ضغط الدم المنضبط يحد من التدهور العقلي

ضغط الدم المنضبط يساعد على تحسين جودة حياة كبار السن (جامعة أكسفورد)
ضغط الدم المنضبط يساعد على تحسين جودة حياة كبار السن (جامعة أكسفورد)
TT
20

ضغط الدم المنضبط يحد من التدهور العقلي

ضغط الدم المنضبط يساعد على تحسين جودة حياة كبار السن (جامعة أكسفورد)
ضغط الدم المنضبط يساعد على تحسين جودة حياة كبار السن (جامعة أكسفورد)

كشفت دراسة أميركية عن أن السيطرة المكثفة على ضغط الدم تُسهم في تقليل خطر الإصابة بالتدهور العقلي والخرف لدى البالغين الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم.

وأوضح الباحثون من جامعة ويك فوريست، أن النتائج تُظهر أهمية العلاج المكثّف لضغط الدم بصفتها استراتيجية لتقليل خطر التدهور العقلي في كبار السن، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «Neurology».

وضغط الدم المرتفع هو حالة طبية تتمثّل في ارتفاع مستمر في ضغط الدم داخل الشرايين؛ مما يزيد من عبء العمل على القلب والأوعية الدموية.

إذا لم يُعالج بفاعلية فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية. وتزداد شدة هذه الحالة مع تقدم العمر، مما يجعل كبار السن أكثر عرضة للإصابة بها نتيجة التغيرات الطبيعية في الجسم.

وشملت الدراسة أكثر من 9 آلاف مشارك من كبار السن، فوق 50 عاماً، ممن يعانون ارتفاع ضغط الدم، وينتمون إلى أكثر من 100 موقع في الولايات المتحدة وبورتوريكو. وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين، الأولى تلقت علاجاً طبياً مكثفاً استهدف خفض ضغط الدم الانقباضي إلى أقل من 120 مم زئبقي، فيما تلقت المجموعة الأخرى علاجاً تقليدياً استهدف خفض ضغط الدم الانقباضي إلى أقل من 140 مم زئبقي.

وتمّت متابعة المشاركين لمدة 7 سنوات، وشملت الدراسة تقييمات معرفية دورية أُجريت عبر المقابلات الشخصية والهاتفية، وتمّ تصنيف المشاركين حسب مدى تعرضهم للتدهور المعرفي.

وأظهرت النتائج أن التحكم المكثف في ضغط الدم لمدة 3 سنوات ونصف السنة يقلّل بشكل كبير من خطر التدهور المعرفي أو الخرف، حتى بعد التوقف عن العلاج. كما كانت المجموعة التي تلقت العلاج المكثف أقل عرضة لتطوير التدهور المعرفي مقارنةً بالمجموعة التقليدية.

ورصدت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في معدلات التدهور المعرفي الخفيف، وكذلك في المعدلات المركبة التي تشمل التدهور المعرفي والخرف المحتمل.

ووفق الدراسة، يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تلف الأوعية الدموية في الدماغ؛ ما يعوق تدفق الدم ويحرم الدماغ من الأكسجين والمغذيات الضرورية لوظائفه العقلية. لذا، فإن علاج ضغط الدم المرتفع تُعد استراتيجية فعّالة للحفاظ على الصحة العقلية والوقاية من التدهور العقلي لدى كبار السن.

وأشار الباحثون إلى أن نتائج الدراسة تقدّم دليلاً إضافياً على أهمية التحكم المكثف في ضغط الدم بصفته إجراء وقائياً طويل الأمد ضد التدهور العقلي.

ودعوا الفريق إلى تبني استراتيجيات أكثر صرامة لإدارة ضغط الدم؛ مما يساعد على تحسين جودة حياة كبار السن، ويطيل فترة حياتهم النشطة، ويقلل من مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.

كما شدد الفريق على أن التدهور المعرفي يُعد من أبرز أسباب فقدان الاستقلالية لدى كبار السن، مما يبرز أهمية الرعاية الوقائية المكثفة لتحسين نوعية حياتهم.


مقالات ذات صلة

ما الوقت المثالي للحصول على نوم عميق؟

صحتك النوم يمكن أن يصبح أكثر صعوبة مع التقدم بالعمر (أرشيفية - أ.ف.ب)

ما الوقت المثالي للحصول على نوم عميق؟

على عكس الاعتقاد السائد، فإن النوم المبكر لا يعني بالضرورة صحة أفضل. إليك أفضل وقت للحصول على نوم عميق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ارتبط تناول كميات أكبر من المكسرات والحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والأسماك بانخفاض خطر الوفاة لأي سبب (أرشيفية - رويترز)

تعرف على أفضل الأطعمة وأسوؤها لإطالة العمر

تكشف الأبحاث الجديدة عن كيفية تأثير اختياراتك الغذائية على عمرك الافتراضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك النوم يحسن القدرة على حل المشكلات المستهدفة التي لم يكن من الممكن حلها في البداية (أرشيفية- رويترز)

دراسة: القيلولة تعزز من قدرة الدماغ على حل المشكلات

أشارت دراسة جديدة إلى أن القيلولة بعد الظهر تعزز مهارات حل المشكلات في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك براعم البروكلي تحتوي على مركَّب يساعد على ضبط سكر الدم (جامعة أوساكا متروبوليتان)

مركَّب في البروكلي للوقاية من السكري

وجدت دراسة سويدية أنّ مركَّباً طبيعياً في براعم البروكلي قد يساعد في تحسين مستويات السكر بالدم لدى الأشخاص الذين يعانون مقدّمات السكري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
آسيا رجل يغطي وجهه أثناء ركوبه دراجة وسط الغبار والتلوث في أحمد آباد في الهند (أ.ب)

كلنا تقريباً نتنفس هواءً ملوثاً... إليك ما يمكنك فعله

الهواء الذي نتنفسه في كثير من الأحيان لا يكون نقياً على الإطلاق. فماذا نفعل؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

حبسته 20 عاماً... أميركي يستخدم ورق الطباعة ومعقم اليدين للهروب من زوجة أبيه

الشرطة تقتاد كيمبرلي سوليفان بعد اتهامها بخطف وإساءة معاملة ابن زوجها (أ.ب)
الشرطة تقتاد كيمبرلي سوليفان بعد اتهامها بخطف وإساءة معاملة ابن زوجها (أ.ب)
TT
20

حبسته 20 عاماً... أميركي يستخدم ورق الطباعة ومعقم اليدين للهروب من زوجة أبيه

الشرطة تقتاد كيمبرلي سوليفان بعد اتهامها بخطف وإساءة معاملة ابن زوجها (أ.ب)
الشرطة تقتاد كيمبرلي سوليفان بعد اتهامها بخطف وإساءة معاملة ابن زوجها (أ.ب)

كان جانبا بابه مُؤمَّنين بألواح خشبية وقفل لمنعه من الخروج من غرفته، ويتذكر أنه لسنوات، لم يكن يُقدَّم له سوى شطيرتين - بيض أو تونة، أو زبدة فول سوداني - وكمية قليلة من الماء يومياً، في المخزن الذي احتُجز فيه.

لكن بعد ذلك، طوّر خطة في رأسه: ورق طباعة لإشعال النار، ومعقم لليدين كوقود، وولاعة.

في 17 فبراير (شباط)، استجابت فرق الطوارئ لبلاغات عن حريق منزل في واتربري، بولاية كونيتيكت الأميركية، وفقاً لشرطة المدينة.

وهناك، عثروا على امرأة وابن زوجها البالغ من العمر 32 عاماً. قالت الشرطة إن زوجة الأب، كيمبرلي سوليفان، تمكنت من الخروج سالمة.

واحتاج الرجل، الذي تأثر باستنشاق الدخان وتعرضه للنيران، إلى المساعدة. وسرعان ما اعترف للشرطة بأنه أشعل الحريق عمداً.

وبعد نحو عقدين من الزمن، أراد حريته، كما أخبرهم، وهو يروي قصة جحيمية وردت في مذكرة توقيف حصلت عليها شبكة «سي إن إن»، والتي تصف حياة «الأسر والإساءة والتجويع».

تحدث فريد سبانيولو، قائد شرطة واتربري، للصحافيين يوم الخميس، موضحاً كل ما تعلمه المحققون منذ تعاملهم مع الحريق: «ثلاثة وثلاثون عاماً من إنفاذ القانون، هذه أسوأ معاملة إنسانية شهدتها في حياتي».

وتابع: «لا يزال من الصعب حقاً التحدث عن هذا... أرتجف لمجرد التفكير في أن شخصاً ما سيُعامل بهذه الطريقة من قِبل أحد أفراد أسرته، أو أحد والديه، أو ولي أمره».

وأُلقي القبض على سوليفان، البالغة من العمر 56 عاماً، يوم الأربعاء وتواجه تهماً، بما في ذلك الاعتداء والخطف والقسوة، وفقاً للشرطة. في المقابل، قال محاميها إن الادعاءات الموجهة إليها «باطلة تماماً».

وأوضح المحامي يوانيس كالويديس: «لم يكن محبوساً في غرفة. لم تقيده بأي شكل من الأشكال. لقد وفرت له الطعام. ووفرت له المأوى. إنها مندهشة من هذه الادعاءات».

كيمبرلي سوليفان تحضر جلسة استماع (أ.ب)
كيمبرلي سوليفان تحضر جلسة استماع (أ.ب)

«الضحية رقم 1»

تشير السجلات إلى أن كل شيء بدأ قبل نحو عقدين من الزمن.

يتذكر الرجل، المعروف الآن باسم «الضحية رقم 1»، في سنواته الأولى أنه كان جائعاً، ويتسلل من غرفته ليلاً بحثاً عن شيء يأكله أو يشربه.

وعندما بلغ الصف الرابع، أوضح أنه كان يطلب الطعام من الآخرين، أو يسرقه، أو يلتقطه من القمامة.

وبعد العثور على أغلفة طعام في المنزل، بدأ يُحبس في غرفته. في النهاية، أخرجته زوجة أبيه من المدرسة نهائياً، ولم تسمح له بمغادرة غرفته إلا للقيام بالأعمال المنزلية، وفقاً لمقابلات الشرطة.

كان هذا هو الروتين «كل يوم تقريباً»، وفقاً للإفادة.

وأخبر الشرطة بأنه لم يُسمح له أبداً بتكوين صداقات، ولم يُسمح له بالاستمتاع إلا في عيد الهالوين. آخر مرة ذهب فيها لجمع الحلوى كان في الثانية عشرة من عمره. كان يرتدي زي رجل إطفاء.

قال إن لأختيه غير الشقيقتين أصدقاء، لكن لم يُسمح لهم بدخول المنزل. وأفاد للشرطة: «لقد أُبقيتُ سراً طوال حياتي».

أبلغت مدرسة الصبي إدارة شؤون الأطفال والأسر بالولاية، وفقاً للوثيقة، وبينما كان في الصف الرابع، زار متخصصو الخدمة الاجتماعية بالولاية المنزل مرتين، للاطمئنان على صحته.

وكشف الرجل أن سوليفان طلبت منه أن يدّعي أنه بخير.

منزل كيمبرلي سوليفان في واتربري بكونيتيكت (أ.ب)
منزل كيمبرلي سوليفان في واتربري بكونيتيكت (أ.ب)

وأكد رئيس الشرطة أن الشرطة زارت المنزل مرتين: الأولى عام 2004 بناءً على طلب الإدارة لأن الأطفال الذين يعرفون الصبي لم يروه. وأخطأ سبانيولو في المؤتمر الصحافي عندما قال إن زيارتي الشرطة جرتا عام 2005، لكنّ متحدثاً باسم شرطة واتربري أكد لاحقاً لشبكة «سي إن إن»، أن الضباط اتصلوا بالعائلة في 1 أبريل (نيسان)، و18 من الشهر نفسه عام 2004.

وقال سبانيولو، الذي تولى قيادة الشرطة عام 2018: «كان المنزل نظيفاً». وأضاف أن العناصر تحدثوا مع الصبي في ذلك الوقت، ولم يجدوا ما يدعوهم للشك في أن «أي شيء آخر غير طفولة طبيعية» كان يحدث داخل المنزل.

وعندما زاروا المنزل مرة أخرى، طلبت العائلة تقديم شكوى تحرش ضد أعضاء المنطقة التعليمية المحلية الذين استمروا في الإبلاغ عنهم.

22 ساعة من الحجز يومياً

عندما كان الصبي في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة من عمره، ذهب مع والده للتخلص من نفايات الفناء، وفقاً للإفادة. كانت تلك آخر مرة يغادر فيها العقار، مع أنه كان يُسمح له بالخروج من غرفته الصغيرة يومياً لمدة تتراوح بين 15 دقيقة وساعتين، وفقاً لقائد الشرطة.

وأضاف القائد أنه بعد عودته إلى الغرفة، استخدم «آلية مُعقدة» ابتكرها بنفسه للذهاب إلى الحمام. وأُجبر على قضاء حاجته في زجاجة، ثم كان يُخرج البول من خلال ثقب في إطار نافذة.

وقال سبانيولو إنه لم يجرؤ على فتح النافذة نفسها خوفاً من الانتقام.

وأخبر الرجل الشرطة بأنه كان يخشى أن يُحبس في غرفته لفترة أطول، وأن يُحرم من طعامه أكثر. وجاء في مذكرة التوقيف أن سوليفان أخبرته بأنه «تحت طائلة الموت، يجب ألا يراني أحد».