقد أفرزت حالة فنية لا تُشبه غيرها. كما تملك قوة الصوت والأداء ومتعمقة في دراسة المقامات، ولديها القدرة على الارتجال بإمكانيات صوتية لا تُضاهى».

وينوّه وائل بالدورين النسائي والسياسي اللذين لعبتهما كوكب الشرق خلال مسيرتها. «لقد ساهمت في رفع شأن المرأة فنياً وجماهيرياً، وتصدّرت حينها النساء مشهد حفلاتها. كما لعبت دوراً سياسياً عندما اشترطت لإقامة حفلها الغنائي في أولمبياد باريس أن يعود ريعه لمساعدة الجيش المصري». ويستطرد قديح: «لقد انشغلنا بأوجه العنف والأزمات ونسينا الأصالة والموسيقى الشرقية وأهميتها في العالم؛ لذلك نُقيم هذا الحفل لإعادة كل هذه العناصر إلى الواجهة وإعطائها حقها».

وائل الذي يقف وراء الفكرة يُعدّ من أهم مغني الراب و«الهيب هوب» في الشرق الأوسط. انتقل إلى إنتاج الموسيقى الإلكترونية وعرضها في حفلات طالت مسارح «متحف اللوفر» في أبوظبي ومركزي «فيلارموني» و«بومبيدو» في باريس. وفي مارس (آذار) المقبل يحيي حفلات غنائية ضمن مهرجانات فنية تقام في مدينتي غرونوبل وباريس الفرنسيتين. ومن المتوقّع أن يقيم حفل «أجمل ليالي» في بيروت خلال الصيف المقبل.

يصف قديح الحفل بالثلاثي الأبعاد؛ كونه يتألف من ثلاثة محاور. «إنه يسلط الضوء على البعد الفني الذي تميزت به كوكب الشرق. وكذلك على البعد الاجتماعي ودور المرأة الأساسي فيه. كما يتضمّن بُعداً ثالثاً يتمحور حول حقبات عاشتها أم كلثوم، فدخلت السياسة من بابها العريض بعدما صارت وجهاً تقتدي بآرائه نساء عربيات».

ويختم صاحب لقب «ريّس بيك» بقوله: إن «الحفل كناية عن لحظات شاعرية نعيشها مع نصوص أغنيات أم كلثوم وصوتها، فنذهب برحلات في شوارع بيروت والقاهرة ودمشق وكأننا لم نغادرها يوماً».


مقالات ذات صلة

لطيفة: ألبومي المقبل سيكون الأهم في حياتي

الوتر السادس أشادت لطيفة بفكرة التريو الغنائي الذي قدمته خلال توزيع جوائز النسخة الأولى من {بيلبورد عربية} (حسابها على {إنستغرام})

لطيفة: ألبومي المقبل سيكون الأهم في حياتي

شوَّقت الفنانة التونسية لطيفة جمهورها العربي لألبومها الجديد الذي يجمعها بالموسيقار اللبناني زياد الرحباني، الذي من المقرر أن يُطلق بعد شهر رمضان المقبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الوتر السادس تتسلّح بالصبر والنفس الطويل كي تجتاز أي صعوبات تواجهها (جوانا بو نصر)

جوانا بو نصر: «لمّا تعرّفت عليك» تشبهني

من خلال عزفها على آلة الغيتار التي ترافقها بصوتها العذب، شقّت جوانا بو نصر طريقها الفني، فحققت عبر حسابها على «تيك توك» ما يفوق المليون ونصف متابع.

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس أحدث إصداراته ألبوم {زي زمان} ويتطلع لتقديم دويتو مع المطربة سميرة سعيد ({الشرق الأوسط})

هيثم نبيل لـ«الشرق الأوسط»: الغناء يسبق التلحين بقائمة أولوياتي

يجمع الملحن والمطرب المصري هيثم نبيل بين الغناء ووضع الموسيقى التصويرية والألحان وكتابة الأغاني، كما يقوم بكتابة سيناريوهات الأفلام

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق يغنّي «ولا شي» ويعزف على الغيتار حسرةَ حُبِّ مَن يرحلون (فيسبوك رامي عياش)

رامي عياش... الموج مؤقت والفنّ ثابت

لا يقصد رامي عياش أن يُقال عنه إنه «مختلف»، وبتعبير هذه الأيام «لا يجاري تريند» بمعنى السهولة وإهمال الذوق، فهو يمتهن الرصانة بدافع الوفاء لأصالة الفنّ.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق شكَّلت الشقيقتان نينا وريدا بطرس حالة فنية خاصة في فترة التسعينات (أرشيف الفنانتين)

نينا وريدا بطرس... حان وقت العودة

كيف أمضت الشقيقتان نينا وريدا بطرس السنوات التي ابتعدتا خلالها عن الأضواء؟ وهل تتجهَّزان لعودةٍ غنائية تسترجعان فيها شعبية التسعينات؟

كريستين حبيب (بيروت)

لصوص يسرقون مرحاضاً ذهبياً قيمته 6 ملايين دولار «في 5 دقائق»

المرحاض الذهبي المسروق (بي بي سي)
المرحاض الذهبي المسروق (بي بي سي)
TT
20

لصوص يسرقون مرحاضاً ذهبياً قيمته 6 ملايين دولار «في 5 دقائق»

المرحاض الذهبي المسروق (بي بي سي)
المرحاض الذهبي المسروق (بي بي سي)

سرق لصوص مرحاضاً مصنوعاً من الذهب الخالص بقيمة 4.8 مليون جنيه إسترليني (نحو 6 ملايين دولار) من قصر بلاينهايم في «غارة جريئة» استغرقت 5 دقائق فقط، وفق أقوال ذُكرت أمام المحكمة ونقلتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وتم توصيل المرحاض وتشغيله بكامل طاقته كجزء من معرض فني في المنزل الريفي الضخم الكائن بمقاطعة أوكسفوردشاير في جنوب شرقي إنجلترا في سبتمبر (أيلول) 2019.

ونفى مايكل جونز (39 عاماً) من أكسفورد تهمة السطو. كما دفع متهمان آخران ببراءتهما من تهمة «التآمر لنقل ممتلكات» بطريقة إجرامية. وقيل للمحكمة الواقعة في أكسفورد إن المرحاض «قد تم تفتيته على الأرجح» و«لن تتم استعادته قط».

بدوره، قال المدعي العام جوليان كريستوفر للمحكمة إن «عصابة مكونة من 5 أفراد في سيارتين اقتحمت بوابات قصر بلاينهايم المغلقة في الساعات الأولى من يوم 14 سبتمبر 2019 واقتحمت المبنى بمطارق ثقيلة». وتُركت المطارق في مكان الحادث.

وأضاف كريستوفر أن جونز التقط صورة قبل نحو 17 ساعة من سرقة المرحاض أثناء وجوده في المكان «في إطار عملية استطلاع للتجهيز للسطو». وأشار كريستوفر إلى أن المداهمة استغرقت 5 دقائق فقط.

واستطرد: «لم يتم استرداد العمل الفني مُطلقاً. ويبدو أنه تم تقسيمه إلى كميات أصغر من الذهب ولن تتم استعادته قط».

واعترف رجل رابع يسمى جيمس شين ويبلغ 40 عاماً بالذنب في جريمة السطو وجريمة نقل الممتلكات بصورة الإجرامية والتآمر لفعل الشيء نفسه في أبريل (نيسان) 2024، حسبما أُبلغ المحلفون.

وكان المرحاض المصنوع من الذهب عيار 18 قيراطاً جزءاً من معرض للفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان، الذي يتم عرض أعمال له في القصر. وكان وزن المرحاض 98 كيلوغراماً وتم التأمين عليه بمبلغ 6 ملايين دولار.

وقال المدعي العام إن سلسلة من الرسائل النصية والصوتية و«لقطات الشاشة» تم اكتشافها على هواتف المتهمين، أظهرت تفاوضهم على سعر بيع الذهب المسروق.

وتم بناء القصر قبل أكثر من 300 عام، وهو أحد مواقع التراث العالمي لـ«اليونيسكو»، وكان مسقط رأس السير ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الراحل.