وجدت دراسة أميركية أنّ فرض ضرائب على المشروبات المُحلَّاة بالسكر في بعض مدن كاليفورنيا أدّى إلى نتائج إيجابية تمثَّلت في انخفاض مؤشر كتلة الجسم بين بعض الفئات السكانية، خصوصاً الشباب.
وأوضح الباحثون من جامعة كاليفورنيا أنّ هذه الدراسة تضيء على أهمية التدخّلات السياسية في تحسين الصحة العامة. ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «غاما نتورك».
وتحتوي المشروبات المُحلَّاة بالسكر على كميات كبيرة من السكر المضاف، مثل: المشروبات الغازية، والعصائر المُحلّاة، وتعدّ من أبرز العوامل التي تُسهم في زيادة الوزن والسمنة بسبب محتواها العالي من السعرات الحرارية التي تفتقر إلى الفوائد الغذائية. ويؤدّي استهلاكها المُفرط إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية من دون الشعور بالشبع، ما يُسهم في تراكم الدهون بالجسم.
وهذه المشروبات تُشكّل خطراً على الصحة العامة لارتباطها بعدد من الأمراض المزمنة مثل: السمنة، ومرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية. كما أنّ تناولها بشكل مستمرّ يمكن أن يؤثّر سلباً في مستوى الطاقة ويسبّب اضطرابات في مستويات السكر بالدم؛ ما يزيد مخاطر الإصابة بأمراض أخرى.
وأُجريت الدراسة على أكثر من مليون شخص بالغ تتراوح أعمارهم بين 20 و65 عاماً، واستمرّت من الأعوام 2009 إلى 2020. واستخدم الباحثون بيانات السجلات الصحية الإلكترونية لمقارنة متوسط مؤشر كتلة الجسم قبل تطبيق الضرائب في 4 مدن بولاية كاليفورنيا وبعده؛ مثل: بيركلي وأوكلاند وسان فرنسيسكو، التي خضعت للضريبة، مقارنة مع مدن مشابهة لم تُفرض فيها هذه الضرائب.
وأظهرت النتائج انخفاضاً طفيفاً في متوسط مؤشر كتلة الجسم لدى فئات سكانية معينة، وعلى رأسها الشباب (20-39 عاماً)، إذ سجَّلت هذه الفئة أكبر نسبة انخفاض، تليها النساء. يُعد هذا الانخفاض ملحوظاً، نظراً إلى أنّ هذه الفئة العمرية تمثّل المستهلك الأكبر للمشروبات المُحلَّاة بالسكر.
وسجَّلت بيركلي، أول مدينة في الولايات المتحدة تُطبّق ضرائب على المشروبات المُحلَّاة بالسكر في 2015، انخفاضاً في متوسط مؤشر كتلة الجسم بمقدار 0.16 نقطة؛ مما يشير إلى نجاح السياسة فيها مقارنة بالمناطق الأخرى.
وقال فريق البحث إنّ نجاح بيركلي في تحقيق انخفاض في متوسط مؤشر كتلة الجسم يُعدُّ دليلاً على أنّ الضرائب يمكن أن تكون فعّالة إذا نُفِّذت بشكل جيد، مع توجيه الموارد لتحسين الصحة العامة.
وأضاف الباحثون أنّ النتائج تدعو صنَّاع القرار إلى استخدام هذه السياسات بشكل استراتيجي، مع التركيز على تصميم برامج تُكمل هذه الضرائب، مثل حملات التوعية الصحية وتحسين الوصول إلى البدائل الصحية.
ومع ذلك، دعا الفريق إلى إجراء بحوث مستقبلية لفهم الآليات الكامنة وراء هذا التأثير بشكل أفضل، ولتطوير استراتيجيات تضمن تحقيق العدالة في النتائج الصحية المرتبطة بهذه السياسات.